رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أخطر 6 كتب مسيحية تروج للخرافات والأخطاء القاتلة عن «مريم العذراء»..(ملف)

السيدة مريم
السيدة مريم


كانت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتجديد الخطاب الديني، بداية حقيقية لظهور مطالبات من قبل المفكرين المسيحيين والباحثين، بضرورة تجديد الخطاب الكنسي، وتنقية بعض كتب التراث المسيحية من الأجزاء التي يرونها تتعارض مع الواقع ومع ما جاء في الكتب المقدسة، مشيرين إلى أن هذه الكتب تضم وتنشر «خرافات» لا علاقة لها بالواقع، إضافة إلى احتوائها على أجزاء ومغالطات عن السيدة مريم. 

«شنودة».. أول المطالبين بتنقية «التراث الكنسي»

بالبحث في هذا الأمر، نجد أن هذه القضية «مثارة» من فترة طويلة؛ حيث طلب الراحل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة
المرقسية، بتنقية الكتب من التعصب وتحقيق الأصول التاريخية للطقوس، مؤكدًا أن بعض الكتب دخلت عليها روايات خيالية «غير صحيحة».

وحدد «شنودة» بعض الكتب مؤكدًا أنها تحتوى على خرافات وقصص خيالية ليس لها أساس من الصحة، موضحًا أنه كان يقرأ هذه القصص فى بعض الأديرة، ضاربًا المثل بكتاب طقسي يسمى «الدفنار» وهو «كتاب به شرح ومديح لقديس اليوم، ويستخدم فى صلاة التسبحة»، كما يضم أجزاءً تتعلق بقداسات يقيمها الآباء الرسل، ويحضرها المسيح بشخصه، وأخرى عن قديسين حضروا قداسًا فى السماء وأحضر أحدهم تفاحة من هناك، لافتًا فى نفس الوقت، إلى أن هناك بعض الكهنة يخترعون الإجابات؛ لأنهم يعلمون أنه لا توجد مراجع على ما يقولون.

كما أكد البابا أن كتاب الميامر «سير القديسين»، دخل عليه كثير من الخيال والقَصَص المتعلقة بـ«الآباء السواح»، التى لم تعتمد على التاريخ الموضوعي فى سرد سيرة هؤلاء القديسين، فتسربت إليها روايات خيالية غير صحيحة صورت بعض «السواح» يطيرون ويدخلون عبر النوافذ المغلقة، وأشكال كثيرة من القصص والروايات فى حياة القديسين يختلط فيها التاريخ بـ«الفلكلور الشعبى».

وأشار البابا شنودة إلى أن هذه الكتب تحتاج إلى تحقيق الأصول التاريخية للطقوس مثل تاريخ «كتابة الأجبية».

تشكيل لجنة دون الوصول إلى نتائج

بعد مطالبات «البابا شنودة» بتنقية هذه الكتب، تم الإعلان فى مجلة «الكرازة»، عن تشكيل لجنة من أساقفة الكنيسة فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى؛ لتنقية تلك الكتب وكتب أخرى مثل «التسبحة والسنكسار»، وهو كتاب يجمع سير وقصص القديسين والأبرار حسب يوميات السنة القبطية أى يسجل يوميًا حياة القديسين الذين ماتوا فى هذا اليوم، وتتم قراءة فصول منه خلال صلاة القداس، ولكن لم تعلن هذه اللجنة عن نتائج، واختفت بعد وفاة «البابا شنودة».

دعوة «البابا شنودة» لم تكن الوحيدة المطالبة بتنقية «كتب التراث»؛ فقد تلى ذلك دعوة «الأنبا بفنوتيوس»، مطران سمالوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، والمرشح البابوى السابق، لتنقية كتب «التراث المسيحي» عبر كتابه «المرأة فى المسيحية»، والذى أثار جدلا واسعا، ولقى رفضا كبيرا من قبل بعض الكهنة، خاصة أن المجمع المقدس، أعلن أن ما تناوله المطران فى كتابه، مجرد وجهة نظر وليست تعاليم الكنيسة، حيث أفتى المطران فى كتابة  بإباحة تناول المرأة الحائض والوالدة عكس تعاليم الكنيسة.

