رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ردًا حاسمًا» لـ«خارجية النواب» على الكونجرس الأمريكى بشأن حماية الأقباط

طارق رضوان _ أرشيفية
طارق رضوان _ أرشيفية


«ردًا حاسمًا» لـ«خارجية النواب» على الكونجرس الأمريكى بشأن حماية الأقباط


قال طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه تم إرسال رد إلى الكونجرس الأمريكي، صباح اليوم الإثنين، على المذكرة المقدمة من أعضائه بشأن حماية الأقباط في مصر.

وجاء الرد من خارجية البرلمان برئاسة النائب طارق رضوان، إلى الكونجرس الأمريكي يحمل عنوان «مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطنًا يعيش فينا».

وتضمن الرد في المقدمة: «أن مصر دولة لم يتغير نسيجها الوطني منذ فجر التاريخ حيث ظلت محافظة على الوفاق الوطني بين كافة أبناءها من المسلمين واألقباط عبر الزمان لتضمن نسيج وطني متماسك واجهت به كافة التحديات».

وأشار الرد إلى أن نص كتاب الأمان من عمرو بن العاص إلى بنيامين بطريرك مصر على: «أينما كان البطريرك بنيامين، نعده بالحماية والأمان وعهد هللا، فليأت البطريرك إلى هنا في أمان واطمئنان ليتولى أمر ديانته ويرعى أهل ملته».


وتابع: استوعبت مصر بحضارتها وتراثها الإنساني عبر التاريخ كافه الثقافات والأديان دون تفرقة بين مسلم ومسيحي في إطار يجسد عبقرية الوطن الواحد، حيث اتسعت أرضها لرحابة الفكر والعقيدة ووعود الأمن والأمان الربانية بقول الله في القرآن الكريم «أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وعهد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في قبط مصر «استوصوا بأقباط مصر خيرًا فإن لكم فيهم ذمة ورحمًا».


وأوضح أن مصر تصدت بشعبها وجيشها في كيان صلب من الوفاق والوعى والإرادة الوطنية لكل صور الغزو العسكري والفكري مؤكدة صلابة ونقاء معدن ابناءها الأصيل من المسلمين والمسيحيين لتعبر الأزمات والتعقيدات وتحقق رخاء شعبها في مناخ اجتماعي منسجم تتعالى فيه ترانيم الكنائس مع أذان المساجد.


وعن مصر بعد ثورة يناير2011، أكدت ثورة 25 يناير على تأصل ومتانة النسيج الوطني المصري عبر آلاف السنين حيث لم يجبر مسيحي على دخول الإسلام وتعانق الهلال مع الصليب في ثورة عام 1919 وارتفعت شعارات حول «الدين لله والوطن للجميع» وقداسة دور العبادة والحفاظ عليها إسلامية ومسيحية لتجسد أهمية المواطنة وصلابة الوحدة الوطنية للشعب المصري.


أما عن مصر في عهد الإخوان المسلمين، «لعب الإخوان المسلمين دورًا ممنهجًا ومخططًا بالتعاون مع أيدي أجنبية منذ نشأة الجماعة عام 1928 من خلال المؤامرات ومحاولات ضرب الثوابت المصرية وإشعال الفتن الطائفية والتحريض على الفتنة وإزدراء الأديان.. الأمر الذى مهد لظهور الكيانات والجماعات المتطرفة الإرهابية مستغلة الدين كوسيلة لتحقيق أهداف _ غايات مشبوهه».


وأضاف أن المصريون قبلوا دفع الثمن في سبيل الحفاظ على نسيج الأمة متماسكًا حتي ثورة يناير حين كشفت القناع عن الوجه القبيح لجماعة الإخوان المسلمين عند وصولهم إلى سدة الحكم عام 2012 ،باستغلال المشهد وإدارة معارك شرسة بالقتل ونهب ممتلكات الدولة والأفراد وإثارة المطالب الفئوية بعناصرهم في النقابات والسعي للتمكن من مفاصل الدولة تمهيدًا لضرب مراكز الثقل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة والعسكرية والأمنية بصفة خاصة.


وتابع «باستشعار شعب مصر لطبيعة وعمق التهديد وبإنقضاء عام واحد من حكم الإخوان المسلمين.. هنا جاءت نقطة الذروة لتوحد كل شعب مصر لينتفض ثائرًا في جميع أنحاء البلاد بأعداد غير مسبوقة وفي إطار ثورة شعبية إحتشد فيها 34 مليونًا من جميع طوائف الأمة، وإنحاز لها جيش مصر ليرتفع شعار الجيش والشعب يد واحدة بيد كل مصري مسلم ومسيحي».


