رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أحمد عز العرب: كانت هناك محاولة لاغتيال «شفيق» فى فرنسا لتوريط النظام.. «حوار»

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع أحمد عز العرب


قال أحمد عز العرب، رئيس حزب «الوفد» الشرفي، إن الإعلام المصري الممول من الخارج، وفلول الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وراء تآكل شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن تشبيه السيسي بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يشوه صورة السيسي.


وأضاف «عز العرب» في حواره لـ«النبأ»، أن تطبيق الديمقراطية الآن في ظل الحرب التي تخوضها مصر سوف يأتي بالإخوان وأصحاب الأجندات الخارجية إلى السلطة، مشيرا إلى أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب «حرق» كل الأحاديث النبوية حتى لا «تلتبث» بالقرآن الكريم.


ولفت إلى أن الفريق أحمد شفيق كان سيتم اغتياله في فرنسا حتى يتم اتهام النظام المصري بقتله، وأن عبد المنعم أبو الفتوح، سيكون من أقوى المنافسين للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإلى تفاصيل الحوار:


في البداية.. ما تقييمك للوضع السياسي في مصر الآن؟

المشهد السياسي في مصر الآن ممتاز لمن يفكر في مصلحة الدولة، لأن مصر هي الدولة الوحيدة التي صمدت أمام المخطط الاستعماري، الذي انهار على أسوارها، وبالتالى أعداؤها لن يتركوها وسيستمرون في محاولات إسقاطها، لكن لسوء حظهم أن مصر دولة متماسكة وموحدة ولا يوجد بها طوائف دينية، وكل الأقليات محدودة ووطنية، مثل الأمازيغ والنوبة، وحاول الاستعمار الأمريكي إقامة دولة نوبية في الجنوب تشمل مصر والسودان لكنه فشل.


تقصد أن مصر نجحت في إفشال المؤامرة التي كانت تحاك ضدها؟

بالتأكيد، وأعداء مصر في الداخل أخطر من أعداء الخارج.


من هم أعداء مصر في الداخل؟

الإعلام الممول من الخارج الذي يحمل أجندات خارجية، وأنا أعرفهم بالاسم، ولكن أتحفظ على أسمائهم، وأعلم الجهة الأجنبية التي يعمل لها كل واحد.


هل هذا الإعلام تابع للدولة أو محسوب عليها؟

تابع للمخابرات الأجنبية، عندى وثيقة موقع عليها خيرت الشاطر بعد شهر ونصف الشهر من تولى مرسى للحكم، قال فيها بالحرف الواحد: «الأخ العزيز خالد صلاح، استحلفك بيمين السمع والطاعة الذي أقسمته أمام فضيلة المرشد، أن تفعل كذا وكذا»، وذكر أسماء إعلاميين، منهم منى الشاذلي، واليوم سعد الدين إبراهيم يذهب إلى إسرائيل، وهؤلاء هم الخطر على الدولة، كما أن الرئيس السيسي مع وطنيته الشديدة، لكنه محاط بأشخاص ما كان يجب أن يكونوا موجودين حوله، وهؤلاء يعملون على تآكل شعبية الرئيس.   


مثل من؟

مثل أحد المحافظين الذي يحكم ربع شعب مصر، وتم اتهامه بالاستيلاء على 4 ملايين جنيه دون وجه حق، ورد المبلغ، وتعلمنا في كلية الحقوق أن رد المال المسروق لا يسقط جريمة السرقة والعقوبه عليها، بالإضافة إلى أن هذا الرجل كان «مخلب» الفريق أحمد شفيق في وزارة الطيران، بالإضافة إلى أن بعض الذين كانوا محيطين بنظام «مبارك» نجحوا في الوصول إلى قمة النظام الحالي، وأحد هذه الشخصيات وصل لقمة السلطة في عهد مبارك عن طريق الأمريكان، وبالتالى مصر بهذا الشكل أصبحت مستباحة.


تقصد أن فلول مبارك يحكمون مصر الآن؟

لا يحكمون مصر، ولكن أصبح لهم نفوذ كبير في النظام الحالى، وهذا يؤثر على شعبية السيسي، في ظل المعاناة التي يتحملها الناس من قرارات الإصلاح الاقتصادي، وفي ظل الحصار المفروض على مصر من الغرب، وبالتالى لا يجب على الرئيس أن يسمح لعناصر معادية له بالتواجد، بالإضافة إلى أن الناصريين يريدون وصف الرئيس أنه امتداد للناصرية، وهذا كلام خطأ 100%.


