رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اغتيال داعية المشاهير و«أولاد الذوات»

الأزهر - أرشيفية
الأزهر - أرشيفية


يتعرض الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، منذ فترة لهجمة شرسة، زادت حدتها هذه الأيام، سواء من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو من مناصري جماعة الإخوان المسلمين.


هذه الحملة جاءت بسبب سياسة «مسك العصا» من المنتصف التي اتبعها منذ ثورة 30 يونيو، حيث اتهمه البعض بالرقص على كل الحبال، ما جعله هدفا لمؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومناصري الإخوان.


زمن مبارك

الداعية الإسلامي "المودرن أو الستايل"، كما يطلق عليه البعض، انطلق كالصاروخ في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ولقب بداعية المشاهير وأولاد الذوات والطبقة الارستقراطية، واهتدى على يديه الكثير من الفنانين والفنانات، كما أطلق برنامجه الشهير "صناع الحياة" الذي جذب ملايين الشباب، بسبب تركيزه على جوهر الدين، ومخاطبة المشاعر والعواطف والأحاسيس، كما أصبح أشهر داعية في مصر والعالم العربي والإسلامي، وانتشرت دروسه في كل وسائل الإعلام، وفتحت له كل الأبواب المغلقة، رغم ما كان يشاع عن تعرضه للاضطهاد من قبل الأجهزة الأمنية في مصر، فالداعية الذي بزغ نجمه في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بدأ نجمه في الأفول في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بل أن بعض الخبراء يقولون إن عمرو خالد يتعرض لعملية اغتيال معنوي من كل الأطراف الآن.


عهد الإخوان

الداعية ذي الجذور الإخوانية كما يحلو لبعض مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي وصفه، دخل في عهد الإخوان عالم السياسة من أوسع أبوابه، وأسس حزب "مصر المستقبل"، لمنافسة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لكن بعد سقوط حكم الإخوان وعزل مرسي تم تجميد الحزب، وأعلن عمرو خالد اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي، ففي منتصف يوليو 2013 وبعد عزل مرسي بأيام أعلن المكتب السياسي لحزب مصر المستقبل قبوله استقالة الدكتور عمرو خالد، من منصبه كرئيس للحزب، بسبب رغبته في التفرغ التام للدعوة والتنمية، والعمل الإجتماعي، وعدم قدرته على التأقلم مع الأجواء السياسية الحالية.


كما كشف الداعية الإسلامي أنه عرض عليه بعد ثورة يناير منصب وزاري، لكنه رفض، وقال إنه يفضل أن يظل في العمل التطوعي الخدمي لمصلحة مصر، وإقامة مجتمع مدني، مؤكدًا عدم وجود علاقة للحزب بالإسلام السياسي.


وبعد ثورة 30 يونيو قام عمرو خالد بتأييد عزل مرسي، وكانت كل مواقفه المعلنة مؤيدة لما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش المصري ضد الإخوان، ما جعل الكتائب الإلكترونية للإخوان تشن عليه حربا بلا هوادة، من خلال التفتيش في مواقفه ودفاتره القديمة.


فقد انتشر خلال الفترة الماضية، تصريحا منسوبا لعمرو خالد بشأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو: "حلمت أن الرئيس السيسي بيوزع تفاح وعنب في الجنة، وده يعني إن خير قادم لمصر إن شاء الله".


كما تم تداول  فيديو لعمرو خالد، يظهر فيه وهو يصافح شابا خليجيا، ولكنه فور علمه أنه من دولة قطر، سارع بتركه والانصراف عنه، ما فسر البعض هذا التصرف بأنه يتناقض مع دعوته إلى التعايش والتسامح والوحدة التي يدعو إليها.

                          

كما ينتشر على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لعمرو خالد وهو يتحدث عن الحوار، حيث أشار إلى أن الأديان كلها تدعو للحوار، وأن لغة السلاح هي لغة فاشلة، مبينًا أن مواثيق الأمم المتحدة أيضًا تدعم قيم الحوار بين الطوائف المختلفة، ولما سأله المحاور: "ماذا عن الحوار مع الإخوان المسلمين"، أجاب عمرو خالد ضاحكًا: "الحوار خلص".


وأثار رد عمرو خالد حالة من الغضب، والنقد على منصات التواصل الاجتماعي المحسوبة على الإخوان، التي اعتبرت هذا الرد دليل على نفاق عمرو خالد للنظام، ويتناقض مع المعاني التي نادى بها في نفس المقطع، كما تتعارض مع دعوته للحوار والتعايش والتسامح والوحدة بين المسلمين.


كما يوجد فيديو منتشر على مواقع التواصل لعمرو خالد وهو يوجه حديثه لرجال الجيش قائلا: "طول ما انت لابس اللبس ده والبياده دى وبتادى التحية العسكرية دى تبقى بتشتغل عند ربنا مش عند القيادة العسكرية"، وهو ما اعتبره مناصرو الإخوان دليلا على موافقة عمرو خالد على ما يطلقون عليه " مذبحة رابعة العدوية".


