رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

فعاليات اليوم الأول لزيارة «السيسي» إلى قبرص

عبد الفتاح السيسي-
عبد الفتاح السيسي- أرشيفية


بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم الإثنين، زيارة رسمية إلى قبرص تعد الأولى لرئيس مصري إلى نيقوسيا، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الرئيسان، خلال المباحثات التي أجرايها في نيقوسيا اليوم بحضور كبار المسئولين ، على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين للتصدي لخطر تنامي التيارات المتشددة وتزايد أنشطة الجماعات الإرهابية ومواصلة التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. 

وفي ختام المباحثات، تبادل الرئيسان منح الأوسمة حيث منح الرئيس القبرصي، الرئيس السيسي قلادة مكاريوس الثالث أرفع وسام في قبرص يمنح لرؤساء الدول فيما منحه الرئيس السيسي نظيره القبرصي قلادة النيل. 

وشهد الرئيسان توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، حيث وقع سامح شكري وزير الخارجية مذكرة تفاهم مع الجانب القبرصي في مجال الصحة كما تم توقيع مذكرة تعاون مشترك في مجال التعاون الأمني كما وقع الدكتور ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مذكرة تفاهم مشترك مع الجانب القبرصي في مجال الأعمال والاتصالات.

وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، أعرب خلاله الرئيس القبرصي عن سعادته لاستقبال الرئيس السيسي في قبرص.

وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره القبرصي فيما يلي نصها :
فخامة​ الرئيس نيكوس أنستسيادس رئيس جمهورية قبرص ،، 
السيدات والسادة ،، 
"إنه لَيسعدني أن أتواجد هنا اليوم في قبرص، تلبيةً لدعوة صديقي فخامة الرئيس أنستسيادس الذي أُكّن له مشاعر التقدير والاحترام، وأعتز بصداقته التي ساهمت بشكل كبير فى تعزيز العلاقات بين البلدين بشكل غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية. 

"إن العلاقات بين مصر وقبرص علاقات تاريخية قائمة على روابط ممتدة من الصداقة بين قيادات وشعبي البلدين على مدار التاريخ، وقد حان الوقت لكي تجني شعوبنا ثمارَ تلك العلاقات من خلال تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وفتح آفاق جديدة لفرص الاستثمار في الدولتين.

وأود في هذه المناسبة أن أؤكد مجدداً على تقديري لمواقفكم شخصياً فخامة الرئيس، ومواقف دولتكم الداعمة للتطورات الهامة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية والمساندة للتحولات الاقتصادية في مصر وخطط الحكومة للإصلاح الاقتصادي​، وهي المواقف التي تعكس تفهماً لطبيعة الأوضاع في مصر، وتعبر عن علاقات صداقة نعتز بها ونقدرها.

السيدات والسادة ،،
"لقد تطرقت المناقشات التي أجريتها اليوم مع فخامة رئيس قبرص إلى العديد من الموضوعات، حيث بحثنا تطورات العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وقبرص وسبل تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.

وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى أن إقامة منتدى رجال الأعمال المصري القبرصي للمرة الأولى على هامش هذه الزيارة، سيسهم بلا شك في تعزيز الحوار وتفعيل قنوات الاتصال بين المستثمرين من الجانبين ، كما أن مشاركتي مع فخامة رئيس جمهورية قبرص في افتتاح أعمال المنتدى يعكس اهتمام قيادتي البلدين بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي، والتزامنا بالعمل على إزالة أية معوقات في هذا الصدد.

"وأود هنا أن أبرز الآفاق الواعدة للتعاون فى مجال الطاقة، باعتباره أحد أهم المجالات التي يجب العمل على تنميتها بين البلدين فلا شك أن اكتشافات الطاقة في منطقة شرق المتوسط يمكن أن تكون عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار والسلام، بما يعود بالنفع على دول وشعوب المنطقة.

"كما أن تلك الاكتشافات يمكن أن تسهم فى تلبية احتياجات القارة الأوروبية لتنويع مصادرها من الطاقة، بما سيساعد على تحقيق أمن الطاقة، خاصة في ضوء الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به كل من مصر وقبرص، والذي يؤهلهما للقيام بدور مهم وحيوي في سياسات الطاقة في المنطقة.

"وأود فى هذا الصدد أن أؤكد على موقف مصر الداعم لحقوق قبرص الشرعية فى استغلال ثرواتها الطبيعية فى منطقتها الاقتصادية الخالصة، وفقاً للقانون الدولى للبحار واتفاقيات تعيين الحدود التى وقعتها قبرص مع دول الجوار ومن بينها مصر.

