رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تكنولوجيا التعرف على الوجه تزحف على الحياة اليومية للصينيين

تكنولوجيا التعرف
تكنولوجيا التعرف على الوجه تزحف لحياة الصينيين اليومية


في الجيل العاشر من آيفون، خصصت «أبل» مساحة صغيرة أعلى الشاشة الممتدة على الوجه الأمامي لتضمين مصفوفة من المستشعرات إلى جانب الكاميرا الأمامية، لتطوير ما يعرف بنظام التعرف على الوجه، الميزة التي تتمتع بها نسخة الشركة الجديدة من جهاز أيفون إكس، لكن التقنية الجديدة التي أضافتها «أبل» للجهاز ليست على ما يبدو صيحة جديدة، ولكنها بدأت في تطبيقات عدة في وقت مبكر في الصين وعلى نطاق واسع أيضًا، وينتظرها المزيد من التطور. 

وتفيد التقارير، بأن الصين واحدة من الوجهات الأكثر شعبية في العالم للاستثمار في تكنولوجيا التعرف على الوجه، بل تتصدر شركة "ميجفي الصينية" الاستثمار الكلي في هذا المجال بمبلغ قياسي في الذكاء الاصطناعي قدره 460 مليون دولار. 

وبدأت الوجوه الإنسانية تتحول إلى مفاتيح في عدد متزايد من المنشآت العامة في أماكن كثيرة بالصين. 

وفي مدينة شنتشن القاعة الصناعية الشهيرة جنوب شرقي البلاد تستخدم التقنية بشكل واسع في المتاجر غير المأهولة بالبشر لفتح الأبواب أمام المنتجات بعد تأكيد التعرف والدفع عبر تطبيق ويتشات الشهير للتواصل الاجتماعي، وفي قوانغتشو المجاورة، مقصد التجار من جميع انحاء العالم، تسمح مكتبة بمدرسة ثانوية للطلاب باستعارة الكتب باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه. 

وبدأت مجموعة على بابا، عملاق الدفع الإلكتروني في الصين، تعزيز استخدامها لتكنولوجيا التعرف على الوجه في عام 2015. 

وبعد عامين في وقت لاحق، بدأ مطعم تابع لسلسلة مطاعم الدجاج الأمريكية الشهيرة كنتاكي في هانغتشو التي استضافت قمة العشرين مؤخرا استخدام تكنولوجيا على بابا للسماح لرواده بالدفع باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه. 

لكن الخدعة التكنولوجية تتجاوز التجارة لتستخدم على نطاق أوسع، إذ تخطط الصين لأن تصبح أكبر سوق في العالم في المراقبة بالفيديو باستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة.

وتجاوزت القيمة السوقية بحسب التقارير حاليا 604 مليار دولار في عام 2016 في الصين، وتستخدم 176 مليون كاميرا مراقبة، وفقا لأخر تقرير. 

ويتوقع أن تواصل السوق نموها بمعدل سنوي 12.4 بالمئة حتى عام 2021. 

وبالمقارنة، بلغت قيمة السوق نفسها في الولايات المتحدة 2.9 مليار دولار في عام 2016، بمعدل نمو سنوي يقدرب 0.7 بالمئة فقط. وفي وقت سابق من عام 2017، ظهر شريط فيديو للمراقبة يكشف وجوه جميع الأشخاص في شارع مجهول مع معلومات وصفية مفصلة، مثيرا دهشة العديد من مستخدمي الإنترنت في جميع أنحاء العالم وحتى في الصين. 

واعترى الكثيرون الذهول من القدرة على رقمية البشر في الحال إلى سلسلة من البيانات. 

وفي حين يشعر البعض بالتهديد من قبل التكنولوجيا التي تضع الجميع تقريبا تحت دائرة الضوء، إلا أن هناك من يشعر بمزيد من الأمان عندما تكون هذه التكنولوجيا في أيد أمينة. 

ويرى هذا المعسكر أن تكنولوجيا التعرف على الوجه ستلعب دورا حاسما في هذه العملية، لأنها توفر الوقت والقوى العاملة لسلطات الأمن العام لتحديد المشتبه بهم بشكل أدق عبر جمع البيانات في الوقت الحقيقي. 

ويتوقع أن تلعب التكنولوجيا دورا أكثر نشاطا في الدفاع الأمني الاستباقي في المستقبل. 

ويستخدم نظام التعرف على الوجه الذي طورته شركة داهوا الصينية حاليا على نطاق واسع في الأمن العام في الصين، بما في ذلك نظام تحذير في بكين يمكنه الكشف عن المشتبه فيهم الرئيسيين ونظام مراقبة لمراقبة المشاة في إشارات المرور فىفوتشو بمقاطعة فوجيان. 

وقال مسئول بالشركة، إن منتج الشركة يستخدم أيضًا فى شرق وجنوب شرق آسيا بما في ذلك اليابان وتايلاند للتعرف على الوجه والتحذير من التفتيش الجمركي إلى مراقبة الحدائق. 

وذكرت شركة هيكفيشن وهيشركة رائدة أخرى في تكنولوجيا المراقبة بالفيديو في الصين، أنها ساعدت في القبض على خمسة مشتبه فيهم جنائيين بقاعدة بيانات من 973661 صورة وجه تم إنشاؤها خلال معرض اكسبو للسلع والتجارة في جنوب شرق آسيا عام 2017 الذي عقد فىكونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان بجنوب غرب الصين في يونيو. 

وقال وانغ وهو مسئول بالشركة المذكورة: «حاليا، تعتمد خوارزميات التعرف على الوجه أساسا على التعلم العميق، والذي يستخدم البيانات الكبيرة لتدريب النظام، الصين لديها قاعدة بيانات ضخمة من بيانات الوجه"، ومع ذلك، اعترف وانغ بأن بعض أنظمة التعرف على الوجه التجارية قد تكون أضعف نسبيا في التعرف على الوجوه غير الآسيوية». 

وقال: «في المستقبل، سيتم دمج تقنيات التعرف المختلفة لتحديد الشخص بالكامل وليس فقط وجهه».