رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الميليشيات الإليكترونية».. تأييد السيسي بـ«like» و«comment» و«share»

العمل في مواقع التواصل
العمل في مواقع التواصل الاجتماعي


منذ نجاح مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر» في خلع الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك» من سدة الحكم، أدركت الأجهزة الأمنية قوة هذه المنصات الاجتماعية في توجيه الجماهير، وخاصة الشباب منهم، إضافة إلى قدرتها على توجيه «الرأي العام» لتأييد سياسات معينة، أو انتخاب شخصيات أخرى لـ«مناصب رفيعة».


استخدمت هذه المنصات الاجتماعية في الاستفتاء على «التعديلات الدستورية» التي أجريت في مارس 2011، في فترة حكم «المجلس العسكري»، الذي أدار البلاد عقب تنحي «مبارك»، ثم تكرر هذا الاستخدام «المشروع» سياسيًا في الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، والتي «افترستها» جماعة الإخوان المسلمين، قبل أن تتم الإطاحة بها من المشهد السياسي نهائيًا في 3 يوليو 2013.


يُدرك النظام الحالي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قدرة هذه المواقع الاجتماعية التي تسمى علميًا «الإعلام البديل»، ولهذا الأمر أنشأ، «وبشكل غير مباشر»، لجانًا أو «ميليشيات»، تقود حربًا إليكترونية ضد شخصيات معينة، أو لتمرير سياسات مُعينة.


«هناك حروب، وكتائب إلكترونية، وقصة كبيرة يتم تنفيذها»، كانت هذه العبارة التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إشارة على مدى تفهمه وقدرته على معرفة قدرة هذه المنصات الاجتماعية في توجيه «الرأي العام»، ولهذا قال أيضًا، إنه يمكن أن  يسيطر بـ«كتيبتين» على المواقع الإلكترونية، وتكون تابعة له.


وفي يونيو 2016، ذكر الدكتور خالد رفعت، الأستاذ بـ«جامعة قناة السويس»، في تدوينات عبر صفحته على «فيس بوك»، أسماء قيادات مؤيدة للنظام قال إنها تدير لجانا إلكترونية لـ«توجيه الرأي العام»، في قضايا تشغله، والسخرية من معارضين.


وكشف «رفعت» عن وجود «جروب مغلق» للكتائب الإلكترونية، موضحًا أن قائد هذا الفريق هو الكاتب الصحفي «إبراهيم الجارحي».


وقال: «إن الجارحي أنشأ جروبًا مغلقًا، باسم اتحاد مؤيدي الدولة، وجمع فيه 22 أدمنز من مشاهير الفيس، وكان الهدف المعلن من ذلك هو خلق تجمع لمؤيدي الدولة».


ورد «الجارحي» في بيان، أكد فيه أنه من مؤيدي الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أنه يعمل لصالح البلد؛ بناءً على قناعاته.


الدراسات الإعلامية تعرف «اللجان الإلكترونية» بأنها: «مجموعات من الموظفين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر للقيام بعدة مهام، أهمها، تضليل القارئ أو المشاهد من خلال إظهار رأي عام مؤيد بشدة، أو رافض بشدة، للمسار السياسي للمعارضين، وصناعة رأي عام وهمي واستغلاله في وسائل الإعلام وبرامج التلفزيون الحوارية.. ولا يبدأ الشباب بالعمل في اللجان الإلكترونية بصورة اعتباطية، وإنما يتلقون تدريبًا لمدة حوالي الأسبوعين، يشمل عملية غسيل دماغ، لإقناعهم بأنهم يقومون بذلك خدمة للوطن ضد من يطلقون عليهم الخونة والعملاء، وضرورة التكتم وعدم الإفصاح عن طبيعة عملهم.


وعن قوة هذه «اللجان الإليكترونية»، ودعمها لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال اللواء «محمد رشاد»، وكيل جهاز «المخابرات العامة» الأسبق، إن هذه اللجان لها تأثير كبير على الجماهير، خاصة مع انتشار البطالة التي تضرب الشباب، وتجعلهم يهربون إلى هذه الصفحات حتى لو كان من باب «التسلية»، مشيرًا إلى أن هذه الصفحات لها دور إيجابي في تحقيق التواصل بين الشباب، وبين كل من يهمه الأمر.


وأضاف «رشاد»: «هذه الصفحات الإليكترونية تستطيع صناعة الرأي العام خاصة في موضوع الانتخابات الرئاسية القادمة، وفي تأييد عبد الفتاح السيسي»، مشيرًا إلى أن الدولة لا تملك صفحات إلكترونية رسمية، باستثناء صفحات المتحدث العسكري.


وتابع: «الصفحات الداعمة تكون عبارة عن مبادرات شخصية من قبل مؤيدي النظام، ومن مريدي الرئيس عبد الفتاح السيسي»، لافتًا إلى أنه توجد العديد من الشخصيات التي لها علاقة بهذا النظام، وهي تستفيد منه، ولهذا السبب تريد بقاءه.


وقال إن رجال الأعمال الذين يستفيدون من النظام بالتأكيد أنهم يدعمون هذه الصفحات.


وعن دور المخابرات أو «الأجهزة الأمنية» فيما يخص هذه الصفحات الإليكترونية، قال اللواء محمد رشاد، المخابرات العامة ليست طرفًا في أي صراع، ولن تكون؛ لأنها جهاز قومي، وهو جهاز مستقل يتبع رئيس الدولة «إداريًا»، ولا يتبعه «فنيًا»، مشيرًا إلى أن «المخابرات» يكون لها موقف وطني دائمًا، والجهاز يهمه الحقيقة بصرف النظر عن أنها «ترضي»، أو لا ترضي الآخرين.