رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار 4 خلافات تهدد بـ«تفكك وانهيار» جبهة ممدوح حمزة

ممدوح حمزة - أرشيفية
ممدوح حمزة - أرشيفية


تستعد جبهة «التضامن للتغيير» التي أعلن عنها الدكتور ممدوح حمزة، والتي تضم عددًا من أحزاب التيار الديمقراطي، والشخصيات العامة، أهمهم عبد الجليل مصطفى، وأحمد دراج، وهشام جنينة، ومعصوم مرزوق، وحمدين صباحي، لإعلان الوثيقة النهائية للجبهة، والإعلان رسميًا عنها وسط حملة إعلامية شرسة من قبل الإعلام الحكومي، والحديث عن خلافات حادة تعصف بـ«الجبهة»، وتهدد بوأدها قبل خروجها للنور.


ووصف حزب «المؤتمر»، المشاركين في الجبهة بأنهم «مرضى نفسيون» من الطابور الخامس، وأن الجبهة ترعاها مخابرات غربية وإقليمية من «قوى الشر»، زاعمًا أنها تخطط لإسقاط الوطن، ونشر الفوضى.


كما وصف الإعلامي أحمد موسى، الجبهة بأنها «جبهة وطنية بداخلها إرهابيون».

وتحدثت وسائل الإعلام الحكومية عن وجود خلافات حادة داخل الجبهة تهدد بتفجيرها وتفتيتها، من هذه الخلافات: الخلاف الأول: عدم الاتفاق على مرشح رئاسي لدعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، وخاصة بعد تعدد وجهات النظر والاعتراض من قبل البعض على أسماء بعينها مثل المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، والسفير معصوم مرزوق.

الخلاف الثاني: عدم تحديد موقف الجبهة من «الإخوان»، لاسيما أن الوثيقة في صيغتها النهائية تنص أن الجبهة مفتوحة لكل المواطنين والأحزاب والقوى السياسية، ما عدا من تلوثت أيديهم بالدماء، والفساد سواء من نظام مبارك أو الإخوان، ويرى البعض داخل الجبهة أن هذا النص يمكن تفسيره على أن الجبهة تريد التصالح مع «الجماعة».


الخلاف الثالث: اعتراض بعض المشاركين في الجبهة على انضمام أحزاب وشخصيات داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.


أما الخلاف الرابع فيتمثل في رفض انضمام أحزاب تيار الإسلام السياسي، مثل حزب النور والأصالة والوطن، وحزب مصر القوية، وكذلك انسحاب بعض الأحزاب من الجبهة، ما يجعلها قاصرة فقط على بعض شباب ثورة 25 يناير وبعض السياسيين.


ويقول خالد داود، رئيس حزب «الدستور»، إنه شارك في أكثر من اجتماع مع قيادات الأحزاب والشخصيات العامة، وتم الاتفاق على الصيغة النهائية للوثيقة المؤسسة لهذه الجبهة، لافتًا إلى أن هذا مشروع، لاسيما أن هذه الشخصيات تطرح سياسات بديلة للسياسات الحالية، ومختلفة عن التي يتبعها النظام الحالي، ومن مطالب هذه الجبهة، توفير الحد الأدنى من معايير النزاهة والمصداقية في أي انتخابات رئاسية.


وأضاف «داود»، أنه لا يوجد أي تشابه، أو علاقة بين هذه الحركة، وبين «جبهة الإنقاذ» التي كانت في عهد حكم جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن جبهة الإنقاذ كانت تضم أحزابًا من مختلف القوى السياسية، وكانت تسعى لإسقاط حكم مرسي، أما حركة «التضامن» فتضم عددًا من الأحزاب المتجانسة والمتشابهة، وتضم شخصيات تحمل أفكارًا متشابهة، ولا تسعى لإسقاط النظام، وتتعامل مع النظام الحالي في إطار الدستور والمنافسة السياسية، لذلك هي تطالب بألا يكون هناك انحياز من أجهزة الدولة للرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية، وأن تتعامل معه باعتباره أحد المتنافسين على المنصب، مشيرا إلى أن هذه الشخصيات الممثلة في الجبهة يجمعها عدم الرضا عن الأوضاع الحالية، وخاصة الأوضاع الاقتصادية والسياسات الخارجية المتعلقة بـ«القضية الفلسطينية».


