رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

8 أسباب تكشف سر مقاطعة الشباب الانتخابات الرئاسية

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


عزوف عدد كبير من الشباب المصري عن المشاركة في الانتخابات الرئيسية الأخيرة للمرة الثانية على التوالي، رغم الجهود الحثيثة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فترة ولايته الأولى من أجل الشباب، أثارت الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام؟، ومن أهم هذه الجهود:


عقد عدد من المؤتمرات الوطنية للشباب على مستوى محافظات الجمهورية، شارك فيها الرئيس جميعها، دار حوارات مباشرة بينه وبين الشباب المصري، وناقشت الكثير من الملفات التي تهم الشباب، مثل تقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان والعلاقة بين ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية للشباب ورؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي ورؤية الشباب لربط منظومة التعليم مع سوق العمل وتأثير السينما والدراما في تشكيل الوعي الجمعي والأنماط السلوكية للشباب، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في القضاء على البطالة، وتحديات الدولة المصرية في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والحريات العامة في ظل التحديات الأمنية والهجرة غير الشرعية.


كما شارك السيسي في جلسات، الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب في انتخابات المحليات، ورؤية الشباب لإصلاح منظومة التعليم قبل الجامعي، وسبل تعظيم الاستفادة من إمكانات الدولة لإثراء النشاط الثقافي، وسبل تفعيل النشاط الرياضي بالمدارس والجامعات، ومسارات تعظيم الاستفادة من المشروعات القومية الكبرى، ودور الشباب في تقييم أداء تنفيذ رؤية مصر.


إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وهي تتبع رئيس الجمهورية مباشرة.


كما أكد الرئيس أكثر من مرة على مد يد العون للشباب، وأن الدولة المصرية صادقة في تمكين الشباب، وأن مصر الجديدة ماضية نحو المستقبل الذي يمثله الشباب.


كما اتخذ الرئيس مجموعة من القرارات لصالح الشباب، منها إصدار أكثر من عفو رئاسي، للعفو عن الشباب المحبوسين، وتخصيص 200 مليار جنيه لمشروعات الشباب، كما أطلق الرئيس عددا من المبادرات لصالح الشباب، منها مبادرة «تصميم وصناعة الإلكترونيات» ومبادرة «مبادرة التعليم التكنولوجي».


كما أطلق الرئيس البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والذي يهدف إلى تخريج قيادات شابة قادرة على تولي المسئولية والمناصب القيادية وفقا لأساليب الإدارة الحديثة.


كما قام الرئيس برعاية منتدى شباب العالم الذي عقد بمدينة شرم الشيخ ، حيث تم من خلاله مناقشة كل القضايا التي تهم الشباب، وتكليف اللجنة المنظمة للمنتدى لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويله إلى مركز دولي للحوار بين شباب العالم، وتكليف اللجنة المنظمة للمنتدى للتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة بانعقاد المنتدى سنويًا خلال شهر نوفمبر من كل عام في شرم الشيخ، وتكليف وزارات الثقافة والآثار والتعليم العالي والبحث العلمي والتخطيط لإنشاء مركز للابتكار الحضاري والثقافي لتفعيل آليات التعارف بين شباب العالم.


كما قام الرئيس بتكريم عدد كبير من شباب المبدعين والأبطال الرياضيين الحاصلين علي بطولات رياضية في مختلف الألعاب وفي مناسبات كثيرة.


وأولى الرئيس اهتماما كبيرا بالرياضة المصرية، وقام بتكريم منتخب مصر الأول بعد وصوله لكاس العالم التي سوف تقام في روسيا الصيف القادم.


ومن أهم التصريحات التي أطلقها الرئيس خلال فترة ولايته الأولى، والتي تؤكد على اهتمامه بالشباب: «لم أعد أشعر بالقلق على مستقبل البلد، وأن الشباب إذا حصل على الفرصة فسينطلق إلى آفاق جديدة من الابتكار والإبداع»، و قوله «مصر تتخذ إجراءات جادة لبناء الثقة مع الشباب، ودعمهم، لتجنب وصولهم لمرحلة الإحباط».


وقال الرئيس :«نحن في مصر لدينا رؤية تجاه شبابنا في مصر وشباب القارة الإفريقية، وإننا لسنوات مضت أغفلنا استدعاء هذا الدور ودعمه وتشجيعه، ولدينا في مصر تجربة عظيمة جدا استمرت سنة تقريبا، وكانت آخر فعالية تمت منتدى شباب العالم خلال الشهر الماضي»، وقوله :«إيماني بقدراتهم غير متناهي، وهو ما لمسته فيهم بمواقع العمل وبمؤتمرات الشباب، والوطن سينطلق بسواعدهم».


وأرجع بعض أعضاء مجلس النواب سبب عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات إلى اهتزاز ثقتهم في الحكومة، ووجود مرشحين اثنين فقط، ومعرفتهم أن النتيجة محسومة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك تخوين عدد كبير من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير.

