رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد أزمة قطر.. هل تقود صراعات الأمراء والملوك والحكام العرب لـ«تفجير المنطقة»؟

السيسي وسلمان وتميم
السيسي وسلمان وتميم - أرشيفية


الحرب الدبلوماسية، وتصاعد الأحداث السياسية في العالم العربي، بعد قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا واليمن، بقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، وفرض حصار جوي وبحري عليها، والتباين الكبير في مواقف الدول العربية مما يحدث في مناطق الصراع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، كشفت أن الملوك والأمراء والرؤساء العرب – سواء عن تعمد أو عن جهل - يقدمون المنطقة على طبق من فضة لإيران وإسرائيل والقوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ويقودون مشروع تفتيت المنطقة، وتقسيمها إلى دويلات صغيرة، وليس القوى الغربية التي ما انفكوا يتهمونها بالتآمر والتخطيط لتقسيم المنطقة ونهب ثرواتها، مما يؤكد «أكذوبة المؤامرة الكونية»، التي يحاول الحكام العرب إقناع الشعوب العربية بها.


نشر الغسيل القذر

بدأت الأزمة عندما شنت وسائل الإعلام التابعة لكل من السعودية والإمارات، حملة شديدة ضد دول قطر، بسبب ما قيل أنها تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم، والتي قال فيها إن «قاعدة العديد» مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك نفوذ عسكري بالمنطقة، وقال إن: «إيران قوة كبرى ولها ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها»، كما اعتبر إسرائيل حليفا، وحماس ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني.


ورغم نفى قطر لهذه التصريحات، والإعلان عن اختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، إلا أن الحملة الإعلامية ضد قطر في الوسائل الإعلامية التابعة لكل من السعودية والإمارات «زادت شراسة»، متهمة قطر بتمويل ودعم الإرهاب في المنطقة، والعمل على زعزعة الاستقرار في الدول العربية.


بعدها ردت قناة الجزيرة بإذاعة ما قيل أنها رسائل للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، تم تسريبها بعد اختراق بريده الإلكتروني، حيث كشفت الرسائل – حسب قناة الجزيرة وموقع انترسبت الأمريكي - وجود مؤامرة إماراتية صهيونية على الدول العربية، من خلال التنسيق بين الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية المتشددة الموالية لإسرائيل لتشويه صورة قطر وتركيا والجزيرة، واتهام قطر والكويت بتمويل ودعم الإرهاب، كما كشفت الوثائق عن استخدام ملايين الدولارات لتشويه صورة حلفاء أمريكا في المنطقة، ووجود مخطط إماراتي لزعامة العالم العربي وتهميش المملكة العربية السعودية.


المخططات الأجنبية على المنطقة

في الوقت الذي يتحدث فيه الملوك والأمراء العرب عن وجود مخطط أجنبي لنهب ثروات المنطقة، نجد ما يحدث على أرض الواقع عكس ذلك تماما.


فحسب، مؤسسة «راند» الأمريكية تبلغ قيمة الودائع العربية في المصارف الأمريكية وحدها حوالي 700 مليار دولار، وتبلغ قيمة الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة حوالي 680 مليار دولار.


وكشفت وكالة «بلومبرج» الاقتصادية الأمريكية، أن دول الخليج الست- السعودية، الإمارات، الكويت، عمان، قطر، البحرين – مجتمعة تحمل سندات خزانة أمريكية تبلغ قيمتها 231.1 مليار دولار، منها 116.8 مليار دولار للسعودية، و62.5 مليار دولار للإمارات العربية المتحدة، و31.2 مليار دولار للكويت، و15.9 مليار دولار لعمان، ثم قطر والبحرين بقيمة 4.9 مليارات دولار.


وأثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للمملكة العربية السعودية، وقعت السعودية مع الرئيس الأمريكي، 34 اتفاقية بقيمة إجمالية 380 مليار دولار، من بينها صفقة سلاح بقيمة 110 مليارات دولار، وبروتوكولات تعاون فى مجال النفط بقيمة 50 مليار دولار، لتعد بذلك الصفقة الأضخم فى تاريخ العقود التجارية بين واشنطن والرياض، وربما تكون الأكبر فى تاريخ الولايات المتحدة.


وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: «إحضار مئات مليارات الدولارات من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة يعني وظائف، وظائف، وظائف».


وبعد ثورات الربيع العربي، وانتشار التنظيمات الإرهابية في بعض الدول العربية أبرمت عدة دول عربية صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا.                                                                       

وفي الوقت الذي يتحدث فيه الزعماء العرب عن المخططات الأمريكية والغربية، نجد علاقتهم بالرئيس الأمريكي «سمن على عسل»، بل وصلت العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض الزعماء العرب إلى حد الحميمية والغرام والعشق، بل إن ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حذر الولايات المتحدة من مخطط سرى ضدها تم الإعداد له في الدول الست التي منع بعض مواطنيها من دخول أمريكا.


