رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بمشاركة بعض رجال الأعمال العرب.. حفل لجمع التبرعات يتحول إلى حفلة تحرش جماعي!

من داخل الحفل
من داخل الحفل


كشفت صحيفة الفايناشيال تايمز البريطانية عن فضيحة تورط فيها بعض رجال المال والأعمال العرب مع إحدى المؤسسات الخيرية في بريطانيا، حيث قامت بتنظيم حفل خيري، حضره بعض رجال المجتمع البريطانيين والعرب من أجل تقديم التبرعات لبناء مستشفى للأطفال في منطقة بلومزبري في العاصمة لندن، إلا أنه تحول حفل للتحرش الجنسي الجماعي، مع النادلات!

وخلال حفل عشاء خيري أقيم للرجال فقط، مساء يوم الخميس، حضره أكثر من 360 شخص من رجال الأعمال البريطانيين ورجال المال والسياسة، حضرت أكثر من 130 "مُضيفة" تم استئجارها خصيصًا من أجل خدمة الضيوف.

وارتدت جميع الفتيات ملابس سوداء ساخنة، وكعب عالي، وظهرت خلال الحفل العديد من ملامح التحرش الجنسي، والملاطفة الفجة.

المثير في الأمر أن الصحيفة أوضحت أن مثل تلك الحفلات تُقام على مدار 33 عام، ومع ذلك ظلت تلك الأنشطة تتم على الدوام.

وأوضحت الصحيفة أنها قامت بإرسال صحفية سرية الاسبوع الماضي، للعمل كمضيفة خلال هذا الحفل المشبوه، واستطاعت الوصول إلى قاعة الطعام والحانات المحيطة، لكشف تفاصيله المثيرة.

وكشفت الصحفية، بأنه على مدار 6 ساعات، تعرضت العديد من مضيفات الحفل للتحرش، والطلبات المتكررة لقضاء ليلة حمراء في الفندق، كما أن بعض المضيفات، كن يعمدن إغراء الرجال الحاضرين.

وأوضحت أن مارتن سوريل الرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية والمشرف على الحفل لم يكن حاضرا هذا العام، رغم أنه كان يحضر في الماضي، وكان من بين الحضور أندرو سكوت، أحد كبار الموظفين في الاتحاد الأوروبي، وكان من بين رعاة الحفل الآخرين شركة سمك ماركيتس، وهي شركة مراهنة بريطانية، وشركة فروجمور، وهي شركة استثمارية عقارية مقرها لندن.

وكان من بين الحضور العديد من الشخصيات التجارية البريطانية المعروفة مثل فيليب غرين من مجموعة أركاديا، ورئيس أوكادو تيم شتاينر، وهنري غاباي، مؤسس صندوق دويت جروب المالي، ومن الشخصيات العرب مكرم عازر، رئيس بنك باركليز للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط.

ومن السياسيين ناظم زهاوي، وزير الدولة المعين حديثا للأطفال والأسر في بريطانيا، وجوناثان مندلسون، من حزب العمل، ولم يتضح إذا مارس هؤلاء الجنس مع فتيات الليل خلال هذا الحفل أم لا.

وكان من بين الحضور مايكل شيروود، نائب الرئيس السابق لجولدمان ساكس، وبوجو زابلودويتز، الملياردير العقاري الفنلندي.

وخلال هذا الحفل، تم جمع أكثر من 2 مليون يورو، وبخلاف التبرعات، فقد شمل الحفل محاضرات في فن التجميل والعلاقة الزوجية.

وتضمن كتيب تم توزيعه على الحضور تحذير بعدم التحرش الجنسي، على الرغم من أن الكتيب نفسه تضمن صورا متعددة لمارلين مونرو وهي ترتدي ملابس مكشوفة وفساتين ضيقة.

 

فيما يتعلق بالنساء التي كانت تقدم العشاء، فوفقا للصحيفة تم جلبها من مؤسسة كارولين داندريدج، وهي وكالة متخصصة في توفير المضيفات، للمناسبات المرموقة بالمملكة المتحدة.

وفي مقابلات أولية معهن، أكدن أن بعض الرجال قد يكونوا مزعجين، ولكنه في النهاية حفل عشاء خيري، وأوضحت بعضهن أن بعض الفتيات تحب ذلك، لكن بالنسبة لآخريات فهن يرفضن ذلك مطلقًا.

وقبل الحدث بيومين، أعلنت المؤسسة المنظمة للحفل أن هواتف المضيفات سيتم غلقها في تلك الليلة، كما طلبت منهن أن يرتدين "أحذية سوداء مثير"، وملابس داخلية سوداء، كما سيتم توفير فساتين وأحزمة خاصة لهذا اليوم.

وتم اختيار الفتيات بطريقة معينة حيث أغلبهن من طوال القامة الجميلات، ويبلغ مرتب الواحدة منهن في تلك الليلة 150 يورو.