 

في البداية يمكن تلخيص الأسباب التي دفعت قطاع كبير من الشباب عن عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة  في 8 أسباب كما جاء على لسان المصادر والخبراء هي: اهتزاز ثقتهم في الحكومة، غياب المنافسة الحقيقية، تخوين الشباب الذي شارك في ثورة 25 يناير، عدم توصيل إنجازات الرئيس إلى الشباب، اهتمام الشباب بلقمة العيش ومشاكله الاقتصادية، شعور الشباب بالإحباط وفقدان الأمل في المستقبل، الإخراج السيئ للعملية الانتخابية، مؤتمرات الشباب كانت إعلامية أكثر منها حقيقية.

 

يقول ثروت بخيت عضو مجلس النواب عن الشباب، إنه لا ينكر أن بعض الدوائر شهدت عزوفا من الشباب عن المشاركة في العملية الانتخابية، ولكن بنسب متفاوتة، مشيرا إلى أنه في دائرته في عين شمس شاركت كل الفئات بما في ذلك الشباب، كما أن نسبة المشاركة في دائرته وصلت إلى حوالي 75%.


وأضاف «بخيت» أن السبب الرئيسي في عزوف بعض الشباب عن المشاركة يعود إلى عدم توصيل الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إليهم، مشيرا إلى أن كل المشروعات الكبرى التي تحققت هي للشباب، لافتا إلى أن حل هذه المشكلة يتطلب وجود إعلام وطني يعمل لصالح مصر، مؤكدا على أن الجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل الشباب لم تحدث في تاريخ مصر، فالرئيس عبد الفتاح السيسي هو الوحيد الذي يتحدث مع الشباب ويصاحبهم.


ولفت عضو مجلس النواب إلى أن مؤتمرات الشباب، وتوفير فرص العمل، والبرنامج الرئاسي، وفتح معهد ناصر للعلوم العسكرية أمام الشباب، كلها إنجازات للشباب لم تحدث في تاريخ مصر المعاصر.

 

من جانبه يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن نسبة مشاركة الشباب في هذه الانتخابات كانت أقل من أي انتخابات سابقة في عهد الرئيس السيسي، لعدة أسباب منها، غياب المنافسة، وعدم الاهتمام، وإحساسهم بأن الثورة اختطفت منهم، وأن العملية الانتخابية تحولت إلى تحصيل حاصل، بعد التخلص من كل المنافسين الأساسيين مثل عنان وشفيق وخالد على، مؤكدا على أن الشباب أصبح يهتم بكل حقوقه، سواء الحقوق السياسية المتعلقة بالحرية والديمقراطية، أو الحقوق الاقتصادية، لكن حينما لا يجد صدى لدى النظام يكف عن المشاركة في الحياة العامة، مشيرا إلى أن مؤتمرات الشباب كانت مؤتمرات إعلامية أكثر منها مؤتمرات حقيقية، لافتا إلى أن الشباب الذين شاركوا في هذه المؤتمرات لا يمثلون نصف في المائة من شباب مصر، بالإضافة إلى أن  95% من الشباب لا يشارك ولا يهتم بهذا النوع من العروض الإعلامية، وبالتالي على النظام ألا يتوقع اهتمام الشباب بالمشاركة في أي انتخابات ما لم يكون هناك اهتمام حقيقي بالشباب من جانب الدولة، مطالبا الدولة بفتح المجال أمام كل السياسيين الذين تم إقصاءهم في السنوات الثلاثة الأخيرة.

 

وأضاف الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه قبل ثورة 25 يناير 2011 كان هناك ثلاثة فئات لا يشاركون في أي انتخابات هم، المرأة والأقباط والشباب، لكن بعد ثورة يناير تحمس هؤلاء للمشاركة، وبعد ثورة 30 يونيو أصبح الشباب مهتما بلقمة العيش وبمشاكله الاقتصادية أكثر من اهتمامه بالحقوق السياسية من انتخابات وخلافه، لافتا إلى أن قطاعا كبيرا من الشباب يشعر بالإحباط وفقدان الأمل في المستقبل ويريد أن يهاجر للخارج، وعندما أدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي ذلك بدأ في عمل مؤتمرات للشباب في المحافظات، وخصص عاما سماه «عام الشباب»، كما حاول التواصل معهم، ولكن يبدوا أنه لم ينجح، بالإضافة إلى أن إخراج العملية الانتخابية كان سيئا جدا، كما أن طريقة اختيار منافس للرئيس عبد الفتاح السيسي كانت سيئة.


وأكد «صادق» أن الشباب أصبح يهتم بالحقوق الاقتصادية أكثر من الاهتمام بالحقوق السياسية، محذرا من أن عزوف الشباب عن المشاركة في الشأن العام خطر على الدولة وعلى النظام لأن الشباب هم مستقبل مصر، مؤكدا أن هناك فئات كثيرة من الشعب المصري غير سعيدة وغير مبسوطة، وبعضهم شارك في الانتخابات، ولكنه أبطل صوته أو صوت للمنافس، كتصويت عقابي، وبالتالي هذه رسالة للنظام السياسي تقول أن الناس ليس كلها معك، وهذا يتطلب تحسين الاقتصاد والحريات والجو العام الفترة القادمة.