رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ليلة الخميس!

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


خدوا السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخلولى الخميس، زمان فى مصر المحروسة، وعلى أيامنا الناعمة، كانت ليلة الخميس ليلة السعادة الزوجية، ليلة الزفر والسهر والرفث.. حتى مطلع الفجر.

المصرى تخزق له عين ولا تنكد عليه ليلة الخميس، وما أدراك ما ليلة الخميس، ليلة العرس المتجدد، وكم من أشعار نُظمت فى فضائل ليلة الخميس، وتغنى بها الشعبيون، وكم من نكات سُكبت فى لذة يوم الخميس، فيه ناس طيبة تتأهب لليلة الخميس من العصر، ليلة مباركة، وينصرفون عادة وباكراً من المقاهى على أمل الفوز بليلة من ليالى الأنس والفرفشة وضحكة من القلب مقهقهة.

مثلنا يترحم على ليلة الخميس، ليلة السهر مع صوت أم كلثوم تشدو بروائعها، وحبيبى يسعد أوقاته، وهلت ليالى القمر، وأفضل أعد الليالى وأقول وصالك قريب، وبات أصور فى حالى لما ألاقى الحبيب، كانت ليلة تدور فيها كؤوس السعادة على المغرمين، والناس المغرمين ميعملوش كده!.

ربنا يجازى اللى كان السبب، بتنا نخشى ليلة الخميس، الخميس يأتى يتأبط شراً، الخميس الموعد المضروب لتحريك الأسعار، وفيه ينشط التجار، وتتحالف قوى الشر لخطف روح ليلة الخميس، إلهى ينكد عليكم يا بُعدا، ما هى الحكمة فى اهتبال ليلة الخميس واستحلالها فى رفع الأسعار؟..

فى ظل النقص الحادث فى وسائل تنظيم الأسرة، رفع الأسعار أصبح وسيلة ناجعة لترشيد النسل، سد نفس الناس ليلة الخميس حتى لا يخلوا إلى أزواجهم فى المضاجع، الناس أصبحت تتحسب من ليلة الخميس، يأتى عليها الخميس وهى تضرب أخماساً فى أسداس، ماذا تخبئ لها حكومة الآلام المبرحة من قرارات؟..

حكومة شريف باشا تتحين ليلة الخميس لتحيلها إلى نكد، والحكمة السائدة تقول إن تحريك الأسعار ليلة الخميس لا يخلّف أثراً، يعقبه يومان إجازة تكون الناس استوعبت الزيادة، وفشّت خِلقها فى بعضها، واستهلكت طاقتها الحركية فى الحكى والدردشة والشكاية والمظلومية، وفسفست وغردت وبعد أن ينفد مخزون الغضب، وتتجسد قلة الحيلة، ويصبح الأمر قضاء، تعود لأشغالها كمن تجرع منقوع الصّرم أو شارب نسكافيه باللبن بعد سهاد، عينه مفنجلة وهو غائب تماماً عن الوعى، يضحك مذبوحاً من الألم.

سبب إضافى لنقمة الناس على الحكومة هو نكد ليلة الخميس، ورغم أنها حكومة شعبوية، ووزراؤها ذاقوا حلاوة ليلة الخميس، إلا أنهم تخلوا عن مسؤولياتهم فى توفير أسباب السعادة الزوجية بافتكاس أسباب إضافية للنكد ليلة الخميس، إضافة إلى الخناقات الزوجية بسبب الأحوال المعيشية.

حبكت ليلة الخميس، الليلة يا عمدة، يا شريف باشا خد كل الأسبوع حصرى، وسيب لنا ليلة الخميس، خدوا الأسبوع كله وخلولى الخميس، لم يتبق لنا سوى ليلة الخميس، باسم المعذبين فى الأرض اتركوا لهم ليلة الخميس، بلاش نكد أرجوكم ليلة الخميس، ولو شئتم زيادة الأسعار فليكن ليلة الاثنين، إجازة الحلاقين، برداً وسلاماً.

«ما بى مرض غير ليلة خميس.. والخاطر تعيس.. فاقد أحبابه وأصحابه والتريس.. ما بى مرض غير صابر وكامى.. ورقت عزامى.. على ولف من أولاف الميامى.. ما بى مرض غير ليلة طويلة، وفاقد الحيلة.. أولها نكد وآخرها رقدة دليلة».. (من صفحة الشعر الليبى).خدوا السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخلولى الخميس، زمان فى مصر المحروسة، وعلى أيامنا الناعمة، كانت ليلة الخميس ليلة السعادة الزوجية، ليلة الزفر والسهر والرفث.. حتى مطلع الفجر.