وأكد رئيس حزب «الدستور»، أن الحركة تريد تقديم أفكار بديلة للسياسات التي يتبعها النظام الحالي، والتي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، وتطالب بعمل مشاريع تمس مصالح المواطن المصري، لافتا إلى أن الهجوم الشرس الذي تتعرض له الجبهة، هو جزء من «الجو المسموم» الذي تعيشه مصر، بحيث أصبح يتم التعامل مع أي صاحب رأي مخالف وأي شخص يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية على أنه لا يستحق الوجود رغم أن الدستور ينص على إجراء انتخابات رئاسية تعددية.


وأوضح «داود»، أن الغرض من الجبهة ليس الاتفاق على مرشح للرئاسة، لكن الحصول على حد أدنى من الضمانات التي تسمح بإجراء الانتخابات، مؤكدًا أن الهدف ليس قلب نظام الحكم، أو مؤامرة على الحكم، مشيرا إلى أن الجبهة تعمل في إطار الدستور والقانون والتعددية الحزبية، نافيا بشدة وجود أي عناصر لها علاقة بـ«الإخوان»، أو نظام «مبارك»، مشيرا إلى أن الوثيقة الأساسية تنص على وجود أي أطراف ما عدا المنتمين لـ« الجماعة»، أو نظام «المخلوع».


ونوه، إلى أن الحركة تستمد شرعيتها وجزءا كبيرا من مبرر وجودها من مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن الإخوان يسيرون في طريق مختلف تماما عما تؤمن به الحركة، فهم ما زالوا متمسكين بأوهام عودة مرسي، مؤكدًا عدم وجود علاقة للحركة بالفريق أحمد شفيق باعتباره أحد الرموز المنتمية لنظام مبارك، كما أكد أن الحركة لا تتواصل ولا تضم أي شخصيات تقيم في الخارج سواء محمد البرادعي، أو أيمن نور.
ويقول أحمد عبد الحفيظ، القيادي في الحزب الناصري، إن هذه الجبهة هي تكرار لما يجري منذ عام 1990، لكنها تحركات سياسية إيجابية، ويجب السماح لها بالعمل، لافتًا إلى أن هذه الجبهة سوف تساهم في تنشيط الحياة السياسية، موضحا أن ضم أي شخص من المنتمين للإخوان المسلمين للجبهة سوف يؤدي إلى «تفتيتها».

وأكد السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم الجبهة، أن الجبهة ستكون «لطمة قوية» على وجه النظام، مشيرًا إلى أن «إعلام النظام» يتعامل معهم باستفزاز، وأنهم داخل الجبهة لن يردوا على هذه الاستفزازات لتفويت الفرصة عليهم، لافتًا إلى أن الجبهة تمثل معارضة جادة ضد هذا النظام ولن تكون «هزارًا»، وسوف يكون هناك مفاجأة كبيرة سيتم الإعلان عنها.

بدوره، نفى الدكتور ممدوح حمزة، مؤسس جبهة «تضامن»، ما نشره أحد المواقع الإلكترونية، بشأن وجود بنود خلافية في الوثيقة التأسيسية.

وأكد «حمزة»، أنه تم التوافق على كل بنود الوثيقة التأسيسية من خلال عدة اجتماعات تم عقدها مع قيادات الجبهة وعلى رأسهم، الدكتور محمد نور فرحات، والمستشار هشام جنينة، والدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور يحيى القزاز، والدكتور مصطفى كامل السيد، والدكتور أحمد دراج، والسفير معصوم مرزوق، وحمدين صباحي، وأنه سوف يتم الإعلان عن هذه الوثيقة بشكل رسمي خلال الأيام القليلة القادمة.


ووصف مؤسس جبهة «تضامن»، ما يتم نشره عن الجبهة في وسائل الإعلام، بـ«الكلام الفاضي»، مشيرًا إلى أن الأحزاب التي أصدرت بيانًا لدعم السيسي انسحبت من الجبهة، وأن انضمامهم للجبهة من البداية كان خاطئًا.