رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل «مثيرة» عن العالم السري لـ«الشواذ» في مصر

حفل مشروع ليلي
حفل مشروع ليلي


سيطرت حالة من الجدل على الرأي العام بعد الظهور العلنى لـ«عَلَم المثليين» المميز بألوان «قوس قزح»، فى إحدى حفلات الفرقة الغنائية «مشروع ليلى»، وسط غضب العديد من المواطين الذين اعتبروا هذا الأمر دعوة للفحشاء والفجور في المجتمع، فيما اعتبر «المثليون» أن هذا الأمر خطوة فى سبيل الإعلان عن أنفسهم، وانتصار  لفرض المثلية على المجتمع المصري.


لكن الجميع لا يعلم أن عالم المثليين غامض وسري؛ بل لا يدرك كثيرون أن هذا الأمر تحول إلى ظاهرة ينتمي لها العديد من الشباب الصغير في السن؛ ولأن هذا العالم مليء بالحكايات الغريبة، والمثيرة، التي تكشف تفاصيلها أسلوب حياة وتفكير هذه الفئة، اخترقت "النبأ" هذا العالم السري؛ لكشف أسراره المثيرة، وأشهر أماكن تجمع الشواذ.


حفل مشروع ليلى

تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة كشفت عن أن حفل "مشروع ليلى"، الذي تم في منطقة القاهرة الجديدة، كان من خلال تصريحات صادرة من نقابة الموسيقيين، لذلك وافق الأمن على إقامته، حيث كان يتم داخل أحد الفنادق الشهيرة بمنطقة التجمع الخامس، بشرق القاهرة.


وأوضحت التحريات أن المثليين استغلوا هذا الحفل؛ بسبب توجهات فرقة مشروع ليلى، وأنها تدعو للمثلية من أجل الإعلان عن أنفسهم، ولذلك حضروا إلى الحفل في تجمعات كبيرة، كان من بينهم أبناء بعض الأثرياء، وقاموا برفع أعلام المثليين أثناء الحفل؛ للإعلان عن أنفسهم؛ مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية حددت العديد منهم، حيث إن هناك 10 أشخاص تم القبض عليهم في قضايا فجور كانوا في الحفل، وهم من يقودون جروبات سرية للشواذ في مصر.


في ذات السياق كشف مصدر أمني، أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وجه بفحص ملفات كل من يثبت مشاركته في تنظيم الحفل وكل من دعا إلى ممارسة الشذوذ، جنائيًا وسياسيًا، سواء من خلال التحريات أو من خلال حالات الصحيفة الجنائية؛ لمعرفة الأعداد الحقيقية للمثليين في مصر، والدعاة لهم من أجل شن حملات موسعة للقبض عليهم.


ووفقًا للقوانين المصرية، فإنها تجرم ممارسة الشذوذ، باعتباره أحد أنواع الفجور، التي تصل عقوبة الإقدام عليه إلى الحبس 3 سنوات،؛ طبقا لنص المادة "9ج"، من القانون رقم 10، لسنة 1961، بخصوص مكافحة الدعارة، حيث تنص هذه المادة على: «معاقبة اعتياد ممارسة الفجـور، والدعارة بالسجن ثلاث سنوات، بالإضافة للغرامة، وتعني كلمة دعارة، جميع أنواع الجنس التجاري، أما كلمة فجور فنطاقها أوسع من ذلك بكثير، حيث تشمل الفحشاء بشكل عام، ويدخل تحت تعريفها أفعال الشواذ».


23 ألف شاذ

على الرغم من أنه ليس هناك إحصائيات رسمية صادرة من مؤسسات الدولة عن حجم الشواذ في مصر، ولكن الأبحاث التي أجراها الباحثون في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، كشفت عن الأعداد التقريبية لهم، حيث أكدت أن هناك أكثر من 23 ألف شاذ يعيشون داخل مصر، ويمارسون أفعالهم بمناطق مختلفة، أهمها بالقاهرة والجيزة، وتحديدا أحياء  القاهرة الجديدة، ومدينة نصر، وميدان لبنان، والهرم والعجوزة، مشيرة إلى أن هناك بعض الشواذ الذين يمارسون هذه الأفعال مقابل مبالغ مالية كبيرة، تتراوح ما بين 3 آلاف جنيه، إلى أكثر من 10 آلاف جنيه، بحسب المناطق والطبقات المتواجدة بها هذه النماذج.


