رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الكليبات الإباحية» تغزو الساحة الفنية.. و«المهن الموسيقية» مكتوفة الأيدي

ليلى عامر وشيما أحمد
ليلى عامر وشيما أحمد


تأجيل محاكمة مغنية «بص لأمك» لـ23 يناير.. وحبس بطلة «عندى ظروف» سنة واحدة

طارق الشناوى: موجودة منذ «السبعينيات».. وتغليظ العقوبة القانونية هو الحل الوحيد لمحاربتها


"مشاهد خادشة للحياء، وإيحاءات جنسية صريحة، وملابس مثيرة"، هكذا كان الحال السائد على "السوشيال ميديا"، مؤخرًا، والتي ضجت بـ"سلسلة" من الكليبات الفاضحة لعدد من المطربين والمطربات المغمورين، الذين راحوا يدرجون ما يقدمونه تحت مسمى "الفن"، في ظل غياب الرقابة.

وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي تتعرض لها هذه الأغاني وصناعها، إلا أنها لا تتوقف عن العرض، وهو ما أصبح مثيرًا للغضب، ويدفع لطرح العديد من التساؤلات حول وقت توقف هذا "الإسفاف" والانحدار الأخلاقي، الذي بات يطارد الجمهور في كل مكان.

كان كليب "بص لأمك" للمغنية "ليلى عامر"، هو الأحدث؛ إذ أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، عقب طرحه على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، خلال اليومين الماضيين، كنوع من الدعاية لفيلم "سلك عريان"؛ إذ جاءت ضمن أحداثه.

وبعدما تقدمت الكثير من الشخصيات السياسية بعدة بلاغات للنائب العام المستشار نبيل صادق، تطالبه بالتدخل لوقف عرض هذا الكليب واتخاذ إجراءات رادعة مع صناعه؛ بتهمة نشر الفجور والتحريض على الفسق، أصدرت وزارة الداخلية قراراها بضبط "ليلى" بطلة الكليب، وإحالتها للنيابة العامة؛ لإجراء التحقيقات اللازمة.

أما سمير المراغي، مخرج ومنتج فيلم "سلك عريان"، فـقال، مدافعًا عن الأغنية، إنها لا تحتوي على أي إسفاف أو تلميحات، مشيرًا إلى أنها عبارة عن "امرأة تشكو لزوجها من حماتها".

وأضاف "المراغي" أن الكليب ليس به أية خلاعة، وأنه سيتم معرفة معناه الحقيقي في حالة التدقيق في كلماته وفهمها بشكل صحيح.

ولم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لـ"ليلى"، والتي أوضحت قبل القبض عليها، في مداخلة هاتفية لبرنامج "كلام تاني"، الذي تُقدمه الإعلامية رشا نبيل على شاشة قناة "دريم"، أن الكليب ليس به أي إسقاط أو خروج عن الذوق العام.

وأشارت إلى أن الأغنية "محترمة"، ولا يمكن مقارنتها بأية أغنية أخرى "فاضحة"، مؤكدة أن لها العديد من الأغاني المشهورة والناجحة – على حد قولها.

أما نقابة المهن الموسيقية؛ فـقامت بشطب اسم "ليلى" من قائمة أعضائها؛ إذ كانت ضمن الأعضاء المنتسبين بها.

"بص لأمك" لم يكن الكليب الوحيد الذي صدم الجمهور بجرأته، إذ انتشرت، مؤخرًا، مثل هذه الكليبات على نطاق واسع، لمجموعة من المطربين غير المعروفين، الذين يقدمون "صناعة" يلصقونها بـ"الفن"، بعيدًا عن أعين الرقابة من خلال مواقع الإنترنت، على الرغم من معرفتهم بأن مصيرهم في النهاية لن يكون سوى خلف القضبان، كما حدث لمن فعلوا مثلهم.

فـقبل كليب "بص لأمك"، كان الحال هو نفسه مع كليب "أنا عايزة واحد" للمغنية "فاطمة"، والشهيرة بـ"إغراء"؛ إذ تم القبض عليها بتهمة المشاركة في نشر محتوى "سمعي وبصري" بدون ترخيص، وإثارة الغرائز عن طريق التلميحات الجنسية، فضلًا عن ظهورها بملابس خليعة.

وأصدرت محكمة نيابة النزهة قرارها بحجز قضية "إغراء" حتى يوم 23 من شهر يناير الجاري.

كذلك كان الحال مع كليب "عندي ظروف" لـ"شيما أحمد"، والتي أصدرت محكمة النزهة قرارًا نهائيًا بحبسها سنة، مع غرامة 10 آلاف جنيه؛ لاتهامها بخدش الحياء العام ونشر الرذيلة والترويج لممارسة الجنس في كليبها.

وفي السياق نفسه؛ كانت هناك مجموعة من الكليبات الإباحية التي لاقى صناعها نفس النهاية من قبل؛ ومنها: "سيب إيدي" لـ"رضا الفولي"، و"أدق الكمون" لـ"شاكيرا"، و"ياواد يا تقيل" لـ"برديس"، والتي اعتزلت الفن نهائيًا، و"أنا رولا" لـ"رولا يموت" شقيقة الفنانة هيفاء وهبي، بجانب عدة أغاني للراقصة سما المصري.

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إن هذه الكليبات يُمكن أن نطلق عليها "كليبات بير السلم" –كما وصفها- مضيفًا أنها أصبحت أمرًا "مُقززًا".

وتابع أن هذه الأغاني ليست ظاهرة جديدة، وأنها كانت موجودة في فترة السبعينيات، وكان يتم تداولها عبر "سديهات"، مشيرًا إلى أن الفارق الوحيد هو أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وتقدم التكنولوجيا، في العصر الحالي، جعل من الصعب إمكانية التحكم في عرض هذه الكليبات، بعكس قديمًا.

وأوضح "الشناوي" أن أغلب مطربي هذه الكليبات غير مقيدين بنقابة المهن الموسيقية، وبالتالي لا يمكن للنقابة التدخل ومعاقبتهم مثلًا بشطبهم، مؤكدًا أن منع هذه الأغاني لن يكون إلا عن طريق القانون.

وأكمل أنه لابد من تفعيل واتخاذ إجراءات قانونية رادعة تجاه مقدمي هذه "الفضائح" –على حد قوله-، وأن يتم تغليظ العقوبات، وعدم الاكتفاء بالحبس سنة أو دفع غرامة مالية فقط.

وعن مدى انتشار هذا اللون من الفن، أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن هذا المستوى المتدني والهابط من الأغاني، لن يستمر طويلًا، منوهًا بأن صناع وأبطال هذه الكليبات يعتقدون أن هذه الأفعال الخادشة والفاضحة، هي طريقهم ووسيلتهم للشهرة والنجومية، ولكنهم مخطئون في ذلك.