رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسباب ظاهرة «الحر الشديد».. وتعليمات مهمة للمواطنين

حالة الطقس - أرشيفية
حالة الطقس - أرشيفية


شهدت مصر، صيف هذا العام، سلسلة متتالية فى الارتفاعات القياسية وغير المسبوقة فى درجات الحرارة ، فاق ما سجله العقد الأول من القرن الواحد والعشرين (2001 - 2010) ، والذي تم اعتباره الأكثر ارتفاعا في الحرارة منذ عام 1850، وتأكدت زيادة معدل الحرارة على سطح الكرة الأرضية، وتأكد أيضا ارتفاع مستوى المحيطات وتسارع ذوبان الجرف الجليدي، كوقائع علمية لا ريب فيها، إذ أن العالم بأسره ترتفع درجة حرارته بشكل أسرع.


وقبل يومين، رصد قمر اصطناعي امريكى انفصال واحد من أكبر جبال الجليد في التاريخ عن القارة القطبية الجنوبية التي تعد أبرد نقطة على سطح الأرض ، جبل قدرت مساحته بحوالي 6 آلاف كيلومتر مربع ، ووزنه تريليون طن تقريبا، انفصال توقعه العلماء منذ أكثر من عشر سنوات، حيث كانوا يتابعون تطور حدوث شرخ كبير في الجليد الذي يكسو الجرف الجليدي "لارسن سى "، مع تزايد عمقه بشكل متسارع قبل ٣ أعوام، مما رجح احتمالية انفصال هذا الجبل الجليدي، الذي يبلغ سمكه أكثر من 200 متر، وحجمه ٤ أضعاف حجم العاصمة البريطانية لندن.


وعلى مدى الفترة الماضية، شهدت أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة اضطرابات مناخية، من بينها ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة على طول الساحل الشرقى الأمريكى، وأعاصير وفيضانات فى الجنوب ووسط الغرب الأمريكى، وفى اليابان حدث أسوأ موجة فيضانات تشهدها البلاد منذ عقود، إذ فاض ١٢ نهرا دفعة واحدة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التى أشارت إلى أن أسوأ موجات الجفاف والفيضانات لا تزال آتية


ووفقا لما رصده باحثو مركز هلمهولتس لأبحاث المحيطات، وباحثون في جامعة جونز هوبكينز الأمريكية في بالتيمور، فإن هناك تحولا متسارعا في المحيط المتجمد الشمالى، يمهد لتحوله من محيط يغطيه الجليد طوال العام إلى محيط تخلو مساحات واسعة منه من الجليد في الصيف ، متوقعين في دراستهم التي نشرت في مجلة "ساينتفيك ريبورتس " ، أن يحدث ذلك خلال عقود قليلة.


والتغيرات المناخية فى القطب الشمالى لاتهم دول هذه المنطقة لوحدها ، بل تهم كل العالم الموجود على هذا الكوكب، نظرا لأنه يمثل "ثلاجة العالم"، التى تحافظ على برودة كوكب الأرض، وحرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد يشبه ترك باب الثلاجة العالمية مفتوحا، وهناك خطر آخر يهدد هذا القطب وينذر بذوبان الجليد وهو إطلاق غاز الدفيئة القوي جدا "غاز الميثان"، الذي يفوق تأثيره الاحترارى على المدى القصير بعدة مرات تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب وجود رواسب الميثان داخل الدائرة القطبية الشمالية، في مكان ما داخل الثلج أو الجليد.

ومن جهتها، أثبتت الدراسات العلمية أن التغيرات المناخية التى تحدث فى العالم تترك تأثيرا بالغا على الثروة النباتية، وتؤدي إلى هجرة الطيور فى وقت مبكر سنويا نتيجة الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة حول العالم ، وأكد العلماء أن التغيرات المناخية سوف تؤثر سلبا على العديد من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف ، خاصة المهددة بالانقراض ، وكذلك على الشعاب المرجانية التى توجد فى المحيطات.


وخلال الأيام الماضية، حذر محمود شاهين، وكيل مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية من ارتفاع طفيف في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة حيث ستتراوح درجات الحرارة العظمى على القاهرة والوجه البحري خلال الأيام المقبلة ما بين 37 و40 درجة مئوية.


وقال «شاهين»، إن مصر متأثرة خلال هذه الفترة بمنخفض الهند الموسمي الذي يمر عبر شبه الجزيرة العربية حيث تمر الكتلة الهوائية الشديدة الحرارة عبر البحر المتوسط وتحمل في طبقاتها السفلى كميات كبيرة من بخار المياه مما تؤدي لارتفاع نسبة الرطوبة مع ارتفاع درجات الحرارة.


وناشد وكيل مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية، المواطنين بارتداء غطاء واقي للرأس في حال التواجد تحت أشعة الشمس المباشرة بين الظهر والعصر وتناول السوائل خاصة المياه.


كما اهتم موقع «فيس بوك» بارتفاع درجات الحرارة، من خلال رسائل للمواطنين تبين حالة الجو، ودرجات الحرارة في المناطق المختلفة.