كما كشفت الأبحاث عن أن الفئة المتوسطة هي أكثر الفئات التي تضم الشواذ، كما أن أغلب من يتم القبض عليهم يمارسون هذه الأفعال، من الفئات الثرية، وأن معظم الشواذ، تعرضوا إلى حوادث اعتداء فى الصغر؛ أدت بهم إلى دخول هذا العالم، بعد اعتيادهم ممارسة الشذوذ، ومن ثم بدءوا يتحولون إلى شواذ حقيقيين، لافتة إلى أن الكثيرين ممن يتم القبض عليهم يمارسون الشذوذ، ويتم عقابهم بالسجن، يعودون إلى ممارسة تلك الأفعال عقب خروجهم. وفجرت الأبحاث مفاجأة كبيرة عن أن هناك نسبة تصل إلى 43% من حالات الإصابة بالإيدز في مصر كانت بأسباب خاصة بممارسة الدعارة.

 

مصدر أمني بالإدارة العامة لمباحث الآداب، كشف أسرار عالم المثليين في مصر، مؤكدًا أن هناك عددًا كبيرًا من الشواذ جنسيًا يعيشون في مصر، وعلى الرغم من أن الإدارة العامة لمباحث الآداب تحاول القبض عليهم؛ إلا أنهم  يحاولون الاختباء من أجل الهروب من الشرطة، لافتًا إلى أنهم يحاولون الاستفادة من التطور التقني في الاتصالات في التواصل فيما بينهم.


جروبات وتطبيقات التواصل

وأضاف المصدر، أن هناك أماكن محددة ومعروفة يتواجد بها الشواذ، بالإضافة إلى أن هناك تواصلا بينهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد الـ"فيسبوك"، والذي ينشئون فيه جروبات سرية يتفقون من خلالها على المواعيد واللقاءات، كما أنهم يستخدمون مجموعات محدودة على برنامج "واتساب"، يتواصلون من خلالها، مع بعضهم.


وأوضح أنه خلال الفترة الأخيرة ومع إعلان بعض الدول عن عدم تجريم المثلية الجنسية والسماح بها، أصبح الشواذ أكثر جرأة وخرجوا من السرية إلى الانفتاح؛ بل لقد أنشأوا عدة صفحات على موقع التواصل الاجتامعي "فيسبوك"، مثل صفحة "رينبو إيجيبت"، والتي تدعم ظهور وتواجد المثليين علنًا، وتهاجم كل من يتعرض لهم، حيث دعت إلى حفل «مشروع ليلى»، وكانت أبرز الداعمين لها، مشيرًا إلى أن الأمر أصبح أكبر من ذلك من استخدامهم تطبيقات على الهواتف الذكية؛ للتعارف والتواصل فيما بينهم؛ مما يعطيهم حرية أكبر فى التواصل،  فهناك تطبيقات مخصصة للتواصل وإجراء المحادثات بين الشواذ، مثل "grind" و"blued" ، وهذا ما يدل على أن أعداد المثليين في مصر ارتفع كثيرًا خلال الفترة الماضية؛ مؤكدًا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل هناك مواقع عبر الإنترنت تتيح للشخص المثلي المطالبة بالزواج أو الارتباط سواء بالفتيات أو الرجال، بعد وضع المواصفات التي يريدها ومن ثم التعارف، وتنظيم حفلات الزواج لهم، على أن يكون هناك قائدون أو ما يسمون "الأب الروحي"، والذي يعقدون عقد القران بين المثليين في جروبات تتم بسرية كبيرة.


