رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أبرزها «غياب الأفلام المصرية».. 6 أزمات تهدد نجاح الدورة الـ39 من «القاهرة السينمائي»

مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي



طارق الشناوي: عدم المشاركة الدولية «شرط تعسفي» من إدارة المهرجان


محمود قاسم: «كارثة كبرى».. والسينما تعاني من «إفلاس حقيقي»  


«آل باتشينو» يشترط نقله من أمريكا بطائرة كبيرة الحجم.. واعتذار «كيت وينسلت» يُربك الحسابات




حالة من التخبط والارتباك تسيطر على الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي، والتي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، والمُقرر استمرار فعالياتها حتى يوم 30 من شهر نوفمبر الجاري، برئاسة ماجدة واصف، ومدير المهرجان الناقد يوسف شريف رزق الله.


البداية كانت من حفل الافتتاح، والذي كان ملئيًا بالأخطاء والسقطات؛ بدءًا من سوق التنظيم عند بوابة الدخول، والتي أثارت استياء الكثيرين، بجانب الملابس غير المناسبة للكثير من الفنانات؛ وعلى رأسهن: غادة عادل، وإنجي علي، والمخرجة إيناء الدغيدي، ونبيلة عبيد، ودنيا عبد العزيز، وهند صبري، وغيرهم.


أما الفنانة أصالة؛ فوقعت في موقف محرج على خشبة المسرح، وذلك عند عند تقديمها أغنية الحفل "الفن، إذ نسيت كلماتها، واضطرت إلى إعادة نفس "الكوبليه" 3 مرات متتالية.


كما كان غياب الفيلم المصري عن المسابقة الرسمية هذا العام، أمرًا مُحزنًا، أثار استياء الجميع، وتسبب في صدمة كبرى للنقاد الفنيين والسينمائيين.


وجاء ذلك بسبب تعسف إدارة المهرجان؛ إذ اشترطت العرض الأول للأفلام داخل المسابقة، وهو ما لم يكن متوفرًا في الأفلام الجاهزة.


من جانبه، قال الناقد طارق الشناوي لـ"النبأ" إن السبب يرجع، في الأصل، إلى إحساس صناع السينما بأن الإعلام، بشكل عام، يواجه أفلامهم بقسوة، في حين يصفق ويرفع القُبعة للأفلام الأجنبية، وهو ما جعلهم يعزفون عن تقديم أفلام تكون جديرة بالمشاركة في المهرجان.


وأضاف أن صناع السينما أصبحوا يرون أن عرض أعمالهم في مهرجان القاهرة، بات نقطة ضعف لها وليس قوة، خاصة وأنه لم يعد يعطي الأفلام المصرية حقها، مُقارنة بالغربية –على حد قوله-.


وأشار "طارق" إلى أن تشدد إدارة "القاهرة السينمائي" في عدم مشاركة أفلام المسابقة الرسمية في أي مهرجانات سابقة، يعد ظلمًا للكثير من الأفلام، موضحًا أن ترتيب انعقاد المهرجان هو الأخير في العام، وتُقام قبله العديد من المهرجانات الدولية، والتي من المحتمل بنسبة كبيرة، عرض الأفلام خلالها.


الناقد الفني محمود قاسم، وصف عدم مشاركة الفيلم المصري في "القاهرة السينمائي" بـ"الكارثة"، وقال لـ"النبأ" إنه على السينما أن تُعلن إفلاسها، طالما وصل الحال إلى هذه الدرجة، مؤكدًا أنه بعد مرور أسبوعين، سنجد مشاركة فيلم مصري في مهرجان "دبي".


وتابع أنه لابد أن تتم إعادة هيكلة عدة إجراءات؛ لتحفيز صناع السينما على المشاركة في مثل هذه المهرجانات الكبرى، مشيرًا إلى أن السبب في عدم وجود فيلم مصري ليشارك في "القاهرة السينمائي" هو تحول السينما في مصر، خلال السنوات الأخيرة، إلى "سبوبة"، واقتصارها على الأفلام التجارية فقط.


