رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ماذا قال «السيسي» للأم المصرية في عيدها؟

عبد الفتاح السيسي-
عبد الفتاح السيسي- أرشيفية


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الحديث عن المرأة المصرية لا ينتهى، وليس في ذلك مجاملة ولا مبالغة،  مطالبًا في الوقت ذاته بالمشاركة الإيجابية بكثافة في الاستحقاق الرئاسي مهما كانت اختياراتهم والحرص على أداء حقهم وواجبهم في الإدلاء بصوتهم أمام صناديق الاقتراع.

جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية والأم المثالية اليوم الأربعاء.


وقال الرئيس" إن لدينا اليوم احتفالًا جميلًا للغاية منذ بدايته وحتى الآن، ولدى كلام مكتوب بهذه المناسبة ولكنني أرجوكم في البداية أن نقف تحية وتقديرا للمرأة المصرية ولعظيمات مصر، إن كلامي عن السيدة المصرية لا ينتهى، فخلال السنوات الخمس الماضية شاهدنا من يقدم مجاملات أو تضحيات ، لكني أتصورأنه لا أحد يمكن أن يجامل بدم أولاده على النحو الذي جسدته الأم المصرية أم الشهيد" .


وأضاف " خلال السنوات الخمس الماضية التقيت بمئات من أسر الشهداء في كل المناسبات، وأقسم بالله أنني لم أسمع كلمة واحدة من أم أوزوجة أو ابنة شهيد تتضمن أي أي شكل من أشكال الملامة، بل على العكس كانت دائما ما تؤكد أنها فداء لمصر.



وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي -في كلمته- أنه التقى مع كثيرات من السيدات المصريات اللاتي يتجاوز عددهن المئات ولم يشهد تذمرا من واحدة منهن على فقدها شهيدا سواء كان ابنا أو وزجا، وأن كلهن كن يبتلعن آلامهن وأحزانهن وفاء لبلادهن، وأنه كإنسان تأثر بما رآه واحترمه ويقدر تضحيات السيدات بما يليق بهن، وطالب بأن يكون التعامل مع السيدات في إطار قيمنا المجتمعية التي توقر المرأة وتوفيها حقها من الاحترام.

وقال الرئيس إن السيدات والفتيات أكثر من عانى آثار الانفلات الأمني وعدم استقرار الظروف الاقتصادية، وإن المرأة المصرية كان لها موقف لا ينسى في يونيو ويوليو 2013 حين نزلن الشوارع في شهر رمضان لمنح التفويض وهذا دليل على حس المسئولية العالي الذي تتمتع به المرأة المصرية، وأوضح أنه لا يبالغ حين يقول "عظيمات مصر" لأن نساء مصر العظيمات يتحملن صعوبة الظروف في صمت ولا يشتكين.
وأضاف أنه إذا كانت الأسر تسهر على تعليم أولادها واجتهادهم لتحقيق النجاح فإن هذا الدور مطلوب من المصريين الآن تجاه وطنهم، وأعاد التذكير بقوله قبل أربعة سنين "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، مؤكدا أن مصر حاليا تحتاج وقفة أولادها إلى جانبها.

وتابع السيسي "الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية كانت الحل الوحيد ولم يكن لنا خيار بصددها، ولا يمكن لأي شخص أن يقبل بقسوة الظروف على أهله لو أتيح أمامه حل آخر، وأنا أتحدث عن المرأة المصرية لأن المشوار لا زالت به بقية تحتاج وقفتهن بجانب بلادهن لتتبوأ المكان اللائق بها وسط الأمم".

وقال: "مصر تحتاج وقفة كل أبنائها معها رجالا ونساء.. ومشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية هي خير بيان ودليل على أن شعب مصر هو من يحكمها وهو من يحميها ممن يتآمرون عليها، مشاركتكم مطلوبة مهما كان اختياركم ومهما كانت نتيجة تصويتكم"، وطالب المواطنين بتشجيع بعضهم البعض على المشاركة في الانتخابات وعدم الاكتفاء بالتصويت فقط لمنح العالم كله مثالا للمشاركة الفاعلة وحب الشعب لوطنه.