كما أن أمريكا تمتلك قواعد عسكرية في أغلب الدول الخليجية، وكل هذه الدول شريكة في التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب التي تقودها أمريكا.


وفي الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن المؤامرة الأمريكية والغربية لتقسيم المنطقة نجدهم يساهمون بشكل كبير بسلوكهم في هذه المؤامرة، ففي سوريا مثلا منهم من يساند بشار الأسد ومنهم من يدعم المعارضة المسلحة، وفي العراق منهم من يدعم حكومة العبادي الشيعية، ومنهم من يدعم السنة والأكراد، وفي ليبيا منهم من يدعم المشير «خليفة حفتر»، ومنهم من يدعم حكومة الوفاق الوطني.


إسرائيل.. عدو العرب في العلن.. حليفهم في السر

في الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن العدو الإسرائيلي، نجد أن علاقتهم بإسرائيل «سمن على عسل».


ففي 2010، كشفت وثائق «ويكيليكس» عن علاقات دبلوماسية سرية بين إسرائيل ودول عربية، وأشارت برقية دبلوماسية سرية تعود لعام 2009 إلى أن هناك علاقات دبلوماسية سرية مكثفة بين إسرائيل ودول الخليج، موضحة أن إسرائيل ومن وصفتهم بأعدائها التقليديين في دول الخليج العربي أجروا علاقات دبلوماسية مكثفة، وتبادلوا معلومات استخبارية خطيرة، خاصة بشأن إيران.


وكشفت برقية دبلوماسية تعود لعام 2009 عن لقاءات دبلوماسية سرية على مستوى رفيع بين إسرائيل ودولة قطر وعدد من الدول الخليجية، رغم كونها دولا عربية لا تعترف بإسرائيل.


 
وأضافت البرقية أنه رغم الخطابات العلنية العدائية ضد إسرائيل، فإن الدبلوماسيين العرب طلبوا من تل أبيب «سرًا» ووراء الكواليس، أن تنقل رسائل إلى الحكومة الأميركية وتحثها على اتخاذ إجراء أقسى ضد طهران.

الخطر الإيراني.. المد الشيعي
في الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن «الخطر الإيراني»، وينفقون مليارات الدولارات ويقدمون التنازلات من أجل ما يسمونه التصدي للأطماع الإيرانية في الدول العربية، نجدهم أكبر حليف تجاري واقتصادي  لإيران.

فمثلا رغم احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث الاستراتيجية، فإن الإمارات العربية المتحدة تعد أكبر شريك تجاري لـ«طهران»، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 30 مليار دولار.

تحرير فلسطين
في الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن «تحرير فلسطين»، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، نجد بعضهم يعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية، وبعضهم يدعم القيادي الفلسطيني المنشق عن حركة فتح محمد دحلان ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

حقوق الإنسان في العالم العربي
يأتي العالم العربي دائما في ذيل القائمة بالنسبة لمؤشر الحريات وأوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية، فأغلب تقارير مراكز الدراسات لحقوق الإنسان في العالم العربي، تشير إلى أن أكثر أنواع انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا في العالم العربي تتمثل في التعذيب، والاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية لفترات طويلة، والقتل خارج نطاق القانون، والمحاكمات غير العادلة، والتهجير القسري، والتضييق على وسائل الإعلام، وحرية الرأي، وقوانين الطوارئ، والمحاكم الاستثنائية، والإخلال بمبدأ الفصل بين السلطات الذي تقره كل الدساتير العربية نظريا.

وفي مؤشر حرية الصحافة لعام 2017، جاء ترتيب الدول العربية على مستوى العالم كالآتي: الإمارات 119، قطر 123، عُمان 126، المغرب 133، الجزائر 134، فلسطين 135، الأردن 138، العراق 158، مصر 161،ليبيا 163، البحرين 164، اليمن 166،الصومال 167، السعودية 168،جيبوتي 172، السودان 174، سوريا 177.

وفي مؤشر الديمقراطية لعام 2016 الصادر عن مؤسسة «وحدة إيكونوميست للمعلومات» البريطانية، جاء ترتيب الدول العربية كالآتي على مستوى العالم: تونس 69، لبنان 102، المغرب 105، فلسطين 110، العراق 114، موريتانيا 117، الكويت 121، جزر القمر 124، الجزائر 126، مصر 133، قطر 135، عمان 141، جيبوتي 145، البحرين 146، الإمارات 147، السودان 151، ليبيا 155، اليمن 156، سوريا 166.

