رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«قصة آية».. هذا الصحابي أول من يجلس بين يدي الله للخصومة يوم القيامة

تدبر القرآن - أرشيفية
تدبر القرآن - أرشيفية

«أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».. أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بتدبر القرآن وفهم معانيه، والآيات في ذلك كثيرة منها قوله تعالى: « إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون».

واهتم المشايخ والعلماء بتفسير القرآن وأفردوا في ذلك مجلدات؛ مؤكدين أنه فرض على كل مسلم تدبر القرآن وفهمه ومعرفة الأوامر والنواهي والهدف من نزول الآيات.

ونظرًا لأن رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، ويعد من أكثر الأوقات التي يقبل خلالها المسلمون على قراءة كتاب الله مستغلين فرصة فتح أبواب الجنة للتقرب أكثر من الخالق يحرص موقع «النبأ» على عرض قصص وأسباب نزول بعض الآيات على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حتى يتسنى لقارئ القرآن فهمه وتدبر معانيه.

قصة اليوم تدور حول فريقين اختصموا في ربهم، فريق مؤمن وهم كل من: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، والآخر مشرك وهم: شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.

وقد تبارز الفريقان في غزوة بدر، وكان من عادة العرب قبل بدء المعركة أن يخرج أفضل المقاتلين وأشجعهم من كل فريق فيتبارزوا، وهو ما حدث حيث خرج عتبة، وأخوه شيبة وابنه الوليد فقالوا: « من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن من يبارزنا من أعمام بني عبد المطلب».

فقال رسول الله - صل الله عليه وآله وسلم: « قم يا حمزة، قم يا عبيدة، قم يا علي» فبرز حمزة لعتبة، وعبيدة لشيبة، وعلي للوليد، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي الوليد، وقتل عبيدة شيبة، وضرب شيبة رِجلَ عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي حتى توفي بالصفراء.

فنزل قول الله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ* يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ* وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ*  كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} سورة الحج: 19-22.

ثبت في الصحيحين عن أبي ذر أنه كان يقسم قسمًا أن هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر [هذا لفظ البخاري في كتاب التفسير].

وقد روى البخاري عن علي بن أبي طالب أنه قال: « أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة»، قال قيس: وفيهم نزلت: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.