ثم بدأ الرئيس السيسي إلقاء كلمة مكتوبة جاء نصها كالتالي:
"السيدات والسادة .. شعب مصر العظيم عظيمات مصر ورمز التضحية وأيقونة الأمل.. 
فى بداية حديثى أتوجه إليكم جميعا بالتحية والتقدير والاعتزاز..

إن مشاعر الفخر والاعتزاز تغمرنى بفيض من السعادة وأنا أشهد فعاليات هذا اليوم العظيم، يوم المرأة المصرية والتى وصفتها ولازلت أصفها بأنها صوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن وينبع هذا الوصف بيقين راسخ بأن الله جل فى علاه قد جسد كل المعانى الإنسانية النبيلة فى شخص المرأة، تختلط معانى التضحية والحنان والتسامح بالقوة والإصرار ونكران الذات وتجسد المرأة المصرية صوت ضمير الوطن فهي الأم والزوجة والأخت والأبنة التى أفنت نفسها من أجل بقاء الأسرة والمجتمع متماسكين أمام كل ما يعصف بها أو بالوطن من ظروف وتحديات تسعى للنيل من نسيج المجتمع وتماسكه وهى التى تقدمت العمل الوطنى رائدة ومبادرة للحفاظ على بقاء مصر واستعادتها ممن حاولوا النيل منها وهى التى قدمت الأبن والزوج والأب والأخ شهداء من أجل أن نبقى نحن فى أمن واستقرار وهى التى تحملت العبئ الأكبر من جراء الأثار المعيشية الناجمة عن الاصلاحات الاقتصادية والقرارات المتخذة لتحقيق التنمية دون كلل أو ملل".

و"قد كانت سعادتى أيضا بالغة وأنا اتابع والمصريين معى كيف ضربت المرأة المصرية المثل فى التضحية والانكار والاصرار على تحقيق ذاتها وحماية أسرتها الصغيرة والكبيرة، متمثلة فيما شاهدناه سويا من نماذج وطنية مشرفة نعتز بها جميعا ونقتضى بها في كل مناحى الحياة فقد أصبحت المرأة المصرية بحق الملهمة لهذا الوطن وهو يتقدم بخطى ثابتة ومستقرة نحو استعادة مكانته وقيمته وخاضت بصدق وتجرد معركتى البناء والبقاء بإخلاص واصرار يليقان بقيمتها ومكانتها وأصبحت حالة وطنية تستحق التقدير والاعجاب وهى تصنع بخيوط البساطة نسيجا مصريا عظيما وبتصميم وطنى فائق الروعة".

"السيدات والسادة ، إن تاريخ مصر عبر العصور قد سطر بتضحيات وإصرار أمة كان قدرها مواجهة موجات متتالية من التحديات للعبور من جسر الأمل والإصرار نحو الريادة دوليا وإقليميا وفب غضون ذلك كانت روح التحدي هي الغالبة علي الشخصية المصرية بمكوناتها الشاملة وقد اراد الله ان تتجلي في مصرنا العزيزة عبقرية الجغرافيا وعراقة التاريخ وصلابة الشعب ، وفي وسط هذه اللوحة الرائعة تبرز المرأة المصرية بألوان براقة تزيد من بهائها وروعتها وكانت مساهتمها في بناء مجد أمتنا هي المساهمة الاعظم ولست أظنني أحيد عن الحقيقة حين أؤكد بان المرأة المصرية هي التي صنعت لهذا الوطن روعته ن وزرعت في ارضه الطيبة أشجار البهجة والانسانية فهي الام التي ربت وسهرت وضحت وهي الزوجة التي تحملت واخلصت وهي الاخت الفاضلة والابنة التي تبتهج بها القلوب".

"السيدات والسادة الحضور الكريم ، تتواتر علينا خلال شهر مارس من كل عام مجموعة من المناسبات المرتبطة بالمرأة في مصر والعالم في الثامن منه نحتفل باليوم العالمي للمرأة والذي يحي الذكري عقد أول اجتماع للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي ، وفي السادس عشر من مارس كل عام نحتفل في مصر بيوم الرمأة المصرية والذي يحمل لنا معه ذكري نفتخر بها حين سقطت الشهيدات الثائرات في عام 1919 من اجل استقلال الوطن برصاصات غدر وخسة أثناء تظاهرهن بقيادة السدية هدي شعرواي".