علاقته بالإخوان

في 2012، اعترف عمرو خالد في حوار مع الإعلامية لميس الحديدى، أنه كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، فعندما سألته لميس الحديدي: هل أنت إخوان؟ فقال "طبعا مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين.. كنت عضوا بالإخوان المسلمين و ما ينفعش طالب متدين ما يدخلش الإخوان وهو في الجامعة".


ومنذ أيام قليلة وفي حواره مع الإعلامي محمد الباز على قناة المحور أنكر عمرو خالد أي علاقة له بالإخوان، مؤكدا أنه منذ بدء دعوته وهو في سن الـ27 عاماً لم يرتبط بأي تنظيم، وقال :«مريت على كل شيء، وارتبطت بالإخوان واقتربت منها فترة، وصورتي مع وجدي غنيم وأنا عندي 17 سنة ليست دليل إدانة، وصورتي مع يوسف القرضاوي ليست إدانة».


هذه المواقف عرضت عمرو خالد لهجوم شديد من جانب بعض المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، لاسيما بعد مطالبته الشباب بالتوحيد والعمل والاجتهاد والحوار مع بعضهم.


وهذا التناقض في كلام الداعية الإسلامية جعله عرضة للهجوم، حيث اتهمه مؤيدو الإخوان المسلمين بالنفاق والتلون.


فقد شن حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، هجوما على عمرو خالد، قائلا: "عمرو خالد تحدث طويلا عن الحوار، لكن عند سؤاله عما إذا كان الإخوان جزءا من الحوار، فقد تراجع عن دعوته قائلا: خلص الحوار".


أما ممدوح إسماعيل، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا فقال: "عمرو خالد مزنوق مفضوح، ظهر بفيديو كى يرد على حلقة جو تيوب الأخيرة، وتطلع أن يحمله أحد وسط الطين والغرق والانهيار، الرجم للشيوخ المنافقين".


أيام السيسي                                                 

ورغم مواقفه المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي ولثورة 30 يونيو، إلا أن ذلك لم يشفع له، حيث شنت الكتائب الإلكترونية ووسائل الإعلام المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي حملة شعواء على عمرو خالد، واصفة إياه بعدة أوصاف مثل "جاسوس الإخوان"، "المنافق"، و"الخلية النائمة للإخوان".


وفي بداية 2016 تم الإعلان عن إطلاق حملة بعنوان "أخلاقنا" بقيادة الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق، وعمرو خالد، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الشباب والرياضة، وشراكة النهار واليوم السابع، بهدف رد اعتبار الأخلاق والقيم فى المجتمع.


وفي خضم الإعداد للحملة أطلقت وسائل الإعلام الموالية للنظام الحالي حملة شرسة ضد عمرو خالد، لرفض وجوده ضمن الحملة، بدعوى انتمائه للإخوان، متهمة إياه بالتلون والخداع والجرى وراء مصلحته الشخصية.


حيث قالت الصحفية نشوى الحوفي المؤيدة لنظام السيسي: "على أي عمرو خالد ستقوم مبادرة الأخلاق التي روّج لها الشيخ علي جمعة لاحتواء الشباب وإعادة الأخلاق له؟ عمرو خالد داعية الشباب من أبناء الطبقة الوسطى والعليا والفنانين والفنانات في التسعينات بأسلوب لغة الجسد"، أم عمرو خالد الممنوع من الخطابة في مسجد الحصري لارتباطه بالإخوان في مطلع الألفية؟.


أما الإعلامي أحمد موسى فقد شن هجوما شرسا على عمرو خالد، مؤكدا أنه "إخواني"، كما تم اتهامه بالانتماء للخلايا النائمة للإخوان، حيث تم نشر فيديو له أثناء دراسته في الجامعة بصحبة الشيخ وجدي غنيم، وفيديو أخر يتضمن تصريحات للداعية له يرفض خلالها انضمام الفريق أحمد شفيق إلى الحزب الذي أسسه.


بعدها بأيام قليلة تم الإعلان عن ترك عمرو خالد للحملة، وتم إلغاء الحملة بالكامل فيما بعد.


وزادت الحملة ضد عمرو خالد من خلال التفتيش في تصريحاته ومواقفه السابقة.


حيث قام مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي بنشر عدد من الفيديوهات والتصريحات، المنسوبة لعمرو خالد، لإثبات مواقفه المؤيدة للإخوان.