«المطران الثائر» كما لقبه البعض معروف بـ«الآراء الإصلاحية» داخل الكنيسة؛ حيث طالب من قبل بتنقية كتاب «الدسقولية»، وهو عبارة عن
كتاب يحتوى على قوانين الكنيسة التي وضعها رسل السيد المسيح، والتي تحكم الكنيسة حتى الآن، وهي المرجعية الثانية داخل الكنيسة بعد الإنجيل، موضحًا أن بعض العلماء يظنون أن «الدسقولية» كتبت فى نهاية القرن الثالث الميلادي، لافتا إلى أنها مجهولة الأصل ومكان ظهورها أيضًا مجهول، وتُرجمت الدسقولية الأولى للعربية ترجمة ضعيفة وبها كثير من الجمل الغامضة، وغير المفهومة وبعض «التعليقات والحواشي».

وأضاف «الأنبا بفنوتيوس»، أن الدسقولية هي ترتيب كنسى لعصر معين، تم استخدامها فى العصور القديمة كدستور للكنيسة ولكنها ليست مصدرًا لاستنباط العقيدة، لأن مصدر العقيدة هو فقط الكتاب المقدس، مشيرا إلى أن الدسقولية ليست موحى بها فشأنها شأن كتابات بعض الآباء تقبل النقد والرد والاعتراض وإن وصل الأمر إلى الحذف كليًا إذا خالف نص «الكتاب المقدس».

وأوضح «المطران الثائر»، أن كثيرًا من العلماء الغربيين أكدوا أن المصادر التي استقت منها «الدسقولية» تعاليمها هي بعض كتب التراث
اليهودي، وكتاب الراعي لـ«هرماس»، وكتابات إيريناؤس وإنجيل بطرس المنحول وأعمال بولس، مشيرا إلى أن بعض الكتب تذكر أن الدسقولية هي المرجع الثاني لقوانين الكنيسة، وهذا غير صحيح، لافتا إلى أن المرجع الثانى هو قوانين المجامع المسكونية المعتمدة من الكنيسة وكذلك التقليد الرسولى.

وأكد «الأنبا بفنوتيوس» أنه لا يقصد بمطلبه هذا رفض الدسقولية كمرجع كنسى له تاريخه وأهميته الكبرى بل يجب تنقيحه ومراجعته، وأن تعامل
تعاليم الدسقولية فى الكنيسة معاملة كتابات بعض الآباء، فيؤخذ الصحيح منها ويستخدم فى التعاليم ويهمل الخطأ فيها؛ لافتا إلى أنها ليست «وحيًا إلهيًا».

ومع وصول البابا تواضروس الثانى لـ«كرسي البابوية»، سعى إلى حركات إصلاح داخل الكنيسة، وقام باستخدام بطريقة جديدة  لصناعة «الميرون
المقدس» وذلك باستخدام التكنولوجيا، وهو أحد أسرار الكنيسة، ولكن البابا لقي هجوما كبيرا واتهم بمخالفته لتعاليم الكنيسة.

وأكد «تواضروس» فى كثير من الحوارات الصحفية أنه ليس فى المسيحية ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم فى تسيير أمور الكنيسة دون المساس بالعقيدة وأساسيات الإيمان المستقيم، إلا أنه يرى أن الخطاب المسيحي لا يحتاج إلى تجديد، مؤكدا أن المسيحية لا تعترف بتجديد الخطاب الديني، موضحا أن التعليم فى الكنيسة محدد بنظام ثابت وواضح والتطوير الكنسي يسير، وتتجه الكنيسة من عصر الأوراق إلى عصر الكمبيوتر، أما الصلوات التي كانت باللغة العربية والقبطية والألحان موزونة على ذلك فتعمل الكنيسة على ترجمتها إلى اللغات الأخرى وتحديثها حتى يفهم المستمع وفق لغته.

