رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبد العزيز الحسينى: السياسة فى مصر «ممنوعة».. ونظام السيسى يخشى شفيق (حوار)

محررتا «النبأ» في
محررتا «النبأ» في حوارهما مع عبد العزيز الحسيني


على عبد العال يُدير البرلمان كأنه «مدرسة».. والنواب «تلاميذ» فى ابتدائى


الدولة ترى أن خالد على «بتاع كلام» ويريد حرق البلد.. وترشيح موسى مصطفى موسى «ضحك» على الشعب


البرلمان لا يعبر عن طموحات الشعب.. ولا يعترض على قرارات الحكومة


شروط الهيئة الوطنية للانتخابات «تعجيزية».. وفى صالح الرئيس فقط


قال المهندس عبد العزيز الحسينى، الأمين العام المساعد لحزب «تيار الكرامة»، إن القبض على الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، الهدف منه تنظيف الساحة الانتخابية من المنافسين لـ«عبد الفتاح السيسي»، لافتًا إلى أن النظام يخشى الفريق أحمد شفيق.


وأضاف «الحسيني» في حواره لـ«النبأ»، أن الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان، يتعامل كأنه «مدرس»، والأعضاء «تلاميذ» في ابتدائي، مشيرًا إلى أن ترشح المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، في الانتخابات الرئاسية، «ضحك» على الشعب، وإلى نص الحوار:


كيف ترى المناخ السياسى فى مصر؟

نحن نشهد أسوأ المراحل في تاريخ مصر، والتي تجاوزت فترة ما قبل ثورة «25» يناير على جميع المستويات؛ فالمواطن يعاني من المعيشة الغالية، وعدم توافر المتطلبات الأساسية، بالإضافة إلى الخدمات مثل «الصحة والتعليم والتوظيف»، التي نعرف جميعًا وضعها، بجانب أن هناك تفاوتًا في مستويات المعيشة ليست موجودة في أوروبا، فهناك مّن تتضاعف ثروته وتأتي في الغالب بطرق غير شريفة، وآخرون لا يملكون «قوت» يومهم، ليس هذا فحسب فمن نهب مليارات يتم التصالح معهم، مقابل بعض الأموال ليصبح ما سرقه ملكه، لذلك نحن لدينا درجة عالية من الفساد، وانعدام الشفافية، وغياب الرقابة.


ماذا عن الحريات؟

نحن نرى أن هناك درجة عالية جدًا من غلق العمل العام والحياة العامة، والمشهد البرلماني حاليًا غير مسبوق في تاريخ مصر؛ إذ إن رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال، يديره كأنه «مدرس» والأعضاء تلاميذ في ابتدائي، في نفس الوقت، البرلمان لا يعبر عن طموحات الشعب ولا يعترض على قرارات الحكومة إلا في أشياء جزئية، وفي النهاية يوافق على ما تريد، فهو من وافق على رفع الأسعار وهو من شاهد «تغريق» الجنيه وليس تعويمه، دون أن يوجه أي «لوم» للحكومة.


كيف ترى الانتخابات الرئاسية في ظل هذا المناخ؟

المناخ الحالي لا يعطي فرصة للترشح، فقد تجرى الانتخابات في ظل قانون طوارئ، تم إصداره بالتحايل على الدستور، وتم تمديده دون عمل استفتاء شعبي عليه، بحجة أنه مضى على انقضائه يوما أو يومين، فنحن رأينا ما حدث مع الفريق أحمد شفيق، والمحامى خالد علي وأنور السادات، وأخيرًا ما حدث مع العقيد أحمد قنصوة، عندما أعلن ترشحه للرئاسة.


ولكن قنصوة ترشح وهو بالخدمة؟

ربما هذا خطأ.. ولكن سبق وأن ترشح عبد الفتاح السيسي، حينما كان «مشيرًا»، وهو في الخدمة وبـ«الزى العسكري»، ولو تمت محاسبة «قنصوة» على ذلك، فيجب أيضًا محاسبة من قبله، بالإضافة إلى وجود تضييق شديد على الأحزاب والمظاهرات ومنع الحراك السياسي، وصدور الأحكام على الشباب السلميين لأصحاب الرأي، فمنهم من يأخذ حكمًا بـ5 سنوات في المقابل من ارتكب جرائم من نظام الرئيس المخلوع مبارك يأخذ 3 سنوات.


