رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

غرائب وعجائب سلاطين المماليك في شهر رمضان

النبأ


شهد عصر سلاطين المماليك العديد من الطرائف والغرائب والنوادار والعجائب خاصة في شهر رمضان " النبأ" من جانبها رصدت عددا كبيرا من هذه العجائب لسلاطين المماليك خلال شهر رمضان وعلي مدار فترة حكمهم فالبداية في عصر السلطان برقوق اضطربت القاهرة اضطرابا كبيرا عندما ثبت ظهور الهلال فى منتصف النهار تقريبا !! و نادى قاضى الشافعية بالإمساك بعد أن كان الغذاء وضع على الموائد ،و أسرع السلطان فطرد مدعويه، وأمر برفع الصحاف ،و أعلن الصيام ، و لم يكن باقيا على المغرب سوى عدة ساعات !!

وفى عصر السلطان ” الغورى” حدثت صراعات حادة بين الجراكسة و شيوخ الأزهر حول استطلاع الهلال، فأعلن الوالى والجراكسة أنهم رأوا الهلال وكبر الناس وأوقدوا المشاعل، فصاح المشايخ غاضبين: ” أطفئوا المصابيح يا حرافيش، أتصدقون الجراكسة وتكذبون العمائم؟ فأطفأ الناس المشاعل، فعاد الجراكسة ومعهم مزيد من الجند وأصروا على رؤية الهلال، فأوقد الناس المشاعل، فصاح المشايخ ” أيعلمنا الجراكسة أمور ديننا ؟ ” فأطفأ الناس المشاعل .
فتصاعد الموقف  أمسك أحد الجراكسة بذقن أحد المشايخ، فما كان منه سوى رفع "المركوب" و ضربه، واشتبكت الأيدى حتى انتقل الصراع لقلعة السلطان، الجراكسة غاضبين والمشايخ بعباءاتهم الممزقة، فوضع السلطان فى موقف حرج فليس هناك أى أثر للهلال فى السماء ،و لكنه إن خذل الجراكسة خذلوه ، أما المشايخ فبالنسبة له " مقدور عليهم " ، لذا وافق على رأى الجراكسة ، و باتت القاهرة مقسومة " صائمة و مفطرة " !!

وفى عهد السلطان " الناصر أبى السعادات " أشاع فى المدينة " أن يكون العيد فى الغد سواء رأوا الهلال أم لا " ، حتى أنه أراد عزل القاضى ، لخوفه من الاعتقاد السائد فى هذا الوقت انه عندما يحل العيد يوم جمعة ، و يدعى للخليفة من فوق المنابر مرتين ، مرة فى خطبة صلاة العيد ، ومرة فى خطبة صلاة الجمعة ، فالدعاء للخليفة مرتين " علامة " على نهاية السلطان !!! و رغم إصرار السلطان ، و لكن لم يظهر الهلال و صام الناس الخميس ، و عيدوا الجمعة و دعوا للخليفة مرتين ، و على السلطان مرتين !! و استجاب الله للدعاء.

و كان عندما يرفع الناس للسلطان الغوري شكواهم ، كان يرد على المشايخ قائلا : "الخزائن فارغة يا مشايخ ، و الجند طلباتهم كثير "، فيتوسل المشايخ للسلطان الغورى :" و الناس مساكين و عيالهم كثير " فيهمهم السلطان " العيال لا يملكون إلا البكاء ، و لكن الجند يلعبون بالسيوف و المكاحل يا مشايخ !!! ".

وفي عصر السلطان " برقوق " أعلن فى أول ليلة من ليالى رمضان أن يحضر بين يديه كل من لديه شكوى من الشعب و كان أول من قام بذلك بين سلاطين المماليك ، ففتحت أبواب القصر و امتلئ بأصحاب الشكايا .

في حين أن السلطان " أشرف أبو المعالى " طلب من المشايخ " فتوى لإفطار رمضان " ، فسرد عليه القاضى المالكى أحكام الصوم و مبيحات الافطار ، و لكن ليس منها ما يبيح للسلطان الإفطار ، فغضب السلطان قائلا :" أنا مريض يا مشايخ ، ضعيف ". لكن المشايخ لم تقتنع بحجة السلطان ، و لكنه كان مصرا على أن يحصل على عذر شرعى للإفطار ، و لم يجبه المشايخ برغم من توعدات السلطان و إغراء الوزير لهم ، حتى اهتدى أحد المشايخ إلى حل، واقترح على السلطان أن يسافر ، ففى السفر عذر شرعى للإفطار ، و فى اليوم التالى أعلن السلطان سفره لتفقد قلاع الإسكندرية و دمياط ثم يرحل بعد ذلك إلى الشام.

وأما السلطان ” قلاوون ” فهو أول من زاد فى أعطية شهر رمضان ، فأمر بأن يفرق على العلماء و الفقهاء مبلغا إضافيا لعيالهم ، و استمر ذلك طوال فترة حكمه . عندما فكر السلطان " الأشرف شعبان " بالقيام بالمثل، اكتشف سرقة الخزينة السلطانية،  اختفاء 20 ألف من الدنانير الذهبية ، و اهتز القصر لتلك الفعلة ، فالخزانة فى غرفة السلطان نفس ، و لم يكن منه سوى الشك في خدمه و عبيده ، فاعترف الجميع على محظيته الأثيرة ” خوند سوار باى ” ! و تم سجنها و ضربها بالسياط و خرجت من السجن و هي كهلة و قد فقدت السمع و لا أحد يدرى إن كانت هي من سرقت النقود حقا أم لا !!!

وفى عهد السلطان ” الغورى ” قبض على رجل وهو في حالة سكر إثر شربه للخمر فى عز نهار رمضان ، فضرب بالمقارع و ” جرس ” فى شوارع القاهرة ، كما قبض على رجلين و امرأة يشربون الخمر فى حديقة الأزبكية ، ففرت المرأة ، و طيف بالرجلين فى المدينة و هما يبكيان ، بينما عندما قبض على مجموعة من الأروام و الجراكسة بنفس الفعل ، وقع السلطان فى حرج لأن بينهم أبناء الأعيان !!!