فقد تداول نشطاء مقطع فيديو لمداخلة هاتفية له مع فضائية "الجزيرة" القطرية عقب ثورة "30 يونيو" وفض اعتصام "رابعة"، رفض خلالها إعلان موقفه مما حدث للإخوان وهل هو مؤيد مما يحدث لهم أم معارض فقال: "خلوني أقوم بدور مختلف، أنتم قناة محايدة فسيبوني ألعب هذا الدور".


كما تداول النشطاء مقطع فيديو له، عام 2012، قال فيه: "سيادة الرئيس أنا بحبك وبودك وأعرف مدى الإيمان اللي في قلبك".


وأضاف مخاطبا الرئيس المعزول محمد مرسي: "أنا مش بخاطبك بصفتك رئيس الجمهورية، أنا بخاطبك بصفتك زميلي في الدعوة الإسلامية، أنت تحب الإيمان والدعوة الإسلامية، وناس كتير كانت تعترض على خطبك في المساجد يوم الجمعة، بس أنا كنت فاهم أنت كنت بتعمل كده ليه".


كما نشر مؤيدي السيسي فيديو لعمرو خالد وهو يرد فيه على سؤال محدد: هل أنت إخوان.. قائلاً: "طبعاً مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين، كنت عضواً بالإخوان المسلمين".


كما يتم تداول تغريدة له عبر “تويتر”، تحدث خلالها عن حصار الكفار لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكيف أن الرسول الكريم قابل هذا الحصار بالتسامح.


حيث أغضبت هذه التغريدة، مواطني المقاطعة لدولة قطر، بعدم فسروا تغريدته بأنها تمثل دعم لقطر، وأنه شبه الدول الثلاثة بكفار قريش، رغم نفيه ذلك.


اتهامات

كما بدأت الكتائب الإلكترونية سواء التابعة للإخوان أو للرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة نشر بعض الاتهامات التي تم توجيهها للداعية الإسلامي من قبل مثل:


ما نشره موقع "أقباط متحدون"، من أن بريطانيا دفعت 47 مليون جنيه إسترليني للداعية المصري عمرو خالد، حيث زعم الموقع أن وزارة الخارجية البريطانية كشفت، عن منحها 47 مليون جنيه إسترليني للداعية عمرو خالد.  


ونسب الموقع هذه المزاعم لوكالة سكاي برس، واتهم الموقع الداعية الإسلامي بالارتباط بأجندات خارجية، وأن بريطانيا تقوم بتمويله ودعمه.


كما زعمت بعض المواقع أن وثائق ويكيليكس كشفت أن عمرو خالد طلب ملايين من السعودية من أجل "صناع الحياة"، حيث قال أحد المواقع من أن موقع ويكيليكس نشر برقية مسربة من عمرو خالد إلى السفارة السعودية بالقاهرة بصفته مؤسس مؤسسة "صناع الحياة" في مصر، يطالبهم فيها بمبلغ 75 مليون ريال سعودي!


كما قامت بعض المواقع بإعادة نشر صورة للدكتور عمرو خالد تم نشرها عام 2012  وأثارت جدلا على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، ويظهر فيها الداعية وهو "يلعب" مع مجموعة من الفتيات في إحدى المتنزهات، وهو يرتدي "تيشيرت" أصفر وبنطلوناً رياضياً.


الداعية يرد

ورد الدكتور عمرو خالد على الحملة التي تشن ضده، حيث كتب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك قائلا: "كنت قد آثرت عدم التعليق على جملة من الأكاذيب، التي استهدفت النيل من شخصي المتواضع، واحتسبت ما أتعرّض له عند الله، فهو حسبي وكافيني، إلا أنها تجاوزت كل الحدود خلال الفترة الأخيرة من قبل أشخاص يلفقون لي زورا وبهتانا كلاما لم أقله، لذا حرصت أن أوضح أن أي كلام منسوب لابد من الرجوع إلى صفحتي الرسمية على موقع "فيسبوك" للتثبت والتأكد منه، عملا بقول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".


وتابع عمرو خالد: "وهذا درس قرآني عظيم، يعلمنا بأنه لا يجب أن تصدّق أي كلام قبل أن تتأكد من صحة مصدره، حتى لا نقع فيما هو محرم دون دليل، فإذا لم يكن الكلام صحيحا، فلا يجوز نشره أو نقله لأنه يندرج في إطار الأكاذيب، التي يؤثم من يروّج لها ويصدقها دون بيّنة.. وكذا ما يتعلق باجتزاء فيديوهات لتشويه المضمون، فهذا محض تلفيق لا يجوز، وإني لأرجو منكم أن تردوا غيبتي، وحسبنا الله ونعم الوكيل".


فيديو دعاء الحج

تعرض الداعية الإسلامي لموجة من السخرية والانتقادات والتهكم على شبكات التواصل الاجتماعي من كل أطياف العالم العربي بسبب دعائه أثناء تأديته مناسك الحج بأن يتقبل الله دعوات متابعي صفحاته، حيث كتب الممثل السعودي ناصر القصبي على «تويتر»: إن «هذا الداعية حول جوهر فكرة الدعاء إلى دروشة ومسخرة مقيتة»، كما اتهمه بعض الكتاب بالزيف والتصنع.



