رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

العبد لله وزير النقل..

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


مؤمن بتاع ساندويتشات، والعبد لله بتاع مشروعات، واشتغلت كتير، وعندى خلفية أكاديمية، ولازم أروح للناحية العلمية، والعلم بيقول إيه.. فيه حاجة اسمها تعادل القوى الشرائية وهى الهامبورجر والبيض والتفاح، والكلام اللى قاله العبد لله ده موجود فى كتب الاقتصاد..

والعبد لله عزيزى القارئ هو الاسم الحركى لوزير النقل الدكتور هشام عرفات تخفيا منذ «موقعة البيض المسلوق»، لما تسمع تعبير العبد لله ينصرف ذهنك فورا إلى وزير النقل المصرى، احتكره لنفسه بضاعة فضائية، ولما العبد لله يقول سعر تذكرة المترو فى مصر تساوى سعر بيضة ونصف تصدقه على طول الخط، لأن كلام العبد لله مبنى على أسس علمية، وليس عجة طعمية، والكلام اللى قاله العبد لله ده موجود فى كتب الاقتصاد، كتاب الاقتصاد المنزلى صفحة العجة بالبيض.

العبد لله من صغرة وصغر سنه عارف معنى إنه من قلبه وروحه عملى، ويكره الكلام النظرى والتنظير والمنظرين من المفسفسين والمغردين، ولازم فى كل مقارنة يروح للناحية العلمية، لا تتخذونه سخرية، كلام العبد لله ليس هزوا ولا عبثا ولا افتكاسا، بل موجود فى كتب الاقتصاد المضروب فى الخلاط.. نظرية «البيض X المترو» مسجلة مصريا على هامش النظرية «الكينزية» الإنجليزية الشهيرة التى تقوم على اقتصاد «العجة» أى الاقتصاد المختلط بين القطاعين العام والخاص مع شىء من البقدونس لإكساب العجة طعما مغايرا.

العبد لله وزير واعر وناصح وعقدة وبلوة مسيحة، ونظرية العبد لله بسيطة جدا، بساطة البيض بالعجة، بيض طازح وطعمية نيئة فى طاسة زيت على النار تبقى عجة، هكذا، مقارنة تذكرة المترو فى مصر بسعر تذكرة المترو فى أوروبا، وقيمتها 3 يورو وحال احتسابها بالعملة المصرية تكون بـ60 جنيها، لو حسبتها كده باليورو يبقى «عبط» ولكن العلم قالك قارن بما تيسر، بيض، تفاح.. وهامبورجر..

العلم قالى، العلم قالى، إنه وزير عالم، عليم، متعلم، متنور، والعلم نورن، هلا هلا يا عبد الله، عبط إيه اللى انت جاى تقول عليه، هى المقارنة بين العملات (الجنيه باليورو) تبقى عبط والمقارنة بالبيض تبقى نظرية،، لما العبد لله يصف المقارنة بالعملات بالعبط يبقى العجة بالبيض جنون، شكلها وسعت شوية من العبد لله، ليتنى رضيت بالبيض، العبد لله دخل على الهامبورجر، وهذا لو تعلمون اختراع أمريكانى خطير.

وعذرنا أن فى وجهنا نظر، العبد لله عاطفى جدا، ولديه غرام خاص بمترو الأنفاق، ويركب المترو مرتين يوميا وأحيانا ثلاثا، يحب المترو حبا حقيقيا أكثر من السكة الحديد، لا يأتى منها سوى وجع القلب، العبد لله يركب المترو متفقدا وليس تواضعا أو طلبا لشعبية مفقودة، لازم يطمئن على بيض عجلات المترو يوميا خشية الفقس.

طول لسان وإلقاء البيض الفاسد على الوزير لا يستقيم سياسيا، معلوم البيض الفاسد يستخدم سياسيا فى أوروبا والدول المتقدمة لتهذيب الوزراء والساسة المكروهين، ولكن العبد لله لطيف، وبيركب المترو بين الركاب على الطريقة الأوروبية، مطمئنا تماماً وبلا حراسة، لأنه لا أحد يعرف العبد لله، يعنى راكب عادى، المهم يقطع تذكرة مش على حساب المصلحة.

ونصيحتى للعبد لله وزير النقل أن يصمت قليلا، ويتفرغ للمترو ويترك الوزارة لوزير تخصص نقل، باعتباره تخصص مترو، ويكف عن الظهورات الفضائية، عجيب أمر العبد لله لا يملك حضورا، ولا منطقا، ولا فكرا، كلامه بيض، حكمة ربنا ناس عندها حضور وناس عندها انصراف.. انصرف لبشت جتتى يا عبدو.

نقلًا عن "المصري اليوم"