رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي عبد الباقي: العلمانيون يكرهون الأزهر.. ويريدون «حبس» الدين في المنازل

علي عبد الباقي
علي عبد الباقي



قال الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام السابق لـ«مجمع البحوث الإسلامية»، إن الإسلام بريء مما تقوم به الجماعات الإرهابية من قتل للأبرياء، و«سفك» للدماء بدعوى إقامة الدولة الإسلامية، مشددًا في حواره لـ«النبأ» على أن الحضارة الإسلامية، وهي في قمة مجدها وقوتها لم تجبر أحدًا على اعتناق الإسلام، بعكس الحضارة الغربية التي استخدمت الدين لاستعمار الشعوب وإذلالها.

وأضاف «عبد الباقي»، أن الذين يمارسون القتل والإرهاب من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، هم «أعداء الإسلام»، وإلى تفاصيل الحوار.


في البداية.. هناك دعوات لفصل الدين عن الدولة.. كيف ترى ذلك؟

فصل الدين عن الدولة مبدأ علماني ينادي به العلمانيون والملحدون المبهورون بالحضارة الغربية، ويرون أن الدين هو سبب تخلف المسلمين والإعلام يدعمهم، وهذه دعوات قديمة وكاذبة وهدامة ولم ولن تنجح على مر العصور، لأن هناك أنصارا لهذا الدين يستطيعون الدفاع عنه وحمايته.


هناك من يطالب أيضا بفصل الدين عن السياسة؟

الذين يرفعون شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين دون أن يدروا، ينادون بتدمير الدين تدميرا كاملا، وهذا يخدم عدو الدين وعدو المنطقة، فالدين هو الذي قاد السياسة وارتفع بقيمة الإنسان في عهد الدولة الإسلامية، وعهد الخلفاء الراشدين وما بعدهم.


لكن الجماعات المتطرفة تستغل خلط الدين بالسياسة بدعوى إقامة الدولة الإسلامية؟

هذه الجماعات تستغل الدين لخدمة أغراضها السياسية، وهذه الجماعات أداة في يد الغرب لتقسيم المنطقة إلى «دويلات صغيرة»، فخطة صامويل هنتنجتون تقوم على تقسيم الدول الإسلامية إلى دويلات صغيرة أو «كانتونات»، عن طريق استخدام الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي، وبالتالي دعوة هذه الجماعات بإقامة الخلافة الإسلامية غير خالصة لوجه الله، فكيف يمكن إقامة الدولة الإسلامية على جثث ودماء الأبرياء، والقتل والتدمير والتمثيل بالجثث؟ الإسلام بريء من هؤلاء تماما.


البعض يربط دائما بين الإسلام والإرهاب.. رأيك؟

الإسلام لا علاقة له بالإرهاب، وما تمارسه الجماعات الإرهابية من قتل وذبح وتدمير لا علاقة له بالدين الإسلامي، ولا بالحضارة الإسلامية، الذين يمارسون هذه الأعمال غير الإنسانية هم من أكبر أعداء الدين الإسلامي، يقول الله سبحانه وتعالى "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيما"، ورغم ذلك هم يقتلون الناس ويذبحونهم من أجل إقامة الدولة الإسلامية، الدين انتشر بالحسنى وبالمعروف وباحترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة، ولم ينتشر بالقتل وسفك الدماء، وما تقوم به هذه الجماعات هو خروج عن الإسلام، وتشويه له، هؤلاء هم أعداء الإسلام رقم واحد.


كيف ترى الهجوم المستمر على الأزهر الشريف؟

الأزهر يرفع راية الإسلام الذين يريدون تدميره، العلمانيون والجماعات الدينية المتطرفة كلهم اتفقوا على كراهية الأزهر الذي بدأ يستعيد دوره الاجتماعي والوطني مرة أخرى تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ولولا تحركات شيخ الأزهر في الدفاع عن الإسلام لواجه المسلمون مشاكل كبيرة في العالم.


وماذا عن السلفية الوهابية؟

ليس هناك ما يسمى بالسلفية، هذا الاسم خادع تتستر خلفه الوهابية التي قتلت أكثر من نصف سكان الجزيرة العربية لنشر هذا المذهب، هذا المذهب انتشر بالمال، أئمة الدعوة السلفية في مصر يتعالون على الناس ويكفرون المجتمع، هؤلاء أهل دنيا وليس أهل دين.


البعض يوجه أصابع الاتهام إلى مناهج الأزهر فيما يخص العنف؟

مناهج الأزهر هي التي خرجت عظماء العالم الإسلامي، وهي التي علمت العالم الاسلامي الدين، هل أصبحت هذه المناهج الأن "وحشة"؟


أحد المثقفين قال إن الحضارة الإسلامية لم تكن حضارة ذهبية بل كانت تنتج العنف قرنًا بعد قرن.. رأيك؟

الذين يقولون هذا الكلام علمانيون يرددون كلام المستشرقين، يهاجمون الدين في صورة الهجوم على التراث، ويشككون في ثوابت الدين، ويريدون حبس الدين في المنازل مثل أوروبا، وأنا أقول لهم إن الحضارة الغربية التي تتغنون بها هي التي استخدمت الدين في استعمار البلاد واستعباد العباد وإذلالهم باسم الصليب، أما الحضارة الإسلامية في قمة مجدها وعزها، فلم تستخدم الدين في الفتوحات، لكنها تركت أمور الدعوة للعلماء والطرق الصوفية، ولم تجبر الناس على اعتناق الإسلام الذي لا يقف ضد الحضارة والمدنية، الحضارة الإسلامية هي التي نشرت المدنية في الأندلس.


البعض يقول إن القرآن الكريم هو المقدس فقط.. رأيك؟

هذه شبهة يرددها المستشرقون منذ سنوات، ويتزعم هذه الحركة أحمد صبحي منصور الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، وهؤلاء هدفهم تشويه الإسلام، فإذا كانت السنة غير معمول بها، وغير مقدسة، فكيف يتم تفسير نصوص القرآن التي لم يتم تفسيرها، السنة هي التي بينت أمور العبادات والعقائد، والذين ينادون بذلك داخل الإسلام عقابهم كبير عند الله.


هل تعتقد أن هناك مؤامرة على الدين الاسلامي؟

صامويل هنتنجتون في كتابه «صراع الحضارات» قسم الحضارات إلى 4 أنواع، الحضارة السيادية وهي الحضارة الغربية، التي يجب أن تسود العالم، والحضارة الإسلامية والتي أطلق عليها الحضارة المتحدية، والحضارات المائعة وتشمل روسيا وشرق آسيا، ثم الحضارات «المتخلفة» وهي الحضارة الإفريقية، وهذا يكشف المؤامرة على الإسلام والمسلمين.