رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

وفاء سالم لـ«النبأ»: دخلت التاريخ بـ«النمر الأسود».. وأتمنى تقديم أدوار الشر (حوار)

الفنانة وفاء سالم
الفنانة وفاء سالم


فنانة تمتلك موهبة شديدة، وملامحها الملائكية، وحضورها القوي على الشاشة جعلها تدخل قلوب محبيها بدون استئذان.. هي بطلة فيلم "النمر الأسود" الفتاة الألمانية "هيلجا"، التي تعلق بها قلب أحمد زكي، وأحبها الجمهور، وهي تناديه برومانسية حالمة، وبلغة عربية متكسرة "بهبك مهمد"، هي الفنانة الجميلة وفاء سالم التي ولدت بسوريا، وعاشت بالقاهرة، واكتشفها المخرج عاطف سالم، وأسند لها دور البطولة في "النمر الأسود"، وهي مازالت طالبة بمعهد التمثيل لتشارك الفنان أحمد زكي البطولة. 



وبعدها قدمت عددا من الأفلام منها الزواج والصيف، وباب شرق، والسفاح، وربما لم يمهلها الحظ الوقت الكافي لإثبات موهبتها التمثيلية، أو لم يعرض عليها عمل بمستوى "النمر الأسود"؛ فقررت الابتعاد عن الساحة الفنية، وتفرغت لحياتها العائلية، وعادت بعد فترة لتشارك فى عدد من المسلسلات المهمة منها "الدالي وهارون الرشيد وابن حلال والأب الروحي".



وفاء سالم فتحت قلبها لـ"لنبأ" وكشفت عن كواليس فيلم "النمر الأسود"، وأدق تفاصيل دورها، وكيف جاء اختيارها للدور، وعلاقتها بالفنان الراحل أحمد زكي، وكيف اختارها المخرج عاطف سالم لبطولة فيلم كبير، ومنحها اسمه حتى أنها فوجئت باسمها موجود على "الأفيش" في دور العرض، وعن عملها كمذيعة للبرامج الرياضية في التلفزيون السوري، وعن اللهجة التي كانت تتحدث بها فى النمر الأسود والتى استوحتها من جيرانها النوبيين، وعن دورها في الجزء الثاني من "أفراح أبليس" وأسرار تكشفها لأول مرة، فى نص الحوار التالى:



في البداية كيف جاء اختيارك لدور البطولة في النمر الأسود؟

تقابلت مع المخرج الراحل عاطف سالم في امتحانات القبول بمعهد السينما، واختارني لفيلم اسمه "بنت السفير"، وكان من إنتاج شركة غير الشركة المنتجة للنمر الأسود، ولم يتم تنفيذ الفيلم، وفى هذا الوقت كانت تنشر حلقات مسلسلة في جريدة الأهرام اسمها "السويدي الأسود"، يقوم بكتابتها "أحمد أبو الفتح"؛ ففكر المخرج عاطف سالم في تحويلها لفيلم سينمائي يحمل اسم النمر الأسود، وقام بعمل "تيست" كاميرا لي، والغريب أنه لم يشاهده، وعندما سألته خوفا من أكون لم أنل إعجابه كان رده أن كل ما يهمه هو رؤية تحركاتي أمام الكاميرا، ومن هنا بدأ الإعداد للفيلم وتجهيزه لمدة عام، وخلال هذا الوقت سافرت إلى سوريا، وعملت في التلفزيون السوري كمذيعة للبرامج الرياضية، وكانت فرصة مناسبة أتاحت لي الوقوف أمام الكاميرا بشكل احترافي، وأفادتني جدا، وعند عودتي لمصر لاستكمال دراستي كان سيناريو "النمر الأسود" قد اكتمل، وكانت هي المرة الأولى في حياتي التي أقوم فيها بقراءة سيناريو فيلم، وطلب مني عاطف سالم كتابة ملاحظاتي عن الفيلم سواء شخصيتي أو عن العمل كاملا، وحينها أحسست بالمسئولية، وتم التعاقد معي.



