رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالصور.. صانعو البهجة في المحلة يستعدون لاستقبال رمضان

النبأ


يطل علينا رمضان كل عام بمهن أصيلة تعد جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر الكريم، بداية من المسحراتي وصانع الفوانيس وصولاً للكنفاني والشربتلى.

وتنتعش هذه المهن فقط خلال شهر رمضان، ورغم التطورات التي لحقت بكل شيء حولنا وأخفت معه ملامح ثقافتنا وحياتنا إلا أن أصحاب تلك المهن مازالوا متمسكين بها ويرغبون في الحفاظ عليها ويورثونها لأبنائهم، خوفًا من اختفاء طقوس الشهر الكريم وملامحه.

وتعد أبرز تلك المهن وأهمها "صناعة الفوانيس الصاج"، التي مازالت مستمرة حتى وقتنا هذا رغم غزو الفانوس الصيني لمصر وأشكاله التي تجذب عدد كبير من المصريين، إلا أن الفانوس المصري بدأ يستعيد مكانته مرة أخرى.

فبمجرد رؤية الفانوس الصاج بألوانه الزاهية وشكله العتيق تنبعث في النفس ذكريات تطوق لها الأرواح، وتعود الأذهان للطفولة، والتقت "النبأ" بأحد صانعي الفوانيس الصاج وهو يجلس على كرسي خشبي متهالك، أمامه منضدة محاطة بالصاج يتوسطها " بابور جاز" قديم وحوله عدد كبير من الفوانيس.

وأول ما يلفت انتباهك عندما تقع عيناك على "الأسطى محمد أبو السعود"، أحد صانعي فانوس رمضان بمدينة سمنود في محافظة الغربية، هو مهارته ودقته في تجميع وقص أجزاء الفانوس، والأهم من ذلك حبه للمهنة واعتزازه بها حتى أنه يغرس هذا الشعور في ابنه الصغير الذي يجلس بجواره ويساعده.

ويتحدث "محمد أبو مسعد" عن مهنته قائلًا: " نحن صناع البهجة أبًا عن جد.. فأنا أعمل بمهنة السمكرة وصناعة الفوانيس من 30 سنة مع والدي، وهو اللي علمني كل شيء عن المهنة بداية من صناعة الفانوس وتجميع أجزائه ولحامه حتى صيانة الفوانيس القديمة"، مضيفًا: "وأنا أيضًا أسير على نهجه أعلم ابني المهنة بجانب دراسته حتى لا تندثر الصنعة وتصبح من الماضي.. الفانوس الصاج "أبو شمعة" هو روح رمضان".

وعن أسعار الفانوس الصاج،  يقول "أبو السعود": " لم تزد كثيرًا عن العام الماضي تبدأ من 40 جنيهًا للفانوس الصغير، و70 جنيهًا للمتوسط و85 للكبير، أما الفانوس العملاق الذي يتخطى المتر فثمنه 200 جنيه"، لافتًا إلى أنه يبدأ صناعة الفوانيس في شهر شعبان وحتى أول أسبوع من رمضان.

ومن "صانع الفوانيس" لـ "الشربتلى " ذلك الرجل الذي يبيع المشروبات الرمضانية " كالتمر هندي والعرقسوس" وغيرها من المشروبات التي نتذكرها فقط فى الشهر الفضيل.

ويروى " أبو سامح الدكتور"، أقدم شربتلى في مدينة المحلة الكبرى، تفاصيل مهنته وطقوسه في رمضان قائلًا: " أعمل في المهنة من 35 سنة، ورغم أن المحل قديم وأوشك على الانهيار لكني لا أستطيع مفارقته فقد عشت فيه أنا أودى وله معي ذكريات لا تنسى".

وتابع: " شهر رمضان بالنسبة لنا موسم عمل، يبدأ المكان في استقبال زبائنه منذ صلاة الظهر حتى السحور.. فمشروبات الدكتور تطلب بالاسم على الرغم من تواضع المكان لكن زبائننا من الغفير للوزير".

وأكمل "الدكتور": "ربيت أولادي وعلمتهم أفضل تعليم لكن شربتهم الصنعة وسر المهنة، ارتبطنا برمضان وروحانياته وأصبحنا من علامات الشهر الكريم".