إذًا من وراء الحملات الإعلامية لدعم السيسي؟

الأجهزة السيادية، فنحن رأينا أن الأجهزة هي التي تحكمت في الانتخابات البرلمانية، واختيار رؤساء اللجان، ورئيس البرلمان، فالسياسة في مصر أصبحت «ممنوعة»، والدستور «دهس» وهو ما يعبر عنه التعنت في دخول الدكتور عمرو الشوبكي للبرلمان، رغم حصوله على أحكام قضائية، وما حدث في أزمة جزيرتي «تيران وصنافير»، فمعظم القوانين التي تناقش في البرلمان مثل قانون العمل، وقانون التأمين الصحي، لا تعبر عن الدستور ورغبة المواطنين.


كيف ترى شروط الهيئة الوطنية للانتخابات؟

الأزمة ليست في المواصفات التي وضعتها اللجنة، ولكن القضية في السماح بتحقيقها، والقدرة على جمع التوكيلات، وبالرغم من ذلك هي شروط «تعجيزية»، ولا سيما شرط جمع توكيلات 20 نائبًا في البرلمان، بالإضافة إلى أن فترة جمع التوكيلات محدودة ومضغوطة، وهذا يعني أنه لن يتمكن أحد من خوض الانتخابات إلا لمن تريده أجهزة الدولة فقط، ولكن السؤال هل ستكون هناك انتخابات حقيقية؟


هل يعني ذلك التشكيك في نزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

أتوقع أنه لن تكون هناك انتخابات، حيث الانتخابات ستجرى على شخص واحد فقط أي استفتاء، أو سيوجد مرشح شكلي فقط ولن يكون هناك مرشح جاد.


من وجهة نظرك.. هذا في صالح من؟

الجميع يخدم الرئيس ويرى أنه في صالحه، سواء كان بإرادة الرئيس أو لا، ولكن يفترض أن يقوم الرئيس بدوره بوقف أي إجراءات غير دستورية ومخالفة، مثل الدعاية التي بدأت قبل إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن إطلاق الماراثون الانتخابي، والتي بدأت للسيسى وليست متاحة لغيره من المرشحين.


في ظل هذا التضييق.. هل تتوقع ثورة جديدة؟

وارد.. ولكن الشعب أخذ درسًا من ثورة 25 يناير، بعدم التحرك إلا بعد وجود قوى تستطيع تولي المسئولية، بحيث لا تتكرر أخطاء الماضي، فنحن مررنا بفترتين وهم حكم المجلس العسكري والإخوان وتم خلالهما تجريف المجتمع، من وجود نقابة قوية ورأى عام قوى وصحافة، ولكن كثرة الضغوط تولد الانفجار، ومن يتحدث عن مخاوف تكرار سيناريو سوريا والعراق، عليه أن يدرك أن الجيش لن يمنع هذه الكارثة، ولكن هذا بسبب الشعب المصري بتركيبته المتجانسة، كما أن الظروف في مصر تختلف عن طبيعة الصراعات في كل من سوريا والعراق.


ولكن أين دور المعارضة وجبهة الإنقاذ التي قادت ثورة 30 يونيو؟

جبهة الإنقاذ كانت تضم أحزابًا من النظام القديم، وبعد انتهاء دورها في مواجهة الإخوان، عادت إلى موقعها بتأييد النظام الحالي، رغم كل سلبياته، أما التيار الديمقراطي بتشكيلاته، يعاني من التضييق فأنا جاءتني معلومات مؤكدة حول صدور تعليمات للإعلام الحكومي وإعلام رجال الأعمال الذين لديهم مصالح، بعدم نشر فعاليات الأحزاب وتوصيل صوتها للشعب، فهناك عملية عزل وضغوط مستمرة على الأحزاب بهدف عدم وجودها في الساحة السياسة، بالإضافة إلى القبض على أعضاء الأحزاب وإلزامهم بدفع كفالة ومبالغ مالية كبيرة، لتجفيف مواردهم المالية، فنحن محاصرون إعلاميًا وسياسيًا وأمنيًا، وهو ما ظهر في محاصرة الأمن في تظاهرة تيران وصنافير من قبل قوات مواجهة الإرهاب.


هل يعد ذلك مبررًا لضعف أداء الأحزاب الفترة الماضية؟

لا.. هناك تقصير من الأحزاب، ولكن هناك حالة إحباط ويجب على المصريين الخروج منها، وخاصة أنه لا يوجد بهم حماس الماضي.


