رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مرشح الضرورة القصوى

حمدي رزق
حمدي رزق


بذكاءٍ عزف حمدين صباحى عن الترشح رئاسياً، فضّل الوقوف فى ظهر مرشح متفق عليه يعبر عن الطيف المعارض، وحسناً فعل، قراءة الواقع من حسن الفطن، يبقى موقف الفريق أحمد شفيق غامضاً، وأظنه سيبقى على غموضه شهوراً أخرى مقبلة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر المعركة الانتخابية الرئاسية منتصف 2018.


لا أعول كثيراً على تخمينات المنتسبين إلى حزب شفيق «الحركة الوطنية» بأنه ينتوى الترشح، الفريق شفيق لو استبطن ترشيحاً لأعلنه وليس هناك ما يمنعه، إذا ترشح شفيق خير وبركة، وإذا ترشح آخرون زيادة الخير خيرين، نريدها انتخابات تنافسية بحق، ولا ينقص هذا من مكانة الرئيس، بل يدعم مكانته تماماً.

من يجد فى نفسه مواصفة الترشح لقيادة بلد بوزن مصر وحجم مشاكلها، ويعتبر لإرادة الشعب المصرى، ويسعى إلى تحقيق آماله فى العيش بكرامة وحرية وعدالة اجتماعية، الباب مفتوح، ولا يوصده فى وجه المترشحين إلا جاحد بالديمقراطية.

ناهيك عن المرشحين المحتملين من طالبى الشهرة، لن نعدم ترشيحاً معتبراً، الخطر الذى نتحسب له ومنه هو العزوف عن الترشح الذى يسرى كالتيار الكهربى ببطء فى التجمعات السياسية، هذه خسارة وطنية فادحة، عزوف الرمزيات المصرية المعبرة عن تيارات سياسية وفكرية مدنية عن الترشح تحت مظنة تأميم الانتخابات لصالح المرشح الرئيس ليس فى صالح الرئيس أبداً.

لا نريدها استفتاء على ولاية ثانية للرئيس، ونرفض اقتراحات مخاتلة بتمديد الولاية الرئاسية، لا للتمديد، نريدها انتخابات على وقتها، تنافسية حقيقية بين أفكار حاكمة وأفكار من خارج الصندوق بين رئيس سيقدم كشف حساب وبرنامجاً تكميلياً، ومنافس طموح يحمل برنامجاً مغايراً للوصول إلى الهدف، وهو رفاه الشعب المصرى.

لا نملك رفاهية الإحجام عن الترشح أمام الرئيس، إذ ترشح معتبرون ولم يتخلوا خشيةً أو إيثاراً للسلامة، لن نغنم سلاماً ولا أمناً ولا مستقبلاً.

مثل التولى عند الزحف، خطيئة فى حق الأجيال المقبلة، وإذا توليتم لا تلومن إلا أنفسكم، والرئيس فتح الباب واسعاً، أقرب لدعوة إلى الترشح فى تصريحات مذاعة، واحتكم للشعب، فلنحتكم جميعاً إلى الشعب، ومن يخش ملامةً فعليه أن يتجنب مشاق الطريق، طريق الرئاسة واعر، وحكم مصر ليس نزهة خلوية، الأمر جد صعيب.

أخشى إشارات سالبة مرسلة من الخارج بعدم الترشح، ووضع العصى فى العجلات بقائمة اشتراطات قبلية، لا يحق لمن يعيش فى الغرب أن يحدد لنا شروطاً على الأرض، ومن حق المترشحين المطالبة بالضمانات المطلوبة انتخابياً على أرضية وطنية، ويكفلها الشعب الذى ينتظر برامج وليس تغريدات.

صفحات الفيس الموجهة لا تجسد شعبية، ومشاكل مصر لن تحلها تغريدات أو مقالات أو حوارات تنعت القائم دون أن تقدم بديلاً، مرشحاً وبرنامجاً، ونظل أسرى العجز، ونهرى فى المهرى، وكان يجب، وحتما ولابد، وإحنا رايحين على فين، هرمنا من كثرة الكلام الفاضى، تعبنا من التهويمات، شعرنا شاب وحديث فضائيات الليل وآخره لا ينقطع.

فات الكثير من الولاية الرئاسية وما تبقى قليل، والوقت من ذهب، والفرصة سانحة للترشح المبكر، وإعلان البرنامج البديل، من حقنا انتخابات رئاسية حقيقية، الرئيس لم يعد مرشح الضرورة، صار مرشحاً رئاسياً، الضرورة القصوى البحث عن منافس للرئيس.

نقلا عن "المصري اليوم"