خريطة المثليين

المصدر ذاته كشف أنه رغم كل هذا التطور الذي دخل على عالم المثليين في مصر، إلا أن هناك العديد من الأماكن المعروفة لدى الأجهزة الأمنية والتي يشتهر فيها الشواذ، وتحاول قوات مباحث الآداب القبض عليهم منها، أبرزهم مناطق ميدان لبنان بالمهندسين، وشارع الهرم، والعجوزة وجامعة الدول العربية، حيث تواجد الملاهي الليلية فى تلك المناطق والكافيهات المعروفة بتواجد الشواذ بها والذين يحاولون اصطياد الشباب من أجل ممارسة الرذيلة معهم، أبرزها كافية شهير له عدة فروع في القاهرة، أما في القاهرة فهناك مناطق أخرى، مثل  "وسط عباس العقاد ومكرم عبيد بمدينة نصر، وشارع التسعين بالتجمع الخامس"، وهي الأماكن التي تم خلالها القبض على العديد من الشواذ، أبرزها محل متواجد بشارع الفلكي بحي بولاق يتزين من الخارج بألوان "قوس قزح"، الخاصة بالمثليين والذي يتم فيه بيع الأشياء الخاصة بهم على أساس أنها لمحبي موسيقى "الأندر جراند"، ومول شهير بمدينة نصر يعد من أكبر المولات في مصر، والذي يتواجد فيه الشواذ للتعرف على الأثرياء والعرب، وممارسة الرذيلة معهم مقابل مبالغ مالية معروفة.


وأشار إلى أن هناك بعض المناطق السياحية التي تضم شواذًا، خاصة شرم الشيخ، والتي بها قرى سياحية وملاهي ليلية يتواجد بها المثليون ويعلنون فيها البحث والتعارف على من يريد الصداقة معهم، أبرزهم "سمسم" أشهر راقص مصري في المدينة السياحية، والذي بدأ عمله في الملاهي الليلية والقرى السياحية التي تقدم الفقرات الفنية، حتى ذاع صيته وأصبح معروفا أنه شاذ جنسيا، حتى تمكن النقيب خالد شلبي وكيل قسم حماية الآداب بجنوب سيناء، من ضبطه أثناء تقديمه إحدى الفقرات، وتحريضه على الفجور مرتديا بدلة رقص، وبحوزته سي دي بداخله بعض الصور ومقاطع الفيديو المثيرة له، مشيرًا إلى أن حتى محافظات الصعيد لم تسلم من هذا الأمر، ففي الأقصر هناك منطقة تسمى "حوض الرمال"، أو "جزيرة الرذيلة" وهي جزيرة فى وسط البلد يتواجد بها عدد من المساكن والشقق السياحية والفاخرة، باهظة الثمن، ويكثر فيها السائحون الذين يحضرون لممارسة الشذوذ مع الشباب مقابل مبالغ مالية كبيرة.


حكايات المثليين في مصر

كل هذا الأمر ينفيه المثليون في مصر، مؤكدين أن ما يفعلونه صحيح ولابد على المجتمع تقبلهم، وهذا ما رصدناه في مع أحد المثليين الذي أجرت "النبأ"، حوارًا معه عبر الإنترنت، ويدعى "مازن.م"، والذي أكد أن بدايته بهذا العالم كانت بسبب اغتصاب أحد أصدقائه له داخل المدرسة الخاصة التي كان بها، لافتًا إلى أنه صديقه ظل يبتزه عدة مرات من أجل ممارسة الرذيلة معه حتى تحول إلى شاذ جنسيًا، ثم بدأ رحلة احترافه هذا الأمر من خلال الممارسة مع آخرين، في العديد من المناطق داخل القاهرة وخارجها، وذلك بعد أن كان يتواصل معهم عبر أحد المنتديات الإباحية، لافتًا إلى أن الأمر اختلف الآن مع التطور التكنولوجي، حيث أصبح يبحث عن الرجال الذين يريدون ممارسة الرذيلة معه عبر تطبيق "الهوز هير"، ثم يتفق معهم على الممارسة، ويذهب لهم ويفعل ذلك، ثم يعود لحياته الطبيعية كأنه لم يحدث شيء، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى الإعلان عن ميوله الجنسية ولكن رفض المجتمع له والملاحقات الأمنية منعه من ذلك.