ودافع عمرو خالد عن نفسه أمام هذه الحملة الشعواء بالقول، بأن الفيديو المتداول له والذي أثار غضب الناس مجتزأ وليس كاملا، مشيرا إلى أن نيته كانت تحبيب الشباب في الحج.


العودة بعد انقطاع

بعد الحملة الشرسة التي تعرض لها الداعية الإسلامي من وسائل الإعلام المحسوبة على النظام، وأدت إلى إقصائه تماما من المشهد الإعلامي، عادت هذه الوسائل الإعلامية تفتح لها أبوابها مرة أخرى، حيث تم إجراء أكثر من حوار معه الفترة الماضية، تبرئ فيها من الإخوان، وهاجم الجماعة، واتهمها بتشويه صورته.


يقول الشيخ على عبد الباقي شحاتة الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، إن الدعاة الجدد ومنهم عمرو خالد غير ملمين بقواعد علوم الدين والتفسير والخطابة واللغة العربية، بالإضافة إلى أنهم غير حافظين للقرآن والسنة النبوية المطهرة، مشيرا إلى أن أغلبهم يحفظ "الرقائق" عن حياة الصحابة، ليرقق بها القلوب ويستميل بها قلوب الناس، لكنهم لا يمتلكون أدوات علوم الشريعة، وبالتالي هم لا يجيدون السباحة والعوم في هذا المجال، ومن ثم فهم ضلوا وأضلوا.


وأضاف «شحاتة»، أن هؤلاء الدعاة الجدد نجحوا في تشويه صورة علماء الدين الحقيقيين أبناء الأزهر الشريف، كما أنهم أخذوا الدعوة سلعة تباع وتشترى، وأرادوا من وراء ذلك الغنى والمال، وقد كان لهم ما أرادوا، فأثروا ثراء فاحشا من وراء هذه الدعوة، مستغلين فوضى قنوات القطاع الخاص، التي فتحت لهم أبوابها من أجل الربح وزيادة عدد المشاهدين، ما جعل هؤلاء الدعاة ينالون الشهرة والمال معا.


وتابع الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، أن هؤلاء الدعاة ظهروا وبزغ نجمهم في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بسبب تغييب دور الأزهر عن قصد وتعمد، حيث تحالف النظام مع الجماعات الدينية ضد الأزهر وشيوخه، مؤكدا أن غياب الأزهر أضر كثيرا بالدعوة، وأعطى الفرصة لهؤلاء الدعاة للشهرة والظهور، والآن بعد أن عادت الأمور إلى نصابها، مطلوب من الأزهر أن يستغل هذه الفرصة، ويعود لدوره، والوقوف في وجه هؤلاء الدعاة، من خلال مواجهة الفكر بالفكر، مشيرا إلى أن الدعوة في حاجة إلى طرح جديد من خارج الصندوق ، وليس كما يفعل وزير الأوقاف من العمل في السياسة وتوزيع اللحوم.


وطالب «شحاتة»، الأزهر بمواجهة فكر الإخوان والوهابية وجها لوجه، من خلال مواجهة الفكر بالفكر، مشيرا إلى أن هناك فرق بين الداعية الحقيقي الحريص على مصلحة بلده، مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي رفض عرض دولة الكويت بتقديم برنامج "خواطر الشيخ الشعراوي" من الكويت مقابل 3 ملايين دينار كويتي، بعد أن قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بوقفه في مصر، وبين الدعاة الجدد الذين لا هم لهم سوى الربح والشهرة.


من جانبه يقول نبيل نعيم القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن مواقف عمرو خالد أيام الإخوان تؤكد أنه ما زال إخوانيا، مشيرا إلى أن الكثير من الدعاة الجدد تم تجنيدهم من قبل المخابرات البريطانية من أجل خلق ما يسمى بالإسلام الحضاري الذي يتعايش مع عادات وتقاليد الغرب، مثل قبول المثليين، والصداقة بين الرجل والمرأة خارج الزواج، وهو إسلام منحل.


وتابع «نعيم»، أن المخابرات البريطانية أقنعت الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بفتح الطريق أمام هؤلاء الدعاة الجدد، على اعتبار أنهم يمثلون الإسلام الوسطي المستنير الذي يقف أمام الإسلام الراديكالي ويحارب الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن عمرو خالد أراد مسك العصا من المنتصف، وأراد ألا يخسر أحد فخسر الجميع، لافتا إلى أن سبب هجوم الإخوان عليه هو تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي وثورة 30 يونيو، مؤكدا أن عمرو خالد ظاهرة صنعت وأفلست وانتهت.