"وفى إطار الحديث عن التطورات الهامة التى تشهدها العلاقات بين البلدين، يجب أن نبرز أيضا التطورات المهمة التى تشهدها علاقات التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، والتي شهدت إطلاق أول آلية للتعاون الثلاثى فى المنطقة بهدف تنمية وتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على شعوبها التي تربطها علاقات تاريخية وقيم ومبادئ مشتركة، وفي هذا الإطار أتطلع إلى القمة الثلاثية الخامسة التي ستعقد غداً هنا في قبرص لتعزيز مجالات التعاون المختلفة بين الدول الثلاث.

فخامة الرئيس الصديق العزيز،
"إن مواقفكم النبيلة والجهود التي تبذلونها من أجل التوصل إلى تسوية للقضية القبرصية هي محل تقدير واحترام من المجتمع الدولي ، وأود في هذا الصدد أن أجدد لكم ثبات مواقف مصر الداعمة للجهود التي تبذلونها من أجل إعادة توحيد الجزيرة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي، فى إطار نظام فيدرالي يجمع شَطْرَيّ الجزيرة في سلام دون أية تدخلات خارجية. 

السيدات والسادة ،
"لقد تبادلت وفخامة الرئيس القبرصي الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث عكست المباحثات التوافق في وجهات النظر تجاه تلك القضايا، واتفقنا على استمرار التنسيق والعمل المشترك خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. 

"ومما لا شك فيه أن حالة عدم الاستقرار التى تشهدها مجموعة من دول المنطقة ساهمت في توفير الأرض الخصبة لتنامى التيارات المتشددة وتزايد أنشطة الجماعات الإرهابية، وقد اتفقت اليوم مع فخامة الرئيس القبرصي على استمرار التنسيق والتعاون بين الجانبين فى إطار التصدى لهذا الخطر. 

"وفي هذا السياق، أود أن أشيد بالتطورات المهمة التي تشهدها علاقات التعاون العسكري بين مصر وقبرص، ومن بينها التوقيع على أول اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين في نوفمبر 2015، والذي أعقبه مجموعة من الزيارات المتبادلة بين وزراء الدفاع والقيادات العسكرية، وفقاً لبرنامج التعاون العسكري السنوي بين البلدين.
 
فخامة الرئيس.. الصديق العزيز.. السيدات والسادة،
ختاماً، أود أن أعيد التأكيد على سعادتي بزيارة قبرص اليوم وتقديري العميق للقيادة والشعب القبرصي الصديق، وأتوجه لكم بالشكر فخامة الرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معرباً عن تطلعي لمزيد من تفعيل علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبينا وكافة شعوب المنطقة..شكراً جزيلاً.

ومن جهته .. قال الرئيس القبرصي في كلمته :"إن الزيارة التاريخية لرئيس جمهورية مصر العربية وانعقاد مؤتمر القمة الثلاثي الخامس بين قبرص واليونان ومصر تعد دليلا بالغا لإصرارنا على تعميق مستوى العلاقات.

وأضاف :"خلال مشاوراتنا اليوم ، أكدنا على العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون على عدة مستويات فيما يتعلق برخاء شعوبنا ويتوسع هذا التعاون في الجهود المشتركة داخل المنظمات الدولية..إن علاقاتنا الثنائية تتطور بمعدل مرض في كافة المجالات المجال السياسي والطاقة والاقتصاد والدفاع والصحة والبيئة والسياحة.

وتابع :"إن المشاورات البناءة والجوهرية التي عقدناها اليوم مع الرئيس السيسي أثمرت عن توقيع مذكرات تعاون تضاف إلى ال 35 الاتفاقية القائمة بالفعل في مجالات الأعمال والاتصالات والأدوية وبرنامج تنفيذي في مجال التعاون الأمني بين البلدين.

وقال :"إننا نشعر بسعادة بالغة لأننا نستطيع أن نعلن عن قرارنا بإنشاء آلية لعقد لقاءات دورية سنوية لحكومتينا بهدف متابعة تنفيذ ما يتم التخطيط له والقيام بأنشطة مشتركة لصالح المنطقة..إن التعاون في مجال الأمن والدفاع سوف يسهم بشكل جوهري في جهودنا المشتركة لدعم الأمن الإقليمي والاستقرار".

وأعرب الرئيس القبرصي عن أمله في زيادة تعميق العلاقات بين قبرص ومصر ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على توطيد العلاقات وبذل الجهود المشتركة في مخلتف المجالات المشتركة من أجل صالح الشعبين.

وأشار إلى أنه خلال المباحثات مع الرئيس السيسي أكد على مواصلة العمل لدعم وتقوية العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ، لافتا إلى أن مصر شريك ضروري وأساسي للاتحاد الأوروبي في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والطاقة والهجرة.