فيما أضاف "حمودي" 28 سنة، وهو اسم شهرة، حيث رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي، أكد أنه منذ سن المراهقة ليس شابًا، خاصة أن ملامحه تتطابق مع الفتيات أكثر من الرجال، موضحًا أنه يشعر بالمتعة من نظرات الرجال له، ولذلك تعاطى بعض الأدوية التي ترفع من نسبة الأنوثة عن طريق الهرمونات، حتى تحول جسده إلى معالم أنثوية كاملة .


وأوضح أنه منذ 3 سنوات تزوج بصديقه من خلال عقد عرفي، وسافر للعيش معه في الإسماعيلية، ولكنه لم يشعر بالراحة فى الإسماعيلية، ولكن بعد فترة من الوقت بدأ يشعر بالملل، وتعرف على بعض الأصدقاء ومارس الجنس معهم، وهذا ما جعل صديقه يقرر الانفصال عنه، ومن ثم عاد إلى القاهرة، وإنشاء العديد من الحسابات عبر التطبيقات المختلفة التي تهتم بالمثليين ويعرض الصور الخاصة به، بعد أن تحول إلى أنثى في الشكل ولكن بعضو ذكوري، مشيرًا إلى أنه أصبح يمارس الجنس مع الرجال في الفنادق الشهيرة بالقاهرة مع الرجال والأثرياء العرب مقابل مبالغ مالية تتراوح من 5 إلى 10 آلاف جنيه في الليلة الواحدة، مشيرًا إلى أنه يحاول الالتزام بالسرية في علاقاته مع الرجال خوفا من القبض عليه من قوات الشرطة، مشيرًا إلى أنه يتمنى الإجهار بانتمائه وميوله الجنسية ولكنه يخاف من الملاحقات الأمنية.


وفجر "حمودي" مفاجأة، أن هناك حفلات زواج تتم للمثليين، يتم من خلالها  تحرير عقود الزواج لهم، والذي يحرر كعقد زواج عادي، مع الاختلاف فقط في كونه زواجا بين رجلين، مشيرًا إلى أن تفاصيل العنوان والأسماء مماثلة للعقد الرسمي، ثم بعد لك تتم دعوة الأصدقاء  لحفلة صاخبة تنظم للاحتفال بالعروسين، تقتصر عليهم، مشيرًا إلى أن هناك ما سمي بـ"الأب الروحي"، وهو ما يحاول تجنيد الشباب لممارسة الشذوذ، من خلال استقطابهم من الملاهي الليلية؛ ليجربوا الشذوذ ثم يبدأ بعد ذلك إقناعهم بأفكاره، حول متعة ممارسة الجنس مع رجل، والحصول على مميزات كبيرة عندما يتحول إلى شاذ، منها المبالغ المالية وضمان عدم الإنجاب، والسرية فى العلاقات.

 

وقالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث، في تصريح خاص لـ"النبأ"، إن الشذوذ يعد حالات غريبة على مجتمعنا لكنه ليس ظاهرة فالترويج لها من خلال الحفلات يجعل هذه الحالات منتشرة مثل "عبدة الشيطان"، مشيرة إلى أن الترويج له يُحدث نوعًا من الخلل في القيم والمبادئ والأفكار عند الشباب، إذن لزم الأمر أن نكون مقتنعين وفاهمين أن هناك توجيه ظواهر وأفكارا سلبية إلينا لهدم المجتمع وقيمه والهبوط بالشباب لأنهم طاقة إيجابية في المجتمع وذلك من أجل تحويلها إلى طاقة سلبية.

 

وتابعت: «يجب على كل مؤسسات الدولة أن تأخذ حذرها من هذه الأفكار والسموم التي يتم  بثها في عقول الشباب وأن يكون لها جبهة مضادة للرد على هذه الأفكار، مؤكدة على أن السلبية وعدم الرد تجعل هذه العملية تخترق لأصحاب العقائد الضعيفة الذين يعانون من فراغ فكري».


