رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

معلومات تنشر لأول مرة تكشف تورط الإخوان فى قتل السادات

السادات - أرشيفية
السادات - أرشيفية


أطلقت رقية السادات، ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تصريحات جديدة أكدت فيها أن الإخوان خانوا العهد مع والدها وكانوا أداة لقتله.


وأثارت هذه التصريحات الجدل من جديد حول مقتل «السادات»، لاسيما أن ابنته رقية لها تصريحات ومواقف سابقة تتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالضلوع في قتل والدها.


ففي مارس 2011، تقدمت ببلاغ للنائب العام اتهمت فيه «مبارك» بقتل والدها وطالبت بإعدامه.


وفي مارس 2015، أكدت في تصريحات لها أنها تمتلك فيديو يكشف تورط «مبارك» في اغتيال والدها، مشيرة إلى أن تقدمت بمستندات للنائب العام توضح أن «المخلوع» هو المتهم في قتل والدها.


وفي أبريل 2015، أكدت في تصريحات صحفية تمسكها حتى آخر يوم من عمرها بحق والدها، ومستمرة في قضيتها للتحقيق مع مبارك، وكشف غموض حادث المنصة في عام 1981.


ونفى عبود الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية، وأحد الذين تمت إدانتهم بقتل «السادات» تورط مبارك أو مشاركته في التخطيط لعملية الاغتيال.


وأكد كرم زهدي، القيادى في الجماعة الإسلامية، أن قرار اغتيال السادات كان نابعا من قيادات تنظيم الجهاد وقتها بزعامة خالد الإسلامبولي، ولم يكن هناك تنسيق مع مبارك أو غيره من قادة المنصة.


فيما أكد القيادي السابق في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم، أن «مبارك» بريء من دم السادات، وأن من يردد هذا الاتهام يريد أن يبحث عن حيز في الإعلام، وما يردد مجرد تهريج سياسي وتاريخي.


والسؤال القديم المطروح من جديد هو: من قتل الرئيس محمد أنور السادات؟.


القيادي السابق في تنظيم الجهاد نبيل نعيم، روى لـ"اـلنبأ" قصة اغتيال الرئيس السادات بصفته أحد الشهود عليها، وأكد «نعيم» أن مبارك بريء من دم السادات، وأن الجماعات الإسلامية هي من قامت بقتله.


وقال نعيم: «عندما اتخذ السادات قرارات التحفظ في 3 سبتمبر 1981 كان معظم قيادات الجماعات الإسلامية الذين قاموا بقتل السادات على قوائم المطلوبين في قرارات التحفظ وعلى رأسهم محمد عبد السلام فرج وناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة وعبود الزمر وعمر عبد الرحمن، كل هؤلاء كانوا هاربين من قرارات التحفظ ومطلوب القبض عليهم».


وأضاف «نعيم»: «وقتها كنا نقرأ كتب الإخوان التي يتحدثون فيها عن التعذيب داخل سجون عبد الناصر، والتي اكتشفنا بعد أن دخلنا السجن كذبها، وعندما قرأنا هذه الكتب شعرنا أن السادات سيفعل بنا مثلما فعل عبد الناصر مع الإخوان، فقررنا قتله قبل أن ندخل السجن، وهذه هي الحقيقة، ومحمد عبد السلام فرج الذي قتل السادات هو الذي قال لنا، إن السادات سوف يفعل بنا مثلما فعل عبد الناصر بالإخوان».


وقال القيادي الجهادي السابق: «بعد ذلك وصلتنا معلومة تقول إن السادات سوف يذهب لافتتاح مصنع الأسمدة في مدينة طلخا بمحافظة المنصورة، فقام الإخوة بارتداء زى شركة الكهرباء، وقاموا بحفر الطريق ووضعوا ماسورة بعرض الطريق بها متفجرات، وأيمن الظواهرى هو من أحضر المتفجرات، لتفجير موكب السادات وهو ذاهب إلى مدينة طلخا، ولكن السادات ذهب للمنصورة بطائرة هليوكوبتر، وفشلت الخطة».


واستطرد «نعيم»: «وفي حوالي 20 سبتمبر 1981 جاء لنا خالد الإسلامبولي، عند محمد عبد السلام فرج في بولاق الدكرور وقال لنا إنه سوف يقوم بالمشاركة في العرض العسكري، وأن سريته تشارك في بروفات العرض وأن سيارته تسير أمام المنصة، وبينها وبين السادات حوالى 20 مترا، فاقترح أن نستعين بإخوة ليحلوا محل الذين معه في السيارة، للقيام بفتح النار على السادات أثناء العرض، فوافق محمد عبد السلام فرج على ذلك، واعترض على ذلك عبود الزمر، خوفا من فشل العملية ومقتل منفذيها، لكن محمد عبد السلام فرج أصر على ذلك، لذلك حكم عليه بالإعدام، أما عبود الزمر فحكم عليه بالمؤبد، والمستشار رجاء العربي عندما سأل خالد الإسلامبولي: لماذا لم تسمع  كلام عبود الزمر؟ فقال له: لأن محمد عبد السلام فرج هو أمير التنظيم وليس عبود الزمر».