المصرى تخزق له عين ولا تنكد عليه ليلة الخميس، وما أدراك ما ليلة الخميس، ليلة العرس المتجدد، وكم من أشعار نُظمت فى فضائل ليلة الخميس، وتغنى بها الشعبيون، وكم من نكات سُكبت فى لذة يوم الخميس، فيه ناس طيبة تتأهب لليلة الخميس من العصر، ليلة مباركة، وينصرفون عادة وباكراً من المقاهى على أمل الفوز بليلة من ليالى الأنس والفرفشة وضحكة من القلب مقهقهة.

مثلنا يترحم على ليلة الخميس، ليلة السهر مع صوت أم كلثوم تشدو بروائعها، وحبيبى يسعد أوقاته، وهلت ليالى القمر، وأفضل أعد الليالى وأقول وصالك قريب، وبات أصور فى حالى لما ألاقى الحبيب، كانت ليلة تدور فيها كؤوس السعادة على المغرمين، والناس المغرمين ميعملوش كده!.

ربنا يجازى اللى كان السبب، بتنا نخشى ليلة الخميس، الخميس يأتى يتأبط شراً، الخميس الموعد المضروب لتحريك الأسعار، وفيه ينشط التجار، وتتحالف قوى الشر لخطف روح ليلة الخميس، إلهى ينكد عليكم يا بُعدا، ما هى الحكمة فى اهتبال ليلة الخميس واستحلالها فى رفع الأسعار؟..

فى ظل النقص الحادث فى وسائل تنظيم الأسرة، رفع الأسعار أصبح وسيلة ناجعة لترشيد النسل، سد نفس الناس ليلة الخميس حتى لا يخلوا إلى أزواجهم فى المضاجع، الناس أصبحت تتحسب من ليلة الخميس، يأتى عليها الخميس وهى تضرب أخماساً فى أسداس، ماذا تخبئ لها حكومة الآلام المبرحة من قرارات؟..

حكومة شريف باشا تتحين ليلة الخميس لتحيلها إلى نكد، والحكمة السائدة تقول إن تحريك الأسعار ليلة الخميس لا يخلّف أثراً، يعقبه يومان إجازة تكون الناس استوعبت الزيادة، وفشّت خِلقها فى بعضها، واستهلكت طاقتها الحركية فى الحكى والدردشة والشكاية والمظلومية، وفسفست وغردت وبعد أن ينفد مخزون الغضب، وتتجسد قلة الحيلة، ويصبح الأمر قضاء، تعود لأشغالها كمن تجرع منقوع الصّرم أو شارب نسكافيه باللبن بعد سهاد، عينه مفنجلة وهو غائب تماماً عن الوعى، يضحك مذبوحاً من الألم.

سبب إضافى لنقمة الناس على الحكومة هو نكد ليلة الخميس، ورغم أنها حكومة شعبوية، ووزراؤها ذاقوا حلاوة ليلة الخميس، إلا أنهم تخلوا عن مسؤولياتهم فى توفير أسباب السعادة الزوجية بافتكاس أسباب إضافية للنكد ليلة الخميس، إضافة إلى الخناقات الزوجية بسبب الأحوال المعيشية.

حبكت ليلة الخميس، الليلة يا عمدة، يا شريف باشا خد كل الأسبوع حصرى، وسيب لنا ليلة الخميس، خدوا الأسبوع كله وخلولى الخميس، لم يتبق لنا سوى ليلة الخميس، باسم المعذبين فى الأرض اتركوا لهم ليلة الخميس، بلاش نكد أرجوكم ليلة الخميس، ولو شئتم زيادة الأسعار فليكن ليلة الاثنين، إجازة الحلاقين، برداً وسلاماً.

«ما بى مرض غير ليلة خميس.. والخاطر تعيس.. فاقد أحبابه وأصحابه والتريس.. ما بى مرض غير صابر وكامى.. ورقت عزامى.. على ولف من أولاف الميامى.. ما بى مرض غير ليلة طويلة، وفاقد الحيلة.. أولها نكد وآخرها رقدة دليلة».. (من صفحة الشعر الليبى).