رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء محمود زاهر: المخابرات لا تعطى معلوماتها إلا لـ«الرئيس الأمين».. حوار

محمود زاهر - أرشيفية
محمود زاهر - أرشيفية


الموقف الرسمى من حماس يختلف عما يقوله الإعلام


تبادل المعلومات مع أجهزة المخابرات العالمية لا يشمل ما يمس «الأمن القومى»


الأعمال الدرامية لا  تعبر عن حقيقة الدور الوطنى لـ«المخابرات»


خلال الفترة الأخيرة، ظهر نشاط ملحوظ لـ«المخابرات المصرية»، تجسد هذا الأمر في التقارير التي ظهرت مؤخرًا والتي تتحدث عن مشاركة المخابرات المصرية، مع نظيرتها الروسية، في إحباط عدد من العمليات الإرهابية في روسيا، إضافة إلى قيادتها لـ«المصالحة الفلسطينية» بين حركتي فتح وحماس، بعد تعثرها لسنوات.


كل هذه الأمور تثير العديد من الأسئلة حول الدور الكبير لهذا الجهاز الهام، وهو ما كشفه اللواء محمود زاهر، الخبير الإستراتيجي، والضابط السابق في جهاز «المخابرات العامة».


وأكد «زاهر»، أن عقيدة المخابرات المصرية تقوم على شعار «مصر أولًا»، مشيرًا إلى أنها لا تمنح المعلومات التي تمس الأمن القومي المصري إلا للرئيس الأمين الذي تثق به، وأن المخابرات العامة تقوم بدور جيد جدًا منذ إنشائها، وحتى الآن.


وأضاف الخبير الإستراتيجي، أن هناك اتفاقيات لتبادل المعلومات بين كل من جهازي المخابرات «المصرية» و«الروسية»، وأن هذه الاتفاقيات بدأت منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ«روسيا»، وإلى تفاصيل الحوار:   


في البداية.. ما تعليقك على ما قاله مدير جهاز الأمن الروسي ألكسندر بورتنيكوف عن إحباط مجموعة من العمليات الإرهابية داخل روسيا بمساعدة من الشركاء الأجانب وعلى رأسهم مصر؟

هذا الأمر جاء في كلمة بسيطة من خلال اجتماع عام لقيادات الأمن في روسيا، وأشار مدير جهاز الأمن الروسي إلى أن هناك دولا كثيرة ساعدت في إحباط مجموعة من المحاولات الإرهابية داخل روسيا، وعلى رأسها المخابرات العامة المصرية، وأشار إلى العلاقات المتميزة مع مصر، وبالتالي من الواضح من هذا الكلام أن هناك تعاونًا وتبادلًا للمعلومات بين المخابرات المصرية والمخابرات الروسية بدأت منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا، ثم زيارة كل من وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر، وما حدث خلال هذه الزيارة من توقيع «بروتوكول» لتبادل المعلومات بين روسيا الاتحادية وبين مصر.


كيف ترى الدور الذي قامت به المخابرات المصرية في إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس؟

دور المخابرات العامة المصرية مستمر منذ زمن في القضية الفلسطينية، واللواء عمر سليمان، أبرز من قاموا بهذا الدور، لكن خلال الثلاث سنوات الأخيرة حدث تصارع، وتقنية في هذا الدور، ودائما كانت حماس تتنصل من التزاماتها، وأثناء مشاركتها مع السلفيين التكفيريين بقيادة ممتاز دغمش، زعيم تنظيم ما يسمى بـ«جيش الإسلام» الفلسطيني الذي كان يقوم بتهريب الإرهابيين من غزة إلى سيناء عبر الأنفاق، وفشل محاولات حماس في إقامة علاقات اقتصادية وعسكرية مع إسرائيل، مصر لم تتوقف عن إمداد قطاع غزة بالوقود والكهرباء والغذاء وفتح معبر رفح للعبور سواء للعلاج، أو للحج، أو للسفر.


وفي الفترة الأخيرة أصبحت حركة حماس في موقف صعب مع وجود التقنية العالية في المحادثات، وفي اللقاءات الأولى تم وضع عدة شروط، أهمها تسليم الإرهابيين المطلوبين، وتأمين الأنفاق، ثم حدث الاتفاق بين حركتي فتح وحماس بـ«رعاية المخابرات المصرية»، الذي ينص على تشكيل حكومة موحدة وبرلمان موحد من خلال إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، لكن المرحلة القادمة ستكون صعبة جدا وخاصة بعد أن اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنازل حركة حماس عن أسلحتها من أجل الجلوس مع الحكومة الفلسطينية، ومن وجهة نظري الشخصية، فإن النتائج لن تكون كما نرجو، ولكنها ستكون جيدة.