كيف تم التحضير للفيلم ودورك تحديدا؟

كان من المفترض أن يتم التصوير في اليونان، ولكن اقترحت أن نسافر لألمانيا، وشخصية "هيلجا" تتكلم باللغة الألمانية، ولاقت الفكرة ترحيبا كبيرا من عاطف سالم، وبالرغم من مخاوفه بسبب صغر سني إلا أنه كان يثق في بدرجة كبيرة، وبالفعل سافرت لألمانيا، حيث إن شقيقي يقيم هناك، وقمت بترجمة كل مشاهدي باللغة الألمانية وتدربت عليها بشكل جيد؛ حيث إن عاطف سالم استعان بمترجم ألماني، وعندما سأله عني قال له "هايلة" لدرجة أن المترجم كان يعتقد أنى ألمانية مما زاد من ثقتي بنفسي، وقد طلب مني المخرج أن أصبغ شعري باللون الأصفر حتى أبدو مثل الألمانيات، ولكني رفضت، وابتكرت شكلا جديدا لشخصية "هيلجا" حتى لا تكون نمطية وتقليدية مثل كل شخصية "الخواجات" التى اعتاد الجمهور على رؤيتها في السينما، وهي أن تظهر مرتدية "برنيطة"، وتتكلم بطريقة غريبة، ولكن فضلت أن تظهر "هيلجا" بشكل جديد يغير مفهوم " الفتاة الأجنبية" فى ذهن جمهور السينما حتى اللهجة المصرية المكسرة تعلمتها من "جيراني النوبيين" عندما كنت أعيش في مصر لأن طريقة كلامهم كانت تعجبني جدا، والنوبيون هم من أضفوا على شخصية "هيلجا " اللهجة التى أحبها الجمهور، ونالت أيضا استحسان عاطف سالم وأحس بأنها لهجة جديدة غير التي اعتادها الجمهور من شخصيات "خواجات" السينما، واخترت ملابس الشخصية بنفسي لأن مهنة "الستايلست" المسئولة عن اختيار الملابس لم تكن موجودة في هذا الوقت.



ما أبرز كواليس النمر الأسود وكيف تعامل معك أحمد زكي خاصة أنك وجه جديد؟

تقابلت مع الراحل أحمد زكي في ألمانيا بعد تصوير مشاهد "المركب" خلال رحلته لألمانيا، ونلت منه ترحيبا كبيرا بمجرد وصوله، وقد منحني تصرفه ثقة أكبر، وبدأنا تصوير مشاهد محطة البنزين، وكان في قمة الاستغراب أني أقف لأول مرة أمام كاميرات السينما، وفى أحد المشاهد فوجئت به يرتدي نفس "القميص الكاروهات" الذي ارتديه، وعندما سألته عن السبب قال لي بالنص "لما الجمهور يشوفنا لابسين زي بعض هيحس إننا ملائمين وبنحب بعض"، ومن هنا تعلمت من أحمد زكي أن الممثل لا يرى نفسه فقط، ولكن لابد أن يكون هناك توافق مع من يقف أمامه، ولأني وجه جديد كان يتعامل معي بمنتهى " اللطف"، وكنا نعتمد على البروفات المكثفة، وتم تصوير جزء كبير من الفيلم في ألمانيا، وجزء في مصر، وهناك مشاهد "ارتجال" كثيرة بيننا خاصة مشاهدي، وأنا أحاول تعليمه اللغة الألمانية فظهرت تلقائية، وبشكل جيد، وقبل التصوير كان يتعمد إضحاكي من خلال إلقاء "الايفيهات".


وتجربة النمر الأسود أدخلتني التاريخ لأني وقفت أمام العملاق أحمد زكي، وأصبح الفيلم من أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة من لجنة تحكيم كانت تضم كبار مخرجي السينما منهم صلاح أبوسيف وكمال الشيخ، وعاطف سالم أيضا تعلمت منه الأحساس بالمسئولية، وهو من منحني اسمه واختاره لي حتى أني فوجئت بالأسم على "أفيش" الفيلم  فأنا اسمي "وفاء رحال"، وكان منحه اسمه لي بمثابة "جواز مرور" بأني ممثلة أحمل اسم مخرج كبير.


ما سبب ابتعادك عن السينما؟

بعد النمر الأسود كان لابد ألا أقبل أفلام إلا في نفس المستوى والأهمية، وتم ترشيحي لأعمال مهمة حالت الظروف دون تنفيذها؛ فـ"للفن حسابات أخرى" لم أكن أعرفها، ووجدت نفسي أقبل أعمالا دون المستوى، ولكن أكتشفت أنها "تقلل مني" ولا تضيف لي شيئا ففقدت الحماس، وابتعدت وتفرغت لعائلتي، وبعد فترة قابلت الكاتب عبدالسلام أمين، واختارني للقيام بشخصية مهمة في مسلسل "هارون الرشيد" مع نور الشريف، ودوري في فيلم السفاح أيضا نال استحسان الجمهور، وهناك أعمال لا أتحمس لها وأرفضها بالجملة، وقررت عدم الظهور كضيفة شرف فى أي أعمال قادمة، وهو شرط لن أتنازل عنه، ولابد أن تكون مساحة الدور كبيرة، والمخرج وشركة الإنتاج معروفين، ولن أقبل أي أعمال لمجرد حبي للتمثيل "مش هعمل كدة تاني"، ولكني كنت مضطرة قبول أعمال، وأنا غير سعيدة بها بالمرة لحبي في التمثيل، ولم يكن أمامي غيرها، أما في الموسم الماضي، والموسم الحالي فقدمت أعمالا فى "حالة رضا" عنها.