أما أزمة "ضعف التمويل والدعم لصناع السينما المصرية وأعمالهم"؛ فهي ليست بعيدة عما سبق؛ هو ما كشفت عنه ماجدة واصف لـ"النبأ"، إذ أكدت أن الدولة منذ فترة طويلة، أصدرت قرارًا برفع ميزانية دعم الأفلام "الوطنية والتاريخية" إلى 50 مليون جنيه، وحتى الآن لم تصدر اللائحة الخاصة بهذا الأمر.


وأشارت "واصف" إلى أن السينمائيين عندما وجدوا أن الدولة لم تنفذ هذا القرار، فضلوا أن يتجهوا بأفلامهم إلى مهرجانات أخرى، تُقدر أعمالهم وتعرضها بمبالغ كبيرة، ما يعود عليهم بالنفع سواء من الناحية المادية أو المعنوية.


كذلك كان من الغريب إصدار قناة "DMC"، الراعي الرسمي للمهرجان، لأول مرة منذ إقامته في مصر، قرارها، بمنع المواقع والقنوات والصحف الورقية من التسجيل ونقل فعاليات المهرجان من على السجادة الحمراء، كما يحدث كل عام.


ولم تكتف القناة بهذا الأمر، لكنها منعت –أيضًا- التسجيل مع النجوم، واكتفت بالتصوير الفوتوغرافي فقط، ما أثار غضب الصحفيين والإعلاميين بشكل كبير.


في سياق متصل، كانت أفعال بعض النجوم الأجانب من ضمن الأزمات التي واجهت الدورة الحالية من المهرجان؛ فمنهم من وضع شروطًا تعجيزية لحضوره، ومنهم من اعتذر تمامًا عن عدم الحضور، بشكل أربك حسابات القائمين على المهرجان.


جاء النجم العالمي الأسطورة "آل باتشينو" على رأس هؤلاء؛ إذ اشترط أن تُخصص له طائرة تنقله من أمريكا إلى القاهرة، على أن تكون كبيرة وليست متوسطة الحجم، كما طلب أن يكون سفره على الدرجة الأولى "فيرست كلاس".


كما طلب أن تكون إقامته في القاهرة في غرفة غير قابلة للاحتراق بأحد الفنادق، وهذه الغرف ليست متواجدة في الفنادق المصرية، بجانب اشتراطه عدم إجراء أي لقاء أو حوار صحفي طول فترة المهرجان.


النجمة العالمية "إيفا لونجوريا"؛ اعتذرت عن عدم حضور المهرجان، بشكل مفاجئ، قبل ساعات قليلة من انطلاقه، دون أن توضح الأسباب، وهو ما جعل الموقف غامضًا.


كذلك اعتذرت النجمة "كيت وينسلت" عن عدم الحضور؛ على الرغم من أنها بطلة فيلم افتتاح المهرجان، وبررت اعتذارها بانشغالها بالكثير من الارتباطات، التي تمنعها من المجىء إلى مصر في هذا التوقيت.


الأزمة الأخيرة كانت في توجيه دعوات حفلي الافتتاح والختام، والمقرر إقامتهما في قصر "المنارة" بقاعة "المؤتمرات"، وذلك بمنطقة التجمع الخامس.


فـمن الطبيعي أن يتم توزيع الدعوات، بنسب متساوية، بين إدارة المهرجان وبين قناة "DMC"؛ وذلك لتجنب الوقوع في نفس المشكلة التي شهدتها الدورة الماضية من المهرجان؛ بسبب عدم وصول الدعوات إلى العناوين الصحيحة للفنانين، وبالتالي عدم حضورهم، واقتصار الحاضرين على "فنانين درجة ثانية" فقط.


وفي محاولة من إدارة المهرجان لتفادي هذه الأزمة؛ تم الاستقرار على أسماء مُحددة للفنانين، ووضع قوائم لمن يكرمهم المهرجان، والتأكد من وصول الدعوات لهم، وتسلمهم لها بشكل شخصي؛ ومنهم: الفنان سمير غانم وعائلته، التي تضم أكثر من فنان.


يذكر أن الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان "القاهرة السينمائي" تحمل شعار «سحر السينما على أرض الحضارة»، وتم إهدائها إلى الفنانة القديرة «شادية».