رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جهاد تليمة: جعلت الكثير من النساء «تعيد النظر» في معنى طاعة الزوج.. «حوار»

جهاد تليمة
جهاد تليمة


«لو جوزك قالك اعمليلي شاي وهو بصحته متعمليش.. شرع ودين إنتي مش مطلوب منك في الإسلام خدمة زوجك.. إسلامك فيمينست وأفتخر».. كان هذا هو نص المنشور الأكثر شهرة خلال الأيام الماضية، والذي أطلقته الناشطة جهاد تليمة، ولقي تفاعلا معه بشكل غير مسبوق؛ لتصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وكل المهتمين بمجال المرأة، وحتى غير المهتمين.


«النبأ» التقت جهاد تليمة، التي أعلنت أنها أول «فيمينيست إسلامي»، وهو مصطلح يعني «النسوية» عكس «الذكورية»، وهو الانحياز لدور المرأة، ولكن من منظور إسلامي.


وأكدت «جهاد» في حوارها لـ«النبأ»، أن الفكرة تراودها منذ زمن، ولكنها لم تكن تتوقع رد الفعل على تدوينتها، مشيرة إلى أن الإسلام لا يجبر المرأة على خدمة زوجها، مؤكدة أنها تتجه للعمل بمجال المرأة مع دراسة العلوم الشرعية بالأزهر الشريف.


وجهاد تليمة، 28 سنة، حاصلة على بكالوريوس زراعة، وبعدها حصلت على دبلومة في التسويق، وهي مهتمة بالأعمال التطوعية، واشتركت في عدد من الأنشطة في جمعية رسالة وفريق معًا.


وإلى نص الحوار.


ما السبب وراء اتجاهك للأعمال النسوية وقضايا المرأة بشكل أساسي؟

لم أعمل مسبقا في أي نشاطات تخص المرأة، ولكن لدي موقف من حرية المرأة أعبر عنه لأصدقائي وعلى صفحتي الشخصية، ومنذ أيام، كتبت "البوست" الشهير عن أن المرأة ليست ملزمة بعمل الشاي لزوجها، وفوجئت بانتشار هذه التدوينة بشكل لم أتوقعه، بالرغم من أني كتبت سابقا أكثر من تدوينة تخص المرأة.


هل كنتِ تسعين لنشر أفكارك بتلك الطريقة؟

لم أجهز للأمر، ولم أتوقع حجم المتابعة وردود الفعل الواسعة التي جاءت على تلك التدوينة والاهتمام الإعلامي غير المسبوق، ولكني سعيدة بأن هذه المعلومة كانت جديدة على كثيرين، وجعلت كثير من النساء وبخاصة المتدينات، يُعدن النظر في معنى طاعة الزوج وحدودها.


وهل لديك العلم الشرعي الذي يؤهلك لإصدار مثل هذه الرؤية ونسبتها إلى الدين؟

هذا الرأي أنا تناقشت بشأنه مع زملائي وهم من خريجي الأزهر الشريف واعتمدت بشكل كبير على رؤية الدكتورة هويدا الدمرداش وهي متخصصة في الاستشارات الأسرية ودارسة للفقه والعقيدة، وسألتها عن إرضاء الزوجة لزوجها، وأكدت لي أن المرأة من الناحية الشرعية ليست مُلزمة بخدمة زوجها وتلبية كل مطالبه.


ما السبب وراء هذا الاتجاه من الأساس وما الذي جعلك تتمردين على العلاقة التقليدية بين الرجل والمرأة؟

أنا حتى عام 2012 كنت غير محجبة وغير ملتزمة دينيا، وبعد أن رأيت حالات موت الشباب بشكل كبير في أكثر من واقعة، قررت الاقتراب من الله، وارتديت الحجاب، وبدأت في القراءة بجدية في أمور الدين وفي فقه المرأة، ودارت بخاطري تلك الأفكار حول حقوق المرأة وحرياتها في الدين، وبدأت أكتشف أن كثيرًا من الأمور التي هي عادات وتقاليد ليس لها أساس في الدين، ومن بينها مسألة خدمة المرأة لزوجها، وبعدها انضممت لفريق «أهلا» والذي يؤهل الشباب للرد على الملحدين، وغيرهم من خلال التعريف بالعقيدة والإجابات المناسبة لتساؤلات منكري وجود الله وغيرها من الأمور، وبدأت في طرح تساؤلات عن المرأة، وأكد لي رجال الدين هناك أن المرأة لها حقوق واستقلالية.