وأكد أن قيم الوفاق الوطني المصري جسدت نموذجًا فريدًا وحضاريًا للثورات الحديثة مستلهمة عمق حضارتها وموروث وحدتها الوطنية وتصدت لكل العمليات الإرهابية التي استهدفت تدمير وحرق دور العبادة المسيحية والتي بلغت في مجملها «83» من الكنائس ومدارس الراهبات وبيوت الخدمة المسيحية.. هذا بالإضافة إلى المئات من ممتلكات الأقباط بأنواعها المختلفة لاسيما بعد فض اعتصامي «رابعة والنهضة».


وذكر أن كل جرائم الإخوان المسلمين تمحورت حول فكرة واحدة «مازالت تحرض عليها» وهي محاولة تأكيد صراع مزعوم بين مسلمي وأقباط مصر لاستقطاب الرأي العام الغربي وإقناع حكوماته للتدخل في الشأن المصري إلا أن الوحدة الوطنية والوعي الوطني وإرادة الشعب المصري كانت حجر الزاوية لاستيعاب المواقف والأحداث بتعقيداتها وتجاوزها متوحدة في قلب وجسد رجل واحد هو المصري المسلم والقبطي.


وأشار إلى فترة حكم الإخوان حيث كانت هي الأكثر مرارة في نفوس الأقباط لما شهدته من تمييز وخطاب تحريضي وادعاءات عن رغبة المسيحيين لإفشال مشروع النهضة والحكم الإسلامي.


وتابع: «بعزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013 إستهدف الإخوان المسلمون التجمعات القبطية لأول مرة عقابًا على مشاركتهم في ثورة 30 يونيو 2013 بصور متعددة منها التهديد بالقتل والدمار من فوق منصاتهم في ميداني رابعة والنهضة حيث إغتالوا قس بالعريش في عملإرهابي وحرق الكنائس بمحافظة المنيا وتتابعت وتوسعت إعتداءاتهم ضد دور العبادة وممتلكات الأقباط كما سبق ذكرها».


وعن مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 ومشاركات الرئيس الوجدانية للأقباط: «إلتزام الرئيس عبد الفتاح السيسي عمليًا بإعلاء مبدأ المواطنة بالمشاركة الفعلية في إحتفالات الكنيسة بالأعياد خلال الثلاث السنوات التي قضاها في الرئاسة هذا بالإضافة الى تعدد زياراته إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ولقاءاته المتعددة بالبابا تواضروس الثاني من خلال تقليد ثابت مؤكدًا على قوة النسيج الوطني للدولة».


واستشهد بتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي الجنازة العسكرية لشهداء الكنيسة البطرسية مع البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية وبحضور كبار رجال الدولة وسط جمع غفير من المواطنين المصريين مسيحيين ومسلمين وأعلن عن اسم منفذ العملية وأكد حرص الدولة على القصاص من منفذي العملية.


وتخليدًا لشهداء مصر من المسلمين والمسيحيين افتتح الرئيس إثنين من الكباري العملاقة أحدهما بإسم الجندي الشهيد «أبانوب جرجس» والآخر بإسم العقيد الشهيد «محمد المنسي» تكريمًا لشهداء الشعب المصري في معركته ضد الإرهاب، وإعادة بناء وترميم عدد 83 كنيسة، بالإضافة إلى المئات من ممتلكات الأقباط المعتدى عليها.


أما في الإطار التشريعي: شارك ممثلون عن الطوائف المسيحية الثلاث في وضع دستور عام 2014 والذي رسخ مبدأ المواطنة حيث تم تفعيل «المادة 244» من الدستور والتي نصت على التمييز الإيجابي لفئات معينة منها المسيحيين بحصولهم على مقاعد بمجلس النواب بلغت «39» مقعد من الرجال والسيدات في إطار غير مسبوق.


وعن نصوص الدستور المصري التي تثمن أهمية المواطنة:

استشهد بالمادة «53» وتنص على أن «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو ألي أسباب أخرى»

كما أقر الدستور بأن التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون.

وتابع: تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز وينظم القانون إنشاء «مفوضية مستقلة لهذا الغرض».

ومن أهم المؤشرات الدالة على إعلاء وتطبيق مبدأ المواطنة: صدور قانون بناء الكنائس بتاريخ 30 أغسطس عام 2016 والذي منذ إصداره تم بناء «17» كنيسة في جميع أنحاء مصر كما تشهد الآونة الأخيرة نهضة في بناء الكنائس وتقنين أوضاع أكثر من «4» آلاف كنيسة.

وأوضح أن مجلس النواب يناقش مشروع قانون «إنشاء الهيئة العليا المفوضية مكافحة التمييز»، ومشاركة الأقباط في تولى المناصب القيادية في وزارات وهيئات وأجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة، وإنشاء كاتدرائية عملاقة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

واختتم الرد على مذكرة الكونجرس الأمريكي بشأن حماية الأقباط في مصر بمقولة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حينما قال: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».