رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريو «حرب الوجود» بين الشيعة واليهود

خامنئي ونتنياهو
خامنئي ونتنياهو

«زاهر»: هدفها تقسيم المنطقة وابتزاز الدول العربية

تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين إسرائيل وإيران، على خلفية قيام تل أبيب بقصف قاعدة «التيفور» السورية، مما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين الإيرانيين.

فقد هدد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي بإزالة إسرائيل من الوجود، قائلا: «إن أيادينا على الزناد، والصواريخ جاهزة للإطلاق ضد إسرائيل، وإن أي حرب تشنها إسرائيل ستؤدي إلى زوالها»، مشيرا إلى أن القواعد الجوية الإسرائيلية في مرمى الجيش الإيراني ويمكن تدميرها بسرعة، متابعا:« إسرائيل تعيش في فم التنين، وأنه لن يكون للإسرائيليين مفر في حال اندلاع حرب، إلا البحر»، مؤكدا على أن إيران قادرة على استهداف المصالح الحيوية لأعدائها في أي مكان في العالم.

كما أكد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، على أن جريمة إسرائيل باستهداف مطار التيفور العسكري لن تبقى من دون رد.

في المقابل أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه منتبه للتهديدات الإيرانية، وأن الجيش الإسرائيلي، على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تطور، قائلا:«نسمع التهديدات، التي تأتي من إيران، لكن مقاتلو جيش الدفاع والأجهزة الأمنية مستعدون لجميع التطورات».

كما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إيران من محاولة اختبار قدرات الجيش الإسرائيلي في رده على عمل عسكري ضد بلاده.

ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله:« نسمع هذه التهديدات كثيرا منذ سنوات، ولم نتأثر بها على الإطلاق».

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي استنفار قواته في هضبة الجولان السورية المحتلة، وعلى حدود لبنان، تحسبا من رد إيراني محتمل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار «تيفور» العسكري في سوريا، وأسفرت عن مقتل عدد من العسكريين الإيرانيين.

في سياق متصل حذرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية من أن أي خطأ في الحسابات الإيرانية أو الإسرائيلية سيكون قاتلا.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب «ديفد غاردنر» قال فيه، إن التوترات في الشرق الأوسط حاليا أشد من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال «غاردنر»، إن إسرائيل لم تتدخل في الحرب السورية، باستثناء قصفها مخازن وقوافل الأسلحة الإيرانية في سوريا المتوجهة إلى حزب الله اللبناني، لكنها ظلت تقول طوال العامين الماضيين إنها سوف تشن حربها الخاصة في حالتين: الأولى إذا استمر حزب الله في بناء ترسانة من الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى العمق الإسرائيلي، والثانية إذا أقامت إيران أو حزب الله أو أي من المليشيات التابعة لإيران وجودا عسكريا دائما في سوريا، مشيرا إلى أن لا مبالاة إدارة ترمب وتهورها في الشرق الأوسط ستساعد في تقريب الحرب بين إسرائيل وإيران.

ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن أستاذ علوم الحرب في كلية «كينغز كوليج» البريطانية البروفيسور «لورنس فريدمان» قوله، أن المواجهات بين إسرائيل وإيران ستتواصل، إلا أن الطرفين يعلمان أن حربا شاملة ليست من صالحهما.

وقال فريدمان، إن «إيران وإسرائيل تشجبان بعضهما منذ وقت طويل، وعلينا الملاحظة أنهما ليستا عدوتين طبيعيتين، وبينهما مسافة 600 ميل، فلا توجد هناك نزاعات حدودية، وعندما يتم الحديث عن مستقبل بشار الأسد فكلاهما متفق على بقائه في الحكم، وهناك مخاوف مما سيحصل بعدما ينهار نظامه، مشيرا إلى أن إسرائيل وإيران أقامتا في أيام الشاه تحالفا استراتيجيا قائما على عدم الثقة بالدول العربية، فلم تطرد إيران اليهود، كما حصل مع دول عربية أخرى، وتدهورت العلاقات بعد الثورة الإسلامية عام 1979، التي التزم فيها النظام الجديد بالقضية الفلسطينية.

ويدعو الكاتب إلى عدم الخلط بين الخطابات النارية والتقدم نحو الحرب، مشيرا إلى أن مواجهة واسعة ستحمل معها مخاطر عظيمة لكل من إسرائيل وإيران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر أكثر من مرة من الخطر الإيراني على بلاده والعالم بعد سيطرتها على مساحة واسعة من الأراضي السورية، مؤكدا على أن إيران هي التحدي الأكبر في الشرق الأوسط.

كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، من أن إيران تسعى إلى السيطرة على العالم من خلال العدوان والإرهاب، مؤكدا على أن طهران تقوم بتطوير صواريخ باليستية للوصول إلى عمق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

كما سبق وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن إسرائيل لن تسمح للنظام الإيراني بوضع حبل حول عنقها، وستعمل إذا لزم الأمر ليس فقط ضد عملاء إيران الذين يهاجمون إسرائيل، بل ضد إيران نفسها، مشددا على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية.

كما يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي الإيراني، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الفترة القادمة، كما يأتي في ظل سعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إنشاء حلف عسكري يضم بعض الدول العربية وإسرائيل لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

 عن هذا الموضوع يقول اللواء محمود زاهر وكيل المخابرات الأسبق، أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل هو نوع من تقسيم المصالح، مستبعدا تماما نشوب حرب عسكرية بين الدولتين في الوقت الراهن بسبب لغة المصالح التي تربطهما، مشيرا إلى أن إسرائيل ليس في وضع يمكنها من الدخول في حرب مع إيران في الوقت الحالي، بسبب عدم حل القضية الفلسطينية والبحث عن مصالحها في سوريا والدول العربية التي تشهد صراعات مسلحة.

وأضاف «زاهر»، أن ما يحدث بين إيران وإسرائيل من حرب كلامية هو مجرد مشاكسة من أجل حصول كل منهما على حصته من التورتة السورية، مشيرا إلى أن هناك جانب ظاهر وجانب خفي في عالم السياسة، وبالتالي الحرب بين الدولتين غير وارد على الإطلاق، سواء مع مصر الذين يحاولون استنزافها أو مع إيران بسبب قوتها العسكرية، مؤكدا على أن أمريكا وإسرائيل وروسيا لن تسمح لإيران بإنتاج القنبلة النووية، لأنها تمثل تهديد مباشر لهم، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم القنبلة النووية الإيرانية من أجل تخويف دول الخليج وابتزازهم، للحصول على المزيد من الأموال منهم، لافتا إلى أن المستفيد الأول مما يحدث في الشرق الأوسط هي إسرائيل.

وتابع وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن الدول الكبرى تمارس لعبة «الشد والجذب»، من أجل تقسيم المنطقة العربية بينها، وهي لعبة سخيفة وواضحة، مشيرا إلى أن العرب لم يتعلموا مما يحدث، لافتا إلى أن هدف الولايات المتحدة والغرب الأول هو حماية إسرائيل، وجعلها القوى المهيمنة الأولى في المنطقة، مؤكدا على أن إسرائيل لن تكتفي بسوريا، بل ستسعى إلى وضع قدم لها في ليبيا واليمن، بعد أن استطاعت فرض الأمر الواقع في موضوع القدس.