تقصد أن السيسي ليس امتدادا لعبد الناصر؟

إطلاقا، الذين يقولون ذلك يريدون تشويه صورة السيسي، وأنا ألفت كتابًا بعنوان «عودة الناصرية جنون مطبق»، ردًا على مقال لابنة الرئيس عبد الناصر في «الأهرام»، تطالب فيه السيسي بتأسيس تنظيم طليعي، وكأنها تريد إحياء تجربة «عبد الناصر»، وهذا الكلام لا يمكن قبوله ولا احترامه.


لماذا؟

سأضرب مثلا واحدا يؤكد أن الديمقراطية لم تكن ترفا، «نهرو» وعبد الناصر وتيتو أقطاب الحياد في العالم، نهرو أدرك بعبقرية الزعيم أن بلدا مترامي الأطراف مثل الهند متعدد الثقافات والحضارات واللغات لا يمكن حكمه إلا عن طريق ديمقراطية فيدرالية، فزرع هذا في خلفائه، لدرجة أن ابنته التي كانت رئيسة للوزراء أجرت انتخابات وخسرت فيها، وسلمت السلطة للمعارضة في نفس اليوم، لكن عبد الناصر وتيتو جعلا العدالة الاجتماعية هي الأولوية وليست الديمقراطية، وكانت النتيجة كما نراها الآن.


«نهرو» طبق الديمقراطية، ما جعل الهند إحدى الدول العظمى في العالم، أما يوغسلافيا فقد دخلت في حرب إبادة وتفككت إلى 8 جمهويات، ومصر كما نراها الآن، ولو وضع «عبد الناصر» في بناء ديمقراطية كما بناها نهرو لكانت مصر في الصف الأول في العالم، لكن السلطة المطلقة والحكم الفردي كان همه الأول، وكانت النتيجة كما نرى، وأذكر هنا رسالة خالدة كتبها نهرو لابنته وهو داخل سجون الاحتلال البريطاني قال فيها: «الحكومة الديمقراطية يا ابنتي تعامل الشعب الذي تحكمه كما يعامل الرجل زوجته وأبناءه، أما الديكتاتور فيعامل الشعب الذي يحكمه كما يعامل الرجل عشيقته تكون له أو لا تكون"، وهذا ما حدث مع هتلر، بعدما حاصرته القوات الروسية، وقرر الانتحار، أمر قائد الأسطول الألماني بتدمير ألمانيا بالكامل، وقال: «لا قيمة لألمانيا من بعدي»، كل ذلك يؤكد أن الديمقراطية لم تكن «ترفًا».


أنت ما زلت تسمى ما حدث في 1952 بالانقلاب العسكري رغم أن أنصار عبد الناصر يطلقون عليه ثورة؟

يسمونه كما يريدون، هو انقلاب عسكري، وكان يحكم حكما عسكريا.


ولكن سواء ثورة أو انقلاب هو قام من أجل القضاء على الفساد والظلم الذي كان ينخر في الحكم الملكي؟

طبعا كان هناك فساد، المئة ألف عسكري بريطاني الذين كانوا على قناة السويس لو زحفوا للقاهرة يوم 23 يوليو لإجهاض الانقلاب لكان التاريخ تغير تماما، فلماذا لم يقم الإنجليز بذلك؟ أنا لا أتهم من قاموا بالانقلاب بـ«الخيانة»، هم وطنيون كانوا يسعون للإصلاح، وبالتالى الإنجليز أعطوا لهم الضوء الأخضر لإتمام هذا الانقلاب رغم أنهم كانوا قادرين على إفشاله، من أجل إجهاض الثورة والحركة الشعبية التي كانت تجرى في العروق خلال الشهور الستة الأخيرة قبل الانقلاب.