"وشهد نفس اليوم عام 1923 تأسيس أول اتحاد نسائي مصري وفي ذات اليوم من عام 1956 حصلت المرأة المصرية علي حقها في ممارسة العمل والمشاركة السياسية ثم نختتم باليوم الحادي والعشرين الذي نشهد فيه لحظات الوفاء والامتنان العظيم لكل أم في عيدها الأم التي ولدت لنا وطنا قبل أن تلد لها ابنا ، ولذلك فإن جهود الدولة المبذولة لتمكين المرأة من كامل حقوقها وتكريمها بما تستحقه من تكريم لابد ان يليق بما قدمته وتقدمه من تضحيات" .

"وقد وضعت الدولة استراتيجة متكاملة لتمكين المرأة في اطار مصر 2030 ومن خلال آليات فاعلة ومستدامة تضمن تنفيذها علي الوجه الأكمل وتحقيق أهدافها بشكل كامل ، وقد كان اعتمادي علي المرأة ومجهوداتها في العمل التنفيذي غير مسبوق ، حيث تمثل المرأة حاليا نسبة 20 % من الحكومة وتم تقلدها منصب المحافظ للمرة الأولي كما كان تمثيلها النيابي في البرلمان غير مسبوق" .

وقطع الرئيس إلقاءه للكلمة المكتوبة وقال "نحن في عملنا هذا لا نمن على المرأة ولا نجاملها على حساب الوطن، وكل من عملت معهن من سيدات أثبتن قدرة وكفاءة عظيمتين وبذلن جهودا خارقة لأداء ما أوكل إليهن من أعمال"، كما تطرق إلى عضوية المرأة بمجلس النواب بقوله "إن مشاركة المرأة في الدورة البرلمانية غير مسبوقة ونتمنى أن تزيد بكثير ولتحقيق ذلك يجب بدء حركة منظمة لتجهيز وتأهيل أفضل الكوادر ووضع معايير أساسية للاختيار مثل الكفاءة والإخلاص والأمانة".

وتابع الرئيس السيسي تلاوة الكلمة المكتوبة.. "كما كانت توجيهاتي بتوفير كافة ما يلزم من اجراءات الحماية الاجتماعية للمراة المعيلة وتفوير سبل العيش الأمن لها ولأسرتها سواء عن طريق برامج الحماية الاجتماعية أو من خلال مشروعات التمكين الاقتصادي"، و"وعملت الدولة على تقديم مشروعات لتغليظ عقوبة العنف ضد المرأة وحماية حقها فى الميراث لمجلس النواب للتصديق عليها وتحويلها إلي أمر واقع تحققه الإرادة السياسية و والشعبية فى صون كرامة المرأة وحقوقها، وأقول لكم بالصدق الذى عاهدتكم عليه إننا عازمون على المضى قدما فى العمل على ما بدأناه من جهود لدعم المرأة وصيانة حقوقها، ليس فضلا منا عليها بل حقا لها علينا واجب النفاذ " .

و"عظيمات مصر صوت الضمير النابض للوطنية وبالوطنية أنتظر منكن الكثير من أجل هذا الوطن كن ظهيرا وطنيا له "لمصر"، حافظات عهدكن معه رائدات فى مسيرة العمل الوطنى فى الرخاء قبل الشدة فمصر بكن ستقطع خطوات واسعة نحو المستقبل الذى نطمح به مستقبل يستمد قوته من إلهام وتضحيات المرأة وتنمو فيه شجرة الأمل المروية بدماء الشهداء ويصنع له المجد النابع من الإصرار والعزيمة التى صاغت المرأة معانيها وخطت فى صفحات الوطن سطورها " .

وتوجه الرئيس السيسي لنساء مصر بقوله "لن أتلو من الكلمة ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات، لكنني أقول لكن اجعلن العالم ينصت لصوت المصريين فى إجلال وتقدير إجعلن أصواتكن للوطن وانحزن له دون غيره.. وبالمرأة المصرية وتضحيتها ستحيا إن شاء مصر .. تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".

وعقب انتهاء الرئيس السيسي من إلقاء كلمته عزفت الموسيقى السلام الجمهوري ثم غادر وحرمه قاعة الاحتفال.