وأغلب الفتيات كن يعملن كمحاميات أو في مجال التسويق أو ممثلات أو راقصات أو عارضات أزياء، ويقمن بأعمال الضيافة لتغطية نفقاتهن.

وبمجرد وصولوهن إلى فندق دورشستر حيث مقر الحدث، وقعن على عقد من خمس صفحات كان بنده الأول عدم الكشف عن تفاصيل الحدث، ولم تُمنح أي منهن صورة من هذا العقد.

ثم تم تجميعهن في غرفة خاصة، حيث قام فريق خاص بتصفيف شعرهن وعمل مكياج لهن، ثم ارتدين الملابس المثيرة المخصصة لهن.

وبدأت الحفلة في الثامنة مساءًا، حيث قيل لجميع المضيفات أن تشكل خطين مع مراعاة ترتيب الطول، بحيث تكون الأطول أولا، قبل المشي إلى الطاولات حيث يجلس الرجال، وكان المطلوب منهن في العشاء تقديم المشروبات وخدمة الضيوف بجلب مزيد من الطعام في حالة الحاجة.

وقالت إحدى المضيفات وتبلغ من العمر، 28 عام، رغم أن الأجواء كانت مثيرة، وتشبه العمل في الكازينوهات أو الملاهي الليلية، إلا أنها لم تشعر بعدم الارتياح، وذكرت أنه تم تقبيلها من أحد الضيوف، وآخر طلب منها أن تصعد معه إلى غرفته في الطابق العلوي إلا أنها رفضت.

ويواصل صحفيين الفاينينشال تايمز حديثهم فيقولوا إن خارج مراحيض النساء كان هناك نظام مراقبة، فالنساء اللواتي قضين وقتا طويلا تم استدعائهن واقتيادهن إلى قاعة الرقص، حتى لا يبتعدوا عن العملاء أكثر مما ينبغي.

وفي الساعة العاشرة مساء، بدأ الجزء الرئيسي من جمع الأموال، حيث تبرع ريتشارد كارينغ، أحد رجال الأعمال البريطانيين بمبلغ 400 ألف يورو، وخلال تلك الفترة كان من الممكن أن تحصل النساء على الراحة، كما يمكن لمن توافق الصعود إلى غرفة أحد المدعوين.

وفي الساعة الحادية عشر مساءًا، عادت الفتيات مرة أخرى إلى قاعة الرقص حيث كان الجزء الرئيس من الحفل، وحينها تم إبلاغ الفتيات أنه سوف يجب عليهن البقاء حتى الساعة الثانية صباحًا، لتكون لهم فرصة لتناول المشروبات وتلبية طلبات الرجال.

وبعد الحفلة الرئيسة، أقيمت حفلة صغيرة داخل القاعة أصغر، وفقا للمضيفة البالغة من العمر 28 عاما، فقد رقص الرجال وشربوا مع مجموعة من النساء، وبدت بعض الفتيات الأصغر سنًا، مذهولة مما يحدث.

وفي الوقت نفسه، في وسط الغرفة، رقص جيمي لحود، 67 رجل أعمال لبناني، بحماس مع ثلاث شابات يرتدين فساتين حمراء زاهية.

وبحلول منتصف الليل، كان هناك أحد رجال المجتمع البريطاني، يمارس الجنس مع فتاة واحدة.

من جانبه قال فندق دورشستر في بيان له أن سياسته ترفض مضايقة الضيوف للمضيفات، وأنه سوف يتم الاتصال بالسلطات المعنية لبحث الأمر.

أما النادي المسؤول عن عملية التبرعات فقال إنه أقام عشاءه السنوي، حيث جمع عدة ملايين من الجنيهات للأطفال المحرومين. ومما يثير قلق المنظمين ادعاءات السلوك السيئ في الحدث الذي أكده مراسلو صحيفة فايننشال تايمز. وهذا السلوك غير مقبول على الإطلاق. وسيتم التحقيق في الادعاءات بشكل كامل وسريع واتخاذ الاجراء المناسب.

وقالت السيدة داندريدج من أرتيستا (الشركة المسؤولة عن المضيفات): "هذا الحدث مهم حقا لجمع التبرعات الخيرية، وهو أمر معتاد من 33 عاما، ويجمع مبالغ ضخمة من المال للجمعيات الخيرية المحرومة، مشيرة إلى وجود مدونة لقواعد السلوك التي نتبعها، إلا أنني لست على علم بأي تقارير عن التحرش الجنسي.

ولم يقدم أي من أمناء المؤسسة الخيرية تعليقا للنشر.

وقال بنك انجلترا "ان بنك انجلترا لم يوافق على منح أي مبلغ من المال في هذا الحفل، فيما قال باري تاونزلى، وهو سمسار معروف وأحد مؤسسي الجمعية الخيرية المسؤولة عن الحفل، إنه لم يحضر العشاء لمدة عشر سنوات، أنه كان في الماضي "لطيفا جدا ومتحضرا" وأضاف "أن ما يحدث الآن ليس عملي".