رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

8 خطوط حمراء أمام «المشايخ» قبل الظهور في الفضائيات

مشيخة الأزهر - أرشيفية
مشيخة الأزهر - أرشيفية


شهدت «مشيخة الأزهر»، على مدار الأيام الماضية، حالة من التخبط و«الارتباك»؛ عقب الإعلان عن قائمة الـ«50 مفتيًا»، وخلال التقرير التالي تكشف «النبأ» تفاصيل ما يدور داخل المشيخة، وأهم القرارات المتوقع خروجها خلال الأيام القادمة.


البداية كانت مع دعوة جميع الشخصيات التي تم اختيارها في قائمة الفتوى لاجتماع عاجل، وخلاله تم إخبارهم بتعليمات هامة ومحاذير يمنع التقرب منها عند الظهور في الفضائيات، أو وسائل الإعلام المختلفة، وجاءت التعليمات كالتالي.



 أولًا: أولوية الحضور في البرامج والقنوات المرضي عنها من قبل الدولة، ونفس الوضع بالنسبة لمقدمي البرامج، وممنوع الموافقة على المشاركة في البرامج التي تقدمها شخصيات إعلامية على خلاف مع الأزهر أو الدولة ونفس الشروط بالنسبة للصحف والمواقع الإخبارية.



ثانيًا: ضرورة الاطلاع أولا على الفتاوى والأسئلة المطلوب الإجابة عنها، بحيث يتم التحضير جيدا للفتوى؛ حتى لا يتم توجيه الانتقادات لمن وقع عليه الاختيار في القائمة من قبل المعارضة، وتم التنبيه عليهم بأن جميع الأسماء بالقائمة تحت المجهر من قبل الشعب والكثير من الأزهريين وهناك حرص منهم على اصطياد الأخطاء، ولهذا يفضل أن يكون البرنامج مسجلًا، أما في حالة برامج الهواء فيجب معرفة الموضوع المطروح حتى يتم التحضير جيدا ودراسة جميع أوجه الفقه والشريعة في القضايا المطروحة في البرنامج وفي حالة عدم القدرة على الإجابة على سؤال ما يتم طلب التأجيل لحلقة قادمة لحين البحث عن الإجابة للفتوى.



 ثالثا: تجنب الحديث نهائيًا في القضايا التي تطلب الاجتهاد والحديث بأن هذا من اختصاصات هيئة كبار العلماء، لهذا يفضل أن تكون الفتوى فى الأمور التي تتعلق بحياة المواطنين، مثل الأحوال الشخصية والطلاق والزواج والمعاملات والحلال والحرام في الدين وغيرها.



 رابعا: يحظر نهائيًا الحديث في الأمور والقضايا التي ترتبط بالشأن السياسي للدولة، مثل ملف الانتخابات، والتعامل مع الحاكم، وكيفية الخروج على الحاكم، وطاعته، وشكل المعارضة، والسياسة الخارجية لمصر وعلاقتها ببعض الدول والقضايا الخارجية، كذلك الحديث في توجية انتقادات لبعض مؤسسات الدولة.



خامسا: من الممنوع صدور فتاوى تحرض على المرأة، مثل تحريم ترشحها للمناصب السياسية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، كذلك الدخول في قضايا جدلية مثل قضايا تربية «اللحية»، وختان الإناث وزواج القاصرات، و«الطلاق الشفهي».



سادسًا: يحظر الحديث في قضايا تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، والفتوى فيما يتعلق بقضايا شائكة، مثل بناء الكنائس في الإسلام، وكون من يتوفى من المسيحيين في العمليات الإرهابية شهيد من عدمه وغيرها من الأمور المرتبطة بين المسلمين والمسيحيين وكانت محور الجدل خلال السنوات الماضية، على أن يكون الخروج من السؤال بحجة أن الحديث في تلك الأمور من اختصاصات هيئة كبار العلماء بـ«الأزهر».



سابعًا: تم التنبيه على جميع الأسماء التي وردت في القائمة بالالتزام حرفيًا بالتعليمات وإلا سيتم الاستبعاد فورا، وعلنيا، وقد يتم استبعاد الخارج على التعليمات من الفتوى نهائيًا في مجال العمل بالأزهر أو دار الإفتاء، ولن يكون كذلك ضمن المرشحين للاختيار عند خروج قانون الفتوى الجديد المنتظر الموافقة عليه من قبل البرلمان خلال الفترة المقبلة.



ثامنًا: ضرورة قيام كل من ورد اسمه بالقائمة الإطلاع الجيد في الأمور المتعلقة بالشرع والعقيدة والفقه، ومراجعة جميع الآراء المذهبية، كذلك ضرورة الظهور بشكل لائق عند الظهور في الفضائيات.


