رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الشعب المصرى المُعلم

حمدى عمارة : عضو
حمدى عمارة : عضو اتحاد كتاب مصر

يتصف الشعب المصرى بالجَلد والصبر ، ولم يكن خاضعا ولا خانعا عبر التاريخ ، والجيش المصرى ليس مجرد شراذم لا تبغى سوى نهب خيرات البلاد ؛ كما يفترى الإخوان أعداء الدين والوطن : أولئك الذين يزيفون الحقائق ولا همّ لهم إلا تشويه وجه مصر والنيـْل منها شعبا وجيشا.

وتأبى الأمة ؛ إذ يلتحم صنواها لدحض إفكهم وافتراءاتهم وإحباط مخططاتهم ومؤامراتهم .

ومع ذلك فهم ماضون فى التحريض وتشويه الرموز ، ونشر الأكاذيب والأباطيل، وإثارة الشكوك وبثّ الفتن؛ ناهيك عن محاولاتهم المستميتة لشقّ الصف. لكم أبهر الشعب المصرى الدنيا بثوراته على الظلم والاستبداد، ودفاعه عن الحرية والحق والعدل والعيش فى عزة وإباء ، ويشهد التاريخ أنه مفجّر أول ثورة فى تاريخ الإنسان ؛ إبّان حكم " بيبى الثانى " : فرعون مصر سنة 2178 قبل الميلاد أى : منذ 4200 سنة ! . وقامت لتفشى الظلم واتساع الهُـوّة بين الطبقات. وثار إخناتون ـ أول من نادى بالتوحيد ضد الطقوس الوثنية التى استغلت الدين فى ظلم البشر وتأليه الحكام.

كما ثار المصريون ضد الهكسوس الغزاة، فخلعوهم من أرض مصر ، وطردوهم إلى عمق الصحراء . والتاريخ يُعيد نفسه ؛ فقديما أخذت مصر على عاتقها الدفاع عن الشرق ضد المغول والصليبيين . وهذه مصر أيضا تحارب الإرهاب نيابة عن العالم من أقصاه إلى أقصاه !.

وفى عام 1798تصدى الشعب للحملة الفرنسية فى ثورتى القاهرة ؛ علاوة على حركات التمرد والمقاومة بصعيد مصر والتى بلغ عددُها 23 حركة . وحملة فريزر عام 1807التى حاصرها أهل رشيد وانهالوا عليها ضربا من كل فج وأجبروه على الفرار ! ، وثورة 1919 الخالدة التى شاركت فيها كل فئات الشعب المصرى، فحققت استقلالًا نسبياً، وعبّدت الطريق لِقيام ثورة يوليو 1952التى حررت البلاد من النظام الفاسد والاستعمار الغاشم، كما ألهبت مشاعر الوطنية وبثـّت روح التحرر فى شعوب العالم الثالث .

وفى 25 يناير 2011 ثار الشعب وتم انتزاع السلطة وخلع الرئيس ؛ إذ ترك الحبل لزبانية جهنم الذين استباحوا ثروات البلاد وانشغلوا بمصالحهم وخططوا للتوريث !. وثار الشعب فى 30 يونيو 2013 واسترد السلطة ؛ بل استرد مصر من بين مخالب الإخوان الإرهابيين، وتمّ عزل كبيرهم ؛ !ذ استهدفوا مؤسسات الدولة، وعملوا لصالح الأهل والعشيرة، وكادوا أن يقسّموا مصر ويشرذموا جيشها وشعبها لصالح إسرائيل.

ومن الطبيعى أن ينحاز الجيش للشعب فى ثورتيه ويتبنى مطالبه ، وأن يتعاون مع الشرطة فى حماية الجبهة الداحلية فى شتى ربوع البلاد .

الشعوب بطبيعتها تمقت الظلم والقهر وتطمح لإقام العدل والحرية والعيش فى سلام ، وتثور لظلم الحاكم والرغبة فى التصحيح .

يقول جون لوك الفليسوف الإنجليزى : " إنّ الحُكم أمانة شعب لدى الحاكم ؛ يمكنه استردادها عند إساءة التصرف".

ويضيف :" الحاكم يتعهد بالحفاظ على حقوق الشعب فى الحرية والحياة الكريمة؛ فإذا لم يلتزم فمن حق الشعب أن يثور ضده دفاعاً عن النظام العام وليس بغرض تحقيق الرغبات الفردية ".

أى أن هدف الثورة :تحقيق النظام والأمن، وتحفيز السلطة الجديدة لمراجعة أخطاء السلف وإصلاحها. وها أنذا أقولها بملء فمى : الشعب المصرى أقدم وأعرق شعوب الأرض ومُعلم الدنيا بأسرها واسألوا شهود العيان : الأهرام وأبو الهول ومعبد الكرنك وأبو سمبل وتوت عنخ آمون : فهى لا تعرف الكذب ولا النفاق ولا الخداع ..

إسألوا شمبليون الذى عرف الهيروغليفية لغة الفراعين وفكّ رموز حجر رشيد.

اسألوا علماء الغرب : لماذا يبحثون ويفتشون وينقبون ؛ عمّا خطه ورسمه الفراعين على البرديات، وفوق جدران المعابد ؟! ؛ ليس إلا لهثا وراء الإنجاز الفكرى والإعجاز العلمى للمصرى القديم.. لقد عرفوا أنّ أرض مصر هى منبع الفكر والعلوم والفنون، وأنها منشأ الحضارة منذ عشرات القرون.. الشعب المصرى يثور فى الوقت المناسب ، وليس " عمّال على بطال "، وهو الوحيد الذى يقرر : متى وكيف يثور ؟.. من الصعب أن نُحصى الثورات التى قام بها الشعب المصرى.

وأقول للحاقدين الضالين :"موتوا بغيظكم" لن ينحنى الشعب المصرى ، وسيظل شامخا أبد الدهر ، وخسئ كل من تطاول على مصر .. وتحضرنى الحكمة التى تقول : " دع الكلاب تنبح والقافلة تسير " .