رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

العودة الجبرية للأخلاق

كابتن هبة مصطفى
كابتن هبة مصطفى


التغير السلوكي الذي حدث في الفترة الأخيرة للشعب المصري، وخاصة بعد تعرضها الكثير من الأحداث السياسية وبالآحرى بعد ثورة يناير واختفاء بعض القيم والتمرد عليها بل وصل الأمر إلى التهكم علي القيم الأصلية المتوارثة، وضياع الاحترام لكبير الأسرة ، "العيلة ، القرية، المدينة وما شابه ذلك بل امتد الأمر إلي رموز التاريخ التي تربي عليها أجيال وأجيال، وتطور السلوك العدائي إلى  السخرية والاستهزاء وتناسوا عباقرة التشويه أنها ثوابت حضارية للبلد تعبر عن حقبة من الزمن لها ظروفها الاقتصادية والسياسية وتفكيرها النوعي المحدد بالثقافة.

 

 وكأي حقبة زمنية لها سلبياتها وايجابيتها وأحد ضحايا حملة التشويه التاريخي والحضاري للدولة هو الزعيم أحمد عرابي الذي لا يختلف علية اثنان وصلاح الدين الأيوبي، ولم تقتصر الحملة علي ذلك نال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر نصيبه، فتطرق البعض إلي حياته الخاصة من مأكل وملبس ودواء ودون ذلك في المذكرات الخاصة به وغاب عنه التعرض له كرجل سياسي يملك سلطة أو يحكم دولة بمعايير الحاكم السياسي بإيجابياتها وسلبياتها أن وجدت،  ثم وصل الأمر إلي الاستهزاء بالوطن لغياب الحساب وانفجرت القنبلة الأخيرة في وجوهنا وقفت مطربه مصرية لتسخر من نيل مصر خارج القطر المصري رمز حضارة مصر عبر السنين .

وهناك العديد من العوامل الهامة التي دعمت هذا التجرؤ علي التاريخ والرموز السياسية  والدينية وغيرها " برامج التوك شو" التي كافأت  المسيء باستضافته و بتنجيمه وعدم وجود رقابة بالدرجة الكافية الذي كان يجب أن تفرق بين الإهانة والتقييم

فنلاحظ في الآونة  الأخيرة أن البعض  وليس الكل يتمتع بالخروج علي النص الإعلامي الذي امتد لإهانة  دولة صديقة، ولولا سرعة التصرف المسؤلين لحدث خلاف سياسي وعاد مرة أخري ليهين رمز من الرموز السياسية السابقة بشكل جارح وطالما لا يوجد عقاب أو تشريع يُحد من هذا السلوك المتكرر ستصبح موضة يجري ورائها راغبي الشو الإعلامي والتحرش اللفظي والتهكمي علي الرمز سيتحول الي اغتصاب للانتماء الوطني للأجيال الصاعدة مما يعرضها لتصبح فريسة للصيد السريع لأهل الشر فقدوته خدشت وحضارته انتهكت فماذا تنتظر منه ،؟

 

اعتقد أنه نظرًا  لأهمية هذا الأمر علي المستوي الاجتماعي والقومي قدم بعض أعضاء مجلس النواب مقترح قانون لحبس كل مايهين رمز من الرموز الوطنية والتاريخية وغرامة لا يستهان  بها.

وهده ليست المبادرة الأولي لحماية الوطن لتحجيم صائد القيم واغتيال الرموز، إنما قام بها من قبل الرئيس الراحل السادات بما يسمي "قانون العيبة " للعودة إلي أخلاق القرية القديمة، ولو كان سيادته بيننا اليوم لفجعه التجرؤ علي الرموز والأحياء والأموات بقانون "الإعدام لمن يغتال تاريخ أمة" فلا وجود لأمة بدون تاريخ، فمن المستفيد من إهانة أو تشويه تراث مصر ورموزها وأحداثها التي كانت جزء من حياتنا ودغدغت عواطفنا بحدوثها الي النقيض إلي لا شئ .

لذلك أنادي كمواطنة مصرية بسيطة علي ضرورة إعادة الاعتبار للرموز الوطنية والتاريخية  والاتجاه إلى مراكز الدراسات التاريخية المعتمدة من قبل الدولة لزيادة الوعي التاريخي للمواطن، وتوضيح الفرق بين القراءة السياسية لرمز والقراءة التاريخية له والفرق بين الإهانة والتقييم علي الأداء وقتها وكما قال بعض المؤرخين "قبل أن تسمع ما يقال اعرف تاريخ من قاله "؟

 

وأنادي القيادات السياسية  والدينية المؤثرة بإعادة صباغ مقترح هذا القانون، فلن يكون قاصر علي الرمز فقط بل لمن يهين أي مواطن لنرجع بالأخلاق وخاصة أن الكثير من دول العالم المتقدمة شرعوا بعض القوانين لحماية الرموز الرياضية والفنية كحماية للتاريخ والحضارة والحافظ علي القدوة وكبح جماح راغبي الشهرة والفرقعة والمرتزقة  لتفادي خطر لا يعلم مداه إلا الله وستظل شامخا يا وطني الي يوم الدين.. تحيا مصر