هل ندمتم على دفعكم بمرشح منافس أمام السيسي في الانتخابات الرئاسية السابقة؟

كل تجربة لها سلبيات وإيجابيات، فلولا دخول حمدين صباحي الانتخابات، لم نكن سنشاهد «المهزلة»، من حيث الأرقام التي تم الإعلان عنها فهي غير صحيحة، سواء الذي حصل عليها السيسي أو التى حصل عليها حمدين، وهو الأمر الذي أدى إلى تمديد الانتخابات يومًا ثالثًا، الأمر الذي تسبب في تشويه صورة المرشح «الخاسر».


هل تقصد أن السيسي نجح في الانتخابات السابقة عن طريق التزوير؟

لا.. فالأغلبية كانت مع السيسي، ولكن عدد الأصوات المعلنة غير صحيحة، وكان الهدف من هذا هو ظهور الرئيس أمام الشعب بأنه أول من يحصل على هذا الكم من التصويت.


هل صحيح أن السفير معصوم مرزوق استقال لرفضكم ترشحه فى الانتخابات الرئاسية؟

الاستقالة التي تقدم بها معصوم مرزوق غير مسببة، وحاولنا أن يستمر في الحزب ولكنه رفض، ونحن كحزب لم نعترض على ترشح معصوم مرزوق، ربما القيود الحزبية لم تكن مريحة بالنسبة له لأنه ظل مستقلا طيلة حياته.


ماذا عن ترشح موسى مصطفى موسى؟

هذا يدل على عدم وجود انتخابات من الأساس؛ فمصطفى موسى، جاب جميع المحافظات لتأييد السيسي، فكيف بعد ذلك يترشح أمامه؟ وأين نواب البرلمان الذين أيدوه؟ فهو لم يعرف أسماءهم، وهو أمر واضح لا يحتاج لتعليق.


ما رأيك في القبض على سامي عنان واستبعاده من الانتخابات؟

مجرد رغبة في تنظيف الساحة، وإزاحة أي شخص يمثل منافسًا للسيسي، سواء كان سامي عنان أو الفريق أحمد شفيق، وبالتالي رشحوا موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، لـ«يضحكوا» على الشعب.


كيف ترى تراجع الفريق أحمد شفيق عن الترشح؟

«شفيق» تراجع بسبب الملفات التي ظهرت ضده خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى التهديدات والضغوط التي مارسها النظام عليه، ولاسيما أنه ظهر في الإعلام بشكل «مذبذب»، وكلام متناقض؛ لأن النظام كان يخشى «شفيق».


هل كان شفيق مرشح قوى أمام السيسي؟

نعم.. فهو من داخل البيت ومن قلب النظام والجيش، ولديه مؤيدون وهو الأمر الذي يجعله مرشحًا قويًا وخطرًا، ومن ثم هناك صعوبة في تشويهه على خلاف خالد علي الذين يرون أنه من شباب الثورة، وهدفه حرق البلد، ويقول كلامًا لا يمكن تطبيقه.


بعد غلاء الأسعار وزيادة العمليات الإرهابية.. هل شعبية الرئيس انخفضت؟

نعم.. فلو كانت شعبية السيسي قوية لكانت هناك سهولة في الحياة أكثر من ذلك، فشعبية السيسي ضعيفة، وخاصة أنه ليس هناك إنجاز تحقق منذ 4 أعوام حتى الآن، سواء في ما يخص الخدمات من تعليم وصحة، أو تحسين الوضع الاقتصادي، ودخل الفرد، أو القضاء على الإرهاب.


ولكن هناك آلاف التوكيلات التي يتم الإعلان عنها للسيسي؟

هناك حالة من فقدان الأمل واليأس بين المواطنين، وأرقام التوكيلات التي يتم الإعلان عنها غير حقيقية، وإلا كنا شعرنا نحن كمواطنين في البيئة المحيطة بنا، الإعلام يزود الأرقام، ووصلنا كلام يقال عن أن هناك بطاقات يتم تجميعها لعمل التوكيلات مقابل أموال، وهناك أناس متطوعون لعمل هذه الخدمات.


هل تؤيد ترشح السيسي لفترة رئاسية جديدة؟

لا.. يكفي ما جرى في المرة الأولى، وما حصدته مصر من اتباع السياسات «الخاطئة»، والزيادة في حجم الديون.