وقال الكاتب الصحفى عادل جرجس، المتخصص فى «الشأن القبطى»، إن كتب التراث القبطية تعد العمود الفقري لممارسة الطقوس والعبادات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحًا أن أهم تلك الكتب كتاب «الدسقولية المقدسة»، وهناك العديد من الكتب التي تنظم العبادة في المناسبات المختلفة مثل «الأجبية»، وهو كتاب يحتوى على كل الصلوات اليومية للمسيحيين، منوهًا إلى أن كتاب «دلال أسبوع الآلام» من أهم تلك الكتب الذي ينظم الصلوات خلال «أسبوع الآلام»، وهو الأسبوع الذي يسبق عيد القيامة، ويعد أقدس أيام السنة لدى المسيحيين.

وأضاف «جرجس» فى بحث حصلت «النبأ» على نسخة منه، أن أكثر تلك الكتب إثارة للجدل هو كتاب «الأبصلمودية الكيهكية»، وهو عبارة عن كتاب يحتوي بعض التسابيح والترانيم والمدائح في حب السيدة العذراء مريم، والتي تتم تلاوتها في «سهرات» حتى الصباح في الكنيسة في شهر «كيهك» الذي يسبق عيد الميلاد المجيد، موضحا أن الكتاب يحتوى على العديد من الأخطاء اللاهوتية والعقائدية والتي ثار بسببها مؤخرًا لغط داخل الكنيسة.

وأكد أن العديد من أساقفة المجمع المقدس، طالبوا لجنة الطقوس والألحان بمراجعة هذا الكتاب وتنقيحه، إلا أن هناك بعض الأساقفة رفضوا ذلك
رغم اعترافهم بالأخطاء الموجودة في الكتاب، بحجة أن المراجعة والتنقيح سوف تؤدى إلى تشكيك الشعب في بقية كتب التراث، وقد يصل الأمر للتشكيك في الإنجيل نفسه.

تفنيد الأخطاء
الجدل الدائر حول «الإبصلمودية الكيهكية»، وهو كتاب تسبحة تتم الصلاة به فى تسبحة شهر كيهك، وبه بعض المدائح باللغة العربية والقبطية وهى مكتوبة بمعرفة شخصيات عبر التاريخ القبطي، رصده الكاتب الصحفى عادل جرجس داخل بحث كبير ومطول، أفرد فيه بالتفصيل المناقشات الموجودة داخل الكتاب، وفندها مطالبًا بإعادة فحص وتنقيح كتب التراث داخل الكنيسة وعن ذلك يقول: «هناك العديد من كتب التراث
داخل الكنيسة التي يجب إعادة النظر فيها والكنيسة قامت بالفعل بتنقيح بعض تلك الكتب ومراجعتها مثل كتاب السنكسار وهو الكتاب يحتوى على قصص حياة قديسى الكنيسة منذ المسيح وحتى الآن، والكتاب ينظم مواعيد الاحتفال بتذكار هؤلاء القديسين داخل الكنيسة إلا أنه أثناء تسليم الكتاب من جيل إلى جيل تم إدخال بعض القصص الشعبية والأساطير الخرافية لتعظيم دور القديسين في الكنيسة وهو ما تنبه له البابا شنودة الثالث وأصدر أوامره بتنقيح الكتاب ومراجعته وتحقيقه تاريخيًا وقد قامت لجنة متخصصة بذلك ثلاث مرات في حياة البابا شنودة إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من المراجعات لبعض الكتب».

وعن أمثلة تلك الكتب يكمل جرجس قائلًا: «لدينا على سبيل المثال كتاب الأجبية والذى يحتوى على الصلوات اليومية السبع التي يمارسها الشخص المسيحى على مدار اليوم والكتاب يحتوي في كل صلاة من تلك الصلوات على مقطع من الكتاب المقدس من أحد الأناجيل الأربعة ـ
ـ متى.. لوقا.. يوحنا.. مرقس ــ والأمر العجيب هنا أن تلك المقاطع من الإنجيل لا تحتوي على أي مقطع من إنجيل مرقس كاروز وهو ما يؤكد أن من نظم هذا الكتاب لا ينتمي إلى الكنيسة القبطية وتم إدخال الكتاب خلسة على عبادات الكنيسة واستقر بداخلها».

أما عن الأخطاء الموجودة في كتاب  «الإبصلمودية الكيهكية» فقد أسهب الكاتب في ذلك ونرصد هنا أهم الأخطاء التي جاءت في هذا الكتاب
بحسب وجهة نظر الكاتب، وعلى مسئوليته الشخصية.

