رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«مواد البناء»: الصعيد يستحوذ على 37% من المشروعات الصناعية

المشروعات الصناعية
المشروعات الصناعية - أرشيفية


أكد الدكتور كمال الدسوقى، رئيس المنظمة العربية للتنمية المستدامة، نائب رئيس غرفة مواد البناء، أن الدولة في ظل توجهاتها الجديدة بعدم مركزية القرارات وأماكن الصناعات أصبح هناك خطة استثمارية لعدد من المناطق الصناعية موزعة توزيع جغرافى سليم وعادل على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن محافظات الصعيد استحوذت على نصيب الأسد من التنمية الصناعية في كافة المجالات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نتيجة تجاهل الحكومات المتعاقبة للتنمية في محافظات الصعيد.

وقال إن تدشين مشروعات صناعية في محافظات الصعيد يخلق مجتمع متكامل ويوفر الآلاف من فرص العمل للشباب نظرًا لكون الصناعة هي المحرك الرئيسى لإحداث تنمية مجتمعية شاملة.

وأضاف أنه لأول مرة في مصر يكون هناك اتجاه حقيقى لتنمية محافظات الصعيد المهمشة لسنوات عديدة، مشيرا إلى أن الصعيد يستحوذ على 37% من المشروعات الصناعية الجديدة وهناك مناطق صناعية تم تدشينها بالفعل فضلًا عن تسليم عدد كبير من المصانع المجهزة للشباب في إطار اهتمام الدولة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وقال إن هيئة التنمية الصناعية أصبحت جهة واحدة وهى المسئولة عن توزيع الأراضي ووضع خطط التنفيذ وإنشاء المرافق والبنية الأساسية للمناطق الصناعية وهو ما يحد من ازدواجية القرارات وتداخل الجهات والتي كانت من أكبر معوقات التنمية في مصر خلال السنوات الماضية.

وأوضح أن مؤسسات التصنيف الدولية أصبحت تنظر إلى الاقتصاد المصرى نظرة تفاؤل وهناك العديد من التقارير الإيجابية عن الاقتصاد المصرى ومنها مؤسسة "فيتش" العالمية للتصنيف الائتماني والتي رفعت التقدير المستقبلي للاقتصاد المصري من "مستقر" إلى "إيجابي"، معتبرًا ذلك خطوة مهمة لدعم الثقة في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وهو ما يعزز من جذب رءوس الأموال الأجنبية للاستثمار في مصر.

وشدد الدسوقى، على أهمية مواصلة الحكومة اهتمامها بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق طفرة في معدلات الإنتاج في وقت قصير، حيث أنها تمثل من 80 إلى 85% من إجمالى حجم الناتج المحلى الإجمالي في الدول الصناعية الكبرى بالإضافة لكونها رمانة الميزان للاستقرار الاقتصادى في أي دولة ومن الصناعات المغذية للصناعات الكبرى وتستوعب فرص عمل كبيرة.

وأكد رئيس المنظمة العربية للتنمية المستدامة ضرورة إنشاء مناطق صناعية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوزيعها جغرافيا على مستوى المحافظات وإنشاء مراكز تدريب بها ومعامل لفحص واختبار المنتجات وتقديم مساعدات للشباب في الحصول على شهادات الجودة الدولية لتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة على النمو.

وشدد على ضرورة تبنى القطاع الخاص والدولة مبادرة لتوعية الشباب بأهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير دراسات جدوى وأفكار لمشروعات مختلفة والبناء على مبادرة البنك المركزى لتمويل المشروعات الصغيرة بفائدة 5%.

وقال إن تطبيق مفهوم الشمول المالى لأول مرة في مصر سيكون له أثر إيجابى على تشجيع رواد الأعمال والشباب والمواطنين على البدء في مشروعات من خلال توفير الخدمات المالية للجميع والتي لم تكن متاحة لعامة المواطنين قبل ذلك.

وأضاف أن الشمول المالى سيلعب دور الضمان لتمويل المشروعات، مشددًا على أهمية نشر فكر الشمول المالى في مختلف المناطق الصناعية خاصة وأنها تساهم في تسويق منتجات الشباب وتلعب دور الضامن لسداد القروض وتوفير خدمات بنكية لكافة المجتمع مع ضمان وصولها للطبقات الفقيرة حتى يكون المجتمع كله منتج.

وأشار إلى أنه لا يمكن تحقيق مفهوم التنمية الشاملة إلا من خلال تحقيق معدل نمو مرتفع وحجم إنتاج جيد وتغطية الفجوة في عجز الموازنة بين حجم الإنتاج والاستهلاك.

ولفت إلى أنه وفقًا للبنك الدولى فإن مصر حققت معدل نمو 4،8% وهو معدل جيد خاصة وأن قرارات الإصلاح الاقتصادى كانت صعبة وبدأت تختفى تداعياتها بشكل كبير مع بداية 2018 الأمر الذي يشير إلى إمكانية تحقيق قفزة كبيرة في معدلات النمو خاصة وأن القطاع الخاص المصرى لمس تحركا إيجابيا لكافة مؤسسات الدولة والتي تعمل وفق خطط ممنهجة وواضحة وهو ما كنا نفتقده في السنوات الماضية.

وشدد الدسوقى، على أهمية ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى والتي يتمثل حاليًا 40% من الاقتصاد المصرى وفق إحصائيات وزارة التخطيط وهو ما يمكن تحقيقه بسهولة من خلال استيعاب طاقات الشباب وإعطاءهم تسهيلات تمويلية وسرعة إنهاء التراخيص والتركيز على تقديم خدمات الشباك الواحد وتوفير دراسات جدوى والتمويل المناسب لمشروعات الشباب. 

وقال إن الاهتمام بإنشاء مراكز تدريب وتأهيل العمالة في مختلف المدن الصناعية يساهم بشكل كبير في القضاء على الاقتصاد غير الرسمى من خلال توفير العمالة المدربة ومساندة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تطوير منتجاتهم والحصول على شهادات الجودة العالمية وتوفير آليات محفزة لسداد الضرائب وإصدار التراخيص وغيرها من الخدمات التي تؤهلهم لتصدير منتجاتهم وتحفزهم على النمو.

وشدد على ضرورة إنشاء مراكز لتدريب العمالة بالإضافة إلى مراكز ومعامل لاختبارات فحص الجودة في كل المناطق الصناعية للحصول على منتجات عالية الجودة وقابلة للتصدير ومطابقة للمواصفات العالمية، خاصة وانه لأول مرة تعمل وزارة الصناعة والتجارة وفق خريطة صناعية توفر قاعدة بيانات بعدد المصانع والعاملين بها ونسبة مساهمتها في الصادرات وتغطية الأسواق المحلية حتى 2030.