على الجانب الآخر، يتم الآن تجهيز قائمة جديدة لتقديمها للمجلس الأعلى للإعلام برئاسة مكرم محمد أحمد، وتختص القائمة الجديدة التي ستضم أيضًا 50 عالما، بالحديث فقط في الأمور المتعلقة بالشأن الديني، وتجديد الخطاب الديني بعيدة كل البعد عن الخوض في أمور الفتوى المكلفة بها القائمة الأولى.


القائمة الجديدة سوف تضم العديد من الأسماء التي خرجت من قائمة الفتوى، وهي كالتالي: الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لـ«مجمع البحوث الإسلامية»، كما تضم القائمة الدكتور عبد المنعم فؤاد، الدكتور أحمد عجيبة، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، والأمين العام على الرواق الأزهري، الدكتور محمد زكي، الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الدكتور زكي بكر عوض، عميد كلية أصول الدين سابقا، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لـ«وزارة الأوقاف»، ومؤسس أول معهد إعداد الدعاة، الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر سابقا، الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور عبد الله النجار، عضو هيئة العلماء وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، بجانب عمداء ورؤساء أقسام كليات الشريعة والقانون وأصول الدين بجامعة الأزهر، كما تضمن القائمة الدكتور محمود عاشور، عضو هيئة كبار العلماء.


على الجانب الآخر، هناك حالة من السخط الشديد بين علماء الأزهر عقب الإعلان عن قائمة المفتين المصرح لهم بالظهور في الفضائيات، ووصلت العديد من الشكاوى الشفهية لمكتب شيخ الأزهر تطالبه بضرورة سحب القائمة، خاصة أن عملية الاختيار تمت بناء على «المجاملات والمحسوبية»، وبدون معايير محددة.


وقال المنتقدون للقائمة، إنه تم إعدادها دون إشراف من شيخ الأزهر، حيث تشكلت بناء على اختيارت ثلاث شخصيات فقط داخل المشيخة ودار الإفتاء، وتم استبعاد من يرتبط بخلافات معهم، كما تم اختيار شخصيات تكن بالولاء لهم وتحت سيطرتهم، إلى جانب أن بعض الذين تم اختيارهم كشفت تقارير أنهم كانوا على علاقة بتنظيم الإخوان ومناصرة «اعتصام رابعة»، من خلال تدوينات لهم على صفحات «فيس بوك»، من بين هؤلاء أنه فى 28 يوليو 2013، شارك الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بالدقهلية، الذى اختاره الأزهر ضمن قائمة المفتين، عبر صفحته على «فيس بوك» نعيًا لأحد المتوفين فى اعتصام ميدان رابعة، جاء فيه: «رأيته أمس فى رابعة، سلاحه القرآن، وخوذته لا إله إلا الله، ودرعه حسبنا الله ونعم الوكيل، فسلامًا يا شيخنا، وبلغ ربنا أننا على العهد باقون وفى الميادين صامدون، وعشت كريمًا ومت سعيدًا شهيدًا».


وهاجم عبد الحميد رميح، أحد أعضاء قائمة الأزهر للإفتاء، فى تدوينة له 22 سبتمبر 2013، وزارة الداخلية، وشارك صورة تحمل سبًا وقذفًا للشرطة، ورجالها، مكتوبًا عليها: «أول درس على السبورة.. الداخلية كلاب مسعورة»، كما شارك فى 24 سبتمبر 2013 من صفحة تابعة لأنصار حازم صلاح أبو إسماعيل، صورة أخرى عليها: «يسقط حكم العسكر والسيسى»، وطبع على الصورة شعار موقع نبض رابعة، فضلًا عن صورة أخرى لـ«تي شيرت أصفر» عليه شعار رابعة بتاريخ 6 سبتمبر 2013.


وشارك أحمد عبد العظيم الطباخ، عضو قائمة الأزهر، عبر صفحته بـ«فيس بوك» فى 7 ديسمبر 2012 صورة للرئيس المعزول محمد مرسى، من صفحة رابطة الإخوان بالعالم، كتب عليها «اللهم كن مع عبدك مرسى»، وأسفلها تدوينة مطولة لكلمات لـ«سيد قطب».


وهاجم «الطباخ» القوى المدنية فى 7 ديسمبر 2012، وهو وقت ذروة الخلاف مع الإخوان، وشارك صورة من صفحة «رد السهام عن جماعة الإخوان»، كتب عليها: «الليبراليون ديكتاتوريون جُدد، أسقطتهم الصناديق ويعاقبون الشعب على اختياره بالعنف والفوضى وإسقاط مصر لعل تأتيهم مصلحة من جهة أو دولة ما».


كما اتُّهم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وعضو القائمة بدعمه لـ«محمد مرسي»، حيث رصدت له فيديوهات خطب تدعم الإخوان والرئيس المعزول.