تريد أن تقول إن مصر كانت ستكون أفضل لو استمر الحكم الملكي؟

نعم، لأن الثورة الشعبية التي كانت على الأبواب كانت ستغير نظام الحكم الملكي وتقضى على هذا الفساد، فعندما نجح حزب الوفد في إجراء إصلاحات سياسية ودستورية وأصدر أول دستور ديمقراطي في تاريخ الشرق، ووضع مصر على أعتاب مرحلة ليبرالية جديدة، وتشكلت أول وزارة ديمقراطية في تاريخ الشرق برئاسة سعد زغلول، تآمر عليها عدواها اللدودان الملك فؤاد الذي كان ملكا مطلقا، والإنجليز الذين كانوا سيفقدون وجودهم الاستعماري لو نجح الحكم الليبرالي في مصر، وبدءوا يحاربونها بحكومات الأقلية وتزوير الانتخابات، حتى اقترح عبقري الاستعمار الفرنسي فكرة عبقرية لمواجهة الوفد وضرب الليبرالية تكون أكثر جاذبية للسوقة، وهي إعادة الخلافة الإسلامية التي ألغاها كمال أتاتورك عام 1924، ما أغضب أنصار الليبرالية، فقاموا بتوجيه على عبد الرازق لإصدار كتاب: «الإسلام وأصول الحكم» الذي أكد فيه أن الخلافة نظام حكم لا علاقة له بالدين، ما أدى إلى فصله من الأزهر، وبدأت المخابرات البريطانية تلتقط الفكرة، وجندت شابًا عمره 24 عامًا، وهو حسن البنا يدعو للخلافة، فبدأ حسن البنا يروج لفكرة الخلافة، وحصل على 500 جنيه من المخابرات البريطانية وكان مبلغا ضخما في ذلك الوقت، وبنى أول مركز ضخم للجماعة في الإسماعيلية، وكان الهدف هو ضرب الليبرالية في مقتل ومهاجمة «الوفد»، وبالتالي عبد الناصر نجح في دفن الليبرالية والخلافة ولم يبن شعبًا ولا حكمًا ديمقراطيًا.


كيف ترى وضع الديمقراطية في مصر الآن؟

السيسي يسير في طريق الديمقراطية بقدر ما يستطيع، ولا يمكن في ظل الحرب التي تخوضها مصر أن يتم تطبيق الديمقراطية مرة واحدة، لأن تطبيق الديمقراطية سوف يأتي بالعناصر التي تحمل أجندات أجنبية والإخوان، وبالتالي السيسي يجب أن يبقى في الحكم حتى يتم القضاء نهائيا على المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك لمصر.


هل هناك سقف زمني للانتهاء من هذا الوضع؟

حتى ينتهى الحصار المفروض على مصر من جانب الاستعمار الغربي.


لكن إلى أي مدى سيظل السيسي صامدًا أمام الضغوط الخارجية التي تطالب مصر بإصلاحات سياسية وتطبيق الديمقراطية؟

هذا الكلام لا قيمة له، فالذين يتكلمون عن الديمقراطية هم الذين يقفون وراء الحصار المفروض على مصر، حديث الغرب عن الديمقراطية مثل الراقصة التي تتحدث عن تفسير القرآن.


كيف ترى قانون حماية الأقباط الذي تتم مناقشته داخل الكونجرس الأمريكي؟

كلام فارغ.. هدفه تحويل حياة المصريين إلى جحيم ومحاصرة مصر، الأقباط الذين يتحدثون عنهم من أكبر أنصار السيسي الآن.


هناك قانون أيضًا تتم مناقشته داخل الكونجرس لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية؟

الأمريكان يعلمون جيدا أن الإخوان جماعة إرهابية، لكن لو أدرجوها جماعة إرهابية سوف يفقدون كل ما بنوا عليه خططهم، وقد كتبت في جريدة الوفد عام 2000 مقالًا بعنوان: «التيار الديني رهان أمريكا المقبل»، وقلت إن الأنظمة العسكرية وخاصة التي جاءت بعد 1967، «سوست» وسوف تسقط، وأمريكا لن تنتظر هذه الأنظمة حتى تسقط وتجتاح الشارع ديمقراطية حقيقية، وسوف تلجأ للتيار الديني لإنقاذ الموقف، وخاصة الإخوان المسلمون "التنظيم الفاشستي المنظم" الذي لن يسمح بالانتقال إلى نظام ديمقراطي، تماما مثلما حدث مع الشاه الإيراني عندما بدأ يعمل لصالح إيران، أخرجت له أمريكا التيار الديني والخوميني من المنفى، ونقلته المخابرات الأمريكية بطائرة خاصة إلى إيران.


