رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سقوط أحمد آدم في «فخ التكرار» على طريقة «اللمبي»

أحمد آدم
أحمد آدم



طارق الشناوي: «آدم» ينتقل من «نُقرة» إلى «دُحديرة».. وقلة إيرادات أفلامه أكبر دليل


محمود قاسم: يعاني من «إفلاس فني».. والمنتجون هم السبب



فاجأ الفنان أحمد آدم، الجمهور، مؤخرًا، بخبر استعداده لتحضير عمل سينمائي جديد، يُقدم من خلاله للمرة الرابعة على التوالي شخصية "القرموطي"، بعدما قدمها، من قبل، 3 مرات؛ في مسلسلين وفيلم.


"القرموطي في أرض النار" كان هو آخر فيلم قدم فيه "آدم" هذه الشخصية، وعُرض في موسم نصف العام الماضي، ووقفت إيراداته عند 8 ملايين جنيه، كما أكد كثيرون أن الفيلم جاء دون المستوى المتوقع.


وعلى الرغم من كل ذلك، ما زال أحمد آدم يراهن على نجاح نفس الشخصية، ما جعل كثيرين يتساءلون عن سر إصراره على ذلك، في ظل ملل المشاهدين منها وانصراف الجمهور عن متابعتها.


الغريب في الأمر هو أن الفنان محمد سعد يعد مثالًا حيًا أمام "آدم"؛ بعدما وقع الأول في فخ تكرار شخصية "اللمبي" في العديد من الأفلام، ليكتب بنفسه شهادة وفاته سينمائيًا، وطالته الانتقادات بشكل كبير.


واستمر "سعد" في السير على هذا الدرب، والبقاء في نمط واحد من هذه النوعية من الأفلام لمدة طويلة، حتى بدأ ينتبه لحاله، وقدم دورًا مختلفًا في فيلم "الكنز"، الذي عُرض خلال موسم عيد الأضحى الماضي، فـنال إعجاب النُقاد والجمهور، وحصل على إشادتهم وثقتهم فيه من جديد.


من جانبه، اجتمع "آدم" مع المنتج أحمد السبكي، أكثر من مرة، حتى تم الاتفاق على فكرة الفيلم، ومن المقرر عقد المزيد من الجلسات المكثفة، خلال الفترة المُقبلة؛ للاستقرار على الخطوط العريضة للعمل، وترشيح واختيار باقي فريق الفيلم؛ استعدادًا لانطلاق التصوير.


البداية مع شخصية "القرموطي" كانت في مسلسل "سر الأرض"، والذي عُرض عام 1994، وكان يعرض بشكل كوميدي، أهمية الأرض وطرق الحفاظ عليها.


نجح "آدم" في خطف أنظار الجمهور وقتها بهذا المسلسل؛ لأنه كان مختلفًا؛ إذ قدم شخصية الفلاح وكأنه شخص مهم تربطه علاقات قوية بكبار رجال الدولة، وكذلك مظهره، الذي يعد هزليًا لا يمت للواقع بصلة.


وفي عام 1998، أعاد الفنان أحمد آدم تقديم الشخصية مرة ثانية في مسلسل "القرموطي في مهمة سرية".


وكان هذا المسلسل هو بداية شهرة وزيادة شعبية "القرموطي"، كما باتت "إيفيهاته" دارجة بين الجمهور وعلى "السوشيال ميديا".


في سياق متصل، قدم "آدم" شخصية "القرموطي" في فيلمه "معلش إحنا بنتبهدل"، الذي طُرح بدور العرض السينمائية عام 2005، ولكن مرتين؛ الأولى لـ"الابن"، وهو "وحيد"، والثانية لـ"الأب"، وهو "القرموطي الكبير".


وكانت أحداث الفيلم تدور في إطار كوميدي اجتماعي، كما أخذت منحنى سياسيًا؛ من خلال "وحيد" الذي يطمح للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يرفض والده ذلك.


ويمتلك الأب "قهوة" بسيطة في منطقته السكنية، يتوافد عليها السياح بشكل مستمر، وينتهي الأمر باعتقاله في سجن "أبو غريب"؛ بعد إعلانه رفضه للسياسة الأمريكية.


من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ" إن الفنان أحمد آدم قاد نفسه بنفسه إلى "فخ الإفلاس"، مضيفًا أنه لم يعد لديه شيء جديدًا لتقديمه.


وتابع: الجمهور أصبح يتوقع ما سيقدمه "آدم" في عمله المُقبل؛ نتيجة تكراره لنفس الشخصية أكثر من مرة.


وأوضح "الشناوي" أن أحد أهم أسباب نجاح أي عمل فني هو قدرته على تحقيق عنصري "الإبهار والدهشة"، وجعل المشاهد شغوفًا متشوقًا لمشاهدة أحداث مختلفة، مشيرًا إلى أن المشاهد عندما يجد نفسه سيرى شيئًا مُكررًا، لن يدفع ثمن التذكرة من الأساس.


وقال: إن أحمد آدم أصبح ينتقل من "نُقرة" إلى "دُحديرة"، خلال أعماله الأخيرة، لافتًا إلى أن قلة إيرادات أفلامه هي أكبر دليل على ذلك.


وكذلك اتفق الناقد محمود قاسم مع "الشناوي"؛ فـقال لـ"النبأ" إن ظاهرة تقديم الفنان لنفس الشخصية في أكثر من عمل فني، ليس إلا "فشل ذريع"، يعني عدم قدرة هذا الفنان على التنوع والانتقال بين الشخصيات بمرونة.


وأشار إلى أنه في بعض الأحيان يكون الأمر في يد "المنتج" وليس الفنان؛ موضحًا أن المنتج عندما يجد أن هناك فنانًا ناجح في تقديم إحدى الشخصيات، فإنه يُجبره على تقديمها في أعمال أخرى جديدة، مع اختلاف اسم العمل الفني، وبعض التغييرات البسيطة.


وأوضح أن أي منتج يبحث في النهاية وقبل كل شىء، عن مصلحته، وكيفية تحقيق الإيرادات العالية، حتى وأن كان ذلك على حساب الفنان.


كما أكد "قاسم" أن "آدم" يمتلك موهبة جيدة، لكنه بهذه الطريقة سيفقدها، موضحًا أنه لابد أن يتخلى عن هذه الشخصية، ويبدأ في العمل مع مخرجين ومنتجين يضعونه في إطار مختلف غيرها.