رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. تفاصيل تشويه وجه «مُرشدة سياحية» على يد طبيب تجميل شهير في المعادي

وجه الضحية
وجه الضحية


«حقن الفيلر هتخليكي تكملي جمال ضحكتك.. وفي كل ضحكة هتبقي أحلى دايمًا»، بهذه الكلمات تنجذب كثيرات من السيدات إلى إجراء عمليات التجميل، والذهاب لعيادات الأطباء المتخصصين في هذا المجال الطبي الهام؛ جريًا وراء الجمال الزائف، ولكن في بعض الأحيان تكون نتيجة هذه العمليات «كارثية»، وهذا ما تكشفه السطور التالية.


«ش.ف»، 28 سنة، مرشدة سياحية، تقيم في المعادي، كانت تحلم مثل غيرها من السيدات بالتمتع بأعلى قدر ممكن من الجمال، وجدت ضالتها في طبيب شهير تخصص في جراحة التجميل وجراحات الوجه والفكين، وذاع صيته بالفضائيات، وتضخم عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعى.


ذهبت «ش.ف»، لذلك الطبيب الشهير الذي يروج لعمله عبر الصحف ووسائل الإعلام المرئية المختلفة، ويدعى «أسر. أ. ا»، أستاذ مساعد في «جراحة التجميل»، جامعة عين شمس، وحاصل على دكتوراه في جراحة التجميل وجراحات الوجه والفكين، وعضو الجمعية المصرية والدولية لـ«جراحين التجميل».


أجرت المرشدة السياحية، حقنًا لكل من الشفتين العليا والسفلى، بواسطة الطبيب الذي تقاضى كامل أجره المتفق عليه، وحقن الطبيب المريضة بـ«نصف أمبول فيلر»، بسعر 1500 جنيه، بمستشفى دار المرأة في «مصر الجديدة».


فوجئت المريضة بآلام شديدة لا تحتمل نظرا لقيامه بالحقن في شعيرة دموية، ما تسبب في ضغط على الأوعية الدموية المغذية للمنطقة المحقونة بتلك المنطقة، وأدى هذا الأمر لحدوث مضاعفات و«غرغرينة» بالشفاه.


في اليوم التالي، ذهبت المريضة مرة أخرى، لهذا الطبيب المعالج لمعرفة سبب الآلام الشديدة في الشفتين، فأخبرها «كذبًا» أن هذه الآلام سببها «كدمة بسيطة»، وأعطاها بعض الأدوية المهدئة والمسكنات المجدولة.


وبعد مرور بضع ساعات، وجدت المريضة تورمًا شديدًا في الشفاه، وتغير لونها، وامتلأت بالصديد، وتحول لونها إلى الأسود، وتجمع هذا اللون بالجانب الأيسر من الشفة العليا، وظلت تتابع مع الطبيب الذي كان يوهمها بأن الألم بسيط ويستلزم عمل خياطة بسيطة بعد استئصال الجزء الأسود من الشفاه، فما كان من المريضة إلا أن تنصاع إلى أوامره.


حاول الطبيب الخروج من هذه «الورطة»، فقام بإجراء عملية جراحية انتزع فيها مكونات الشفاه المشوهة، واستغرقت هذه العملية 3 ساعات ونصف الساعة، حاول خلالها إصلاح خطأ مهني جسيم، ولكنه فشل، وتسبب في تشويه آخر في ذراع المريضة، حيث اقتطع منه جزءًا لترقيع الجزء الذي تم بتره من الشفاه.


ومع ذلك فشل الطبيب مرة أخرى ولم يستطع خياطة الشفاه وخرجت المريضة عقب تلك الجراحة ببتر في الشفاه وخياطة تحت الإبط وقام الطبيب بعد ذلك بتغطية الجرح حتى لا تراه وطلب منها عدم الذهاب لأي طبيب آخر سواه، وذلك للتغيير على الجرح.


انتاب المجنى عليها الفضول أن ترى شكلها بعد إجراء العملية فأصيبت بصدمة رهيبة وفزع شديد بسبب التشوه في شكل الشفاه، ودخلت على إثر ذلك مستشفى صفوة الجولف للأمراض النفسية.


وعقب خروجها، بحثت عن طبيب آخر ليصلح ما أفسده المتهم، إلا أن طلبها قوبل بالرفض من الأطباء، وكان رفضهم بسبب سوء حالتها؛ لأن الطبيب الذي أجرى لها العملية، انتزع أجزاء هامة يجب توافرها في تجميل «الشفة»، وإعادتها إلى الشكل الطبيعي، واضطرت للجوء مرة أخرى إلى نفس الطبيب الذي أوهمها بضرورة إجراء عمليات تصليح ما أفسده، إلا أن تلك العمليات زادت المجنى عليها ألما، وتشويها، وأصبحت تمكث في منزلها، وتركت عملها كمرشدة سياحية لاعتماد تلك المهنة على مظهرها ولباقتها في الحديث، وفقدت بذلك مصدر رزقها، وهي أم لطفل.


ظل الطبيب يستنزفها «ماديًا»، وتم إجراء أكثر من 6 عمليات في أقل من 5 أشهر، إلى جانب إصابتها بـ«قرحة» في المعدة؛ نتيجة الأدوية والمسكنات التى كانت تتناولها من قبل الطبيب، ولجأت بعد ذلك إلى قسم شرطة البساتين؛ لتقديم بلاغ ضد الطبيب؛ تتهمه بالإهمال الطبي، والتسبب في إحداث عاهة مستديمة لها.


تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وضبط وإحضار الطبيب لسؤاله، وإحالته إلى النيابة العامة.


وبعد إحالته لمحكمة جنح البساتين، برئاسة المستشار أحمد شكري، حكم على المتهم «أسر. أ. ا»، عامًا مع الشغل، وغرامة قدرها 20 ألف جنيه، لاتهامه بـ«الإهمال الطبي»، والتسبب في بتر شفاه مرشدة سياحية في منطقة المعادي.


وقالت المجني عليها، إن للطبيب ضحايا كثر، الذين استطاعوا التواصل معها، ومن بينهم سيدة أصيبت بتشوه في معالم الصدر، حيث ركب لها الطبيب «درنقة» منذ عدة شهور أصابتها بالتشوه، وعدم القدرة على الرضاعة.


كما أفادت بوجود حالة أخرى أصابها الطبيب بـ«تهتك» في أنسجة القدم؛ نتيجة لـ«عملية شد بقدميها».


وأكدت المجني عليها أن الطبيب لم يتم تنفيذ الحكم الصادر ضده حتى الآن، وما زال يمارس عمله بصورة طبيعية، وما زال يخدع الناس بعروضه القائمة على صفحته الخاصة بـ«فيس بوك».