رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

برنامج عملى للاستفادة من رمضان.. والحصول على الثواب «الكامل»

المصريون في رمضان
المصريون في رمضان


كيف نستقبل شهر رمضان؟ سؤال يفرض نفسه على جميع المسلمين عامة، والمصريين خاصة، ويحرص البعض على اتباع عدد من الطقوس الدينية الخاصة، في حين يتجاهل البعض الآخر القيام بأي نوع من الاستعدادات، ويحرص على اتباع نفس المعاصي التي كان يقوم بها في باقي الشهور، مع الاهتمام فقط بعدم الأكل والشرب.


وقدمت اللجنة الفقهية بالأزهر الشريف دراسة دينية كاملة عن كيفية الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم، في النقاط التالية:


أولا: الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان

الدعاء لله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر بعد رمضان أن يتقبل منهم رمضان، وكان يحيى بن أبي كثير يقول: “اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا”. فندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه، لأنه قد يبلغك رمضان وأنت مصرٌّ على معصيته!! يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ”إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنس أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه! وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه، لذلك يسن إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ”اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ”.


ثانيا: الفرح والابتهاج

يستحب للمسلم أن يظهر الفرحة برمضان، بأن يكون بالطاعة والعبادة والقرآن:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات، وتنزل الرحمات. وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله ”لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ”.


وتخيل ضيف عزيز عليك لم تره منذ سنة وجاء إليك فماذا أنت فاعل له؟!! فأين الترحيب بالعمل الصالح؟!!!


ثالثا: الإقلاع عن الذنوب

فالقلوب مملوءة بالسواد والظلمة طوال العام من أثر الذنوب والمعاصي، سب وشتم وغيبة ونميمة ونظر إلى حرام وشرب محرم وغل وحقد وحسد ونفاق وشقاق وسوء أخلاق وأكل حرام وفعل المنكرات، وكل ذلك سبب في سواد القلب، فيجب أن نخلى القلب ونجليه ونطهره من هذه الآثام والظلمات، قبل أن نحليه بالعبادة والطاعة، فلا يجوز إدخال القرآن والصلاة والذكر على مثل هذه القاذروات، حتى نطهر القلب منها، فهكذا القلب يحتاج إلى تخلية قبل التحلية.


فلا بد من الإقلاع عن الذنوب التي عشقناها طول العام، انزع نفسك من أوصاف الدنيا التي غرتك في سالف الأيام، اعتق رقبتك من أسر الهوى والآثام، حرر قلبك من سجون المادية الغليظة والأوهام، إذا صلحت بدايتك صلحت نهايتك، ومن صلحت بدايته صلحت نهايته، وإنه إذا أحسن البدء حسن الختام. إن لزوم الذنوب والمعاصي سبب لحرماننا من الطاعات ولا سيما في رمضان، جاء رجل إلى الحسن البصري – رحمه الله – وقال له يا أبا سعيد: أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم، ما سبب ذلك؟ فقال له الحسن: قيدتك ذنوبك، نعم – الذنوب والمعاصي – سببٌ للحرمان من كل خير.


رابعًا: صحبة الأخيار

ينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل: الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه.


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه]


خامسًا: وضع خطة وبرنامج عملي للاستفادة من رمضان

الكثيرون من الناس حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطًا دقيقًا لأمور الدنيا، ولكن قليلين هم الذين يخططون لأمور الآخرة، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة، ونسي أو تناسى أن للمسلم فرصًا كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات، فيضع المسلم له برنامجًا عمليًا لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى. يصلي الأوقات في المسجد جماعة، والتراويح بجزء، والمحافظة على صلاة الضحى، والتهجد، وصلة الأرحام، والإنفاق، وزيارة المرضى، وحضور الجنائز، وغير ذلك.