رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الزمر» ومسئول إسرائيلي يكشفان رواية جديدة عن «اغتيال السادات»

اغتيال السادات
اغتيال السادات


فجّر كل من: طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، وأحد المشاركين في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ومسؤول حرس السفير الإسرائيلي في القاهرة، فترة حكم السادات وكان أحد المتواجدين في المنصة، تفاصيل جديدة حول حادث اغتيال السادات.

وقال موشيه غاي، مسئول حرس السفير الإسرائيلي إبّان حكم الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، إن الجيش المصري لديه مقطع فيديو يوثّق اغتيال السادات لم يُنشر أبدًا، وقد حظي هو برؤيته في إحدى زياراته الرسمية إلى مصر التي قام بها كجزء من وظيفته.

وأضاف «غاي»، خلال حديث للإذاعة الإسرائيلية، نقله موقع المصدر الإسرائيلي، أن «الفيلم يمكن أن يكشف لحظة الغفلة والتشتيت التي مرَّ بها أمن السادات، وسهّلت لقوة الاغتيال أن تنزل من السيارة  فجأة؛ لتنفذ الهجوم على منصة الاحتفال الرئاسي».

وتابع مسئول حرس السفير الإسرائيلي الأسبق، أنه كان حاضرًا أثناء العرض العسكري السنوي لذكرى انتصار مصر في حرب أكتوبر، وهو الاحتفال الذي قُتل فيه السادات، مضيفا أنه أثناء لحظة الاغتيال، وعن طريق الصدفة تمامًا، ظهرت 6 طائرات ميراج فوق منصة الاستعراض العسكري فلفتت أنظار جميع الحاضرين.

وأردف أنه «خلافًا لكل الحاضرين الآخرين الذين نظروا إلى الطائرة، فقد لاحظ هو وحارس آخر كان معه شاحنة توقفت على بعد حوالي 15 مترًا من منصة الاستعراض في موقع الحادث.. وفي البداية اعتقد أن الحديث يجري عن شاحنة كانت عالقة، لكن بعد ذلك خرج منها ضابط لم يكن مسلّحًا، وركض على بعد بضعة أمتار باتجاه المنصة وألقى عليها متفجرات».

وأضاف أنه «في تلك اللحظة أدرك أن الحادث أمني، ولم يكن جزءًا من أداء الألعاب النارية الخاصة بالاستعراض، لهذا استلقى فورًا على السفير من أجل حمايته، وبعد هدوء تام، بدأ إطلاق النار، عندها أدرك أن إطلاق النار كان موجهًا ضد الرئيس المصري السادات وليس نحو السفير».

وقال: «علمت أنه يحظر علي الردّ على إطلاق النار؛ لأن شخصًا ما قد يصورني ومن ثم يتهمون إسرائيل بالإضرار بالرئيس السادات، فضلًا عن ذلك، خشيت أن تصيبني رصاصة من رصاصات الحرّاس المصريين الذين كانوا حاضرين هناك».

ومن جانبه قال طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، وأحد المشاركين في اغتيال السادات، وكان وقتها ضابطا برتبة ملازم بالقوات المسلحة، إن ما حكاه حارس السفير الإسرائيلي بالمنصة عن ظهور ست طائرات «ميراج» في سماء العرض العسكري قبل لحظات من الهجوم على المنصة؛ وذلك لإجبار جميع الحضور للنظر للسماء للتمويه على تحرك المهاجمين على الأرض، هي محاولة للإيهام بأن سلاح الجو كان شريكا في الهجوم، وهي نظرية تآمرية من الطراز العتيق، لم تغب عن ذهن ضباط مباحث أمن الدولة الذين حققوا في حادثة الاغتيال، حيث كانوا يصرون على هذه المؤامرة خلال التحقيق.

