رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«خارطة طريق» المصريين للتقرب إلى الله بعد رمضان

المصريون في رمضان
المصريون في رمضان - أرشيفية


مع نهاية شهر رمضان، وقدوم العيد، يظهر على الناس تغير كامل في السلوك عما كانوا عليه طيلة الشهر الكريم، ونجد عودة الظواهر والعادات غير الأخلاقية من قبل البعض داخل الشوارع، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة في نهاية رمضان من كل عام: كيف يمكن للمسلم جني ثمار حصاده في رمضان بعد العيد؟ ثم.. أليس رب رمضان هو رب باقي السنة؟ فالناس يقبلون على الطاعة في رمضان ثم ينصرفون عنها بعد رمضان، فما أبرز التحديات والعوائق التي تحول بينهم وبين الاستمرار على نفس المعدل من العبادات والطاعات؟.

 

وعن خارطة طريق المصريين لاستمرار التقرب إلي الله والطاعة بعد شهر رمضان،  يقول الدكتور محمود عبد المقصود، عضو رابطة الأزهر الشريف، إن شهر رمضان فرصة طيبة لكي يتعود الناس على طاعة الله وتعديل السلوك للأفضل، ما يساعد كثيرًا العاصي على الرجوع عما يرتكبه من ذنوب، وبالتالي لا يتصور بعد نهاية الشهر الكريم العودة لارتكاب نفس الذنوب، وسوء الأخلاق، معتبرا من يعود لفعل الذنوب بعد رمضان من رشوة ونميمة بين الناس وغيرها من الكبائر، لن يأخذ كامل الثواب عن صيامه لشهر رمضان لأنه يكون قد صامه نفاقا، أو تعودا حتى لا يقال عنه فاطر بين الأسرة والزملاء بالعمل.

 

 

 

ويضيف «عبد المقصود»، أنه من علامات قبول الصيام والقيام في رمضان أن يكون بعد رمضان أحسن حالاً مما قبله، وحرصه على قبول أعماله يقتضي أن يحرص على الاستفادة السلوكية من رمضان والثبات على الطاعات التي كان يؤديها فيه، فإن المقصد الشرعي الذي أراده الله تعالى من تشريع الصيام، وهو اكتساب التقوى كما بينه تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) والتقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ظاهرا وباطنا، ولهذا لا بد للصائم من أن يصحح قصده في أيام رمضان ويجعل التقوى غايته، وأن يستحضر أن كل يوم منه اختبار لصبره وطاعته، ونتيجةُ نجاحه في الاختبار هو «تهذيب» سلوكه طوال العام.

 

وأوضح عضو رابطة الأزهر، أنه ينبغي أن يحرص المسلم أن يكون صيامه لرمضان إيمانا واحتسابا حتى يغفر له ما تقدم من ذنبه، وإلا فلا فائدة من هذا الصوم. كما يجب علي الصائم الإيمان بأن شهر رمضان فرصة لإحداث تغيير حقيقي في السلوك الظاهرة والباطنة، ولا يكون كذلك إلا إذا استحضر أن الصيام الحق ليس هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج فحسب، وإنما هو الامتناع عن سائر المحرمات كما أشار إليه النبي عليه السلام بقوله: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، فإذا صان الصائمُ لسانه وسمعه وبصره وسائر أعضائه عما حرمه الله عليه، وجاهد هواه، وبقي على هذه الحال ثلاثين يوماً؛ فسيصير ذلك عادةً له، ويسهل عليه ضبط نفسه في باقي الأيام والشهور.

 

وطالب الدكتور عبد المقصود، المصريين بضرورة الحرص على تلاوة القرآن وختمه أكثر من مرة، والحرص على صلاة الليل. والخشوع في الصلاة بعد رمضان كما كان متعودًا عليه في الصيام، بحيث لا يأخذه الكسل ويتناسى ما كان يفعله في رمضان بكل جدية، خاصة وأنه جزاء الأفعال السابقة واحدة طوال العام فرب رمضان هو رب كل الشهور.

وأكد أن الذي يرجو أن يتحول حاله في رمضان إلى حال أحسن لا بد أن يستحضر في كل يوم منه أنه سيقربه من هدفه، ويغير من سلوكه، ويرفعه إلى مصاف المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

وفي هذا السياق، يرى الدكتور عبد الغني سعد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أنه يجب أن يستفيد جميع المسلمين من مدرسة رمضان، فيجب على المسلمين أخذ الدروس منه بقوة التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية العالية لتحسين حياتهم الروحية والاجتماعية، لذلك يجب على المسلم الاستفادة من رمضان عن طريق هجر المعاصي والامتناع عن فعل المنكرات، و الابتعاد عن الألفاظ المذمومة، تعويد النفس على قيام الليل ﻻ سيما بعد انتظام على أداء صلاة التراويح في رمضان، وأداء الصدقات وتقديم العون للآخرين في كل الشهور خاصة بعد دفع الزكاة وصدقة الفطر في رمضان.

 

كما يجب أن يستحي المسلم من الله؛ وبالتالي ﻻ يرتكب المحرمات في السر والعلن وسواء بينه وبين نفسه أو بين الناس.

 

والحرص على أداء الصلاة جماعة في المسجد، و اﻹكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله في السراء والضراء. ،متابعة تلاوة القرآن الكريم بعد شهر رمضان.