رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«نيويورك تايمز»: هل لدى الأكراد فرصة لتحقيق حلم الاستقلال؟

كردية - أرشيفية
كردية - أرشيفية


طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تساؤلًا عن مدى إمكانية تحقيق أكراد العراق حلم الانفصال الذي يراودهم، بعد تمكنهم من إجراء استفتاء أبدوا خلاله رغبتهم في الانفصال، ووسط عدم اعتراف من جميع دول المنطقة ‏الأكثر اضطرابا في العالم.

‎وتساءلت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، هل بإمكان دولة بدائية غير ساحلية بناء مسار قابل للحياة من أجل نيل الاستقلال؟‎.


‎ولفتت إلى أنه في ظل اضطرابات في الاقتصاد وندرة في المؤسسات الديمقراطية، كانت آفاق "كردستان العراق" ضعيفة بالفعل، إذ تتركز آمالها على احتياطاتها النفطية والدعم الأمريكي لها، لكن مع تهديد تركيا بقطع خط أنابيب النفط وتدهور علاقات الإقليم مع الولايات ‏المتحدة بعد أن رفض الأكراد مناشدات واشنطن بإلغاء الاستفتاء، فقد الإقليم الآمال التي كان يرتكز عليها‎

.‎
‎وأضافت الصحيفة "بدلا من التفاوض ومن ثم التماس الاعتراف الدولي - كما طلبت الولايات المتحدة وغيرها - أقدم الأكراد على إجراء الاستفتاء"، مشيرة إلى أنه بالرغم من كون الاستفتاء مرضيا لعاطفة الأكراد، إلا أنه قد يمثل انتكاسة لطموحاتهم الوطنية‎.‎


ورصدت الصحيفة رفض الحكومة العراقية نتائج الاستفتاء ومطالبتها ‏بإلغاء نتائجه التي تشير إلى الموافقة على الاستقلال بنسبة 93%، وتحرك بغداد من أجل وضع منطقة كردستان في عزلة‎.‎


‎ونوهت الصحيفة إلى أن وضع كردستان العراق يبدو الأسوأ، مقارنة بآخر الدول الحاصلة على الاستقلال؛ جنوب السودان، والتي ‏نالت استقلالها عام 2011 باعتراف دولي وبدعم أمريكي، بيد أن كردستان العراق يواجه منفردا خطرا تمثله دول الجوار‎ (تركيا وإيران) اللتان رفضتا نتائج الاستفتاء، في الوقت الذي أبدت فيه العراق مخاوفها من إمكانية فقدها ل‏ثلث مساحة أراضيها وكذلك احتياطيات النفط والغاز الطبيعي.


وتقوم تركيا والعراق بمناورات عسكرية على حدود العراق بالقرب من كردستان، وهددت تركيا بإغلاق معبرها الحدودي مع إقليم كردستان، الذي يعتمد على السلع المستوردة والمواد الغذائية القادمة من تركيا، وكذلك من إيران، ولكن بدرجة أقل.

 
وتعاني المنطقة من ضعف اقتصادي، حيث يربح الإقليم نحو 8 مليارات دولار سنويا من النفط الذي يتم شحنه من خلال تركيا عبر خط أنابيب تهدد أنقرة الآن بإغلاقه.


وقال خبراء إقليميون إن إيقاف تشغيل خط الأنابيب سيكلف تركيا أيضا، التي تكسب ما بين 500 مليون دولار ومليار دولار سنويا، إلا أن الأتراك يمكن أن يستوعبوا إغلاق خط الأنابيب بسهولة أكبر من الأكراد.


ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه حتى مع تدفق خط أنابيب الغاز، فإن الاقتصاد الكردستاني في حالة مأساوية، إذ انخفضت عائدات النفط على خلفية انخفاض سعر النفط في جميع أنحاء العالم، مما حرم الحكومة من مصدر دخلها الرئيسي، ويقول محللون إن الحكومة الكردية تبلغ ديونها 20 مليار دولار، ولم تتمكن من دفع سوى 40% فقط من رواتب موظفيها.


وعلاوة على ذلك، يأتي أكثر من نصف إيرادات النفط الكردية من حقول نفط كركوك، وهي مدينة تقع في قلب المواجهة مع بغداد، حيث استولت القوات الكردية على المدينة المتعددة الأعراق بعد فرار القوات العراقية منها إثر هجوم لتنظيم داعش في عام 2014.