رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حقيقة «المؤامرة السعودية الإماراتية» لاسقاط أردوغان في الانتخابات التركية

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


صحيفة مقربة من الديوان الملكي تصف الرئيس التركي بالوغد والطربوش العثماني

سر اجتماع عسكريين من الرياض وأبو ظبي بقيادات سوريا الديمقراطية

«حسن»:لا استبعد وجود دور سعودي إماراتي لإسقاط الرئيس التركي

 

مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المبكرة، المزمع إجرائها هذا الشهر، لا حديث في وسائل الإعلام التركية الناطقة باسم الحكومة التركية، وحزب العدالة والتنمية إلا عن المؤامرة العربية الغربية الأمريكية لإسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه الانتخابات.

هذه الاتهامات تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين تركيا وكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين توترا شديدا،  بسبب دعم تركيا لقطر، ولجماعة الإخوان المسلمين، وتقاربها مع إيران، بالإضافة إلى ما يسمونه الأطماع العثمانية في الوطن العربي.

وهذا ما أكدته تصريحات الأمير محمد بن سلمان، الذي قال فيها، بأنه يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية، وأن تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة، والجماعات الإرهابية التي تحاصرها الدول العربية.

كما هاجمت صحيفة "عكاظ" المملوكة للدولة والمقربة من الديوان الملكي السعودي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصنفة إياه ضمن ما أسمتهم بالأوغاد الثلاثة"، في إشارة إلى أردوغان وأمير قطر والرئيس الإيراني.

واعتبرت الصحيفة السعودية أن الأطماع التركية وأطماع «الوغد» العثماني الحاكم لا تختلف كثيراً عن الأطماع الإيرانية، واصفة الرئيس التركي بـ"الطربوش" الذي يحاول إعادة مشروع الإمبراطورية العثمانية التركية، إلى جانب بسط النفوذ التركي على السعودية.

كما كشفت صحيفة “الديار” اللبنانية عن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر السعودية من الإقدام على أي عمل عسكري ضد قطر، مؤكدة بأن “أردوغان” وجه تحذيرا شديد اللهجة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن تركيا ستضرب السعودية في حال تعرضت لقطر.

الليرة

بعد الهبوط الحاد لسعر الليرة التركية، وجهت الرئيس التركي أصابع الاتهام إلى دولتين عربيتين بالوقوف وراء ضرب الليرة، حيث قال الرئيس التركي، أن هبوط سعر الليرة ناتج عن «مؤامرة ضد تركيا»، مطالبا المواطنين الأتراك إلى "إفساد" هذا المخطط عبر تحويل ما بحوزتهم من عملات أجنبية إلى الليرة التركية.

 نفس الأمر كرره وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي قال أن "هناك بلدين مسلمين وراء هذه الحملة سيفصح عنهما لاحقا.

وسائل الإعلام التركية قالت أن الدولتين المقصودتين هما، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

مقاطعة السياحة التركية

دشن نشطاء سعوديون وإماراتيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعوا الخليجيين إلى مقاطعة السياحة التركية.

حملة مقاطعة السياحة التركية ركزت على مجموعة من النقاط لحث المتابعين على الامتناع عن قضاء العطلة في إسطنبول، وغيرها من المدن التركية، ونشرت مقاطع فيديو معدة بشكل موحد للحديث عن فساد الشرطة والاحتيال على الخليجيين، وانتشار السرقة، والحقد العثماني على العرب.

قوات سعودية إماراتية على حدود تركيا

قام عسكريون من السعودية والإمارات والأردن بزيارة قاعدة عسكرية تابعة للتحالف الدولي في منطقة خراب عشق بريف عين العرب كوباني شمالي سوريا، التقوا خلالها قياديين بقوات سوريا الديمقراطية، الذين تصنفهم أنقرة على قوائم الإرهاب.

وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الزيارة تهدف لتأسيس وحدات عربية في المنطقة، نواتها فصيل الصناديد أحد الفصائل المنضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لتشكل الوحدات إحدى القوى العسكرية في «قوات حرس حدود» سبق أن أعلنت مصادر أنها ستنشأ في الفترة المقبلة بتمويل سعودي.

عن هذا الموضوع يقول الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن حظوظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة كبيرة، مستبعدا وجود مؤامرة عربية لإسقاط أردوغان كما يزعم الإعلام التركي، لاسيما في ظل العلاقات الطيبة بين تركيا وكل من المملكة العربية السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن هناك توتر في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، بسبب علاقة تركيا بروسيا، ودور تركيا في سوريا وبعض القضايا الإقليمية الأخرى التي لا تلقى قبولا من الولايات المتحدة، لافتا إلى أن توتر العلاقة بين أمريكا وتركيا لن يكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات التركية، ولن تؤدي إلى سقوط حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، بسبب النقلة النوعية التي أحدثها الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية في كل مناحي الحياة في تركيا، لاسيما في الجانب الاقتصادي، وهذا يجعل الانتخابات محسومة سلفا للرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية.

واستبعد «غباشي»، سقوط اردوغان في هذه الانتخابات، لعدة أسباب منها، أن هناك ثلاث أحزاب رئيسية في الساحة التركية هي بالترتيب من حيث القوة، العدالة والتنمية، والحركة القومية، والشعب الجمهوري، وهناك شبه توافق تام بين الحركة القومية والعدالة والتنمية، مشيرا إلى أن حزب الحركة القومية أعلن دعمه للرئيس التركي في هذه الانتخابات، مستبعدا نجاح أي مرشح علماني دون دعم التيار الإسلامي.

 

من جانبه يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن موقف الرئيس التركي في الانتخابات القادمة حرج للغاية لعدة أسباب منها، تأكل الانجازات الاقتصادية التي حققها خلال فترة حكمه الأولى والثانية بسبب طول فترة بقاءه في السلطة، وتمثل ذلك في ارتفاع نسبة البطالة والتضخم وهبوط سعر صرف الليرة وتراجع السياحة، التصفيات الداخلية المبالغ فيها التي يقوم بها ضد حركة فتح الله غولن، لاسيما وأن هذه الحركة تيار إسلامي معتدل يؤمن بالإسلام الديمقراطي، وكان له ثقل كبير في الاقتصاد التركي، بالإضافة إلى التضييق على الحريات، كل ذلك أدى لزيادة رقعة المعارضة ضد أدروغان وحزب العدالة والتنمية. 

وأضاف «حسن»، أن أردوغان فشل في تنفيذ نظرية رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلوا، بجعل مشاكل تركيا مع محيطها الخارجي صفر، مشيرا إلى أن الرئيس التركي له مشاكل مع دول كثيرة الآن، مثل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات وسوريا والاتحاد الأوربي، وبالتالي هو وسع من رقعة المشاكل بين تركيا ودول العالم، وهذا أثر على شعبيته في الداخل بالسلب، مما دفع شريحة كبيرة من الشعب التركي إلى رفع شعار« حان وقت التغيير».

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأحزاب الرئيسية في تركيا بدأت البحث عن مرشح قوي لكي ينجح من الجولة الأولى، أو على الأقل يدخل مرحلة الإعادة، ولم يستبعد وجود دور سعودي إماراتي في الانتخابات التركية القادمة لمحاولة إسقاط أردوغان وإبعاد تيار الإخوان المسلمين عن الحكم، أو حركة فتح الله غولن للسلطة، مشيرا إلى أن الأزمة القطرية أثرت على العلاقات السعودية التركية، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل غير راضيتان عن الموقف التركي من القدس ومن الكثير من قضايا المنطقة.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن نجاح أي مرشح أخر في هذه الانتخابات لابد وأن يحظى بدعم التيار الديني في تركيا، أو على الأقل يكون متصالح معه، مشيرا إلى أن أي مرشح علماني لا يستطيع الاعتماد على التيار العلماني وحده في هذه الانتخابات.