مغالطات عن السيدة «مريم»
يحتوى كتاب «الإبصلمودية الكيهكية» على العديد من الأوصاف الغريبة لـ«السيدة العذراء مريم»، والتي لا تليق بمكانتها الروحية، ولكن أغرب هذه
التوصيفات تتعلق بـ«المديح»، ففي نسخة الأبصلمودية الصادرة عن مكتبة المحبة عام 2005،  يشير ناظم المديح إلى «أن للعذراء قوة في السحر والأعمال والشعوذة» فيقول في الصفحة «154» في وصف قدرات العذراء في قهر الأعداء: «والأعداء بيكى ذلت»، بل إن ناظم الاشعار «يكيد العزال» بالعذراء؛ فجاء في صفحة «200» في التشفى من هؤلاء العزال: «كيف تلوموني يا عوازل.. من رأى عذراء تلد»، وجاء فى الصفحة «299»، عبارة «مباركة أنت في النسوان!»، وفي صفحة «320»، لم يجد ناظم المديح توصيف لعلاقة أمومة العذراء بالمسيح سوى علاقة «الرضاعة».

تمجيد العذراء
والعذراء «مريم» هي ذات كرامة فائقة داخل الكنيسة، وهى «المطوبة» بالنص الإنجيلي، ومعناها «الكرامة الحقيقية»، فهي من قالت عن نفسها عند حملها بالمسيح: «هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني»، ولكن هذا التطويب لا يرتقى إلى درجة العبادة أو منحها صفات من
صفات الله، وهو ما تحفل به الأبصلمودية الكيهكية ففي صفحة «24» جاءت عبارة: «كل الشعوب تسبحها»، وفى صفحة «75» عبارة: «السموات تسبحُكِ»، وفى صفحة «287» عبارة: «فلنسبح لاسم مريم»، وهو ما يتعارض مع نصوص الإنجيل فالتسبيح يكون لله وحده.

كما أن الكتاب يضفى على العذراء التمجيد، وهو أمر غير مستحق إلا لله وحده؛ ففى صفحة «31» توجد عبارة: «نمجدك أيتها المباركة إلي النفس الأخير»، وفى صفحة «286» عبارة: «كل الألسن وكل الأمم يمجدونكِ يا مريم العذراء»، وهو ما يتعارض مع نص الإنجيل صراحة.

العذراء تغفر الذنوب
لا يغفر الذنوب إلا الله فهو وحده من يملك الصفح والغفران فكيف تعطى قدرات الله للعذراء «مريم» وهى بشر، فقد جاء بالكتاب عن غفران العذراء
للخطايا: «بشفاعتكِ يصير ذنبي مشطوب»، و«اشفعي فيَّ يوم الحشر» ص 208، و«يا مريم يا محبوبة… يوم الحكم اشفعي لي» ص213، و«اشفعي فينا يوم الزحمة»، ص605، و«شفاعتك يوم الدين أرجوها أنا والمؤمنين» ص707، وهذا الأمر يخالف ما جاء في «الإنجيل»

الخلاص بالعذراء
تقوم الديانة المسيحية على فرضية أن الله تجسد في شخص «المسيح»، وأنه صُلب لـ«تخليص البشرية» من خطيئة آدم الأولى التي أخرجته من الجنة، والقول بأن الخلاص تم بشخص غير المسيح، يقوض العقيدة المسيحية كلها حتى لو كان هذا الشخص هو العذراء مريم، ولكن ناظم أبيات «البصلمودية الكيهكية»، كان له رأي أخر فيقول: «أنا أفتح فاي، بكِ يا زين البشرية رجعنا تاني إلي الفرودس»، ويقول أيضا: «السلام للتي خلصت آدم وحواء من العبودية»، وفي ص 294: «طوباكِ يا بكر وعروس خلصتِ آدم وبنيه وردتيه إلي الفردوس ومِن أسر إبليس عتقتيه»، وكل ذلك يخالف صراحة قول الإنجيل: «وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» «عب 2: 14-18».