لكن السيسي لن يستمر في السلطة للأبد؟

أنا غير قلق على خليفة السيسي لأن المؤسسة العسكرية الوطنية في مصر فيها عشرون سيسي.


توقعاتك لنتيجة الانتخابات الرئاسية؟

السيسي سيفوز بنسبة من  65-70%.


من تتوقع أن ينافس السيسي في هذه الانتخابات؟

هناك أسماء كثيرة، لكن أقوى الأسماء المرشحة أمام السيسي هو عبد المنعم أبو الفتوح الذي يحظى بدعم التيار الديني.


وماذا عن الفريق أحمد شفيق الذي أعلن عدم خوض الانتخابات؟

انتهى، تم استدراجه من جانب قطر وتركيا لمهاجمة الإمارات التي فتحت له أبوابها، وكانت هناك محاولة لاغتياله في فرنسا لتوريط النظام المصري في قتله.


كيف ترى ما يحدث في إيران؟

جزء من تخريب المنطقة، وسياسات نظام الملالي الإرهابي وعدم تجانس الشعب الإيراني والفساد في قمة السلطة الإيرانية يساعد أمريكا على تنفيذ مخططها.


هل هناك تشابه بين ما يحدث في إيران وثورات الربيع العربي؟

تشابه كبير جدا.


كيف ترى ما يحدث في المملكة العربية السعودية؟

ما يحدث في السعودية في منتهى الخطورة، ومحمد بن سلمان يتصرف برعونة، فهو قام بضرب المؤسستين الرئيسيتين التي تقوم عليهما السعودية وهما، المؤسسة السياسية المكونة من 30 ألف أمير، والمؤسسة الدينية الوهابية المنغلقة.


كيف ترى العلاقات المصرية السعودية؟

السعودية أدركت أن مصر هي السند الباقي لها، بعد أن شعرت أنها أخذت «بومبة» من الرئيس الأمريكي الذي أعطت له نصف تريليون دولار.


كيف ترى تحركات أردوغان في المنطقة؟

محاولات يائسة بعد أن فقد أهميته بالنسبة للغرب، وبعد أن فشل في إعادة الخلافة العثمانية، لكن الكثير من الحكام العرب مصابون بالعمى السياسي.


كيف ترى الحديث عن القضاء على تنظيم داعش؟

غير صحيح، تم نقلهم بطائرات تركية إلى ليبيا، وداعش لن ينتهى لأنها في خدمة المخابرات الدولية، وهنا أذكر «تقرير لوجانو»، عندما اجتمع السبعة الكبار في الغرب في مدينة لوجانو السويسرية سرًا، وقرروا تشكيل لجنة من خيرة العقول الغربية كلا في مجاله، لدراسة المخاطر التي تحيط بـ«الجنس الأبيض»، بعد أن بدأ في الانقراض، فكان الحل الذي خرجت به اللجنة هو قتل 100 مليون شخص سنويا من دول العالم الثالث بالأمراض والأوبئة والحروب الداخلية، للحفاظ على تفوق الجنس الغربي الأبيض.


كيف ترى العلاقة بين الحكام العرب وإسرائيل؟

الكلام عن السلام مع إسرائيل «هبل».


أنت مترجم رواية 1984 لجورج أوريل؟

نعم، وتم منع نشر هذا الكتاب في مصر في عهد «عبد الناصر»؛ لأنه كان يتحدث عن «الديكتاتورية».


كيف ترى ذكرى ثورة 25 يناير القادمة؟

لن يحدث شيء، الإخوان انهاروا كتنظيم، ولم يعد لهم إلا الذئاب المنفردة.


كلمة أخيرة؟

أريد أن أقول إنه لا يوجد حاجة اسمها الشريعة الإسلامية؛ لأن النص المقدس يفسره بشر، وهو تفسير يختلف من شخص لآخر، عملاق الإسلام عمر بن الخطاب بمجرد أن تولى الخلافة حرق كل الأحاديث النبوية، حتى لا تلتبس بالقرآن الكريم، ثم استخدمها الأمويون والعباسيون بعد ذلك سياسيا، ولا يوجد شيء اسمه نظام حكم إسلامي، ولا توجد علاقة بين الدين والسياسة، ونحن في حاجة إلى شخص مثل لوثر كينج.