رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد أبو ليلة: المساواة بين الجنسين تحول المرأة لـ«عاهرة» وتفتح باب «الزنا والشذوذ».. حوار

الدكتور محمد أبو
الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الشريعة الإسلامية


قال الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الشريعة الإسلامية بـ«اللغة الإنجليزية» في جامعة الأزهر الشريف، إن المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة سيحول المرأة إلى «عاهرة»، ويفتح باب الزنا والشذوذ الجنسي، مشيرًا إلى أن الإسلام ليس شأنا داخليا، ولكنه أمر يهم كل المسلمين في العالم.


وأضاف «أبو ليلة»، أنه لا علاقة للإسلام بما يحدث للمرأة في الصعيد من حرمان من الميراث، مشددًا على أن زواج المسلمة من غير المسلم، والمساواة بين الذكر والأنثى في الميراث، وتعدد الأزواج للمرأة، لا يجوز شرعًا بنص القرآن، وإلى نص الحوار:


تعليقك على رفض تونس لموقف الأزهر المناهض لدعوة السبسي بشأن المساواة بين الرجل والمرأة؟

الإسلام ليس شأنًا داخليًا، إنما هو شأن عام يمس المسلمين جميعا كشأن القدس مثلا، الضرب في جذور القرآن وضرب الإسلام وتشويه صورته ليس شأنا داخليا، لأنه يعمل على تفتيت الأمة، كان سيكون شأنا داخليا لو كان أمرا يتعلق بإصدار قوانين لا تتعلق بالشريعة، وما يقوم به الرئيس التونسي هو إحياء لما قام به الرئيس التونسي الأسبق بورقيبة قديما وثار ضده العلماء في تونس وفي مصر، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة يترتب عليها عدة مصائب منها إباحة الشذوذ الجنسي بين الجنسين، وقبل المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة يجب تطبيق هذه المساواة بين طبقات الشعب وفئاته أولا.


المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث من أهم مطالب العلمانيين.. كيف ترى ذلك من الناحية الشرعية؟

آيات الميراث في القرآن واضحة ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، يقول تعالى في سورة النساء: «فللذكر مثل حظ الأنثيين»، وليس في كل الأحوال يحصل فيها الرجل على ضعف المرأة، فهناك حالات تحصل فيها الأنثى على أكثر من الذكر، وقد أحصى العلماء أكثر من 32 حالة تحصل فيها الأنثى على أكثر من الذكر، كما في قوله تعالى: «فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك، وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد»، وهناك حالات يحصل فيها الذكر والأنثى على نصيب متساو في الميراث، وبالتالي موضوع الميراث محسوم بنص القرآن.


لكن المرأة الآن خرجت للعمل وتشارك الرجل في أعباء الأسرة؟

كلام الله ثابت، والابن ملزم بتطبيق شرع الله بالإنفاق على الأسرة سواء شاركت المرأة أو لم تشارك، وسواء كانت المرأة تعمل أو لا تعمل، فإذا قصر المسلم في هذه المسألة فحسابه على الله، ولكن لا يجوز إبطال قاعدة شرعية أو آية قرآنية في كتاب الله.


هل ما يحدث مع المرأة في الصعيد من تهميش وظلم من الإسلام؟

ما يحدث مع المرأة في الصعيد لا علاقة له بالإسلام، وهنا يأتي دور الحاكم، من خلال إصدار قانون أو تشريع لمحاسبة من يأخذ ميراث أخته.


وماذا عن قضية زواج المسلمة من غير المسلم؟

هذه القضية محسومة بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى في سورة البقرة "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"، ويقول تعالى في سورة الممتحنة "يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار، لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"، ولم يحدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوجت مسلمة من غير مسلم، وهذا صار إجماعًا بين الأمة.


لماذا حرم الإسلام زواج المسلمة من غير المسلم وأباح زواج المسلم من غير المسلمة؟

لأن غير المسلم لا يؤمن بالإسلام ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يؤمن بالقرآن الكريم، والمرأة المسلمة تؤمن بالمسيحية واليهودية، وتؤمن بأن عيسى رسول الله وأن موسى رسول الله، كما أن الأولاد سيكونون على دين الأب وليس على دين الأم، وفي كل الأحوال يجوز أن تتزوج المسلمة من غير المسلم إذا دخل في الإسلام.


لماذا أباح الإسلام تعدد الزوجات للرجل ولم يبحه للمرأة؟

تعدد الزوجات للرجل ليس في المطلق، الإسلام أباح للرجل الزواج بأكثر من واحدة في حالات محددة منها، أن يكون عدد النساء أكثر من عدد الرجال بما يخاف معها على سلامة المجتمع، وفي حالة مرض المرأة مرضا لا يرجى منه شفاء، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على تلبية حقوق الزوج، وفي حالة عدم الإنجاب، حيث إنه من حق الرجل الزواج بأخرى من أجل الإنجاب، في كل هذه الحالات اشترط الإسلام العدل بين الزوجات.


لكن الكثير من المسلمين يتزوجون أكثر من واحدة بدون هذه الأسباب ويقولون هذا شرع الله؟

ما نراه في بلادنا من زواج عرفي وغيره لا دخل للإسلام به، وهو نوع من الهمجية الأخلاقية التي لا يقرها الإسلام ويرفضها تماما.


