رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

السيدة رتيبة..

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية

أبدع الكبير  «مصطفي أمين »‬ في وصف يوم مولده وتوءمه‬ «علي أمين »‬ في كتابه العمدة  «من واحد لعشرة» معلوم أن الزعيم سعد زغلول كان خال السيدة «‬ رتيبة» والدة التوءمين، وولادتهما كانت في بيته، «‬بيت الأمة»، وتالياً سمّي الكبير ابنتيه «‬رتيبة» علي اسم أمه، و«صفيّة» علي اسم صفيّة زغلول، أم المصريين التي لم تُنجب أولاداً.

 شحيحة المعلومات عن السيدة رتيبة التي أهداها الأستاذ الكبير مصطفي أمين يوماً هو عيد الأم، وجعله عيداً لكل الأمهات، وفيما شغلت الصحافة تماماً بقصة زواج مصطفي أمين السري بالسيدة أم كلثوم، ونسجت من حول العلاقة الراقية حكايات مخملية أشبه بالأساطير، إلا أن سيرة السيدة رتيبة لم تجر علي الألسنة أو الأقلام حتي قلم مصطفي أمين إلا نادرا وفي عيد الأم تحديدا، وهذا علي حد علمي المحدود. 

اجتهدت كثيراً لجمع معلومات منشورة عن السيدة الرائعة التي خصص مصطفي أمين للاحتفاء بها يوماً من كل عام، ولكن المعلومات جد شحيحة، وأحتاج إلي المزيد في مقتبل الأيام، مؤقتاً يكفيها أنها ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، وأنجبت صحفيين عملاقين يطاولان السحاب في مهنة البحث عن المتاعب، يقيناً في قبرها راضية مرضية بعد أن جعل مصطفي بك من ذكراها عيداً سعيداً علي كل الأمهات. 

يقيناً تعرف ابنة الكبير الكاتبة الكبيرة »‬صفية» الكثير عن جدتها العظيمة وقالت إن والدها العظيم كتب كثيرا عنها، ووعدتني ان تمدني تالياً ببعض ما سال به قلمه حباً، كان يحبها حباً جماً، ولو كتبت هي عن جدتها لأبيها تفعل خيراً، متشوقون لمعرفة سمات وملامح هذه الشخصية التي ألهمت مصطفي أمين فكرة عيد الأم الذي أصبح عيداً سنوياً مجمعاً عليه من الأحباب، وفيه يبذلون بعضاً من الحب الكبير لست الحبايب. 

كيف كانت، وكيف ربت، وكيف كبرت توءمين كبيرين يتمتعان بالموهبة والجسارة والشطارة التي مكنتهما أن يسجلا اسميهما بمداد الفخار في سجل صاحبة الجلالة؟. تروي ما تيسر من سيرة هذه السيدة العظيمة كيف رعت موهبتين ضخمتين في طفولتهما وشبابهما فوضعت أقدامهما علي أول الطريق. 

سيدة تركت تأثيرها العميق علي توءميها فخلدا ذكراها في عيد صار عيداً لكل الأمهات، وسيدة من جميل فضلها أن خصص التوءمان عيداً سنوياً للاعتراف بفضل الأمهات جميعاً، ومن فرط حب التوءمين لها أن جعلا فينا يوماً هو عيد سعيد نبوح فيه بالحب لمن أحبت وعطفت وربت، وحملته وهناً علي وهن. وعليها (السيدة صفية) أن تحرر سطور رحلة جدتها مع الحياة في كنف الوالد، وفي حضرة الزعيم الخالد، سيدة خالها سعد باشا، وعاشت في كنف صفية هانم، وقضت شطراً من حياتها في بيت الأمة، وأنجبت علي ومصطفي أمين توءمين تتمناه أو أحدهما كل امرأة طيبة، كيف كان حالها وتعليمها وثقافتها وربايتها وشبابها، كيف كان مولدها، وكيف كانت جنازتها، وكيف قضت أيامها الأخيرة، وكيف استقبل التوءمان رحيلها؟.. مثل هذه السيدة التي كانت سبباً في عيد الأم، يقيناً في قبرها جد راضية مرضية، راضية بمحبة التوأم الذي طاول السحاب تألقاً، ومرضية بهذا العيد الذي تسعد فيه الأمهات كثيراً، ويصدح صباحه بصوت فايزة أحمد بأغنيتها الحنون «‬ست الحبابيب»، تحرك الدمع في العيون، وتدفق الدماء في القلوب، وتحن النفس إلي راحة حضن الأم، ألف رحمة ونور علي السيدة رتيبة صاحبة هذا العيد، ورحمة الله علي أمي وكل الأمهات، وكل سنة وكل الأمهات طيبات.

نقلًأ عن «الأخبار»