رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تغريدة أبوالفتوح المفخخة!

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


وقال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: إن «التصفية الجسدية للشباب المختفين قسرياً أو أثناء القبض عليهم بحجة حدوث اشتباكات، يخدم الإرهاب ويعرض الوطن لمزيد من الخسائر».

هذه ليست تغريدة ولكنها عريضة اتهام من قبل أبوالفتوح، لا يمكن تمريرها بأية حال، فإما أبوالفتوح جاد فى اتهاماته وعليه أن يتقدم إلى النائب العام بالمعلومات التى بنى عليها تغريدته التى نقلها عنه موقع CNN عربى، أو يضطلع النائب العام بتحقيق فيما غرّد به أبوالفتوح من اتهامات خطيرة.

التغريدة المفخخة رائجة فى مواقع ومحطات عالمية، وأبوالفتوح يسوق اتهامين خطيرين يستلزمان توقفاً وتبيناً، الأول الاختفاء القسرى، والثانى التصفية الجسدية، وهذه اتهامات خطيرة، وتبعاتها أخطر، ما يخدم الإرهاب فعلاً شيوع مثل هذه التهم دون أدلة يقينية، ودون تحقيقات تميط اللثام عن فحوى التغريدة المفخخة المتداولة إخوانياً.

خطورة الاتهامات أنها صدرت عن رئيس حزب «مصر القوية»، لم تصدر عن مغرد عادى، أو ناشط متفلت، بل عن شخصية عامة ومسؤول عن تغريداته، فصاحب الاتهام مرشح رئاسى سابق ومرشح محتمل، ورئيس حزب شرعى، والاتهام على حسابه الشخصى، ويعرف تماماً خطورة الاتهامات التى يوجهها إلى أجهزة الأمن، وأنها ليست من قبيل المكايدة السياسية.

يقينا لو صدرت من شاب إخوانجى طائش متهور ما توقفنا أمامها، مثل هذه الاتهامات مطلقة السراح وسارحة فى الفضاء الإلكترونى الإخوانى كنوع من الحرب النفسية ضد الأجهزة الأمنية فى قلب معركتها الضارية ضد الإرهاب، هذه المرة الاتهام ليس عياراً طائشاً، تغريدة بمقام بلاغ إلى النائب العام يحمل اتهاما!.

لن أتطوع بتفنيد التغريدة، وبيانات الداخلية تشى بالكثير، وحالات محددة ممن قيل باختفائهم قسرياً إما ظهروا فى أرض الدواعش، أو قبض عليهم فى حوادث إرهابية بعد طول اختفاء فى جحور جماعة الإخوان، ولكن ترك مثل هذه الاتهامات تسعى كالحيات الرقطاء على الحوائط الإلكترونية خطير، ويكلف كثيراً، ويتحول بعدم الرد إلى حقائق، وستتضمنها تقارير مواقع حقوق الإخوان لاحقاً، وسيذكر فى التقارير إياها اسم أبوالفتوح تدليلاً وحجة على هذه الاتهامات التى يجب أن يحققها النائب العام ويقام عليها دليل من أبوالفتوح.

أعتقد أن أبوالفتوح ملزم سياسياً باعتباره شخصية عامة أمام الرأى العام بإيراد المعلومات والتقارير التى استند إليها فى سوق هذه الاتهامات، هل لديه معلومات غير إخوانية موثقة رقمياً ومعلوماتياً، كشف بأسماء المختفين قسرياً وظروف الاختفاء، وهل استوثق من اختفائهم قسرياً؟!.

والتصفية الجسدية هذه اتهام مخيف. معلوم التصفية الجسدية فعليا يقوم بها الدواعش الذين أطلقهم الإخوان تحت مسميات متنوعة، وشاهدنا طرفاً منها بالصوت والصورة فى فيديو البدرشين أخيراً، ويقيناً شاهده. مَن الذى يصفى مَن؟ لماذا لم يعرج أبوالفتوح على التصفيات الجسدية لرجال الجيش والشرطة، هل لديه ما يوثق اتهاماته للأجهزة الأمنية بالتصفية الجسدية؟!.

لن أعتبر هذه التغريدة طق حنك أو كلام ساكت اعتباراً لمكانة صاحبها، هى عريضة اتهام من شخص مسؤول تماما عن تغريداته، وعليه يجب تحقيق ما جاء فى هذه التغريدة عدلياً لأنه خطير ويخدم الإرهاب ويعرض الوطن لمزيد من الخسائر!.

نقلًا عن "المصري اليوم"