رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أبرزهن «سماح» في «أيوب».. «المرأة» في دراما رمضان.. «خاينة» و«قليلة الأصل» و«قاتلة»

سماح في أيوب
"سماح" في "أيوب"


طارق الشناوي: المسلسلات حققت رقمًا قياسيًا في تشويه صورة المرأة


بعد مرور أكثر من أسبوعين على الموسم الرمضاني، وعلى الرغم من الإشادة التي نالها العديد من مسلسلات الشهر الكريم، إلا أن صناع هذه المسلسلات قدموا صورة مهينة للمرأة في أعمالهم؛ فكانت، من وجهة نظرهم، إما "مستبدة" أو "نصابة" أو "خائنة"، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين.


جاء مسلسل "أيوب" على رأس القائمة؛ إذ قدمت الفنانة أيتن عامر دور "سماح" شقيقة "أيوب" وهو الفنان مصطفى شعبان، لتضرب به مثالًا في الأنانية و"قلة الأصل"؛ فهي لا تهتم أو تبحث إلا عن مصلحتها الشخصية، حتى لو على حساب أقرب الناس إليها.


"سماح"، والتي كانت سببًا في دخول شقيقها السجن؛ بسبب كتابته "شيكات" بمبالغ مالية ضخمة؛ لتجهيزها، لم تكترث بحبسه، بل إنها احتفلت بزفافها على "منصور" وهو الفنان محمد دياب في الوقت نفسه، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة والدتها حزنًا وقهرًا على ابنها.


وعلى الرغم من علم "سماح" بوفاة والدتها، نفس يوم فرحها، إلا أنها استكملت زفافها وكأن شيئًا لم يكن.


كذلك قدم المسلسل الفنانة مريهان حسين في صورة الزوجة "الخاينة"؛ إذ تخلت عن زوجها في محنته، ووافقت على الزواج من "حسن الوحش" وهو الفنان محمد دياب، بإيعاذ من "سماح"، كما رضخت لطلبه بكتابة ابنها من "أيوب" باسمه، مقابل أن يُطلق "منصور" "سماح".


في سياق متصل، احتوى مسلسل "ضد مجهول" على عدة نماذج سلبية للمرأة؛ أبرزها شخصية "مايا"، التي قدمتها الفنانة روجينا؛ إذ ظهرت في صورة المرأة المتسلطة والمهيمنة على زوجها "عصام" وهو الفنان أحمد سعيد عبد الغني، التي تستخدم كافة الألاعيب للانتقام من طليقة زوجها "مهندسة الديكور ندى وصفي" وهي الفنانة غادة عبد الرازق.


بل إنها قامت بتلفيق تهمة خطف ابنها "زياد" لـ"ندى"؛ بسبب كرهها لها؛ إلا أن الأحداث كشفت أنها هي من خططت وخطفت الطفل.


كما أوضحت الحلقات مدى الاضطهاد الذي تعرضت له "ندى" على يد زوجها الأول، ورفضه لعملها، ومحاولاته المستمرة في حرمانها من ابنتها "ريم"، فكانت هي الزوجة المغلوبة على أمرها، التي اختارت الطلاق والانفصال عنه؛ بسبب كثرة الخلافات والمشاكل الزوجية بينهما.


الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، والاضطهاد لم يقف عند النفسي فقط، لكنه امتد ليشمل الجنسي أيضًا، حتى زادت الجرعة عن الحد المعقول؛ بدءًا من نظرة رجل الأعمال، الذي يعمل مع "مايا" إلى جسد "ريم"، وحتى اغتصاب "حمدي" وهو الفنان محمد دياب، لها، وقتلها على يده في الحلقة الرابعة من المسلسل.


فيما عرض مسلسل "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، هو الآخر، أكثر من مثال سيئ للمرأة؛ الأول كان من خلال "كاميليا" وهي الفنانة زينة، بعدما كشفت الأحداث بطريقة "الفلاش باك" عن تورطها في جريمة قتل.


والثاني من خلال الفنانة حنان سليمان، والتي تُجسد دور الزوجة المستبدة، التي لا تفعل شيئًا سوى أن تأمر لتُطاع، فضلًا عن معاملتها السيئة لزوجها "الضرير"، وسعيها لحبسه، حتى يترك لها المنزل.


الأمر لم يختلف كثيرًا في مسلسل "ليالي أوجيني"؛ والذي قدمت فيه الفنانة أمينة خليل دور "كاريمان"، التي قتلت زوجها "إسماعيل" وهو الفنان خالد كمال، بعدما ضربته بآلة حادة على رأسه، فـ سقط قتيلًا في بركة دماء.


وعلى الرغم من أن "كاريمان" فعلت ذلك؛ دفاعًا عن نفسها من ضرب زوجها، الذي أخبرها بأنه هرب ابنتهما "ليلى" إلى باريس دون علمها، فجن جنونها وصرخت في وجهه، حتى انهال بالضرب عليها، إلا أن النتيجة في النهاية جعلتها "زوجة قاتلة".


الفنانة هيفاء وهبي، ظهرت في مسلسل "لعنة كارما"، في شخصية "نصابة"؛ إذ تستخدم كل الحيل من أجل الإيقاع بضحاياها داخل شباكها، معتمدة في ذلك على مظهرها الخداع وإطلالتها الأنيقة، التي تُشعر من أمامها بأنها "سيدة أعمال" من الطبقة الراقية بالمجتمع.


وأيضًا ظهرت الفنانة شيرين، وهي تساعد "كارما" في عمليات النصب التي تقوم بها، ليُقدم صورة عن المرأة بأنها "مُحتالة".


من جانبه، قال الناقد طارق الشناوي لـ"النبأ" إن ما تقدمه الدراما التلفزيونية في رمضان، هذا العام، ليس جديدًا، مضيفًا أن مسلسلات الموسم الرمضاني الماضي حقق رقمًا قياسيًا في تشويه صورة المرأة.


وتابع أن الإصرار على تقديم هذه الصورة السيئة عن المرأة، سيؤثر سلبًا عليها في الواقع في المجتمع، بجانب أن ذلك ينقل صورة غير حقيقية عنها للعالم في الخارج.


كما وصف "الشناوي" ما تفعله المسلسلات بأنه نوع من "العنف ضد المرأة"؛ موضحًا أن العنف ليس جسديًا فقط، ولكنه يشمل كل "أذى نفسي".


وأشار إلى أنه يجب على صناع المسلسلات أن يهتموا، ولو قليلًا، بصورة المرأة في الأعمال التي يقدمونها، وأن يعطوها حقها، بدلًا من الألفاظ الخارجة والمشاهد الفاضحة التي تزدحم بها الشاشات.