وأضاف «نعيم»: «بعد ذلك قام محمد عبد السلام فرج بالاتصال بالمجموعة ومنهم عبد الحميد عبد السلام وكان ضابطًا في الجيش وهو زوج أخت خالد الإسلامبولي، وعطا طايل وكان ضابطًا احتياطيًا، وحسين عباس وكان معلما قناصا، وكان بطل العالم في الأطباق الطائرة وهو الذي قام بقتل السادات بطلقتين واحدة في رقبته والثانية في قلبه، وأحضرنا الذخيرة وإبر ضرب النار، وأعطى خالد الإسلامبولي الجنود اللي معاه في السيارة إجازة، وأدخل الذخيرة وإبر ضرب النار معه في الشنطة، وأثناء العرض ضرب حسين عباس السادات بطلقتين وهو من فوق سيارة العرض، واحدة في رقبته والثانية في قلبه، ثم نزل الإخوة من السيارة وبدءوا في إطلاق النار على المنصة».


وقال القيادي الجهادي السابق: «سألت أنا عطا طايل بنفسي عن حقيقة دور مبارك في العملية في ظل ما يتردد  فقال لي: كان معه حوالي  خمسة طلقات داخل الخزنة فقرر الصعود على المنصة وضرب السادات، في لحظة قيام الحرس برمي الكراسي وإطلاق النار عليهم، وأنه أثناء ذهابه إلى السادات للتأكد من قتله وجد حسني مبارك مختبئًا تحت الكراسي، وعندما رآه مبارك قال له: مش أنا مش أنا وأشار إلى السادات، والبعض استغل هذا الموقف واتخذه دليلا على تورط مبارك في عملية الاغتيال».


واختتم القيادي السابق في تنظيم الجهاد، بالتأكيد على عدم وجود أي دور لـ«مبارك»، أو المخابرات الأمريكية في موضوع اغتيال السادات.

ويقول الشيخ صبرة القاسمي، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن ما صدر من السيدة رقية السادات في حق «مبارك» كان في لحظة غضب وكانت الأمور بالنسبة لها غير واضحة، لكن الحقيقة هي أن مبارك بريء تماما من دم الزعيم السادات، واعترافات المتهمين الموجودة في نيابة أمن الدولة العليا وفي النيابة العسكرية تؤكد ذلك، ومنهم من تم تطبيق حكم الإعدام عليه ومنهم من قضى عقوبة السجن وخرج، وما زال يعترف أنه اشترك في الجريمة، ولو كانت هذه الاتهامات صحيحة لكان فضحها المتهمون وكانت أظهرتها التحقيقات.

وتابع: بالإضافة إلى أن السادات كان رفيق درب مبارك في الكفاح وفي نصر أكتوبر، وبالتالي الحديث عن تورط مبارك في عملية الاغتيال هو ضرب من المستحيل، وأصبح تورط الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في قتله من المسلمات، وبالتالي لا يجوز استغلال غضبة الشعب ضد مبارك لكي نلفق له التهم ونكيل له الاتهامات الباطلة، مشيرا إلى أن تاريخ مبارك وتحقيقات النيابة واعترافات المتهمين برأته والموضوع انتهى.
وأضاف «القاسمي»، أن الذي أعطى للإخوان والتيارات الجهادية الفرصة لكي تترعرع هو السادات، ومبارك أبدى اعتراضه أكثر من مرة على ذلك، وكان رافضا لإطلاق يد التيارات الإسلامية في مصر، وبالتالي لا يجوز إلقاء الاتهامات جزافا على الرئيس الأسبق، وأن من يدعى مثل هذه الاتهامات هو يشوه التاريخ بالكامل، ومن يدعي أن مبارك له يد في قتل السادات فهو يتهم الدولة المصرية في صلب تاريخها وفي صلب إنجازاتها ويناصر هذه التيارات الغريبة عن المجتمع المصري ويظلم مبارك.

وأكد القيادي السابق في تنظيم الجهاد، أن اتهام مبارك باغتيال السادات يشبه الاتهامات التي ترددها بعض الأفواه المسمومة الآن والتي تدعي كذبا وزورا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبيد أهل سيناء وأنه «متورط» في قتل هشام بركات وفي محاولة اغتيال وزير الدفاع ووزير الداخلية، ومثل الاتهامات الباطلة الحالية التي تشاع عن الدولة المصرية وعن الجيش المصري، لحدوث هزة في عقيدة المصريين تجاه قواتهم المسلحة، وقبل ذلك تم اتهام حبيب العادلي المسئول الأول عن الأمن في مصر بتفجير كنيسة القديسين.

وأضاف «القاسمي»، أن مبارك أصبح الآن في معزل عن الحياة العامة وتقدم في السن، وبالتالي على أصحاب هذه الاتهامات أن يتركوا الرجل في حاله، لكي يعيش ما تبقى له من عمره في هدوء، وعليهم أن يرحموا عزيز قوم ذل.

واختتم القيادي الجهادي حديثه بالقول: «محكمة أمن الدولة طوارئ والنيابة العامة والمحكمة العسكرية، والأربعة الذين تم إعدامهم، والـ26 اللي عاشوا في السجن وقابلناهم وكلمناهم واعترفوا بجريمتهم، كل ذلك يؤكد أن الرئيس الأسبق برئ من دم السادات».

ويقول أحمد صبح، زعيم المنشقين عن «الجماعات الإسلامية»، إن الحكم هو عنوان الحقيقة، وأن القضاء قال كلمته وأكد أن تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية هما المتورطان باغتيال السادات، وخالد الإسلامبولي وعبود الزمر وعطا طايل وحسين عباس ومحمد عبد السلام فرج نفذوا هذه العملية، وبالتالي من يريد معرفة من قتل السادات فليذهب إلى المحكمة ويطلع على حيثيات الحكم، وليتأكد أن «مبارك» ليس له أي علاقة بالموضوع.

وأضاف «صبح»: «مبارك هو تربية الجيش المصري الذي لم يتعود على الخيانة أبدًا ولا الخروج على رؤسائه».