الأنبا مرقس يرد
وردًا على ما تناوله الباحث عادل جرجس، يقول الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، ورئيس لجنة الإعلام بـ«المجمع المقدس»، إن ما تحدث عنه الباحث يحتوى على جزء بسيط من الصواب، ويحتوى على كثير من الأخطاء التي ليس لها أساس من الصحة، مؤكدا أن الجانب الذي تحدث عنه الباحث هو مطالبة البابا شنودة بتنقية كتاب «السنكسار» وهو أمر يعلمه كل الكهنة داخل الكنيسة.

وأكد «مرقس»، أن كتب التراث المسيحي لا تحتاج إلى تنقية؛ لأنه لا يوجد فيها ما يحتاج إلى تعديل، مشيرًا إلى أن كتب الآباء موثقة ومعتمدة
ولا يوجد بها «خرافات».

وأشار، إلى أنه منذ مطالبة البابا شنودة بتنقية كتاب «السنكسار»، تم تشكيل لجنة خاصة لبحث كل الأمور المتعلقة بالصلوات وكل ما يقال
داخل الكنيسة وما زالت هذه اللجنة تعمل حتى اليوم، مؤكدا أنها لم تتوصل إلى أي شىء حتى الآن عن أن هناك كتبا تحتاج إلى تنقية.

وعن تجديد الخطاب الكنسي، أكد «مرقس»، أن الخطاب الكنسي عبارة عن تفسير ما جاء بالكتاب المقدس، ولا يحيد عنه، موضحا أن هذا الخطاب، لا يحتاج إلى تعديل؛ لأنه سيكون تعديلًا فى الكتاب المقدس، وهذا أمر مرفوض.

كتب الصلوات لا يوجد بها مشكلات
ويقول مينا أسعد كامل، الباحث والكاتب القبطي، إنه يوجد اختلاف فى مفهوم كتب التراث المسيحية، موضحًا أن الكتب الطقسية، وكتب الصلوات، وأقوال الآباء المتحقق من صحتها باستخدام علم النقد النصي، لا توجد بها أدنى مشاكل كما يروج البعض، مشيرًا إلى أن هناك من يروج زورًا لذلك كنوع من أنواع «الشو الإعلامي».

وأوضح «كامل»، أنه بخصوص «الأبصلمودية» فعلى من يدعي احتواءها على انحرافات، أن يقدم تلك العبارات، مشيرًا إلى أن هناك تشويه متعمد لكلام «البابا شنودة»، من قبل طالبي الشهرة  حقيقة الميامر وأكد أن ما تحدث عنه البابا شنودة هو «ميامر»، وهي مخطوطات تحكي قصص شعبيه عن القديسين، وكما هي العادة في التداول الشعبي قد تدخل بعض الأمور المبالغ فيها، منوهًا إلى أن هذه القصص لا علاقة لها بقريب أو من بعيد بالعقيدة المسيحية القبطية الأرثوذكسية أو طقوسها، وعندما يكتب باحث سيرة قديس «تاريخيًا» تكون تلك «الميامر» مرشدًا له يطبق قواعد التدقيق العلمي والتاريخي للوصول إلى قصة حياته، فهي ترتبط بالشخص، وليس بالكنيسة.

الكهنة وتنقية كتب التراث
وأشار إلى أن كهنة الكنيسة القبطية لا يخافون من التحدث عن مثل هذه الأمور، موضحًا أن ما يروج له البعض عن تخوف الكهنة عن الحديث عن تنقية كتب التراث، أمر غير صحيح.

وتابع: «الباحث عندما طعن في «الإبصلمودية الكيهيكية»، نسي أمرًا هامًا جدًا، وهو أن نظم وتأليف المدائح تخضع لـ«اللغة السائدة»، وحسب المعنى الخاص بالعصر القائم، مشيرًا إلى أن البحث يؤكد أن الكاتب عادل جرس بروتستانتي، وبالتالي لا أدري لماذا يتدخل في كتب أرثوذكسية.

وختم الباحث والكاتب القبطي، قائلًا: «بحث عادل جرجس يوجد به مغالطات كثيرة وفهم غير صحيح لمعانى الكلمات.. ويؤكد أن معد هذا البحث لم يقرأ الكتاب المقدس».