رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

زيارات الرئيس الإفريقية لدعم الدور المصري

مصطفى أبو زيد- أرشيفية
مصطفى أبو زيد- أرشيفية


مصر جزء لا يتجزأ من القارة السمراء، ومن يعى ويعلم تاريخيًا، إن مصر كانت لها اليد الطولى فى القارة الإفريقية من خلال احتضان كافة الدول من دعم حركات التحرر والاستقلال، فكانت القاهرة منبر الحرية، والنور الذى يضئ لكافة الدول الإفريقية الطريق فى نيل حريتهم واستقلالهم عن الاستعمار الذى كان ينهب خيرات وثروات الدول الإفريقية.

وهنا فى تلك الفترة أبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت مصر هى قائدة القارة الإفريقية بأسرها نظرًا للعلاقات القوية والمتينة التي كانت مصر تحافظ عليها مع باقى دول القارة من خلال إمدادهم كافة أنواع الدعم اللوجيستى والعلمى،  ولكن بدأت تلك القيادة فى التراجع فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وذلك؛ لانشغال مصر فى ذلك الوقت فى حربها مع إسرائيل، وما تلا ذلك بعد حرب أكتوبر المجيدة، وتوجهت مصر نحو التنمية والاستثمار والبناء بعد أن أنهكتها الحروب، واستنزاف الكثير من موارد الدولة الذى كان موجه للمجهود الحربى على حساب باقى قطاعات الدولة وهو ماجعل مصر تتراجع قليلًا على الإهتمام بمتابعة دورها القيادى مع الدول الإفريقية.

ولكن التراجع الحقيقى وبشكل واسع حدث فى حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حيث كان الاهتمام الأكبر هو تقوية العلاقات مع الدول الكبرى، اقتصاديًا وصناعيًا، وذلك للمصالح السياسية والتى كان يعتمدعليها فى عمليات استيراد المنتجات والسلع، وذلك مع مستحدثات تغير الأنماط الاستهلاكية للشعب المصرى مع التطور الهائل فى التكنولوجيا فى العقود الماضية على حساب الاهتمام بمتابعة تقوية العلاقات مع الدول الإفريقية حتى لا يتضاءل الدور المصرى الريادى فى تلك الدول ولهذا التراجع كان له أثاره الجلية بعد أحداث 25 يناير وماتلاها خلال السنة التى تولى فيها جماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر من أعمال عنف فى البلاد، وانشغال مصر وانحسارها داخليًا جعلت بعض الدول الإفريقية تقدم على القيام ببعض التحركات التى من شأنها الإضرار بحقوق مصر التاريخية فى ملف المياه، والذى يعد من مقتضيات الأمن القومى المصرى.

حيث قامت بعض الدول بإنشاء سدود تضر بحصة مصر من المياه فى نهر النيل الذى يعد الشريان الأساسى للقارة الإفريقية بأكملها ومن هنا بدأ شكل أخر فى العلاقات بين مصر وباقى الدول الإفريقية،  وعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد فى ظروف عصيبة من عمر الوطن كان يعلم أنه لابد من رجوع مصر لدورها الريادى والقيادى فى القارة الإفريقية ولذلك يقوم الرئيس السيسى بمجهود كبير فى تكثيف الزيارات الإفريقية لتدعيم وتقوية العلاقات التى تدهورت فى الفترة الأخيرة.

ففى خلال السنوات الثلاث الماضية، قام الرئيس بالعديد من الجولات فى العديد من الدول من بينها أثيويبا وإرتيريا والصومال وجيبوتى والودان وجنوب السودان، كما قامت مصر باستقبال العديد من رؤساء الدول الإفريقية من خلال التطلع للتعاون الاقتصادى والصناعى بين مصر والدول الإفريقية،  وكانت تلك التحركات لها أكبر الأثر فى رجوع مصر لعضوية الاتحاد الإفريقى بعد تعليق عضويتها، وكذلك ظهرت ثمار عودة العلاقات مع الدول الإفريقية فى دعم تمثيل مصر فى مجلس الأمن بعضوية غير دائمة وعضوية مصر فى مجلس الأمن والسلم الإفريقى ورئاسة مصر للجنة تغير المناخ فى الإتحاد الإفريقى.

كما دعمت الدول الإفريقية ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب كممثلة للقارة الإفريقية لرئاسة منظمة اليونسيكو كما تعمل مصر من خلال رسم ملامح جديدة فى السياسة الخارجية مع الدول الإفريقية، والتى تهدف الى كسب الجميع بما يحقق مصالح مصر المشتركة مع تلك الدول  ولهذا نجد الرئيس لا يدخر الوقت والمجهود فى سبيل بناء علاقات قوية ومتينة من أجل تحقيق المصالح المصرية، والتى تحافظ على استمرار الدور المصرى الفاعل فى جميع الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال التعاون فى مجالات التنمية الإقتصادية والتعليمية والمساعدات الطبية والغذائية ولهذا تعد تلك الزيارات المكوكية للرئيس السيسى إنجازًا كبيرًا فى تدعيم العلاقات المصرية الإفريقية.