رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

معتز مطر.. إعلامي من «صفيح» يحاول الانتقام من «النبأ» لهذه الأسباب

معتز مطر - أرشيفية
معتز مطر - أرشيفية


على مدار الأعوام الماضية، وتحديدًا منذ ثورة 30 يونيو ظلت جريدة «النبأ» سدًا منيعًا أمام كل محاولات هدم الدولة، والنيل من استقرارها، ومارست دورها في كشف مؤامرات كانت تحاك لمصر من «أهل الشر» في الداخل والخارج، وفضحت نماذج ارتدت ثياب الوطنية، ورفعت شعار الدفاع عن الوطن وأبنائه، بينما كانت الأجندات والتمويلات الخارجية هي مصدرها الرئيسي، ومحركها ضد استقرار الوطن وسلامته.


وانطلاقًا من دورها في الدفاع عن الدولة المصرية، آلت «النبأ» على نفسها منذ تأسيسها، وبشكل خاص في السنوات الماضية، فضح أنواع الفساد التي تقف حجر عثرة أمام تقدم الدولة، وتحمّلت في سبيل ذلك شكاوى كيدية واتهامات لا هدف لها سوى النيل منها ومن خطها التحريري المستقل الذي يهدف لخدمة الوطن والزود عن ترابه ومؤسساته، كما أخذت «النبأ» على عاتقها فضح المؤامرات التي تحاك لمصر في الخارج من أشخاص يفتًون في عضد الدولة، ويتمنون لو أصبحت قاعًا صفصفًا، ويهلك جميع من بها في سبيل عودتهم للحكم.


ومنذ انطلاق قنوات الإخوان التي تبث من خارج الوطن، وتحديدًا من إسطنبول، وعلى رأسها قناة «الشرق» كأولى تلك القنوات، تتبعت «النبأ» الأدوار المشبوهة التي تقوم بها تلك القنوات، وعرّت الفساد والسرقات والكذب والغش والتمويلات التي تتلقاها للنيل من الدولة المصرية، وفضحت «الخسة» والندالة لرموز ارتدت ثوب الوطنية، وإعلاميين زعموا ولاءهم للوطن ومعارضتهم للنظام من الخارج، في حين أنهم انتموا لأنفسهم ومصالحهم، وباعوا ضمائرهم للشيطان؛ نظير حفنة أموال يتلقونها من جهات لا هدف لها إلا إسقاط مصر.


وخلال الأشهر الماضية، شنت جريدة «النبأ» حملة واسعة؛ لفضح أبرز تلك القنوات التي تبث سمومها من الخارج وهي قناة «الشرق»، ونشرت أكثر من 4 تحقيقات فضحت توجه القناة، وتمويلاتها وحجم الفساد والسرقات بها، وتناولت في موضوع نشرته الشهر الماضي بعنوان: «فضيحة.. إهدار 18 مليون جنيه في قناة «الشرق» على يد أيمن نور»، كيف قام نور بسرقة الأموال التي تصله من دويلة قطر لدعم القناة؟، وكيف حصل عليها والجهات التي أنفقها بها؟


وفي موضوع كواليس «خناقات» أيمن نور والعاملين بقناة «الشرق» الذي نشرته في العدد التالي، كشفت «النبأ» المستور عن حجم الأموال والنهب الذي يتم في القناة وتمويلها الذي تتلقاه من دويلة قطر، وخناقات المذيعين بالقناة مع نور على «كعكة» تلك التمويلات الطائلة.


ومع هذه الحملة تكشّف الوجه القبيح الذي حرص ملاك قناة «الشرق» ومن يطلون من خلالها على إخفائه، وأصبحت «فضيحتهم بجلاجل» حتى أمام مناصريهم والمخدوعين فيهم، وهو ما جعل نسبة المشاهدة لتلك القناة تتراجع بشكل كبير، بعد أن تصاعدت في فترة سابقة، كان البعض من الناقمين على الأوضاع الاقتصادية بعد تعويم الجنيه، يتوهمون أنها تنقل معاناتهم، ولا يعلمون أنها تدس السم في العسل، وتتاجر بمعاناتهم من أجل تحقيق أهدافها.


لم تنس القناة ومقدمها الرئيسي معتز مطر تلك الحملة التي اعتمدت على أرقام ووقائع وحقائق تدينهم، وكشفت عوراتهم وجعلتهم «عرايا» أمام المشاهدين، وهددت «السبوبة» التي باعوا الوطن من أجلها، ما دفع «مطر» لتخصيص حلقة استثنائية في يوم إجازته، ليظهر على الهواء منفردا دون إعداد أو محتوى برامجي، لمدة نصف ساعة، ويحاول فيها الرد على الفضائح التي كشفتها «النبأ»، ويسعى لإعادة مشاهديه لمتابعته، بعد أن أكدت له الأرقام خسارة جزء كبير منهم بعد حملة «النبأ».


وبعدها رأى «مطر» أن ذلك لا يكفي، فخصص جزءًا من حلقة تالية للحديث عن «النبأ» ونعتها بجميع الشتائم القبيحة، وأنها جريدة صفراء وتزيف الحقائق، وغيرها من الاتهامات، ردًا على «الصفعة» التي استهدفته ونالت من شخصه وقناته ومالكيها.


