رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة السيسي في الولاية الثانية لـ«إنقاذ» المنطقة العربية من «الانهيار»

السيسي
السيسي


منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد وهو يحمل «الهم» العربي، ويبذل جهودًا مضنية لتوحيد الصف العربي، ووقف التدخلات الخارجية، وهو بذلك يسير على خطى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي صار رمزًا شعبيًا؛ بسبب جهوده الرامية لتوحيد الأمة العربية.


ويبدو أن هذه الجهود التي يقودها الرئيس ستستمر في الولاية الثانية التي سيعمل فيها الرئيس على «ملفات ساخنة» لوقف الانهيارات في الدول العربية.


ويقود الرئيس هذه الجهود، بجانب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي.


الرئيس والأمير

وتتمثل التحركات التي يقودها الرئيس لتوحيد الصف العربي في الاتفاق بينه وبين «بن سلمان» على خطة مشتركة تعتمد على تطوير وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي، فضلًا عن حل الأزمات السورية واليمنية والليبية، كما أكد الجانبان رفضهما القاطع التدخلات الإيرانية في الشئون العربية.


توحيد الجيش الليبي

كما يُعد توحيد الجيش الليبي على أولويات اهتمامات الرئيس في الولاية الثانية، وبذلت مصر جهودا كبيرة لتحقيق هذا الهدف، وتم عقد أكثر من لقاء بين الأطراف الليبية في القاهرة، وفي أخر لقاء أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري أن اجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية تواصل أعمالها في القاهرة، مؤكدا أنه تم الاتفاق على معظم البنود وبانتظار التوقيع على وثيقة الاتفاق برعاية مصرية.


العلاقة مع السودان

وخلال الفترة الماضية، توترت العلاقات بين مصر والسودان، ولكن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير، عملت على كسر الجمود في العلاقة بين البلدين، لاسيما أن القاهرة والخرطوم يجمعهما تاريخ وحضارة مشتركة وامتداد بشري متصل وعلاقات نسب وقرابة ومصاهرة، على حسب قول «السيسي».


حل القضية الفلسطينية

وأولى الرئيس اهتمامًا كبيرًا بحل القضية الفلسطينية من خلال رعايتها للمصالحة الفلسطينية، وتبنيها لما بات يعرف بـ«صفقة القرن»، فضلا عن جهود المخابرات في هذا الشأن.


كما كان للرئيس الفضل في وضع خطة شاملة لحل القضية الفلسطينية بالمشاركة مع أمريكا؛ حيث قال السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «ستجدني داعمًا لأي مساعٍ لإيجاد حل للقضية الفلسطينية في صفقة القرن، ومتأكد أنك تستطيع حلها».


حل أزمات سوريا واليمن

وضع الرئيس «5» محددات رئيسة لحل الأزمة السورية هي: احترام إرادة الشعب السوري، وإيجاد حل سلمي للأزمة، والحفاظ على وحدة الأرض السورية، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة أعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.


وأكد السيسي على موقف مصر من النزاعات في دول الجوار يقوم مبادئ أساسية هي: عدم التدخل في شؤون الآخرين، ودعم إرادة الشعوب، والحلول السلمية.


ويقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن جهود توحيد الصف العربي التي يقوم بها الرئيس يجب أن تشمل جميع الدول العربية، مشيرًا إلى أن السياسة المصرية تقوم على الحفاظ على هذه الكيانات العربية، بما يمكنها من الوقوف في وجه التدخلات الإقليمية والدولية، لافتًا إلى أنه بدون ذلك سيستمر مسلسل «تفتيت» الدول العربية.


وأضاف «حسن» أنه لتحقيق هذا الهدف هناك محاولات تبذل لتقريب وجهات النظر بين قطر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين قبل القمة العربية القادمة التي سيتم عقدها في الرياض، عن طريق وسطاء مثل أمريكا والكويت وسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن عدم حدوث انفراجة في الأزمة مع قطر سوف تلقى بظلالها على القمة العربية، لافتا إلى أن هناك محاولات مصرية للوصول إلى توافق بين الدول العربية على حل الأزمة اليمنية.


ويقول السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، وسفير مصر السابق لدى ليبيا، إن العودة لرفع شعار الوحدة العربية وتوحيد الصف العربي أصبح ضربًا من المستحيل في ظل المشكلات الطاحنة التي تمر بها المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الجهود المصرية تتمحور حول حل القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، موضحا أن مصر تساند وتدعم الدور السعودي والتحالف العربي والإسلامي في اليمن، وتسعى لتوحيد الفصائل العسكرية في ليبيا، من خلال تقريب المسافات بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وقيادات الجيش الليبي، مؤكدا على أن مصر نجحت في استضافة أطراف النزاع في ليبيا، مثل شيوخ القبائل وقيادات المؤسسة العسكرية من أجل رأب الصدع بين جميع الأطراف.


وأكد «خلاف» على أن مصر حريصة على بقاء النظام الإقليمي العربي والإبقاء على جامعة الدول العربية وتقويتها ودعمها بالعناصر البشرية الكفء، ولا تريد أبدا انهيار هذا النظام الإقليمي العربي.


وأشار «خلاف» إلى أن المقصود بالتدخلات الخارجية هي تدخل تركيا وإيران وإسرائيل في شئون الدول العربية، لافتا إلى أن التركيز الرئيسي على تركيا وإيران باعتبارهما من القوى الإقليمية المحيطة بالعالم العربي، وأن مصر تحاول تقوية الأطراف العربية بدون الدخول في مواجهة مباشرة مع تركيا وإيران، مؤكدا أن مصر لا تستطيع وقف التدخل الأمريكي الذين يقوم على تأجيج الخلافات بين الدول العربية كما حدث في الأزمة القطرية والأزمة بين مصر مع السودان، وكذلك المشكلة بين حركتي فتح وحماس.


وأشار «خلاف» إلى أن مصر تحاول إفشال كل المخططات الأمريكية في المنطقة دون الدخول في مواجهة مع واشنطن، موضحا على أن مصر ترفض وتقاوم التسوية الأمريكية المحتملة للقضية الفلسطينية، والتي تقوم على إيجاد كيان فلسطيني في منطقة معينة في الضفة الغربية وجعل القدس مزارا مقدسا للمسلمين دون أن تكون جزء من الدولة الفلسطينية المأمولة.