الحرب المقدسة على الإسلام
في الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن ما يسمونها «الحرب المقدسة على الإسلام»، التي تقودها أمريكا والغرب، نجدهم يشيدون بعنصرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الإسلام والمسلمين، فبعضهم دعم قرار الرئيس الأمريكي بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية للولايات المتحدة، وبعضهم دافع عن موقف الرئيس الأمريكي لطرد المسلمين من أمريكا.

جامعة الدول العربية
في الوقت الذي تطالب فيه جامعة الدول العربية، كافة الدول المؤمنة بالحرية وقضايا حقوق الإنسان والجهات الدولية المعنية بالعمل الجاد من أجل توفير نظام حماية دولي للأسرى الفلسطينيين يضع حدًا فوريا للانتهاكات الإسرائيلية حيالهم، واصفة هذه الانتهاكات بجرائم الحرب التى تستدعى الملاحقة والمساءلة أمام العدالة الدولية الناجزة.

نجدها على الجانب الأخر تغض الطرف تماما عن ما يحدث من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والمعتقلين في سجون الدول العربية، والتي ربما تفوق الانتهاكات الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيين، فمثلا اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها نظام بشار بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا، كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الكثير من الانتهاكات الجنسية داخل سجون بشار الأسد، وفي العراق أكدت الكثير من التقارير الحقوقية، أن السجون والمعتقلات العراقية تحولت إلى سلخانات للتعذيب والانتهاكات الجنسية.

كما أن جامعة الدول العربية لم تحرك ساكنا تجاه المجازر التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الأسد ضد الشعب السوري، حيث تم قتل أكثر من مليون سوري، وتشريد الملايين، كل ما استطاعت فعله هو تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، كما تصر الجامعة العربية على وجود بشار الأسد في السلطة، وتتمسك بالحل السياسي للأزمة السورية.

يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المعركة الآن هي معركة خليجية وليست عربية، تقودها قطر، والمقصود بها المملكة العربية السعودية، باعتبار أنها دولة كبرى وتقود مجلس التعاون الخليجي، لكن قطر جعلت معركتها مع الإمارات لأنها الدولة الثانية في مجلس التعاون الخليجي.


وأضاف «اللاوندي»، أن المعركة محتدمة الآن بين قطر والإمارات، وقطر لن تكف عن هذه الأفعال، لاسيما وأن إيران وسلطنة عمان تقفان وراءها، أما الإمارات فمدعومة من السعودية والبحرين، وبالتالي المعركة خليجية بامتياز، لاسيما وأنها جاءت بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ونجاح الرئيس الأمريكي في عقد صفقات تجارية وعسكرية بمليارات الدولارات، مشيرا إلى أن أمير قطر الشيخ تميم يقود قطر برعونة الشباب، لا يمتلك خبرة رجال السياسة المحنكين، وبالتالي هو أشبه بمن يلقي بنفسه إلى التهلكة، حتى أن البعض يرى أن قطر تمثل «الزائدة الدودية» في دول مجلس التعاون الخليجي.

 

ولفت خبير العلاقات الدولية، إلى أن الواقع العربي الآن أشبه ما يكون بحرب باردة جديدة، ولكنها حرب متنوعة، الدول العربية تعاني انقساما شديدا، وتباينا حادا في كل ملفات المنطقة، وبالتالي المنطقة العربية أصبحت مكتظة بحروب عديدة، وهذا الواقع تمت ترجمته بشكل أو بآخر في مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن هذا التشرذم والصراع الذي يعاني منه العالم العربي يصب في الدرجة الأولى لصالح إسرائيل وإيران، وبالتالي دول الخليج لن يكون لها هيبة ولا نفوذ.

 

وأكد «اللاوندي»، أن الدول العربية تتآمر على نفسها، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية ستظل مدينة لـ«ترامب» لمدة عشر سنوات، لاسيما وأن من الصعب أن تعتمد السعودية على الدول العربية في هذه المرحلة، لافتا إلى أن الدول العربية لن تقوم لها قائمة بعد اليوم.

 

من جانبه، يقول الدكتور عبد الله الأشعل، أستاذ العلاقات الدولية، لا يوجد ما يسمى بالوحدة العربية أو التضامن العربي من الأساس، مشيرا إلى أن الانقلاب على الشيخ تميم داخل الأسرة الحاكمة في قطر كما يقول البعض، لن يغير من الأمر شيئًا؛ لأن الشخص الذي سيحل محل الشيخ تميم سيكون من الأسرة الحاكمة أيضا، لافتا إلى أن الدول العربية هي من تقوم بتفكيك العالم العربي وتقسيمه إلى دويلات بسبب مواقفها المتباينة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان وغيرها، متوقعا أن تفرض إسرائيل سيطرتها على الخليج، وسيتم تقسيم المنطقة بين إسرائيل وإيران، لاسيما وأن ما يحدث هو جزء من صراع تقسيم المنطقة.