واستكملت: «هناك قوة خارجية تزكي على هذه الأفكار من أجل تفتيت المجتمع المصري مؤكدة على أن هذه القوة تستهدف الشباب بعد دراسة كاملة لهذه العملية، وبدأ تنفيذها من خلال اختراق الفئة الأضعف في المجتمع وفي الغالب يكون لهم جمهور في ظل فراغ فكري ويقنعونهم بهذه الأفكار من خلال ربطها بالتحرر، بالإضافة إلى وجود عدم رد تام من الجهات المعنية على هذه الأفكار والسموم التي تُبث في عقول الشباب، إذن في القوة الخارجية تجد مناخًا مهيئا لها في المجتمع لغرس أفكار وثقافات غريبة».


وأوضحت "فايد"، أن السكوت أو الصمت من قبل الجهات المعنية وعدم الرد تجاه هذه الأفكار الواردة هو الخطر، والخوف على المجتمع؛ فلا بد أن يكون الرد بالفكر والثقافة ويجب التحرك في سياق ثقافي من قبل الدولة. مضيفة أن المجتمع المصري يحتاج إلى مشروع ثقافي يُدعم من القيم المعنوية وثقافتنا المحلية وتراثنا، ويؤكد على أهمية القيم الروحية المنبثقة من الأديان السماوية المتحلية بالأخلاق والقيم، ثم الرد على هذه الأفكار والقيم الواردة وتحليلها وتفسيرها وتوضيحها للشباب لأنهم هم المستهدفون.


وألقت أستاذ علم النفس السياسي والاجتماعي المسئولية الكاملة على متخذ القرار في الدولة والمؤسسات المعنية "الثقافة والتعليم والإعلام والمؤسسة الدينية"؛ بسبب عدم الرد على هذه الأفكار والثقافة الغريبة الواردة وعدم حماية المجتمع من انتشارها والاعتقاد فيها، لافتة إلى أن التدين في مجتمعنا هو ظاهرة بمعنى أنه "مجرد طقوس وعبادات سطحية فقط"، لكن الفهم الصحيح لروح الدين غائب تمامًا عن فئات كثيرة مؤكدة على أن الدعاة الجدد وجدوا لأنفسهم مساحات في الزوايا والقنوات الفضائية وأنهم يلعبون بعقول الشباب ويوجهونهم كما يشاءون، فمنهم مأجورون ومنهم الجهلة إذن الساحة مفتوحة لهم، فلا توجد حماية للمجتمع من قبل المؤسسة الدينية أو باقي الجهات المعنية.

 

فيما أضاف الدكتور أحمد هلال أستاذ الطب النفسي، أن أسباب انتشار مثل تلك الحالات، أخلاقية ونفسية في الأساس؛ لأن الانحرافات المجتمعية سببها البعد عن الدين والتقرب من الثقافة الغربية وتقليدها بعد الانهبار بها، دون معرفة إذا كان هذا الأمر يتناسب مع قيم مجتمعنا أم أنه ليس له علاقة من الأساس، لافتُا إلى أن الانحرافات لابد أن يتم علاجها بطرق سليمة سواء في المدارس أو محاضرات اجتماعية أو عبر برامج يمكن من خلالها معالجة جميع الانحرافات الجنسية التي يتعرض لها الشباب.


الشذوذ حرام 

وأكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المثلية الجنسية من أخطر ما تجابهه الأديان السماوية؛ لأن الأديان السماوية كلها توافقت على حفظ النسل والتكاثر، وجريمة الشذوذ موجهة مباشرة ضد هذه المصلحة الدينية، التي أوجب الله حمايتها في كل أديان السماء، مشيراً إلى أن الشاذ شخص أناني وغير سوي، ولا يسير في الاتجاه الصحيح، إذ يبحث عن شهواته ثم ينتهي الأمر به عند هذا الحد، ومثل هذا المستوى من التفكير تنزهت عنه الحيوانات أنفسها.


وأوضح أن جهر المثليين بالفسق وإعلانهم، جريمة مزدوجة في إشاعة الفُحش، حيث تعتبر إفسادا في الأرض، ونشرا للفاحشة والفجور في المجتع ما يؤدي لإفساده، لقول الله تعالي: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، مشيرًا إلى أنهم نفايات قذرة، لا يجوز أن يكون لها وجود على الأرض، بعد جريمتهم النكراء التي تستوجب أن يستأصل مرتكبوها من المجتمع».