لماذا لا تتزوج المرأة أكثر من رجل؟

إذا تزوجت المرأة بأكثر من رجل ستتحول من زوجة إلى عاهرة، وهذا ضد مكانة المرأة وضد كرامتها، بالإضافة إلى أن زواج المرأة بأكثر من رجل سيؤدي إلى اختلاط الأنساب وانتشار الأمراض الجنسية كالإيدز، وفي إحدى المؤتمرات في الغرب سألت فتاة: هل أنت عاشرتي رجال؟ قالت: أكثر من مرة حتى أصبت بالأمراض، قلت لها: الإسلام يعطى تطعيمًا من البداية، ويحصن الفرج، ويحصن المجتمع، ويحصن العقل.


ماذا عن القوامة ولماذا جعل الإسلام القوامة للرجل فقط؟

الله سبحانه وتعالى علل هذه القوامة بقوله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، وهنا إنفاق الرجل مرتبط بشدة بقوامته ونصيبه في الميراث، وهي قوامة مادية وليست قوامة روحية أو أخلاقية، لكن هذه القوامة ليست استبدادا كما نلاحظها في مجتمعاتنا، في مجتمعاتنا الإسلامية هناك رجال مستبدون وظالمون لا تجوز لهم القوامة، رجال شاذون لا يحترمون المرأة ولا يحترمون حقوقها، المرأة على يد هؤلاء تتعرض للضرب والإهانة والتحقير والتقليل من شأنها، وكل ذلك ضد أخلاق الإسلام، وصنيعة المجتمع المتخلف البعيد عن الدين.


لماذا جعل الإسلام العصمة والطلاق في يد الرجل فقط؟

بعض الفقهاء قالوا إنه من حق المرأة أن تطلب من القاضي أن تكون العصمة في يدها، وأنا أميل إلى هذا الرأي، بسبب ارتفاع نسبة الطلاق، ووجود رجال يستعبدون النساء، كما أقترح أن تكون العصمة مشتركة بين الطرفين، من أجل التقليل من المشكلات الأسرية والقضائية، وما يحدث من مآسٍ في هذا المجال لا يتحملها الإسلام.


لماذا جعل الإسلام شهادة الرجل بشهادة امرأتين؟

هذا لا يعني أن الرجل أفضل عقلا من المرأة، والدليل أن غالبية الشهود الزور في المحاكم من الرجال، والإسلام يراعي ظروف المرأة في ذلك، فمثلا المرأة مشغولة أكثر من الرجل، وهناك حالات لا تصلح فيها المرأة للشهادة مثل القتل، كما أن المرأة لها خصوصية وظروف خاصة مثل الحيض والنفاث والرضاعة وغيرها.


وماذا عن الدية والقول بأن دية الرجل ضعف دية المرأة؟

دية المرأة تساوي دية الرجل.


ما السبب وراء رفض الإسلام الاختلاط بين الجنسين كما يحدث في الغرب؟

ثبت أن الاختلاط يأتي بفساد مبين، ففي المجتمعات الغربية موضوع الجنس أصبح شائعا في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة بسبب الاختلاط بين الجنسين في هذه المراحل، وبالتالي الاختلاط مسألة أخلاقية، لكن الاختلاط بين الكبار مثل أساتذة الجامعات مثلا لا غبار عليه في ظل وجود أماكن مفتوحة، لكن الاختلاط له مساوئ كثيرة يعلمها أهل التربية والتعليم.


لماذا لا يجوز سفر المسلمة بدون محرم؟

تسافر براحتها، هذا موضع اختلاف بين العلماء، فيجوز للبنت المسلمة التي في محافظة سوهاج مثلا أن تلتحق بالجامعة في أي محافظة أخرى، لتحصيل العلم ولظروف اضطرارية، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، فما دامت البنت أصبحت تأمن على نفسها وتعيش في مجتمع مفتوح، يجوز لها السفر والإقامة في أي مكان بدون وجود محرم.


لماذا يتم نسب الأولاد إلى الأب وليس إلى الأم؟

القرآن الكريم حسم هذه المسألة فقال تعالى "ادعوهم لآبائهم"، وبالتالي نسب الولد لأبيه تكريم من الله للإنسان، لحماية اسم العائلة، كما أن نسب الولد لأمه يحول المرأة إلى مجرد ماعون، ويفتح الباب واسعا على الزنا، كما يحدث في الغرب.


لماذا حرم الإسلام على المرأة الإمامة الكبرى أو رئاسة الدولة كما يقول البعض؟

هذا غير حقيقي، يجوز للمرأة أن تتولى رئاسة الدولة، أو رئاسة الحي، أو رئاسة الجامعة، إذا توافرت فيها الشروط المعروفة مثل القدرة وإقامة العدل وقوة الحق، فالقدرة والكفاءة والعدالة هي أساس الاختيار بين الرجل والمرأة في العمل العام والمناصب العليا في الدولة، كما يحدث في الدول الديمقراطية، فنحن مثلا لم نر وصول امرأة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية طوال تاريخها،  وفي سورة النمل وردت قصة بلقيس وسليمان، وقد صور الإسلام بلقيس تصويرا عظيما، ووصفها بالتعبير المعاصر بأنها كانت ديمقراطية تستشير حاشيتها في كل شيء، وكانت حاكمة عادلة وحكيمة، لكن في النهاية رعاية الأسرة من أهم مهام المرأة.


ما السبب وراء تحركات من يريدون المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة؟

هم يريدون تفتيت الأمة، وتدمير الأسرة، والخروج عن قواعد الدين الواضحة، وتحويل القرآن الكريم إلى مجرد كلام يقرأ في المساجد والمآتم ومناقشات العلماء، هم يحاولون «زحزحة» الأديان كلها، هم يريدون أي ثغرة لضرب الإسلام، يريدون غربنة الشرق.