بعض المتربصين يتحدثون عن  وجود تناقض في موقف مصر من حركة حماس ففي الوقت الذي يتحدث فيه الإعلام عن وقوف حماس وراء العمليات الإرهابية بمصر يجلس رئيس المخابرات مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة.. كيف ترد؟  

الموقف الرسمي من حركة حماس يختلف تمامًا عن موقف الإعلام من الحركة.


ما طبيعة التعاون بين المخابرات المصرية ونظيرتها العالمية وعلى رأسها المخابرات الأمريكية؟

هناك اتفاقيات لتبادل المعلومات بين «المخابرات المصرية»، وبين دول كثيرة جدًا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التعاون لا يشمل المعلومات التي تتعلق بالأمن القومي المصري.


ما موقع المخابرات المصرية على خريطة المخابرات العالمية؟

المخابرات المصرية تحتل المرتبة الثالثة أو الرابعة عالميًا، وهي تأسست عام 1954 بالقانون رقم 100 لسنة 1954، وهذا الجهاز يتطور يومًا بعد يوم، ويستخدم أعلى وأحدث التقنيات العالمية.


كيف ترى دور المخابرات المصرية في الحرب على الإرهاب؟

هناك دور للمخابرات الحربية، ودور للمخابرات العامة في الحرب على الإرهاب؛ فالأولى تسيطر على الأرض والساحل وسيناء بالتعاون مع جهاز «الأمن الوطني»، أما الثانية، فتقوم بدور دولي من خلال كشف المخططات الخارجية التي تحاك ضد الدولة المصرية.


هل هناك دور للمخابرات المصرية في مناطق النزاع بسوريا والعراق وليبيا؟

المخابرات المصرية موجودة بكل قوة وبكل الصور في كل مناطق النزاع وخاصة مناطق النزاع في العالم العربي.


هل السينما والدراما المصرية استطاعت إبراز الدور الوطني الذي قامت به المخابرات المصرية عبر تاريخها؟

الدراما شىء، والحقيقة شىء آخر، الحقيقة تكون مجردة، لكن العمل الدرامي مختلف، فما يظهر على الشاشة ليس هو العمل المخابراتي الحقيقي كما هو حادث على أرض الواقع، والمسلسل الذي صور عن رفعت الجمال، وحمل اسم «رأفت الهجان»، يعد من أشهر الأعمال التي تحدثت عن المخابرات المصرية، وهناك علاقات أسرية بيني وبين أسرته.


هل هناك دور للمخابرات المصرية في الأزمة القطرية؟

لا توجد أزمة عربية أو إقليمية إلا وجهاز المخابرات المصرية موجود بها، فهو جهاز قوى وعالمي ولازم يكون موجودا في كل مكان.


كيف ترى العلاقة بين الموساد الإسرائيلي وجهاز المخابرات المصرية منذ حرب 1973؟

هناك علاقة وتبادل معلومات بين جهاز المخابرات المصري وبين الموساد الإسرائيلي كغيره من أجهزة المخابرات العالمية.


كيف ترى دور المخابرات في القضايا الوطنية الكبرى مثل حربي 1967 و1973 بالإضافة لثورتي 25 يناير و30 يونيو؟

منذ 1956 والمخابرات المصرية تعمل بشكل جيد جدًا، فـ«المخابرات العامة» يكون اتصالها المباشر مع الرئيس، أما المخابرات الحربية فيكون اتصالها المباشر مع القائد العام للقوات المسلحة، والمخابرات العامة تعطى المعلومات للرئيس مع وضع بعض الملاحظات، مثلما حدث مع الرئيس جمال عبد الناصر، عندما قامت المخابرات العامة بإعطائه معلومات دقيقة جدًا عن إسرائيل، لكن استخدام هذه المعلومات يخضع لوجهة نظر الرئيس في النهاية، وبالتالي المخابرات تقوم بدورها كما يجب أن يكون مع الرئيس.


من «25 يناير»، والفترة التالية لها، قامت المخابرات المصرية بكشف الكثير من المخططات ضد الدولة المصرية، منها علاقة أكثر من 15 جمعية بالولايات المتحدة الأمريكية وبـ«الكونجرس الأمريكي»، وما يتم التخطيط له في تركيا وسويسرا وإسرائيل، وبناء عليه توصلت المخابرات المصرية إلى نتيجة مهمة، وهي ضرورة أن تقف البلد وقفة واحدة.. وإلا «هنروح في ستين داهية».


هل دور المخابرات تأثر بفترة حكم الإخوان؟

عقيدة المخابرات المصرية وكل الأجهزة السيادية هي «مصر أولًا»، وبالتالي هي لا تمنح المعلومات الهامة والحساسة وخاصة التي تتعلق بالأمن القومي إلا للرئيس الأمين الذي تأتمنه وتثق به، فهي تمنحه كل المعلومات التي تجعله يقف على رجليه.