 

وأضاف «الأشعل»، أن هناك تغييرًا في المنطقة خلال الفترة القادمة، لاسيما وأن الحكام العرب حصلوا على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي بالعصف بالحريات وحقوق الإنسان مقابل أن يقوم العرب بمساعدة إسرائيل في إقامة الدولة اليهودية الكبرى، وفي النهاية سوف يتم التحالف بين إسرائيل وإيران لتقسيم المملكة العربية السعودية فيما بينهما، متوقعا أن يكون الملك سلمان هو أخر ملوك الأسرة السعودية، ويتوقع أن يكون هناك حرب أهلية داخل الأسرة السعودية بقيادة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الذي يساند ويدعم بقوة ولي ولي العهد محمد سلمان لقيادة المملكة الفترة القادمة، بالإضافة إلى أن نصف الشعب السعودي فقراء، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية مقبلة على هزة كبيرة وحرائق وثورات شاملة.

 

أما السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إن هذه الخلافات الخليجية جاءت عقب القمة العربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية، لكنها سوف تنتهي بالمصالحة، مشيرا إلى أن قطر سوف تستمر في سياستها التي تخرج دائما عن التوافق الخليجي في مواجهة إيران، لافتا إلى أن موقف قطر من إيران لا يختلف كثيرا عن موقف سلطنة عمان، كما أن الإمارات لديها علاقات تجارية ضخمة جدا مع طهران.

 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه لا يمكن الحديث عن أمن الخليج بدون إيران، مشيرا إلى أن أمريكا قدمت العراق لإيران على طبق من فضة، والدول العربية ساعدت على تدمير العراق، وبالتالي لم يعد هناك قوة عربية إقليمية تستطيع الوقوف في وجه إيران، كما أن السعودية تقوم بنفس الدور الآن في سوريا، لافتا إلى أن استبدال العرب، إيران بإسرائيل كعدو ليس في محله، وبالتالي القضية تحتاج إلى حلول موضوعية بعيدا عن التفسيرات المذهبية وفكر الشيعة والخوارج.

 

وأضاف «حسن»، أن الصفقات التي عقدها «ترامب» أثناء القمة العربية الإسلامية الأمريكية مع المملكة العربية السعودية والتي تقدر بأكثر من 460 مليار دولار هي لحماية أمن الخليج، وحماية الأسرة الحاكمة، لاسيما وأن الولايات المتحدة تعلم أن المذهب الوهابي متشدد ومتطرف، لذلك كان هناك ضغوط على الأسرة المالكة للانفصال عن شيوخ هذا المذهب، لكن هذا صعب، في ظل الزواج الكاثوليكي بين الاثنين منذ نشأة المملكة القائم على قاعدة الحكم مقابل الفتوى.

 

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن المؤامرة الغربية التي يتحدث عنها العرب على المنطقة «أكذوبة كبرى»، و«شماعة»، مشيرا إلى أن الذي دمر سوريا والعراق وسمح للقوات الأجنبية بالتدخل في الشئون العربية، والذي سمح للناتو بضرب ليبيا هم العرب وجامعة الدول العربية، مؤكدا أن الدول الكبرى تستغل هذا التشرذم والصراع العربي لابتزاز الدول العربية، وبالتالي على العرب ترتيب بيتهم من الداخل أولا قبل الحديث عن أي مؤامرات.

 

من جانبه يقول الدكتور مختار غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السبب في هذه الخلافات هي إيران، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الواقع العربي «مهلهل»، لافتا إلى أن ما كشفت عنه تسريبات البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن من تحالف بين الإمارات ومنظمة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينة المتشدد والموالية لإسرائيل ضد بعض الدول العربية فضيحة، ويؤكد أن العالم العربي أصبح في وضع مهين، وأنه يمر بأضعف حالاته.

 

وأكد «غباشي»، أن انقسام الدول العربية حول ما يحدث في المنطقة، هو الذي يؤدي إلى تفتيت المنطقة، وليس المؤامرة الخارجية التي يتحدث عنها العرب «ليل نهار»، مشيرًا إلى أن «ترامب» نجح في تحويل العداء مع إسرائيل إلى عداء مع إيران، وهذا خطر، وخطأ استراتيجي كبير يرتكبه العالم العربي.