وأضاف «الزمر» أنهم تعرضوا للتعذيب الوحشي على أيدي ضباط امن الدولة، ولم ينقذهم من أيديهم سوى مقدم المخابرات الحربية آنذاك عبود الزمر، فقد أثبت لهم بالبراهين العلمية العسكرية أن أرقى التدريبات في جيوش العالم لم تصل بعد لهذا التزامن اللحظي بين حركة الطائرات في الجو و حركة الأفراد على الأرض.

وأشار إلى أن ضباط مباحث أمن الدولة حرصوا على محاولة استثمار حادث المنصة لكي يفتحوا الأبواب على مصراعيها للتوغل داخل الوحدات العسكرية، والتحقيق مع أكبر عدد ممكن من ضباط الجيش الذي اعتبروه قد تآمر على الرئيس، وهو ما تحقق لهم فعلا بعد ذلك من خلال ضبط العديد من المجموعات داخل القوات المسلحة التي كانت معارضة لسياسات الحكم، لكن سياسة الدولة آنذاك اقتضت التعتيم على كثير منها حتى لا يظهر الجيش المصري وكأنه معارض لسياسات الحكم.

وأوضح القيادي ابلجماعة الإسلامية، والضابط السابق بالجيش، أن المخابرات الحربية تدخلت في احدى المرات لإنقاذ بعض ضباطها من قسوة عصا الشرطة الغليظة ولاسيما بعد أن تبين لهم أن هدفها هو تلفيق الاتهامات لأكبر عدد ممكن من ضباط القوات المسلحة.

وأشار إلى أن أولى المجموعات التي رآها يتم التحقيق معها في سجن القلعة الشهير، وذلك عام 1982 هي مجموعة الشرطة العسكرية التي كانت مكلفة بحراسة المحكمة العسكرية التي كانت تحاكم الـ24 متهما في قضية المنصة؛ حيث رآهم من زنزانته وهم يدخلون إلى طرقات السجن ضابطا ضابطا، وقد عرفهم برغم أنهم كانوا معصوبي الأعين، وعرف بعدها من مجريات التحقيق، سبب اعتقالهم؛ حيث كانت الشرطة المدنية قد وجهت لهم اتهاما بمحاولة تهريب المتهمين في القضية.

كما لاحظ كيف أن ضباط الجيش يتعرضون للمزيد من الإذلال؛ إذا كان نصيبهم هو الاحتجاز في سجون الشرطة، حتى أنه رأى مرة أحد ضباط مباحث أمن الدولة في غاية السرور والتشفي بعد أن بكي أمامه عقيد بالقوات المسلحة كان معتقلاً يومها وهو يتوسل إليه أن تلامس يده أيدي أطفاله، وذلك بعد أن أنهي زيارتهم من خلف الأسوار السلكية، لكنه رفض بشدة وحينما حاول هو التدخل ملتمسا له العذر؛ لكي يُسمح له بمصافحة أطفاله، قال له ضابط أمن الدولة: «إنه يريد أن يسلم على زوجته متحججا بأطفاله» وكأن مصافحته لزوجته جريمة.

وأضاف أن الحضور في المنصة قالوا له إن أول كلمة انطلقت على لسان وزير الداخلية-وقتها- النبوي إسماعيل، بعد أن خرج من تحت الكراسي:« يا جيش يا خونة»، وكأنه يريد أن يلقي بالتهمة منذ اللحظة الأولى على الجيش.

وأكد أن ما حكاه حارس السفير الإسرائيلي من أنه رأى شاحنة تتوقف، ويخرج منها ضابط بدون سلاحه متجهًا نحو المنصة ليلقي قنابله هو صحيح، وذلك قبل أن يعود لسيارته مرة أخرى ليأخذ منها سلاحه الذي كان مخبئا تحت الكرسي لينطلق به تجاه المنصة وهو ما ينفي ما يلح عليه البعض من أنه كان هناك تواطؤ بين بعض من كانوا بالمنصة وبين المهاجمين؛ وذلك لأن شظايا القنابل التي أُلقيت على المنصة لا تميّز، ولم يكن لها أن تصيب شخصا وتترك جاره،على حد قوله.