رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

وحش طليق يهدد النساء!

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


برز الوحش يوماً باعتباره صاحب الفضيلة، ويرتقى المنابر الفضائية، ويفتح الملفات، مَنْ ذا الذى سمح لك بهذه الظهورات الوحشية؟.. لو كان هذا الذى يهرف بالقول فى مجتمع متحضِّر لسُحِب من لسانه على أقرب مصحة عقلية لبيان قواه العقلية.

لن أجابه الوحش وحدى، فقد توحَّش تماماً، وخرج عن طوره، وصار يهدد النساء بالاغتصاب علانية فى الشوارع، ويحرِّض باعتبار اغتصابهن «واجباً قومياً»، والتحرش بهن «واجباً وطنياً»، هذا كلام يُخرجه من طائفة البشر إلى طائفة الوحوش الضارية التى ابتلينا بها أخيراً.

متواطئ بالصمت مَنْ يسمع تحريض الوحش ويصمت باعتباره خَرَفاً أو هُراءً، وما هو بخَرَفٍ أو هُرَاء بل تحريضٌ سافلٌ وسافرٌ. أتباع هذا الوحش يعيثون تحرشاً فى الشوارع، التحريض على الاغتصاب والتحرش بات علنياً ومُذاعاً وعلى الهواء مباشرة.. هل يُترك هذا الوحش طليقاً على النساء فى مصر؟.

هذا الوحش قطع الحبل وقرر: «البنت اللى مش بتحافظ على نفسها وتدعو الناس إنها تعاكسها ولابسة بنطلون مقطع اغتصابها واجب قومى والتحرش بها واجب وطنى»، هذا تحريض مخيف وخطورته أنه علنىٌّ، وتحت زعم أخلاقى!.

أعجب ما فاه به الوحش، يُوصف الجرائم الجنسية بالواجب القومى تارة والوطنى تارة أخرى، الوحش يقيناً يخلط تخليطاً عجيباً، أمثال هؤلاء لا مكان لهم بين البشر الأسوياء، لا أعرف حتى ساعته وتاريخه كيف ارتقى هذا الوحش منبراً فضائياً!.

العدوانية والشراسة التى بات عليها الوحش تجاه النساء تستلزم الحَجْر عليه فضائياً، هذا وحش تفلَّت من قيده الأخلاقى والإنسانى وبات يهدد الآمنين فى الشوارع، العقور الذى يهدد النساء بزعم أنه صعيدى وفيما معناه «راجل حمش ودمه حامى»، حتماً ولابد من لجمه ومنعه من اعتلاء المنابر الفضائية، ووضعه فى القائمة السوداء مع المحرضين على الإرهاب والقتل، إنه يُرْهِب النساء.

كيف تقبل نقابة المحامين مثل هذا الوحش بين صفوفها، ويحمل كارنيه عضويتها، أبو لسان زالف يجب ردعه وتقديمه إلى لجنة الآداب والقيم فى نقابة المحامين، لا يستساغ أن تصمت نقابة الدفاع عن الحريات والحقوق الإنسانية على هذا المُحرِّض السافر.

حسناً تحرَّك المجلس القومى للمرأة لردع هذا الوحش، وبلاغ الدكتورة رئيسة المجلس مايا مرسى إلى النائب العام يجب أن يلقى مساندة جمعيات النساء المصرية جميعاً، ويدعمه الرجال المحترمون قبل النساء، هذا الوحش يُحرِّض على بناتكم ونسائكم يا سادة وينتهك حرماتكم، هذه ليست جريمة تحريض تخشى من هولها النساء، بل تمس نخوة الرجال، هذا الوحش مطلوق على حرماتكم فاردعوه.

العيب مش على الوحش، العيب على اللى سمح للوحش بأن يحرِّض على الهواء، وهذا بلاغ للمجلس الوطنى للإعلام، مَنْ أعطاه مجالاً للتحريض، مَنْ ذا الذى فتح الهواء للوحش وهو يعلم كراهيته للنساء، وسوابقه تؤشِّر على عدوانيته وتحريضه؟!.