وهل كانت هناك دوافع أسرية أو شخصية وراء هذا الاتجاه؟

لأ.. أنا بالأساس غير متزوجة، ولكن واجهتني حالات كثيرة جعلتني أعيد التفكير في الأمور التي  ترسخت في تقاليدنا حول علاقة المرأة بزوجها، وكان هناك موقف فاصل، حيث كان لي جارة زوجها خرج "معاش مبكر"، وينام نهارا ويصر على إيقاظها في الثالثة فجرا كي تعد له الطعام، فقلت لنفسي إن الدين لا يمكن أن يكون شاقا على المرأة بهذه الطريقة ويجعلها مجرد خادمة وتعمل وفق رغبات زوجها حتى وإن كانت غير طبيعية، ولذلك بدأت الاهتمام بشأن المرأة وخاصة حدود طاعة الزوج.


بعد انتشار التدوينة واتخاذها هذا الحيز والاهتمام الكبير كيف تلقت أسرتك ومحيط معارفك ذلك؟

قالوا لي إني أسير في طريق صحيح، ولكن حذّروني من أن يتم استغلال أفكاري بشكل خاطئ، وخلال الأيام الماضية جاءتني كثير من العروض للظهور في برامج حوارية، ولكن كان رأيهم عدم الظهور في هذا التوقيت وأنا كنت مؤيدة لذلك؛ لأني كنت أشعر أن ظهوري سيكون للتغطية على أحداث أخرى، وإخفاقات وتجاوزات في حقوق الإنسان وحالات الإعدام بالجملة التي صدرت في حينها، لذلك رفضت الظهور في هذا التوقيت لكي لا أكون وسيلة للتغطية على هموم المصريين الحقيقية.


يبدو من حديثك أن لديك انتماءً سياسيا معارضا وأقرب للتيار الإسلامي.. هل ذلك صحيح؟

أنا والدي كان عضوا بحزب التجمع لمدة 30 عاما، ثم أصبح عضوا بمجلس الشعب عن الحزب الوطني، وابن عمي هو الشيخ عصام تليمة، أحد قيادات الإخوان المسلمين، وخالد تليمة، الناشط السياسي اليساري ومقدم البرامج هو ابن عمي أيضا، وهناك اتجاهات سياسية مختلفة في العائلة، أما أنا فاخترت أن أبتعد عن السياسة منذ صغري ولا أهتم بأمرها.


الشيخ عصام تليمة لديه آراء فقهية فيما يخص المرأة.. هل تأثرت بها؟

هو لم يأت لمصر سوى شهر واحد تقريبا بعد الثورة، والتقيته وتحدثت معه وسألته بالفعل في شأن المرأة، ونصحني بالقراءة للشيخ محمد الغزالي، وخاصة كتاب قضايا المرأة، ولكن مرجعيتي الأساسية هي الأزهر الشريف، ولذلك قررت دراسة العلوم الشرعية في الأزهر، وخاصة فقه المرأة، وأنا مثلي الأعلى هو الكابتن أبو تريكة، وأراه نموذجا ملهما، فهو لاعب كبير وناجح ومتدين ولديه معرفة بالدين واللغات والتاريخ، وأنا أريد أن أكون ناجحة في مجالي ولدي معرفة واسعة بتلك العلوم كذلك، فضلا عن أفكاري فيما يخص المرأة.


هل تواصلت معك أي من مؤسسات المرأة لتبني أفكارك؟

حتى الآن تواصل معي نشطاء في مجال المرأة من بينهم جانيت عبد العليم التي تناقشت معي وأرسلت لي عددا من الكتب الخاصة بالمرأة، والدكتور وليد خيري، وهو يعمل بالمركز القومي للمرأة، وهو متخصص بالشريعة الإسلامية.


ما الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال نشاطك؟

رسالتي للرجل ونصيحتي له «صاحب زوجتك»، وكن عونًا لها لتحقيق ذاتها، وكذلك للمرأة، أوجه رسالة مفادها أن دورها في الحياة ليس مجرد التنظيف، وطهي الطعام، ولكن هذا العمل يكون مشتركا بينها وبين زوجها إلى جانب عملها الخاص.


هل تتجهين لتأسيس جمعية للمرأة مستقبلا؟

أنا أطلقت حملة «ساعد مراتك»، وتواصل معي عدد من النشطاء وشركة «سوشيال ميديا»، عرضت علي تولي الدعاية للحملة، وأضع حاليا الإطار العام لها، وستظهر في شكلها النهائي، خلال الفترة المقبلة.