رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عمرو دياب المطرب المفضل لدى «أفيخاي أدرعي».. الإسرائيليون يتقربون للمصريين بـ«الفن»

عمرو دياب
عمرو دياب


المتحدث باسم جيش الاحتلال يستمع إلى «أم كلثوم»..  وهكذا نعى كريمة مختار بعد وفاتها


على مر العصور، كان الفن المصري وخاصة الغناء عالقًا في أذهان وعقول متابعيه وعشاقه حول العالم العربي بأكمله، وليس في مصر فقط، فهذا ليس أمرًا جديدًا، لكن الجديد هو محاولات العدو الإسرائيلي المستمرة في التقرب إلى المصريين من خلال الفن، وهو ما يغضب الكثيرين بشدة.

 

الحديث السابق تؤكده محاولات بعض الشخصيات الإسرائيلية «التقيلة» لنسج علاقات مع النجوم العرب، بشكل عام، والمصريين بشكل خاص، وهذا الأمر أصبح ملحوظًا بشكل كبير، خاصة خلال الفترة الماضية، ما أثار في النفوس تساؤلات عدة حول استخدام الإسرائيليين لهؤلاء النجوم كـ«بوابات» مصالحة لهم مع المحيط العربي الذي يعيشون به.

 

كان أوفير جندلمان، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، قد أعرب عن اشتياقه الشديد لسماع ألبوم الفنان عمرو دياب الجديد "معدي الناس"، والمقرر طرحه منتصف شهر أغسطس الجاري على تطبيق "آيتونز"، وذلك في "تغريدة" نشرها عبر حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

كما أكد "جندلمان" أن الغناء والموسيقى لا حدود لهما، مشيرًا إلى أنه واحد من أكبر المعجبين بصوت "الهضبة" حول العالم.

 

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها المسئولون في إسرائيل "التمحك" في المصريين من خلال الفن، لكن سبقه كثيرون؛ وعلى رأسهم أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي تعد صفحاته عبر مواقع "السوشيال ميديا" منبرًا قويًا وواضحًا وصريحًا؛ لمعرفة طريقة تفكير الإسرائيليين في مصر بشكل عام.

 

ومؤخرًا، أعلن أفيخاي، أنه ينتظر –أيضًا- ألبوم عمرو دياب، داعيًا إلى سماعه فور طرحه، ليثير بذلك مشاعر المصريين كلهم، والذين اعتبروا تصرفات «أدرعي» جرعة استفزاز مُكثفة لهم.

 

ويعد الفنان عمرو دياب واحدًا من أشهر الفنانين المصريين المُفضلين عند "أفيخاي"؛ ففي عام 2013 تصادف زيارة الأخير لأحد المطاعم التركية الكبرى في "تل أبيب"، وسماعه مجموعة من الأغاني العربية، ليشيد وقتها تحديدًا بأغنية "قمرين" لـ"الهضبة".

 

وفي العام الماضي، لم يكتف "أفيخاي" بالإعجاب بألبوم "عمرو" فقط، والذي يحمل اسم "أحلى وأحلى"، لكنه قام بالترويج له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، داعيًا إلى سماعه، كما حرص على معرفة رأي متابعيه من كل أنحاء العالم فيه.

 

من جانبه، سبق وتقدم "دياب" ببلاغ يتهم فيه 7 مواقع إلكترونية؛ بينها إسرائيلي اسمه "فرفش" بإذاعة بعض ألبوماته عبر الإنترنت دون الحصول على إذن منه.

 

الحال لم يختلف كثيرًا بالنسبة للفنان تامر حسني والفنانة اللبنانية إليسا؛ إذ كشف "أدرعي" عن بالغ إعجابه بأغنيتهما الأخيرة "ورا الشبابيك"، والتي طُرحت على طريقة "الدويتو"، ضمن أحداث فيلم "تصبح على خير"، الذي عُرض خلال موسم عيد الفطر الماضي.

 

كما صرح "أفيخاي" بأنه استمع إلى الأغنية أكثر من مرة من شدة إعجابه بها، مضيفًا أن ملكي الإحساس "تامر وإليسا" قدما واحدة من أروع الأغاني المشتركة، ما أدى إلى انتشار موجة شديدة من غضب المصريين ضده، وخاصة من جمهور النجمين.

 

وفي بداية الشهر الماضي، أوضح "أدرعي" أنهشاهد فيلم "عصمت أبو شنب" للمخرج سامح عبد العزيز والفنانة ياسمين عبد العزيز، كما دعا متابعيه إلى مشاهدته.

 

ولفت إلى أنه فيلم ممتع وكوميدي، بجانب تقديمه نظرة عميقة في نفس الوقت عن المرأة في المجتمعات العربية، مضيفًا أنه يكشف مدى قدرة المرأة على شغل أي وظيفة في المجتمع، بشرط منحها الفرصة للقيام بذلك وإثبات نفسها.

