رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر «ضعف» مستوى الأفلام والمسلسلات المأخوذة عن روايات أدبية

مسلسل أنا شهيرة..
مسلسل "أنا شهيرة.. أنا الخائن"


محمد هنيدي يراهن على «أرض النفاق» في رمضان المُقبل.. و«تراب الماس» ينتظر عيد الفطر


محمود قاسم: الأمر صعب للغاية.. ولابد أن يكون كاتب السيناريو على قوة الرواية



ظاهرة تحويل الروايات الأدبية إلى أعمال فنية، ليست جديدة على الساحة الفنية، لكنها منذ أيام أفلام الأبيض والأسود، أما الجديد فـهو تفوق مستوى الرواية بشكل ملحوظ عن الفيلم أو المسلسل الذي يؤخذ عنها، على الرغم من امتلاك الطرف الثاني مقومات النجاح بشكل أكبر.


فالاعتماد على الجمع بين الصوت والصورة، وتحويل شخصيات الرواية المكتوبة إلى أبطال ونجوم معروفين على الشاشة، والمبالغ الطائلة التي تنُفق في سبيل ذلك، كلها عوامل تصب في كفة العمل الفني، بطريقة تُرجح كفته عن كفة الرواية، ولكن لوحظ أن العكس هو السائد، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين.


مسلسل «أنا شهيرة.. أنا الخائن»، والذي يُعرض على شاشة قناة «CBC»، خلال الفترة الحالية، هو الأحدث؛ فعلى الرغم من النجاح الذي حققه منذ انطلاق حلقاته الأولى، وقدرته على الفوز بقطاع عريض من الجمهور، وتحقيقه نسبة مشاهدة عالية عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، إلا أن الكثيرين أكدوا أن مستوى الرواية، المأخوذ عنها المسلسل، أفضل بكثير.


وكانت أغلب الانتقادات التي تلقاها المسلسل حول بطء رتم أحداثه، وتعمد صناعه مط وتطويل الحلقات بشكل مبالغ فيه، ما أصاب أغلبية المشاهدين بالملل، خاصة الذين قرءوا الرواية وعرفوا نهايتها، وأصبحوا تلقائيًا يقارنون بينها وبين المسلسل، لتكون الرواية هي الأفضل بالنسبة لهم.


مسلسل "أنا شهيرة.. أنا الخائن" مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه، للكاتبة نور عبد المجيد، صدرت عام 2013 على هيئة كتابين؛ الأول يعرض الأحداث من وجهة نظر "شهيرة"، التي تتعرض للخيانة الزوجية، فتقرر الانتقام من زوجها بنفس الطريقة، والثاني من وجهة نظر "رؤوف" وهو "الخائن"، حتى يكتشفا في النهاية أنهما يدفعان ثمن خيانتهما لبعضهما البعض غاليًا.


ويشارك في المسلسل: ياسمين رئيس، وأحمد فهمي، وخالد زكي، وسلوى عثمان، وأحمد الشامي، وأحمد فؤاد سليم، وهو إخراج أحمد مدحت.


الحال لم يختلف كثيرًا بالنسبة لفيلم "هيبتا-المحاضرة الأخيرة"، والمأخوذ عن الرواية التي تحمل الاسم نفسه للكاتب محمد صادق، فبعد قدرة الرواية على تحقيق نجاح كبير، وتربعها على قوائم المبيعات خلال 9 أشهر فقط من طرحها، رأى هاني أسامة، صاحب شركة "The Producers"، إمكانية تحويلها إلى عمل سينمائي مثير، وقد كان.


وقتها لم يدرك المخرج هادي الباجوري والسيناريست وائل حمدي، أن الجمهور سيضع الفيلم في مقارنة "ظالمة" مع الرواية، بل إنه لم يأت في مخيلتهم أن هذه المقارنة سيخرج منها الفيلم هو الخاسر أمام الرواية.


أول الانتقادات التي قابلها صناع الفيلم هو قيامهم بحذف العديد من تفاصيل الرواية، التي تخطت عدد صفحاتها 250 صفحة، واختصار كل أحداثها في ساعتين فقط، وهو ما أدى بالطبع إلى فقدان المشاهد لحالة الاندماج التي وجدها بين صفحات الرواية.


وعلى الرغم من اقتناع المشاهدين أنه كان لزامًا على صناع الرواية فعل ذلك؛ بسبب تأييد مدة الفيلم لهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنصاف الرواية على الفيلم.


كل ما سبق، يطرح بالذهن تساؤلات عديدة حول مصير الأعمال الفنية المأخوذة عن روايات أدبية، والتي يجري صناعها، خلال الفترة الحالية، تصويرها على قدم وساق؛ استعدادًا لطرحها، وهل ستلقى نفس النهاية بتفوق الرواية عليها، أم ستكون هي الاستثناء وتقلب المعايير وتعكس الوضع بشكل أو آخر.


ومن بين هذه الروايات؛ «أبو عمر المصري»، المقرر طرحها كمسلسل خلال الموسم الرمضاني المُقبل للفنان أحمد عز، و«أرض النفاق» التي سيقدمها الفنان محمد هنيدي في صورة مسلسل رمضاني هي الأخرى، و«تراب الماس» التي يعكف الفنان آسر ياسين على استكمال تصوير مشاهده بالفيلم المأخوذ عنها، والذي سيجسد فيه دور البطولة من خلال شخصية "طه"، بجانب سلسلة روايات "رجل المستحيل" للكاتب نبيل فاروق، إذ تعاقد المنتج هاني أسامة مع المخرج مروان حامد على تحويلها إلى فيلم، ومن المقرر بدء ترشيح واختيار أبطاله خلال الفترة المُقبلة.


وقال الناقد الفني محمود قاسم لـ«النبأ»، إن الأمر يتوقف على كاتب سيناريو الفيلم أو المسلسل نفسه، مشيرًا إلى أن الكُتاب يلجئون إلى الروايات دائمًا؛ لأنها تحتوي على عدة أمور تتناسب مع الدراما، مضيفًا أن فكرة الرواية تلعب دورًا قويًا في إمكانية تحويلها إلى فيلم أو مسلسل أم لا.


وتابع أن كاتب العمل الفني، لابد أن يكون على قوة الرواية، في حالة قرر أن يكتب عمل مأخوذا عنها، موضحًا أنه عليه أن يستوعب الرواية جيدًا ويلم بكل تفاصيلها ويتفاعل مع أبطالها، للدرجة التي تُمكنه من نقلها إلى ما هو أفضل منها.


ولفت «قاسم» إلى أن تحويل صفحات كثيرة مكتوبة إلى عمل مرئي لمدة ساعة ونصف أو ساعتين فقط، دون جعل المشاهد يشعر بأي فارق، يعد أمرًا صعبًا للغاية، منوهًا بأن هناك الكثير من الروايات التي تم عرضها كمسلسلات وأفلام، وتفوق شكلها الجديد عما كانت عليه كـ"رواية" في الأول؛ مثل فيلم "الإخوة الأعداء"، و"اللص والكلاب" و"الطريق" لـنجيب محفوظ.


كما أشار إلى أن لجوء صناع الدراما أو السينما، بشكل عام إلى الرواية، ظاهرة جيدة جدًا، أفضل بكثير من الاعتماد على صفحات الحوادث في الصحف.