هل افتقاد السينما في الوقت الراهن للمنتج الفنان هو السبب في ظهور أفلام تجارية دون المستوى؟

هناك جيل حالي من المنتجين المهمين، والمخرجين الشباب على وعي كبير، وقاموا بفرض وجهة نظرهم الفنية على الساحة من خلال تقديم أعمال مهمة منهم عمرو سلامة، وفي فيلمه الأخير "الشيخ جاكسون" استطاع أن يقدم من خلاله رؤية جديدة، وفنا هادف، والمنتج محمد حفظي هو "المنتج الفنان" الذي يسعى لتقديم سينما جديدة ومختلفة، وهناك أيضا فيلم الخلية الذي حقق إيرادات عالية لمخرجه طارق العريان، وهي أعمال فخورة بها وأحب العمل مع هذه النوعية من الفنانين دون الإحساس "بالكسوف أو الخجل" أو الندم بعد ذلك وأقول  ياريتني ما عملت كدة".



وكذلك المخرج شريف عرفة هو أيضا من المخرجين المهمين، ولكن فيلمه الأخير "الكنز" لم يحقق الإيردات المناسبة نظرا لعرضه في العيد لأن جمهور العيد يبحث عن الأفلام ذات الخلطة التي تعتمد على "الفرفشة والضحك"، ولكن الفيلم من وجهة نظري من الأعمال المهمة، والمختلفة التي تعرف قيمتها مع الوقت.



ما آخر أعمالك الحالية وهل هناك أعمال قريبة للسينما؟

قدمت الجزء الأول من مسلسل "الأب الروحي" مع محمود حميدة، وحقق نسبة مشاهدة غير مسبوقة لاهتمام شركة الإنتاج بكل التفاصيل، وأقدم في الجزء الثاني شخصية "مريم"، التى تتطور مع الأحداث، وتكون مفاجأة تنال رضا المشاهدين، وهناك أعمال أخرى قريبا في رمضان، ولا يهمني كثرة الأعمال بقدر ما يهمني تقديم عمل واحد له "وزنه" ويعجب الجمهور، وحاليا على وشك الانتهاء من تصوير الجزء الثاني من مسلسل "أفراح إبليس" مع الفنان جمال سليمان، وهو من إخراج أحمد خالد أمين، وهو خارج السباق الرمضاني، ودوري هو امتداد للجزء الأول، وأقدم شخصية زوجة رجل أعمال تقف بجوار زوجها وابنتها بعد تعرضهم لظروف قاسية ومعاناة، والشخصية ممتدة حتى الحلقات الأخيرة والجزء الثالث من المسلسل.


أما عن السينما فهناك عدة عروض أتمنى أن تنفذ قريبا، ولكن لا أفضل الحديث عنها حتى تدخل حيز التنفيذ فعليا، وأنا أحب تقديم كل الشخصيات، وأتمنى تجسيد أدوار الشر لان الممثل يسعى دائما في التنوع فى اختيار أدواره.



هل عمل ابنك كمخرج كان بدافع حبه للفن أم رغبة منك؟

فوجئت أن ابني "أدهم الشريف" قرر دراسة الإخراج، وكان الأول على دفعته في معهد السينما مما يعني أنه اختياره، وليس بدافع مني فهو مخرج "طموح" وليس لأنه فقط من أسرة فنية لكنه يعشق الفن، ومهنة الإخراج، وحصلت أفلامه الروائية القصيرة على عدة جوائز منها الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة السينمائي، وهو عاشق ومحب لعمله بطريقة شديدة، واختاره عن قناعة، وأتمنى العمل معه لأنه من الجيل صاحب الفكر المختلف غير النمطي الذي يجتهد لتقديم أعمال مهمة تعيش مع مرور الوقت.


تعليق أخير عن الأهل في سوريا؟

أتمنى أن يحمى الله سوريا وشعبها وأن تنزاح "الغمة" ويعيش الشعب السوري كسابق عهده في أمان.