بعد عدة أيام تنبه «مطر» إلى أنه تسرع في اتهام الصحيفة بنشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، وذلك بعد أن خرج زملاؤه في القناة أنفسهم، وعلى رأسهم هيثم أبو خليل وسامي كمال الدين، ومحمد طلبة رضوان، مقدمو البرامج بالقناة، ليؤكوا صحة ما تم نشره بعد أن طالهم أذى رئيس القناة، واستغنى عن خدمات بعضهم، وسعى للإطاحة بالآخرين بشكل تدريجي.


لم يعد أمام «مطر» طريق لتكذيب ما نشرته الجريدة أو النيل منها؛ انتقاما لفضحها له وقناته، فهداه تفكيره الشيطاني إلى ضرب الجريدة ومحاولة توريطها مع أجهزة الدولة، وبعد أقل من أسبوع من حلقته التي سب فيها "النبأ"، ونسب لها كل نقيصة في الحياة، جاء في حلقة الإثنين الماضي ليشيد بـ«النبأ» زاعمًا تغيير سياستها التحريرية، وأنها أصبحت معارضة للدولة.


ورغم أن العرب قالوا قديما في أمثالهم: «إذا كنت كذوبا فكن ذكورا»، إلا أن «مطر» لم ينتبه لهذا المثل، فجاء حديثه يناقض بعضه بعضا، ففي حلقة الإثنين من الشهر الماضي، أورد خبرا من جريدة "النبأ" يكذّب ما تم تداوله عن وضع الدولة مصروفات إضافية للعمرة، وبدأ في السخرية من الجريدة، وقال نصا: «هي النبأ دي بتاعت مين، مصرية ولا سعودية، ومين صاحبها، ياراجل شيل حد ياخد حاجة م النبأ حاجة».


ولكن في حلقة الإثنين التالية نشر خبرا مترجما عن صحيفة «لاتريبيون» الفرنسية، تناولته جميع وسائل الإعلام المصرية، يتطرق لرفض الجانب الأمريكي منح مصر الصواريخ المحمولة على طائرات «الرافال»، وبدأ يشيد بجرأة الجريدة وسياستها التي تغيرت ليورطها في صدام مع الدولة.


وما يعكس أن الأمر مدبّر بليل، هو أن الخبر منشور بتاريخ 28 فبراير الماضي، في حين أن الحلقة على الهواء التي قرأ خلالها الخبر جاءت في 6 مارس الجاري، ما يعني أنه بحث في أرشيف الموقع الإلكتروني للجريدة نحو أسبوع للوراء؛ ليعثر على خبر يحمل رائحة المعارضة، كما يتوهم؛ ليورط به الجريدة مع مؤسسات الدولة.


والمتتبع لخط جريدة «النبأ» وبعيدًا عن الكلام وعكسه، الذي قاله معتز مطر وغيره لأغراض في نفسهم الخبيثة، سيجد رؤية وسياسة تحريرية واضحة، لجريدة تعمل في مصر وتخضع للقانون والدستور المصري، وتعمل في إطارهما، وتزود عن أجهزة الدولة ومؤسساتها؛ لإيمانها العميق بأن الأصل والأساس هو الوطن الذي نحيى فيه، وأن على الجميع أن يصطف في طريق واحد هو الدفاع عن الوطن، محددةً وبوضوح أعداء الوطن الخارجيين وجماعات الإرهاب ومن لف لفهم، وعناصر الشر التي تسعى للنيل من أمن واستقرار الوطن.


وعلى مدار الأعوام الماضية، آمنت «النبأ» بإيجابيات تتحقق في مصر على مستويات النهضة الإنشائية والمشروعات العملاقة وغيرها، وأفردت لذلك مساحات واسعة؛ لإبراز كل إنجاز يتحقق على أرض الوطن، وركّزت على تناول الأخبار الإيجابية التي تبث الأمل في نفوس المصريين، وخصّصت موقعها الإلكتروني الرسمي بشكل أساسي، لتتبع ما يجري من تغييرات وتحسن في مرافق ومؤسسات وخدمات الدولة، التي تمس جميع المصريين، بدءًا من الكهرباء والبترول وخطط تطوير التعليم والصحة وغيرها من الخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر، ولم تنس مواجهة الفساد الذي ينخر في عصب الدولة المصرية، ووضعت أولوية لنشر تقارير الفساد التي ترد من الأجهزة الرقابية الوطنية، وعلى رأسها الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات، والإشارة لعدد من السلبيات التي يمكن حلها وتجاوزها، وتحقق ذلك في عدد ليس بالقليل في الملفات التي فتحتها الجريدة وموقعها الإلكتروني.


وأما عن سعي قوى الشر للنيل من كل صوت وطني ووصمه بالتطبيل تارة وبالمعارضة السلبية تارة، فهي ستذهب أدراج الرياح كما ذهبت سابقاتها، وظل الوطن ومؤسساته، والأصوات المخلصة التي تنير الطريق لأهله، وذهبت إلى غير رجعة كل قوى تسعى للنيل منه، مصداقا لقول الحق: «فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».