 

في سياق متصل، وقبل أشهر قليلة، تسبب السفير الإسرائيلي في الأونيسكو في باريس كرميل كوهين، في اتهام عازف العود العراقي نصير شمة بالتطبيع؛ بعدما وجه "كرميل" دعوة إلى "نصير" لتناول العشاء معًا، خاصة وأن الأخير لم يكن يعرف هوية "كرميل"، ما جعله يقبل، بل ويعرب عن فخره بالذهاب إلى إسرائيل والغناء فيها.

 

الهجوم الذي تعرض له "نصير" وقتها، لم يكن بسيطًا على الإطلاق، إذ أدى إلى إثارة حالة واسعة من الجدل ضده من كل أنحاء العالم، ما جعله يوضح عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك" حقيقة الأمر، مشيرًا إلى أنه يؤمن بأن الغناء رسالة سلام، بشرط تحقيق العدل، كما أنه لم ينفذ وقتها دعوة "كوهين".

 

الفنانة الإماراتية «أحلام»، كان لها هي الأخرى نصيب من محاولات "أفيخاي" في تحسين علاقة إسرائيل بنجوم العرب؛ إذ نشرت، من قبل، "تغريدة" عبر حسابها على موقع "تويتر"، كتبت فيها: "صباح الورد"، ليرد عليها قائلًا: "صباح الموسيقى الطيبة"، ما أدى إلى الهجوم الشديد عليه وقتها، بدون أن تعلق "أحلام" عن ما حدث.

 

ويأتي الفنان حمزة نمرة ضمن قائمة الفنانين المُفضلين لدى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إذ نشر من قبل أغنيته "إنسان جواك وجوايا"، عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، معلقًا عليها بقوله: "سمعت هذه الأغنية لأول مرة اليوم.. كأنها تترك رسالة تشاركنا جميعًا.. فـكلنا إنسان رغم الكراهية أحيانًا".

 

إلا أن رد "حمزة" على هذا المنشور كان حاسمًا، إذ نشر أغنية "يا إسرائيل" على صفحته عبر "فيس بوك"؛ ليعبر عن شدة كره المصريين لإسرائيل وغضبهم من احتلالهم لأراضيهم، فما كان من "أفيخاي" إلا مشاركة الأغنية الثانية هي الأخرى، كنوع من الاستفزاز لـ"نمرة".

 

وفي شهر يناير من العام الجاري، وعقب وفاة الفنانة القديرة كريمة مختار، لم يترك "أدرعي" الفرصة تمر مرور الكرام، لكنه كتب كلمات نعى من خلالها الراحلة، عبر حسابه على موقع "فيس بوك".

 

وكانت كلماته هي: "رحمك الله يا ماما نونا.. كريمة مختار في ذمة الله.. رحم الله هذه الإنسانة والفنانة المثال"، مضيفًا أنه تابع عددًا من أعمالها المصرية؛ ومنها: فيلم "الحفيد" ومسرحية "العيال كبرت".

 

وفتح رواد "السوشيال ميديا" النار على "أفيخاي" وقتها، مشيرين إلى أنه مهما فعل لن تتغير مكانته كإسرائيلي في نفوس العرب، كما أكدوا أنه مُدرب جيدًا للتعامل بهذا الشكل مع المصريين.

 

كوكب الشرق "أم كلثوم" من أكثر الفنانين القدامى التي تحظى بشهرة واسعة بين الإسرائيليين؛ إذ يستمعون إلى أغانيها باستمرار، كما يصفونها بأنها "عملاقة" الغناء في الوطن العربي.

 

وفي الذكرى التاسعة والثلاثين من رحيلها، نشر "أفيخاي" مقطعًا من أغنيتها الشهيرة "أنت عمري"، معلقًا عليها بأنه على الرغم من مرور سنوات طويلة على وفاة "كوكب الشرق"، لكن مازالت الموسيقى التي أنتجتها تؤثر فيه حتى اليوم. –بحسب ما قال_.

 

كما شارك، من قبل، متابعيه عبر حسابه على "فيس بوك"، صورة بها فنجان من القهوة، وعلق عليها بأن أفضل ما يمكن فعله في الصباح هو سماع "أم كلثوم" وشرب قهوة بمذاق جيد، لتنهال عليها التعليقات المليئة بمشاعر الكراهية نحوه من المصريين وعشاق "الست".


وفي شهر مارس الماضي، وتحديدًا في عيد الأم، دفع الاحتفال بهذه المناسبة "أدرعي" إلى نشر أغنية "ست الحبايب" للفنانة الراحلة فايزة أحمد، وتهنئة أمهات العالم، ما أغضب متابعيه بشكل كبير، ووصل الأمر إلى اتهامهم له بمحاولاته المستمرة لسرقة تراثهم المصري.