وقال : إن المباحثات تناولت التطورات الإقليمية ، مشيرا إلى أن اللقاء مع الرئيس السيسي يأتي في وقت حاسم وحساس تمر به منطقة الشرق الأوسط. 

وعن الأزمة اللبنانية، قال الرئيس القبرصي إن المباحثات تناولت الأوضاع في لبنان ، معربا عن أمله في نجاح الجهود المصرية والفرنسية لحل الأزمة الراهنة في لبنان ، مبديا استعداد بلاده للمشاركة في دعم تلك الجهود كما أعرب عن دعمه الكامل لجهود المجتمع الدولي لإحياء العملية السلمية في الشرق الأوسط.

وثمن الرئيس القبرصي جهود الرئيس السيسي في تحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه أطلع الرئيس السيسي على التطورات الأخيرة في القضية القبرصية وذلك بعد مؤتمر سويسرا والذي فشل بسبب إصرار تركيا الحفاظ على حقوق الضمان والتداخل والوجود الدائم لقوات تركيا على أراض قبرصية.

وتطرق إلى مجال الطاقة قائلا : إن هذا المجال يعد أحد أهم أركان التعاون الثلاثي بين قبرص ومصر واليونان ، مشيرا إلى أن اكتشاف احتياطات كبيرة من الهيدروكربونات في المنطقة يوفر فرصة لتعميق العلاقات بين قبرص ومصر وتوطيد الجهود المشتركة في هذا المجال مع الأخذ في الاعتبار أوضاع السوق لتحقيق ما نسعى إليه لصالح الشعبين القبرصي والمصري.

وأكد أن التعاون بين قبرص واليونان في منطقة شرق البحر المتوسط في مجال الطاقة يعتمد على القانون الدولي وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بقانون البحار، قائلا : "إن اكتشاف هذه الاحتياطيات قد يكون له دور حاسم في التعاون بشكل أوسع في شرق منطقة البحر المتوسط من أجل إحلال السلام والاستقرار والرخاء في منطقتنا".

وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي، قام الرئيس السيسي بزيارة هي الأولى من نوعها للبرلمان القبرصي حيث ألقى كلمة أمام أعضاء البرلمان تناولت التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين التي شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية.

وقال السيسي : إن حرصه على تواجده اليوم بين أعضاء البرلمان القبرصي إنما يأتي استمرارا للموقف المصري المؤيد لجهود قبرص السلمية لمحاولة إعادة توحيد الجزيرة القبرصية، كما يأتي تأكيدا على مساندة مصر لتلك الجهود للوصول إلى الحل الذي يتطلع إليه الشعب القبرصي. 

وأضاف : إنه يشعر باعتزاز وهو ينقل رسالة تقدير من الشعب المصري على مواقف شعب قبرص النبيلة في دعم التطورات السياسية المهمة التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد ثورة 30 يونيو 2013 والتي أكد خلالها الشعب المصري على هويته التاريخية العريقة وتطلعه إلى الدولة المدنية الحديثة.

وأعرب الرئيس عن ثقته في أن الجهود القبرصية الصادقة والدؤوبة تحت قيادة الرئيس نيكوس أنستيسيادس ستسفر يوما عن تسوية القضية القبرصية المصيرية هذه القضية الحيوية لشعب قبرص ولمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة شرق المتوسط بأسرها". 

وكان الرئيس السيسي قد وصل إلى نيقوسيا صباح اليوم في زيارة رسمية إلى قبرص تستمر لمدة يومين يشارك خلالها في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.

وسيشارك الرئيس السيسي غدا الثلاثاء في القمة الخامسة بين مصر وقبرص واليونان في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في نوفمبر 2014، وتهدف إلى بحث سبل دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث وتفعيل أطر التعاون القائمة بينها بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بين الدول الثلاث حول كيفية التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

وكانت القاهرة قد استضافت القمة الثلاثية الأولى في نوفمبر 2014، بينما عقدت القمة الثانية بنيقوسيا في أبريل 2015 والقمة الثالثة في العاصمة اليونانية أثينا في التاسع من ديسمبر 2015 والقمة الرابعة بالقاهرة في 11 أكتوبر 2016.

وترتكز الشراكة الاستراتيجية بين الدول الثلاث على مبادئ احترام القانون الدولي والأهداف والمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك الالتزام بالعلاقات الودية، والسلام والأمن الدوليين، واحترام السيادة الوطنية، واستقلال الدول والحفاظ على وحدة أراضيها مما جعلها نموذجاً لتعزيز الحوار وتشجيع العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.